-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 23 - 2 - الخميس 21/11/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر الخميس

21/11/2024



عاد إلي المنزل بعد يوماً شاق ليس من العمل ولكن من التفكير أيضاً فيمن تورق قلبه وسرقت النوم من عينيه، فتح باب الجناح وليته لم يفعل أتسعت عيناه وأسودت من شدة الغضب وهو يجد المسماه بزوجته تستلقي علي فراشه هو ومالكة قلبه هل تظن أنه رجلاً شهواني لينسي ما فعلته به ويركض خلف ملذاته وغرائزه.


نهضت هي وتحركت تجاهه بمكر شديد رفعت يدها كي تطوق عنقه بدلال ولكن قبل أن تلامس يدها جسده كان تراجع إلي الخلف علي الفور وهو ينظر لها من أعلي رأسها لأغمص رأسها بإحتقار مغمغماً بفحيح:

-بتعملي أيه هنا؟


تجاهلت حدته وهتفت بدلال وهي تحاول أن تقترب منه مرة آخري:

-جوزي حبيبي وحشني عندك أعتراض ؟


صاح بحدة وهو يكبل ذراعيها بقوة بين قبضة يده:

-إيدك الوسخة بس تقرب مني وقتها هقطعها ليكي.


فتح باب الغرفة علي مصرعيه وهو يجرها بقوة وقام بإلقاها خارج الغرفة مما جعلها ترتطم أرضاً، بصق في وجهها وصاح موبخاً:

-ده مقامك مقام الستات الرخيصة إلي زيك تحت رجلي أقسم بالله لو فكرتي مجرد تفكير تقربي من الاوضة دي بس مش رجلك تخطيها هدبحك سامعة هدبحك.


تركها وولج الغرفة وصفع الباب خلفه بعنف أهتز علي أثره الباب.


أتجه إلي الفراش ونظر له بإشمئزاز بعد أن دنسته هذه الحقيرة بجسدها، إقترب من المفارش وقام بجذبه وشقه إلي نصفين بيده وألقاه أسفل قدمه وهو يدهسه بقوة مردداً بحقد:

-رخيصة وهتفضلي طول عمرك رخيصة يا فريدة كل يوم بتثبتي ليا أني كنت أعمي فعلاً بس لما فكرت أتجوز واحدة زيك وكنت غبي لما فكرت أردك عشان أوجع صفا مع الأسف أنا إلي أتوجعت مش هي.


تحرك صوب المرحاض وفتح الماء وتوقف أسفله بكامل ملابسه مستنداً بظهره علي الجدار مغمضاً العينين وبداخله حمحم بركانية علي وشك الإنفجار ليت برودة الماء تستطيع إطفائها.


هاتفاً بلوعة داخل قلبه:

-صفا أين أنتِ يا خليلة القلب والروح فقد بات الحب معلناً وأعلن القلب العصيان علي صاحبه.

❈-❈-❈

بينما في الخارج استندت علي الحائط بآلم كي تنهض لكن صوبت نظرها علي الحذاء اللامع أمامها، رفعت رأسها قابلها وجه أحمد المحتقر.


نهضت بإحراج، وهي تتهرب من النظر في عينيه.


تبسم الآخر ساخراً وعقب:

-أظن عرفتي مقامك كويس بقي أيه عند ياسين مقامك تحت رجليه.


رمقها بإستحقار هو الآخر وغادر إلي غرفته صافعاً الباب في وجهها، بينما نهضت هي متوعدة بشر:

-ماشي صبركم عليا مبقاش أنا فري إما ندمتكم علي إلي عملتوه فيا.

❈-❈-❈

في صباح يوم جديد، وتحديداً في شقة أمير خرج من غرفته تفاجأ بخالته مرتدية ملابس الخروج أقترب منها وتسأل:

-صباح الخير يا خالتو أنتِ خارجة ولا أيه ؟


أومأت بإيجاب:

-أيوة يا حبيبي خارجة وأنت جاي معايا ورانا مشوارين.


قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-مشوراين فين ؟


تجاهلت سؤاله وهتفت بأمر:

-مش وقت أسئلة جهز نفسك هتعرف في الطريق.


رمقها بحيرة وقال:

-حاضر يا خالتو زي ما تحبي.

❈-❈-❈

أستيقظ ياسين بجمود كعادته نظر حوله مثل كل يوم يبحث عنها يريدها وبشدة لكن كبريائه يمنعه أن يعترف كالعادة، وإعتدل بوهن مستنداً بظهره علي خلفية الفراش وشرد في ذكري طريفة لهم.


تركته وهبطت كي تحضر له قدح من القهوة فأغمض عينيه متظاهراً بالنوم، عادت بعد فترة ولجت الغرفة وجدته غافياً وضعت الفنجان علي الطاولة وجلست جوارها بحذر شديد تتلمس وجه بإصبعها برفق شديد، حتي وضعت أصبعها علي شفتيها وجدتها يقطمها بخفة بين أسنانه مما جعلها تصرخ بفزع:

-صباعي.


فتح عينيه وانفجر ضاحكاً، رمقته بغيظ وقالت:

-يعني صاحي حضرتك وبتعض كمان ؟ كده يا سينو هتاكل صباعي ؟


ابتسم بغزل وقال:

-أصل طعمه مسكر أوي يا قلبي وأنا مهبط ونفسي في حاجة حلوة.


أتسعت ابتسامتها بغرور وتداركت قائلة:

-طيب أشربها القهوة يلا .


قالتها وهي تمد يدها وتحمل فنجان القهوة وتقدمها له في يده:

-تحفة ومعسلة.


أرتشف منها عدة رشفات بنهم شديد، تعجبت هي وتسألت:

-القهوة سادة أصلا ؟


غنز بخفة وعقب:

-طعم صباعك لسه في بوقي يا قلب ياسين.


عاد من شروده علي واقعه الآليم صفا رحلت من حياته ولم يتبقي منها سوي الذكرى.

❈-❈-❈

إستقل السيارة وخالته جوراها، ألتفت لها وتسأل بفضول:

-ممكن بقي أعرف أحنا راحين علي فين ؟


تبسمت بهدوء وقالت:

-راحين المستشفى ؟


شملها بنظرة قلقة وتسأل:

-مستشفي ليه أنتي تعبانة؟


حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ راحين للي خطفت قلب أبني التاني أعرف مزعلاه ليه.


إمتعض وجهه بحزن وقال:

-مفيش داعي يا خالتو خلاص خلصت الحكاية.


رمقته شذراً وصاحت موبخة:

-يا شيخ أتنيل هي الحكاية بدأت عشان تخلص حرام عليكم هتجيبوا أجلي سوق سوق بدل ما أنزل وأخد تاكسي.


رفع يده بإستسلام وقال:

-حاضر حاضر سكت.


بدأ في القيادة بالفعل وبعد ما يقارب الساعة كان وصل أمام المشفي.


ألتفتت له وتسألت بحدة:

-ألاقيها فين ؟


رد بإختصار:

-قسم الجراحة دكتورة نور.


أومأت بتحذير:

-هروح ليها وأنت تفضل هنا سامع؟


تنهد بسأم وأجاب:

-حاضر يا خالتو بس ممكن مش تزعلي نور هي كلامها دبش شوية.


تبسمت بحب وقالت:

-هيبقي علي قلبي زي العسل يا حبيبي دي هتبقي الغالية مرات الغالي.


قبل جبينها بحب:

-ربنا يخليكي ليا يا ست الكل.

❈-❈-❈

كانت تجلس في إستراحة الأطباء وبرفقتها صديقتها مروة قاطعهم طرق الباب وبعدها فتحه ودخول سلوي بهيأتها الوقورة.


نهض الإثنتين بإحترام، تبسمت سلوي بوقار وقالت:

-صباح الخير.


نظر الاثنين إلي بعضهم وردوا باحترام:

-صباح النور يا فندم.


تبسمت بحنان وتسألت:

-مين دكتورة نور ؟


ردت نور بإحترام:

-أنا.


هتفت سلوي بهدوء:

-كنت عايزة أتكلم معاكي علي إنفراد ممكن ؟


إستئذنت مروة بإحراج :

-طيب بعد إذنكم أنا عندي شغل.


غادرت مروة وأغلقت الباب خلفها، بينما جلست سلوي وأشارت إلى نور أن تجلس جوارها، جلست الآخري بتوتر.


تحدثت سلوى بلباقة تدل علي رقيها وتواضعها:

-أنا سلوي خالة أمير.


أومأت نور بهدوء:

-أهلاً بحضرتك.


تبسمت معقبة:

-طبعاً مستغربة أنا ليه قولت خالة أمير ومقولتش أني والدة ياسين ؟ عشان أنا جاية النهاردة أعرف سبب رفضك لأمير؟ أمير بيحبك بجد اه ياسين غلط في حق صفا لكن صوابعك مش زي بعضها أمير مفيش زيه راجل بجد يمكن هو وياسين شكل بعض في صفات كتير لكن مختلفين في حاجة مهمة أوي ياسين سطحي فكل حاجة ممكن أعرف بقي ليه زعلتي منه وكمان أخدتيه بذنب غيره ؟ أمير تعب في حياته أوي يا نور أنا كان نفسي أفرح به من زمان وحاولت أكتر من مرة أدور أنا علي عروسة ليه كان بيرفض هو اختارك أنتِ وحبك أنتِ وبس.


ظلت تحدق بها نور مستمتعة لها بإنصات تام حتي سألتها:

-هتفضلي ساكته كده كتير ؟


هتفت بإحراج:

-أقول أيه ؟


قلبت عينيها بضجر وردت:

-تقولي أنتي عايزة أيه بتحبي أمير ولا لأ موافقة تتجوزيه ولا لأ ؟


ردت بتبرير:

-بس صفا و ..


قاطعتها سلوي بإصرار:

-مفيش بس ملكيش علاقة بياسين وصفا أولاً صفا مش هتكره ليكي الخير صفا وياسين حكاية وأنتِ وأمير حكاية بلاش تدخلي الأمور في بعضها يا حبيبتي ها قولتي أيه موافقة ؟


عضت علي شفتيها بخجل وقالت:

-موافقة بس ممكن نأجل كل حاجة لغاية ما صفا نفسيتها تتحسن شوية.


تبسمت سلوي داعية:

-ماشي يا حبيبتي ربنا يقدم إلي فيه الخير .


صمت قليلاً بتردد وتسألت:

-طمنيني يا بنتي صفا كويسة؟


تنهدت بحزن وقالت:

-مش كويسة صفا كانت بتحب ياسين بجد بس مع الأسف بعد إلي حصل صدمتها فيه كبيرة ربنا يتولاها.


أومأت بتفهم وقالت:

-ياسين كمان بيحب صفا ومسيرهم يرجعوا لبعض تاني ربنا يهديهم يلا أنا هقوم بقي استأذن أنا وأسيبك تشوفي شغلك وبراحة علي الواد ده يتيم وحساس عايش طول عمره وحيد بلاش أنتِ والزمن عليه سلام يا حبيبتي.


قبلتها سلوي بحنان وغادرت، بينما جلست نور مرة آخري متنهدة براحة.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة