رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 24 - 2 - الجمعة 22/11/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر الجمعة
22/11/2024
استيقظت بنشاط علي غير عادتها في الفترة الماضية إرتدت ملابسها ووقفت أمام المرآة تتأمل شحوب وجهها، تبسمت بمرارة رفعت يدها ووضعتها فوق أحشائها بحنان وأردفت:
-عشان خاطرك أنت يا قلب ماما هكمل وهعافر عشانك أنت وبس عشان لما تيجي تنور الدنيا يا حبيبي تفتخر بأمك.
ألقت نظرة أخيرة علي حالها في المرأة وغادرت الغرفة وجدت والدتها مفترشة سجادة الصلاة وأمامها المصحف الشريف تترتل بصوتها العذب، تبسمت بحنان ما أن رأتها وقالت:
-بسم الله ما شاء الله أيوة كده خلي الشمس تنور.
تبسمت بحب واقتربت من والدتها مقبلة جبينها:
-ربنا يبارك ليا فيكي يا أمي وميحرمنيش منك يارب.
ربتت الأخيرة علي ظهرها بحنان وقالت:
-ويخليكي ليا يا قلب يا ماما ها ناويتي تنزلي الشغل؟
اعتدلت في وقفتها بوهن وقالت:
-هروح المستشفي أقابل دكتور عصام وأقدم استقالتي وأودع زمايلي.
أومأت والدتها بتفهم وردت:
-ربنا يصلح حالك يا رب يا بنتي ويوقف ليكي ولاد الحلال.
أمنت على دعائها برجاء:
-يارب يا أمي يارب.
❈-❈-❈
وصلت المشفي وتقابلت مع زملائها وودعتهم وبعدها اتجهت إلي مكتب دكتور عصام، الذي ما أن رأها حتي نهض مرحباً بها بحفاوة.
جلست بتوتر وتحدثت:
-نور كانت قالت ليا علي الشغل إلي حضرتك قولت ليها عليه.
أومأ بإيجاب:
-أيوة حصل ومكانك بقي موجود كمان.
تنهدت بحزن عميق وردت:
-متشكرة جداً لحضرتك يا فندم بس مش هقدر أروح.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-مش هينفع ليه ؟ مش أنتِ خلاص هترجعي الشغل؟
حركت رأسها بإيجاب وعقبت بتبرير:
-أيوة يا دكتور بس أنا هرجع شغلي في المستشفى الحكومي.
أتسعت عين الآخر بصدمة وتسأل:
-ترجعي المستشفى الحكومي من تاني ؟ طيب ليه ؟ وشغلك في مستشفى إستثماري رفضاه ليه؟
تبسمت بمرارة وقالت:
-كفاية إلي شفته هنا المستشفى الحكومي والشغل مع الناس البسطاء أرحم من أني أمر بالي مريت به بعتذر لحضرتك مرة تانية.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-علي راحتك يا دكتورة المهم أنتِ تبقي مرتاحة.
صمت قليلاً وتسأل بحذر:
-صفا أنتِ كويسة صح ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أطمئن يا دكتور أنا بخير.
تبسم براحة وعقب:
-صفا أنا دايما جنبك وفي أي وقت تحتاجي حاجة أنا موجود يا صفا ربنا يعلم معزتك عندي زي بنتي وأكتر.
ردت بامتنان:
-شكراً لحضرتك يا دكتور.
فتحت حقيبتها وأخرجت منها استقالتها وقدمتها له:
-دي استقالتي يا فندم أتمني حضرتك تقبلها.
آخذها منها بيد مرتعشة وعين تشع أسفاً:
-أنتِ من أكفأ الدكاترة الشباب إلي اشتغلت معاهم و قدروا يثبتوا نفسهم وخصوصاً في المجال النفسي وبتنبأ ليكي بمستقبل باهر يا بنتي ربنا يوفقك.
أخذت نفس عميق وردت:
-دي شهادة أعتز بيها يا فندم ووسام علي صدري.
صمتت قليلاً بتردد وقالت:
-أنا كنت عايزة أعرف حضرتك حاجة.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-خير يا بنتي ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-أنا حامل.
اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-حامل؟ طيب وناوية علي أيه بلغتي والده ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ معرفتوش ومش هعرفه من الأساس لأنه ميفرقش معاه أصلا يا فندم أبني أنا هربيه وربنا يقدرني أكون ليه الأب والأم.
نظر لها بإشفاق وقال:
-ربنا يعينك يارب يا بنتي.
قام بالإمضاء علي الإستقالة ونهضت مستأذنة وغادرت.
❈-❈-❈
منذ أن أستيقظ وهو يشعر بصداع برأسه قرر أن يذهب إلي المشفي كي يطمئن عن السبب، قاد سيارته واتجه إلي المشفي ركن السيارة جانباً وهبط من السيارة متجهاً إلي الداخل ولكن قبل أن يتحرك تجاه المصعد الكهربائي رأها أمام عينيه ظن أنه يتوهم وليس هي ولكن هذا الدخيل الذي يقف برفقتها جعله يتيقن أنها هي، تحرك تجاها دون شعور ليري لما تقف مع هذا الدخيل.
بينما عند الآخري كانت تغادر المصعد تزامناً مع صعود زميلهم دكتور حسن تبسم بإتساع فور رؤيتها مرحباً بها:
-دكتورة صفا ؟ عوداً حميداً.
ردت بتكلف:
-أهلاً بحضرتك يا دكتور أخبارك ؟
أومأ بإيجاب وقال:
-الحمد لله.
حمحم بإحراج وقال:
-دكتورة صفا كنت عايز أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-خير يا دكتور أتفضل.
ارتبك وهو يتطلع حوله وتحدث بحذر:
-أحم هو موضوع مش هينفع هنا.
رمقته بعدم إستيعاب وتداركت مستفهمة:
-طيب موضوع أيه بس إلي حضرتك عايزني فيه ومش هينفع هنا؟
آخذ نفس عميق وتحدث بهدوء:
-أنا عايز أتجوزك.
"-نعم يا روح أمك عايز أيه ؟"
نطقها ياسين الذي ظهر من العدم بعصبية شديدة.
شهقت صفا بصدمة، ولكن أختارت الصمت لتري ما سيحدث.
عدل الآخر عويناته الطبية وتسأل بحيرة:
-أفندم حضرتك مين أصلا وأيه دخلك في الموضوع من الأساس؟
رمقها بنظرات مشتعلة وقال:
-هتفضلي ساكتة ما تردي يا دكتورة أنا أطلع مين.
ردت ببرود:
-ده ياسين باشا يا دكتور من ملاك المستشفي.
صدم الأخر وتسأل بغيرة:
-بس كده؟
تبسمت بمرارة واسترسلت باستفهام:
-هو فيه مسمي أو صلة لحضرتك دلوقتي غير كده ؟
تحدث حسن بعدم فهم:
-أهلا وسهلاً بحضرتك طبعاً بس معذرة أيه دخل حضرتك بكلامي مع دكتورة صفا؟
إتجهت صفا بنظراتها إليه وردت بهدوء:
-دكتور حسن حضرتك شخص محترم وليك مستقبل باهر ربنا يوفقك في حياتك ويرزقك بإلي أحسن مني.
رد الآخر بحزن:
-بس أنا عايزك أنتِ.
تنهدت بحزن عميق وهتفت بمرارة:
-ليت ما يتمناه المرء يحدث يا دكتور بعد إذنك.
كل هذا دار أمام أعين الآخر، رمق الطبيب شذراً وتحرك خلفها إلي الخارج، عقله يكاد أن ينفجر كيف يجرأ هذا الدخيل على خطبتها أو التحدث معها بكل هذه الأريحية هل بينهم علاقة ؟ أو سابق معرفة؟ أم أنها قصة حب وتركته من أجل الأموال يشعر أنه بمتاهة يود الوصول إلي نهايتها كي يرتاح قلبه جاء ليطمئن علي سبب آلم رأسه ولكن يا أسفاه الأن سينفجر لا محالة حسناً يا صفا لنري ماذا تخفيه عني لأري كم كنت مخدوع بك أقسم أني سأجعلك تتذوقي من الآلام التي تجرعتها أنا كما جعلتك تتجرعين السعادة علي يدي فأنتِ سبب وجعي وهلاكي وعليكِ أن تجني ما صنعته يدك.
❈-❈-❈
كانت تقف على الرصيف تقوم بإيقاف سيارة أجرة، تفاجأت بمن يجذبها من ذراعها بعنف.
ألتفت له وصاحت بعصبية وهي تجذب ذراعها من بين قبضة يده:
-أنت أتجننت أزاي تمسكني كده؟
"أنتِ مراتي"نطقها بتلقائية.
تبسمت بمرارة واسترسلت بإيضاح:
-بجد يظهر أن حضرتك نسيت أنا طليقتك يا ياسين باشا.
تجاهل حديثها وهتف بإصرار:
-الواد ده أزاي يتجرأ يخطبك ؟ أيه إلي بينكم ؟
أتسعت عيناها بصدمة وتساءلت بعدم إستيعاب:
-أيه إلي بينا ؟ أنت أتجننت وعديت الحدود الحمراء أتفضل بعد إذنك شوف أنت رايح فين وأبعد عني.
رمقها بنظرات مشتعلة وقال:
-ردي علي سؤالي الآول يا صفا أزاي يفكر يخطبك وأنتِ لسه في العدة يعني مراتي يا هانم ؟
هزت رأسها بيأس وردت متهكمة:
-هو حد أصلاً يعرف أني مراتك؟
صدم من حديثها وصمت فليس لديه رد من الأساس، استغلت هي صمته وأشارت إلي سيارة أجرة، وتركته وغادرت دون أن تنطق بحرف واحد، بينما ظل واقفاً مكانه يتطلع في آثرها والنيران تشتعل داخل صدره كالحمم البركانية التي علي وشك الإنفجار.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية