-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 27 - 2 - الخميس 28/11/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر الخميس

28/11/2024



رد حسن بعملية:

-تمام بس خد بالك بعد كده من أكلك وشربك عشان إلي حصل لحضرتك ميحصلش تاني لأن واضح أن المخدر ده أتحط ليك بالقصد.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-مخدر أيه مش فاهم ؟

أسترسل الآخر بعملية:

-حضرتك جاي المستشفى نتيجة جرعة مخدرة زايدة ولولا لحقناك قبل فوات الأوان كان القلب وقف تماماً وملحنقاش ننعشه.

أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-مخدر أيه بالظبط ؟ أنت بتتكلم عن مين ؟

تعجب حسن ورد:

-حضرتك.

نظر له ياسين وتسأل بحذر:

-عايز أعرف إلي حصل من آول ما جيت المستشفى لغاية دلوقتى.

أومأ حسن بإيجاب وسرد له كل شئ بالتفصيل وسط صدمة ياسين.

بعد فترة من الصمت تحدث بجمود:

-مش عايز حد يعرف إنك بلغتني بإلي حصل.

تفهم الآخر وجهة نظره ورد بهدوء:

-تمام بعد إذن حضرتك.

غادر حسن تاركاً ياسين في حيرته من تجرأ وفعل به هذا؟ ولما أخفي والده عنه هذا الأمر ؟ مؤكد أن هناك سراً وعليه أن يكتشفه هو بنفسه مهما كلفه الأمر.

❈-❈-❈

عاد ياسين برفقة والده وفريدة، تحدث أحمد بحنان وقال:

-أطلع أرتاح في أوضتك يا حبيبي.

تجاهل ياسين حديث والده، وجلس علي المقعد واضعاً ساق فوق ساق بثقة.

تسأل أحمد بقلق:

-مالك يا ياسين؟

تبسم بهدوء وقال:

-أنا بخير أهو يا بابا.

نظر إلي فريدة وتحدث بنبرة حادة:

-فريدة.

ابتلعت ريقها بتوتر وردت:

-نعم.

حدث بها قليلاً قبل أن ينطق بنبرة لا تقبل النقاش:

-أطلعي أوضتك لمي هدومك ومش عايز أشوف وشك هنا.

أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-هو في أيه أنا عملت حاجة ؟

تبسم ضاحكاً وعقب:

-بجد هو أنتِ عملتي أيه بالظبط ؟ أنتِ بتسألي كمان ؟ أنتِ عملي الأسود يا فريدة أنتِ طالق بالتلاتة.

نهض بغرور وتدارك قائلاً:

-أطلع أرتاح أنزل ما شوفش وشك تاني.

صعد إلي غرفته، وصاحت فريدة بجنون:

-ياسين طلقني بالتلاتة.

تبسم أحمد ببرود:

-سمعت اتفضلي لمي حاجتك مع السلامة زي ما قالك.

جحظت عيناها بصدمة وتسألت:

-نعم أنت مش هتساعدني؟

رمقها باستخفاف وقال:

-أساعدك أزاي أن شاء الله ؟ أظن كنت هسكت ومش هنطق لكن دلوقتي بقي الوضع أختلف هو إلي طلق يبقي الموضوع خلص بلاش نضحك علي بعض من يوم ما جيتي هنا وأنتي عارفة كويس أوي أن وجودك وقتي يلا هطلع أرتاح أنا كمان منمتش من إمبارح وأنتي نفذي كلام ياسين أحسنلك سلام.

صعد هو الآخر تاركاً إياها تتأكل غيظاً:

-بقي كده ماشي هدفعكم التمن غالي أوي صبركم عليا وحقي هرجعه تالت ومتلت.

❈-❈-❈

في صباح يوم جديد كان يجلس مع والده يتناول الإفطار ومن حين إلي حين ينظر أحمد إلي نجله، أنتبه له ياسين وتسأل بهدوء :

-عايز تقول أيه يا بابا؟ أنا عرفت إلي حضرتك خبيته عني ومؤكد فريدة إلي عملت كده تحمد ربنا أني طلقتها وطردتها بس دي كانت عايزة تقتلني يا بابا؟ أنا مش فاهم أنت كنت مخبي عني ليه ؟

تحدث أحمد بتبرير زائف:

-محبتش أعمل مشاكل ما بينكم يا أبني ومش متأكدين أنها هي.

تنهد بسأم وقال:

-وهو مين  غيرها ممكن يفكر يعمل كده يا بابا؟ يلا خلاص صفحتها أتقفلت من حياتي للأبد، رمق والده بعتاب وتسأل:

-حضرتك هتفضل سايب ماما كتير كده ؟

تنهد بسأم وأجاب:

-لأ طبعاً بس أنا سايبها ترتاح شوية بس وتنسي البنت دي خالص عايزين نرجع نعيش حياتنا طبيعية من تاني.

أومأ بتفهم وقال:

-ماشي يا بابا بس حاول مطولش كتر البعد بيعلم الجفا يلا أنا خارج محتاج حاجة ؟

حرك رأسه نافياً وعقب مستفهماً:

-أنت رايح فين ؟ خليك مرتاح أنت لسه تعبان يا حبيبي.

تبسم بهدوء وقال:

-أنت عارف مش بحب قعدة البيت يلا سلام.

رد أحمد براحة:

-سلام يا حبيبي.

❈-❈-❈

توقف بسيارته أمام منزلها وهو ينظر في ساعته تارة وإلي العمارة تارة آخري وداخله يتمني أنها لم تغادر بعد، وها قد تحققت أمنيته وهو يراها تغادر العقار، هبط سريعاً من السيارة متجهاً إليها وقف في قبالتها وخلع نظارته الشمسية. ووضعها فوق رأسه وتحدث بهدوء:

-صباح الخير.

ردت بهدوء:

-صباح النور حمد الله على السلامه.

تبسم بإتساع وقال:

-يعني كنتِ حقيقة مش حلم؟

آخذت نفس عميق وقالت:

-أيوة.

حدث في مقلتيها بتركيز وتسأل:

-ليه ؟

ردت بهدوء:

-كنت في المستشفى بخلص ورق ولما عرفت بتعبك شوفتك في مشكلة؟

تغاضي عن ردها وهتف بإصرار:

-دي مش إجابة سؤالي؟ ليه جيتي تشوفيني ؟

تنهد بشرود وقالت:

-أحنا كان بينا العشرة يا ياسين باشا وده واجب.

نظرت له بتردد وتسألت:

-من أمتي وأنت بتتعاطي؟ ولا دي أول مرة؟ 

رمقهت بعتاب وتدراك مستفهماً:

-أنتِ رأيك أيه ؟

آخذت نفس عميق تعبئ به رئتيه وأكملت بهدوء:

-رأي لو أنت ياسين إلي أعرفه إستحالة يشرب حاجة من الأساس بس مع الأسف أنت مش هو .

تحدث متهكماً:

-ولا أنتِ صفا إلي أنا عرفتها وحبتها من الأساس.

تبسمت بمرارة وأسترسلت بإيضاح:

-هو أنت حبتني من الأساس يا ياسين ؟ مع الأسف حتي دي كمان طلعت كذبة كنت عايشة فيها.

صمتت قليلاً وتسألت بحذر:

-أنت جاي ليه ؟ الهانم أشتكت ليك ؟

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-هانم مين؟

ردت بغيرة:

-الهانم مراتك.

ضيق عينيه متسائلاً:

-ليه هو أيه إلي حصل ؟

رمقته ساخرة وقالت:

-مش متربية فربتها بطريقتي إلي مربهوش أبوه وأمه أنا أربيه كله إلا كرامتي ياريت بقي تبعد عني خالص لو سمحت أنا تعبت بجد وعايزة أرتاح.

تجهم وجهه بعد أن رمقها بنظرة ذات معني وعقب قائلاً:

-وهي فريدة إلي مش متربية ؟ وأنتِ بقي إلي متربية ولا نسيتي إلي عملتيه فيا؟

هزت رأسها بيأس وهتفت برجاء:

-لو سمحت لو فيه ذكري حلوي فاكرة ليا خليها تشفع ليا عندك وسبني في حالي يا سيدي أنا وحشة ومش بحبك ونصابة عايز حاجة تاني أبعد عني بقي وشوف حياتك وسبني أنا كمان أشوف حياتي .

تابعها بصمت وعينيه تتجول في كل إنش بها، تمني هذه اللحظة كثيراً أم يعود بصره ويشبع عينيه من رؤيتها ولكن مع الأسف كل شئ انقلب ضدهم وبعد أن كان حلماً چميل أصبح كابوس بشع يسعي أن ينفر منه، إرتدي نظارته مرة آخري وعاد إلي سيارته دون أن ينطق بحرف واحد، بينما هي طالعت طيفه بحزن ويدها علي بطنها تحركها بحنان وكأنها تستمد القوة من جنينها الذي ينبض داخل أحشائها.

❈-❈-❈

في المنزل الخاص بعائلة فريدة منذ أن عادت وهي تجلس حبيسة غرفتها بعد أن سردت كل شئ إلي والدتها، تخشي مقابلة والدها ماذا تخبره أنها تطلقت هذه المرة لكن الفرق أن كرامتها قد هدرت.

طرق الباب جعلها تمسح دموعها سريعاً وهي تأذن الطارق بالدخول:

-أدخل.

فتح الباب وطل منه والده الذي ولج الغرفة وأغلق الباب خلفه متجهاً إليها جلس علي الفراش في مواجهتها وتحدث بنبرة معاتبة:

-أيه إلي حصل يا فريدة أطلقتي ؟

أومأت بإيجاب:

-أيوة .

رمقها بعتاب وقال:

-سمعتي كلام أمك ورفضتي تسمعي كلامي رغم أن مفيش حد هيحبك ولا هيخاف علي مصلحتك ادي من كام شهر كانت سيرة ياسين علي كل لسان وأنتي إلي سبيته دلوقتي الأدوار هتغير رجوعك لياسين كان أكبر غلطة وغير الطريقة المهينة إلي أطلقتي بيها كمان عشان كده أنا قرررت أنتي هتسافري لعمتك هند دبي بكره الصبح تفضلي معاها.

جحظت عيناها بصدمة:

-بس أنا مش عايز أسافر!

تجاهل رفضها وتحدث بحزم:

-أنا مش باخد رأيك ده أمر وأمك لو رفضت هتبقي طالق وأنتِ وهي بره حياتي….


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة