رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 31جـ1 - 3 - الإثنين 4/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الواحد والثلاثون
الجزء الأول
3
تم النشر يوم الإثنين
4/11/2024
قهقه ضاحكًا بصورة اثار استفزازها، رغم إعجابها بضحكته الغريبة التي لم تسمعها قبل ذلك على الإطلاق، والتي تجمع بين الروح الشعبية التي ينتمي اليها، وبين خشونة الرجال الأقوياء، رغم هدوءه المبالغ فيه، لتنفض عنها تلك الأفكار الغريبة عقب قوله:
- والله انتي حقك تحمدي ربنا اني كدة معاكي، بعد عملتلك السودة معايا والقصة اللي ألفتيها عشان اروح وابهدل الدنيا عند بنت عمي في محل عملها، بس اللي مجنني بقى، انتي ليه تعملي كدة؟ كان قصدك ايه؟ واحدة زيك وواخدة منصب كبير، بتغل ليه من واحدة غلبانة زي بهجة وعايزة توقعها في مصايب .
تبسمت بشر وكأنها وصلت اخيرا للجزء المحبب في الحوار:
- حقك تستغرب اكيد بس بقى لما تسمع مني أسبابي ، وتعرف مين بالظبط هي بنت عمك اللي بتعمل دلوقتي مصيبة عشان خاطرها، اكيد هتقدر ، ومش بعيد تتفق معايا .
تحركت رأسه بعدم استيعاب مرددًا خلفها:
- اتفق معاكي كمان! دي انتي عندك ثقة جامدة في نفسك ، طب انا عايز اعرف بقى دلوقتى، ايه هي اسبابك .
زاد اتساع ابتسامتها الماكرة لتجيبه برحابة:
- حلو اوي الكلام ده، بس الاول كدة هات تليفوني اللي انت محتفظ بيه عندك وانا افتحه بالبصمة واطلعلك الدليل اللي يثبت على كل كلمة اقولهالك
❈-❈-❈
تم الانتهاء اخيرا من الإجراءات، بأخذ الموافقة على عودتها إلى دراستها الجامعية بعد انقطاع، ليأتي الان موعد العودة، وحديث بينهما لا ينتهي.
- انا فرحانة اوي يا صفية، رغم اني حاطة ايدي على قلبي لامعرفش اسد واستوعب المواد اللي نسيتها من الركنة.
- بعد الشر عليكي، هتسدي وتبقى من الشطار كمان، انتي يا قلبي كنتي ممتازة، دا الدكتور مؤيد افتكرك بمجرد ما ذكرت قدامه اسمك.
قالتها صفية وهي تتقدم نحو سيارتها، ليصدح فجأة بوق سيارة اخرى انتفضت له بإجفال، جعل من يقودها يضحك بملئ فمه، اثناء ترجله منها مبديًا اعتذاره:
- انا اسف يا آنسة، مكنش قصدي اخضك وآلله.....
واكمل ضحكاته حتى استفزها لتنهره غاضبة:
- يا خفة، يعني كمان بتستظرف وبتضحك اعرفك منين انا عشان تعمل معايا الحركة دي؟
اجابها ببساطة:
- بس انا مش عامل كدة عشانك
قالها متوجهًا بأبصاره خلفها، ليجبرها على الالتفاف، فتجد بهجة تكاد ان تقع على نفسها من الضحك، كاتمة على فمها ، وما يظهر من بشرتها، قد تلون للأحمر القاني.
- يا سلام، وانتي كمان يا بهجة بتضحكي لهزار البني آدم السخيف ده.
- طب اعمل ايه..... مقدرتش والله،..... هي كدة...... جات فجأة.
تمتمت الكلمات بتقطع نتيجة لفرط ضحكاتها، ليزداد اندهاش صفية عقب قول الاخر والذي تماسك بصعوبة هو الاخر:
- إيه الاخبار يا بهجة؟ خلصتي ورقك بقى؟
- ايه ده؟ انتو تعرفوا بعض؟
توجهت نحوهما صفية بالسؤال، فجاء الرد من بهجة بعدما توقفت بصعوبة عن الضحك، تقدمهما إلى بعض:
- دا يبقى الدكتور هشام يا صفية، اللي متابع حالة مدام نجوان، ودي صفية صاحبتي يا دكتور، المحامية الشاطرة بتاعتي برضو
امتدت كفه نحوها:
- اهلا آنسة صفية، مش برضو آنسة ولا مدام؟!
- استااااذة، تقولي أستاذة، لا آنسة ولا مدام، انا محبش التصنيفات دي اساسًا .
قالتها بانفعال آثار تسليته، ليواصل بسماجة استلذها معها:
- اكيد دا حقك يا أستاذة، بس مجاوبتيش على سؤالي برضو، آنسة ولا مدام
رمقته بشر رافعة حاجبًا واحدًا، وكأنها على وشك الفتك به، رافضة بجدية استخفافه:
- لو سمحت حضرتك يا اسمك ايه أنت ياا دكتور، انا محبش حد يكلمني كدة.
امام عصبيتها المفرطة وارتباكها الخفي والذي وصل اليه، لتزداد ابتسامته اتساعًا، يزيدها استفزازًا حتى خشت بهجة من تطرفها في الرد بعنف نحوه، لتسارع بالتلطيف بينهما:
- الدكتور هشام بيهزر والله يا صفية، هي دي طبيعته وحياة ربنا، انا بقول نمشي احسن بدل ما يتطور الأمر اكتر من كدة.
همت لتسحبها ولكنه تصدر فجأة عارضًا عليهما:
- استنوا طيب، ما تيجو عندي اعزمكم على فنجان قهوة في مكتبي.....
لم تمهله ليكمل وقد صدر اعتراضها على الفور مرددة:
- فنجااان قهوة في مكتبك، هقولهالك تاني،، اعرفك منين انا عشان اقبل بعزومتك؟ ولا هي نفسها، انت بالنسبالها مجرد معرفة عادية على فكرة.
- يالهوي عليا
غمغمت بالكلمات بهجة لتتخطاه هذه المرة ترفض بزوق:
- متشكرين جدًا يا دكتور، بس احنا فعلا والله لازم نمشي، دقيقتين تاني كمان، والجامعة كلها هتولع.
فتحت باب السيارة لتدفعها دافعًا داخلها، امام مراقبة الاخر والذي ظل واقفًا لا يكف عن الابتسام، وقد أعجبه شراستها، وغضبها السريع.
اما هي وقد ظلت على تواصلها البصري متحفزة نحوه:
- انا مش عارفة انتي بتعامليه بزوق ليه؟ دا باين عليه انسان بارد.
حاولت بهجة إخفاء ابتسامتها، تهادنها بالكلمات علها تهدئ:
- والله دي طبيعته يا بنتي، دا كذا مرة يخرج رياض عن شعوره ويبقى على وشك ان يقتله، بس ربنا بيسترها، شغلي العربية بقى، مش هنفضل اليوم كله نبصله ويبصلنا، ان كان عليه هو مبسوط على فكرة، حتى باين من وقفته.
استدركت صفية تشعر بالحرج، وقد تنبهت أنها بالفعل قد أطالت التحديق به، ولكنه هو من يستفزها، لتشيح بأبصارها عنه بصعوبة، تدير المحرك من أجل المغادرة.
ولم يتحرك هو من محله، يرتسم على ثغره ابتسامة منتشية، يتابعها تطالعه من مرأة السيارة الجانبية وسيارتها تمر من جانبه، حتى تلاعب لها بحاجبيه، يرى تحرك شفتيها بكلمات حانقة، وبهجة من جوارها تعود للضحك مرة اخرى، حتى اجفل الثلاثة، بقطع الطريق عليهم، بتلك السيارة العالية، والتي ترجل صاحبها بعد لحظات بسيطة بغضبه امامهم:
تجمدت بهجة بصدمة بمعرفة صاحبها، امام صفية فقد ترجلت تقابله:
- ايه ده ايه ده؟ دا انت كان ناقص تخش فينا بعربيتك يا رياض باشا .
رمقها بنظرة خاطفة وعدم اكتراث، قبل ان يتجه بأبصاره نحو بهجة، ليتحدث بجمود:
- انزلي دلوقتي حالًا يا مدام، وتعالي على عربيتي عشان نتكلم براحتنا.
وقبل ان يصدر ردها سبقتها صفية متهكمة:
- هي سابت الشغل عندك على فكرة يا باشا، وأن كان على موضوع مدام دي اللي انت قاصدها دلوقتي، فهي اكيد بلغتك بقرارها، زي ما بلغتني انا محاميتها.
بابتسامة ساخرة خاليه من أي مرح، تحدث كازًا على اسنانه يحاول السيطرة بصعوبة على نيران غضبه:
- نقطة ومن اول السطر، هعتبر نفسي مسمعتش اي حاجة، دا لمصلحتك على فكرة....
همت تقاطعه، ولكنه اوقفها رافعًا سبابته امامها:
- مسمعش نفس تاني، انا مش بوجهلك كلام من اساسه، انزلي يا بهجة،
صدر أمره الاخير بعنف لتضطر الاخيرة للإنصياع لأمره، خشية تطور الشجار مع صديقتها التي تتحداه، غير اَبهة بهيئته التي تعرفها جيدًا، وكأنه على وشك ارتكاب جريمة.
- خلاص يا صفية هتصل بيكي اطمنك بعدين.
همت الأخرى لتجادلها، ولكن جاء الرد من جهة اخرى مختلفة:
- اي الحكاية يا جماعة؟ غريبة ان رياض باشا جاي بنفسه يعني على الجامعة هنا.
سمع الاخر ليلتف اليه بأعين تلونت بالدماء، وكأنه كان ينقصه، ليلتف إلى بهجة بالتساؤلات العديدة والشكوك، والتي سارعت تنفيها، وقد سقط قلبها من الرعب :
- دكتور هشام قابلنا بالصدفة دلوقتي واحنا خارجين من الجامعة، سلم عليا يسألني على مدام نجوان.
- جرا ايه يا بهجة ما انا عارف ان انتي سيبتي الشغل عندها.
قالها ببساطة ليتابع نحو هذا الذي استوحشت ملامحه:
- انا عرضت عليها تيجي على مكتبي مع صاحبتها وتشرب عصير، اصلي فرحان اوي أنها رجعت لجامعتها من تاني، من هنا ورايح بقى اي حاجة تحتاجيها يا بهجة انا تحت امرك....
وما كاد ينهيها حتى باغته الاخر بلكمة قوية على فكه الأيمن اسقطته للخلف، تتلقفه ذراعي صفية التي غلبها ثقله، لتسقط معه على الارض شاهقة بإجفال، فصدر صوت بهجة بذهول:
- يا نهار اسود، انت عملت فيه ايه؟
لم يكلف نفسه بالرد، ليقبض على كف يدها ويسحبها معه إلى داخل سيارته، ثم تحرك بها على الفور مغادرًا، تاركًا خلفه هذا المسكين الذي تأوه متوجعًا:
- اااه ايده مرزبة يخرب بيته.
تأوهت هي من خلفه تصرخ به:
- هو ايده مرزبة وانت ايه؟ اوعى يا عم بتقلك ده.
اعتدل عنها على الفور يعبر عن اسفه:
- انا اسف والله، بس اديكي شوفتي بنفسك، عامل زي الطور الهايج، وفي الاخر برضو خطف البنت من وسطنا، مفتري.
قطبت صفية تطالعه بتشكك قائلة:
- بس انت استفزيته، بطريقة كلامك معاه.....
تبسم يحاول تدليك الفك المتوجع، وقد فهم على الباقي من حديثها:
- عشان هو يستاهل، بيستهبل مع ان كل تصرفاته معاها فضحاه.
فغرت فاهها بأعين متوسعة:
- يعني انت كمان عارف باللي بينهم .
تبسم بثقة:
- طبعًا مدام نجوان متبخبيش عني حاجة.
لتضرب كف بالاخر مرددة:
- يا نهار اللوان، انا بقيت حاسة الدنيا كلها عارفة بجوازهم، كدة مش فاضل غير أخواتها بقى.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..