-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 18 جـ 1 - 2 - السبت 23/11/2024

 

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الثامن عشر 

2

تم النشر يوم السبت

23/11/2024


إستدارت نحوه بجذعها كاملًا وهي تردف بحدة وإنفعال لتأكيد خطأه ...

- أنا ...!! ولا إنت إللي غاوى تحرجني مع أصحابي ... ؟؟؟

- مش فاهم ...!!

سحبت نفسًا طويلًا قبل أن تستكمل تأنيبها له ...

- والله ...!!! إنت غريب جدًا ... !! مش أنا قلت لك على الأدوية إللي "إسراء" عاوزاها ... فين بقى ... مجبتهاش ليه ... إنت كدة عاوز تحرجني مع أصحابي ...!!!

إتسعت عينا "رؤوف" للغاية بإندهاش ليردف موضحًا ...

- أحرجك ...!!! إنتِ بتقولي إيه .. ؟؟! أولًا الأدوية إللي هي عاوزاها مش تبع الشركة عندنا ومش عارف أجيبهالك منين ... ثانيًا بقى .. إحنا ناس مستورين يا "نيره" ... أنا وأهلي نعتبر عايشين بمرتباتنا ...لا إحنا وارثين ولا أغنياء ... وأنا بعمل جُهدي عشان أكوّن نفسي وأتجوز ... أنا بجتهد عشان أجيبلك كل إللي إنتِ بتحلمي بيه ... مقدرش كل وقت والتانى أتكلف هدايا ومجاملات لأصحابك بالشكل المُكلف أوى ده ...

ها قد وصلت لما يوقعه بالخطأ الذى تترقبه لتشهق بقوة قائله بإستنكار شديد ...

- إيه ده ... أنا مكنتش أعرف إنك بخيل أوى كدة ..!!! مش بتحب تاكل فى المطاعم ولا بتحب تجيب هدايا بسيطة زى دى لأصحابي وبتحرجني معاهم ... إنت أكيد مش طبيعي ... أيوة ... البخل ده مرض ... إنت محتاج دكتور نفسي .. مش معقول كدة ...!!!

بذهول تام ردد "رؤوف" مستنكرًا ...

- دكتور نفسي ...!!!! للدرجة دى ... كل ده عشان بقولك كفاية تكلفة وهدايا ... أنا بحاول أرضيكِ بأى شكل ... وبرضه مش بيعجبك ...؟!!

رفعت "نيره" رأسها بخيلاء وهي تطرف بعينيها بإستعلاء فقد وصلت لمبتغاها وها هو سيحاول إرضائها ...

- أنا كدة أخاف يا "رؤوف" من حياتنا مع بعض ... أخاف تكون بخيل وأتعب معاك ...

زفر "رؤوف" بقوة محاولًا إسترجاع هدوئه النفسي ليصلح هذه العقبة أيضًا من طريق حياتهما معًا ..

- خلاص يا قلبي ... أنا محبش زعلك ... حجيب لك الأدوية بتاعة صاحبتك ... وكمان حناكل بره ... مبسوطة ...؟!!

بضحكة جانبية خفيفة لشعورها بالإنتصار أجابته "نيره" ...

- أيوة مبسوطة ...

أكملا جولتهما بالبحث عن الأثاث وهي تشعر بالزهو لسيطرتها ، أما هو فيتكلف السعادة التى تغيب تمامًا عن حياته لكنه يحاول جاهدًا الوصول إليها لكنه يبدو أنه يضل طريقها ولم يصل إليها بعد ...


❈-❈-❈


بيت المستشار خالد دويدار ...

يتمتع رجال هذا البيت بقوة ورزانة حتى بحديثهم ومزاحهم ، منبع للجاذبية والغموض بذات الوقت ..

قضى "معتصم" ساعات برفقة أبيه وأخيه دون الإفصاح عن طبيعة مهماته الخطرة كما أن "عيسى" لم يتطرق لقضاياه ودواخلها ، إنصات "غدير" و"منار" لحديثهم الشيق وتجمعهم المسائى كان مبهج للغاية ...

تمت راحتهم بقدوم "رؤوف" بعد تأخر دام لبعض الوقت لإنشغاله مع "نيره" ...

تفاجئ "رؤوف" بعودة أخيه ليتلهف مظهرًا مشاعره صريحة دون إخفاء مهللًا حين وقعت عيناه عليه ...

- مش معقول .... "عصووووم" ... حبيبي ... حمد الله على السلامة ...

أسرع بخطواته يعانق أخيه بمحبة بادلها له "معتصم" على الفور ...

- "رؤوف" ... عامل إيه ..؟!!

إبتعد "رؤوف" قليلًا عن "معتصم" قائلًا بلطافته ...

- من غيرك البيت ولا يسوي يا "عصوووم" ... شايف ... شايف الدنيا نورت إزاى لما جيت ...

إبتسم "معتصم" لليونة أخيه وطريقة حديثه اللطيفة ...

- لسه نحنوح زى ما إنت ... أخبارك إيه ... وخطيبتك عاملة إيه ...؟!!

- حلوين أوى يا "عصوم" ... كلنا حلوين ...

طرف "معتصم" عيناه بثقل تجاه "عيسى" مستنكرًا بمزاح لين "رؤوف" المختلف تمامًا عن طريقتهم الجافة ...

- شايف أخوك ... مش عارف بيتكلم كدة إزاى ده ... !!! الواحد بيضرب طوب فى كلامه ...

ضحك "عيسى" بخفة تعقيبًا على "معتصم" بينما قفزت "غدير" بخطواتها بخفة قائله بحماس وهي توسع من حدقتيها بطرافة ...

- فيه كيك برتقال فى المطبخ ... أجيبلكوا معايا ...؟!!

بقهقة خفيفة أجابوا جميعًا ...

- يا ريت ... 

لحقتها "منار" قائله ...

- خديني معاكِ أحضر الشاى ...

مدت "غدير" كفها تتأبط ذراع "منار" مردفة بخفة ومزاح ...

- أحسن برضه ... يلا بينا من القاعدة الناشفة دى .. 

إستأذنهم "خالد" فقد حان موعد نومه المعتاد .. 

- خليكوا على راحتكم ... أنا داخل أنام ... تصبحوا على خير ...

كانت جملته إعلانًا لحديث أكثر أريحية بين الأخوة ...

- وحضرتك من أهل الخير ...

كان تفكير "معتصم" الشاغل هو كيف يتعامل مع الجنس الآخر ، فعليه مُهمة غاية في الصعوبة بإرضاء متوحشته بالغد ليسأل "عيسى" بغموضه المعتاد ...

- ظريفة "غدير" ... إلا قولي يا "عيسى" ... إنتوا مش بتزعلوا سوا ... يعنى أنا شايف إنكم ما شاء الله متفاهمين أوى ...؟!؟

أجابه "عيسى" بهدوء ...

- هو فيه بيت بيخلى ... بس الحمد لله الأمور بينا بسيطة أوى ... ومسافة ما بزعل أو هي تزعل بيكون التراضى بينا سهل أوى ... هُم كدة ... تبقى حنين معاهم يبقوا لطاف أوى ...

تذكر "رؤوف" خلافه اليوم مع "نيره" والتى قلبت الأمور معه تمامًا ليلتزم الصمت المستنكر فياليت "نيره" بقلب صاف مثل "غدير" لكانت حياته معها أسهل بكثير ...

بينما كان بعقل "معتصم" طيف آخر ظنًا منه أنه بسهولة ترضى النساء وأن خِلافه مع "عهد" سينتهي بسهولة كما ينتهي خِلاف "عيسى" و "غدير" ، لقد لعب بعقله الظن والتفاؤل ، لكنه نسي أن بعض الظن إثم وأن ليس العقول والقلوب مشابهة لبعضها البعض ...


❈-❈-❈


عطارة النجار ....

نهاية يوم إعتيادي بتجارتهم ليتم إغلاق المحل بحلول الليل وذهاب كل عامل لمنزله ، كذلك "فخري" وأبنائه كلٍ إتجه صوب منزله لكن "مأمون" كان آخرهم ليتأخر عنهم قليلًا قبل ذهابه ...

لم تكن شقته بالبعيدة عن تجارتهم لهذا يتخذ طريقه سيرًا على الأقدام كل ليلة مارًا من أمام بيت العائلة بطريقه المعتاد ...

صدح هاتفه برنين ليقف بالزاوية مخرجًا إياه من جيب سترته ليجيب المتصل ، إسم تكرر لعدة مرات متخذًا قراره بالنهاية بالإجابة ...

- ألو ... أيوة يا "ريهام" ...

الكثير والكثير من الحديث والإيماءات لم ينتبه "مأمون" لتلك العيون التى تتابعه بشغف أثناء توقفه لتحدثه بالهاتف ، فقد إستغرق للغاية بحديثه مع من كانت زوجته ...


بيت النجار ...

عيون واسعه كدائرة القمر تدور بمحجريها كسواد الليل الصافي ، تطلعت نحو "مأمون" بأعينها التى ملأت بالشوق والعشق الذى أنساها من يكون وأين تكون ...

هامت ببحور قلبها الولِه بهذا الرجل الذي لم ترى بمثل جسارته ومروءته ، إنه إبن عمها الذى نزع قلبها بين يديه دون إرادتها فقد فتحت عيناها على عشق يخلل قلبها تجاهه ...

وقفت "نغم" بشرفة شقتهم تهيم بـ"مأمون" متناسية كل ما يحيط لها فقد رأته أخيرًا لتُملأ عيونها برؤيته فقلبها مشتاق إليه بقوة ...

هو فقط من إستطاع رسم تلك البسمة فوق شفاهها عند رؤيته ، هو من أضاء عَتمة ليلها ، لكن حظها العسر أوقعها بحب إبن عمها المتزوج ...

وليس ذلك فقط بل لا يمكن أن تجمعهما بريق عشق متبادل فلا عمها وزوجته سيرتضوا بها ولا والدتها ستقبل بذلك بخلاف زواجه ، لم هي بالخصوص من تقع بهذا المأزق ، لِمَ كُتب على عشقها بالموت من قبل أن تُكتب له الحياة ، ستكتفي به حلمًا قواقعه ليس لها ...


عيون تراقب عيون ، وعيون تغفل عمن تلاحظ ، إتسعت عينا "شجن" بإندهاش لرؤيتها لتلك الحالة المسيطرة على أختها بالشرفة ، حالة من الهيام والضياع لا تنطبق إلا على حالة واحدة فقط ... العشق ....

فغرت فاها لهذا الإستنتاج الكريه ، نعم تتمنى لأختها السعادة وأن يُحلق قلبها بالغرام ويجمعها رباط المحبة مع من يستحقها لكن ليس بهذا الشخص خاصة ، فكل ما به يحُول دون ذلك ...

همست "شجن" وهي تنظر تجاه الزاوية بصدمة وذهول ...

- "مأمون" ....!!!!!

كيف وقعت "نغم" بشباك الهوى مع إبن عمها ، إبن "فخري" و "صباح" ..!! كيف يعقل أن تندرج لتلك الهاوية مع شخص متزوج وله أطفال ، حتى لو كان زواجه يحتضر على المحك إلا أنه مهما كان لا يستحق قلبها البرئ الطيب ...

وقفت "شجن" خِلسة تحاول السيطرة على رد فعلها الذى كاد يكون عنيفًا مع تلك السطحية التى تتعامل بتلقائية رغم ما يعيشون به من مهانة بسبب عائلة هذا الشخص ...

لم سمحت لمشاعرها بالإنسياق خلف سراب ...؟!!

تداركت "شجن" نفسها قبل أن تنقض كقطة برية على أختها فيجب أن تتعامل مع الأمر بحنكة وذكاء ...

زفرت ببطء لتهدئ من نفسها قبل أن تَرسُم بسمتها العريضة على شفاهها قائله ...

- بتعملي إيه يا "نغم" لوحدك فى البلكونة ...؟!!

تداركت "نغم" وقفتها الهائمة بحبيبها لتعتدل بإرتباك ...

- "شجن" ...!!! إنتِ هنا من إمتى ...؟؟!

نظرت لها "شجن" بعينان كاشفتان لأمرها لكنها أخفت ما فهمته قائله ..

- لسه جايه ... واقفه لوحدك ليه ... مش تناديني أقف معاكِ ...؟؟؟

تطلعت "نغم" سريعًا نحو "مأمون" الذى أنهى مكالمته وإلتف للمغادرة لتهدر فرصتها لرؤيته برحيله ، ثم أجابت أختها ببعض الإرتباك ...

- لا .. ده أنا بشوف "عشري" السمكري قفل ولا لأ ... أصله كان عامل دوشة ...

قلبت "شجن" عيناها الكاشفة بأختها الكاذبة تتمنى لو أن ما فهمته يكون خاطئًا ولا تقع بتلك الهاوية ثم أردفت ببعض الحزم ..

- طيب سيبك لا سمكري ولا غيره ... يلا ننام ... عندنا شغل الصبح ...

أومأت "نغم" عدة مرات كطفلة أمسكت بجرم ما لتلحق بأختها للداخل لينتهى هذا اليوم الطويل ...


عاد "مأمون" لشقته ليأتي بحقيبة سفره الصغيرة فعليه اللحاق بقطار الحادية عشرة للسفر لبورسعيد لإنهاء معاملات وصول شحنة العطارة والبخور بالميناء والتى تأخرت لأيام عن موعدها ...


❈-❈-❈


سكون يليه سكون ربما هذا الصمت هو الصديق الوفي الذى يصاحبها طيلة الوقت ، صديق لا يتغير ولا يجرح ولا يخون ...

قضت "عهد" ليلتها بنوم متقطع ونفس ضائقة ، تتمنى لو ترجع "عهد" القديمة التى لا تمتلك قلبًا ينبض ويتألم ، إدراكها لوجوده مؤلمًا للغاية ، لكنها يجب أن تكون غير ذلك ، فحتى إعترافها لنفسها عليها أن تنساه ، عليها إكمال حياتها كما تعرفها وليس كما إكتشفتها مؤخرًا ...


حل الصباح بعد ساعات طويلة ليبدأ يوم غير إعتيادي ، يوم ستتجلى به لقاءات يتجنبها الجميع ...


تجهزت "نغم" و "شجن" للذهاب لعملهم دون تغيير يذكر بإرتدائهم نفس ملابس الأمس فليس لديهم رفاهية التبديل العديدة لخياراتهم المحدودة ...

مرت الفتاتان ببطء من أمام شقة عمهما نزولًا نحو أسفل الدرج ليمرا بـ"حنين" التى مازالت تفتح باب شقتها تتابع المغادر والوارد على البيت بطبيعتها المتلصصة ...


تابعت أيضًا "صباح" خروجهن بهدوء تلك المرة ، فقد كانت تترقب خروجهن فإثارة المشاكل معهما الآن ليس بذات الأهمية لما تُخطط له ...

فور إدراكها برحيل بنات "زكيه" إتجهت على الفور بخطوات متعجلة لم تدنو من كونها سريعة بالمرة بل كانت كـ دُب يتحرك بثنياته الثقيلة بين أرجاء الأثاث الضخم منعدم الذوق والوجاهة ...

أسرعت نحو إبنتها تسحبها من ساعدها قبل أن تهمس بتشدق ...

- يلا يلا ... بنات الخدامة نزلوا ...

قضمت "راويه" شفتيها بإستياء لما هى مجبرة عليه لتردف بتساؤل تدرك جيدًا الإجابة عنه مسبقًا ...

- إنتِ لسه مصممة ...؟!!

توسطت "صباح" خصرها بكفوفها الغليظة لتصدر أساروها صوت ضجيجها المحبب لتتحدث بصوتها الخشن ...

- نعم يا أختى ...؟!!!!! إنتِ لسه بتسألي ... غوري يلا على فوق ... وعلى الله ترجعي من غير القَطر بتاعهم كلهم ... يا ويلك مني يا بت "فخري" لو مجيبتيهوش ...

لوت "راويه" فمها جانبيًا قبل أن تدب الأرض بقدميها الثقيلتان ...

- حاضر حغير هدومي وأطلع لهم ..


...يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة