رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - اقتباس الفصل 4 - السبت 21/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الرابع
تم النشر يوم السبت
21/12/2024
اقتربت بدلال وهي تردد بصوت رقيق مصطنع
= اتفضل يا سي سراچ الفوطه.
ألتفت للخلف ليتفاجا بها فتنهد بضيق مكتوم فكلما ذهب هنا وهناك يجدها أمامه، كانها تقول له انا الذنب الذي لم تستطيع الغفران منه إلا إذا لبيت النداء، سحب سراج من يدها المنشفه بخشونةٍ ونشف كفيه ليعيدها إليها
ورد في عبوسٍ
= شكرا يا زينب تعبتي نفسك ليه بس.
رغم جفاءه الواضح معها لكنها لم ترحل او تفقد الأمل وظلت مكانها وهي تهتف بعتاب وشكوى
= تعبك راحه يا سراچ، على فكره انا كنت عاوزه اعمل انا الوكل النهارده بس الزفت إللي اسمها غالية ما رضيتش وقال ايه أنت بتقرف تاكل من ايد حد غيرها، بس انا فاهمه كويس انها مش عايزه تخليني اقرب لاي حاچه في الدار اهنا، عشان تقولي ان انا ما ليش مكان.. أنت لازم توقفها عن حدها يا عمدة
استدار سراج كليًا تجاهها، وهتف في صرامة
= زينب اتحددي كويس عنها هي ما غلطتش فيكي عشان تغلطي فيها.. وما يصحش أصلا تجيبي سيره حد ما غلطش فيكي بالوحش او بالحلوه وهو مش موجود.
هتفت محتجة بارتباكٍ عظيم وقد استندت بكفيها على صدره
= انا ما قصدتش يا عمده بس بشتكيلك منها هي اللي حطاني في دماغها مش انا، وبعدين ده بدل ما تقولها انا مرتك برده وليا حق زيها زيي أهنأ.
أبعد يديها على الفور واعترض عليها بصوتٍ وملامح هادئة
= وهي كومان أكيد ما تقصدش يا زينب هي بس مش عاوزه تتعبك، لان انا فعلا ما باكلش من ايد حد غيرها وبقيلي سنين طويله على اكده.
أخبرته بجرأةٍ صادمة له كعادتها وبما جعل قلبه يقصف كذلك فهي تلعب على الوتر الحساس ونقط الضعف لدي
= طب يا عمده طالما انت حقاني جوي اكده ومش عاوزني اغلط فيها وبتفهمني الغلط و الصح، مش عارف برده اللي انا ليا حق عليك ومن ساعه ما جيت اهنا و انت مش شايف غير غاليه وبس.. وانت اكده بتظلمني .
تحرج من تجرؤها وقال وهو يخفض رأسه بقله حيله
= لا حول ولا قوه الا بالله ما انا فهمتك اللي فيها يا بنت الناس، يا زينب ريحي نفسك و ريحيني أنا مش هقدر على اللي انتٍ طالباه
ديه ومن مصلحتك بلاش لاني مش هعرف اعدل ما بينكم وانا بقولها لك اهو وصريح معاكي فبلاش تعلقي نفسك بيا.. بس جربي تطلبي اي حاچه انتٍ ولا عيالك انا هتكلف بيها كلها و كل طلباتك مجابه عندي.
انقلبت تعبيراتها للضيق من إصراره على عدم الاقتراب منها او الاعتراف حتى بانها لها حق عليه، لتردف بجدية
= انت عارف زين انا عاوزه ايه يا عمده وهو الجوز بالنسبه لكم اكل وشرب وطلبات وبس... ما كانش حد غلب.. ما كنتش اعرف انك مش حقاني أكده يا سراچ على اهل بيتك.
في تلك اللحظه لم يكن يعلمون بأن غالية قد جاءت وتراقب ما يحدث بأعين مقهورة بغيظ،
وتعالي صوتها الغاضب وهي تقترب منها
= سراچ أكده حاف لا ده انتٍ خلاص فتحتي على الاخر.. بتعملي ايه أهنأ لما صدقتي انشغلت بره عشان تخشي تتسحبي لي مش أكده.
منحتها زينب هذه الابتسامة الماكرة وهي تخاطبها باستفزاز تام
= اتسحب! ليه اعوذ بالله داخله لواحد ما اعرفوش ده چوزي ويحق ليا ادخل واروح واجي قدامه براحتي واقوله كومان مشتاقه ليك ايه عندك مانع.
شعرت غالية بغيرة شديدة تجاه زوجها، حيث لم يكن يكفيها مجرد كلمات الحب أو العشق التي تشعر بها نحوه لذا، كان من الصعب عليها تحمل وجود امرأة أخرى أمامها تشاركها فيه حتى في أبسط الأمور بالإضافة إلى ذلك، كانت تلك المرأة تتحداها باستمرار وتثبت ملكيتها له، مما جعل غالية تشعر بالضيق والهم ولم تشعر بنفسها إلا وهي تشد قبضتها على ذراعها وكادت أن تضربها، بينما كان صوتها يحمل نبرة متهورة
= ده انتٍ مرا مستفزه طب تعالي بقى والله ما انا سايبك النهارده.
نظرت الأخري لها باستهزاء قبل أن تصيح بتهديد صارم
= اجي يا اختي وما جيش ليه مفكراني هخاف منك ده انا اللي على اخري منك ونفسي امسكك اديكي علقه.
تدخل سراج على الفور الذي انصدم برده فعل غالية ليقف في النصف وسطهم حتى يمنع ذلك الاشتباك، وهتف بعصبية منفعله
= بس انتوا الاتنين هتتخانقوا قصادي كومان كل واحده على فوق يلا.. انتم هتبصوا لبعض يلا .
نظرت غالية الي سراج بدموع وهو لاذ بالصمت وتجنب النظر إلى عينيها نهائيًا حتى لا يضعف وترحل من امامه وذلك لأجلها ولاجله، وبالفعل رحلوا الاثنين.
كانت اقتربت في تلك اللحظه والدته فردوس ونظرت إلى ازواج ابنها الراحلين بتأففٍ ساخراً قبل أن توجه كلامها لابنها صائحة بتذمرٍ
= مالك يا چوز الاثنين يعني حتى ولا قارد تحكم الأولى ولا الثانيه كومان، لو مش عارف تشد عليهم من البدايه سيبهم ليا وانا اربيهملك وبعدين ما هي معاها حق بصراحه هفضل كام مره اقولك اطلع بات معاها عشان تحمل وتجيبلي الواد.
حاد سراج ببصره عن أمه بسخطٍ ليردد بتجهم
= بالله عليكي انتٍ بالذات ياما ما فايقلك
اقولك على حاچه انا هسيبلكم السرايا كلاتها وهغور في داهيه.
❈-❈-❈
لحقها سراج إلي الاعلي وفتح باب الغرفة بحده جعلها تنتفض فوق الفراش بخضه و
اعتدلت في جلستها متسائلة بتوجسٍ قلق وهي تناظره من موضعها
= في ايه مالك داخل اكده ليه؟!.
سحبها من ذراعيها بحده و هتف بصوته بلمحة استنكار
= عجبك اللي عملتيه تحت من ميتي وانتٍ متهوره اكده يا غاليه وبتغلطي؟ و ما بتعمليش احترام وانا واقف .
بلعت غصة مريرة في حلقها، فقالت بوجومٍ
=هو كل حاچه هتقلبها عليا وتغلطني، ماشي اعتبرني بقيت اتعلم منك التهور ديه كيف ما انت اتهورت واتجوزتها وخليتنا في الوضع ده.
حدجها بنظرة نارية وتعالي صوته العالية بتحذير قوي
= غالية! ما تفتكريش عشان مرتي هسمحلك تغلطي واسكت وانتٍ بنفسك عارفه كويس وقلتيها ان انا مش بسمح بالغلط فلو عديت قبل سابق ليكي مش هفضل اكده على طول..
وكيف ما انا عاتبتها لما غلطت فيكي من غير ما تعمليلها حاچه انا كومان بعاتبك
افترت شفتاها مستنكرة و أصرت غالية على إيجاد المبررات لجفائها المتواصل، فقالت بضيق شديد
= وانا كنت عملت ايه للهانم هي من اولها اكده بتدافع عنها وتيجي عليا عشانها، يا ترى بكره هيحصل ايه تاني.
تطلع نحوها بنظرة قاسية محتج على تصرفها فزفر الهواء بعمقٍ قبل أن يجيب عليها بجدية شديدة
= بتصرفك الغبي ده ضيعتي حقك لكن لو كنتي سكتي كان الغلط كله هيركبها هي و اعرف اخذلك حقك لكن لاول مره ما اعرفش ادافع عنك وفضلت ساكت، من ميتى وانتٍ بتردي اكده وانا موجود مش دايما بتسيبيني اخدلك حقك حتى لو من امي! ولا خلاص فعلا عشان ما بقتيش تحسي بالامان معايا قلتي اخد حقي بنفسي
بهتت تعابيرها فحاولت التبرير له، فأفهمته بتلعثمٍ
= وانا عملت حاچه ما انا كل شويه الاقيها في وشي بتقرب منك و...
قاطعها سراج رافعًا يده أمام وجهها بلهجه شديده لاول مره عليها
=بصي يا بنت الناس أنا جبت اخري من وجع الدماغ ديه... و عاوز اللي تريحني، مش ناقص هم وقرف، فمن اهنا ورايح تاخدي بالك من تصرفاتك سامعة؟ وإلا هتلاقي رد مايعجبكيش!!
أذعنت أمام تحذيره القوي وردت في طاعة تامة وهي تدمع عينها بقهر
= ماشي حديدك يا سراچ اي اوامر تانيه .
تركها و زفر بيأس وعتاب منها قبل أن يرد قائلاً بصرامة حاده
= انا مش بديكي أوامر وبلاش اللهجه دي بينا! أنا بحذرك بس عشان ما تخربيش علينا، و نفسي تحكمي عقلك وتثقي فيا وترچعي غاليه بتاعه زمان بدل ما نخسر بعض بجد بس هيكون بسببك.
❈-❈-❈
بعد مرور أيام، ربتت تهاني علي كتفها بشكل حنونه وهي تواسيها متحدثة بعقلانية
= بصراحه يا ست غاليه ومن غير زعل انتٍ بتتصرفي غلط مع الموضوع المفروض تحامي علي چوزك، وانتٍ شايفه واحده طول الوقت عماله تلف ونفسها بس تنول بصه منه لكن هو قلبه وعقله معاكي وكلنا عارفين اكده.
شعرت بالمرار وهي تشتكي وتقول بحسرة
= غصب عني يا تهاني انتٍ لو حاسه بالنار اللي جوايا مش هتقولي اكده، انا كومان بحبه
وماليش غيره بس ولا قادره اصدق اللي عمله ولا قادره اتعامل مع الموضوع عادي.. سراچ كسرني جوي بعاملته دي حتى لو غصب عنه
تنهدت بعطف واشفاق عليها وقالت بجدية
= اللي حصل حصل خلاص يا ست غاليه، فـا اصبري لحد ما تشوفي سراچ بيه هيحلها كيف وعقبال ما ديه يحصل ما تديش فرصه للتانيه تاخده منك وتستغل الوضع اللي ما بينكم! هو انا برده اللي هقولك، ايه اللي چريلكم بس ده انتم كل الناس كانت بتحكي وتتحاكى علي قصه عشقكم لبعض ده اكيد شيطان ودخل ما بينكم.. استهدي بالله و روحي قربي منه قبل ما الفاس تقع في الراس ويحصل اللي خايفين منه.
حدجتها بنظرة مليئة بالخوف والقلق تفكر في حديثها لتدرك أن زينب تستغل أي فرصة لتقترب من زوجها عندما تكون بعيدة عنه، لكنها في كل مرة تعود وتواجه الوضع لكن ماذا سيحدث إذا لم تلاحظ ذلك من الأساس في مرة ما؟ نهضت وهي تهمهم في نفسها بغضب
= هي فين دلوج انا لما بتختفي من قدامي بقلق.. دي مش سهله.
❈-❈-❈
في مكان آخر، كان سراج نائمًا في غرفة المكتب ليأخذ قسطًا من الراحة من كل هذه الضغوط خاصة وأن الوضع لم يتغير. شعر بالانزعاج عندما أحس بشيء يتحرك على صدره وفكر للحظة أنها ربما غالية عادت إليه أخيرًا، ففتح عينيه بسرعة ليرى ما يحدث قائلاً بلهفة وأمل
= غالية!.
جزت زينب على أسنانها وخاطبته بميوعةٍ وهي تحتضن وجهه بيديها
= لا زينب يا عمده و مرتك برده، وموجوده جارك وتحت امرك بس انت شاور بس وانت عمرك ما هتلاقي راحتك الا معاها.
تنهد بيأس وتعب وأبعدها عنه ليقف يهندم ثيابه التي تبعثرت بفعلتها عندما استغلت نومه العميق، لكن فجأة شعر بها تضمه من الخلف، كمحاولة غير مؤثرة منها لزرع وتيرة اللهفة مرغت وجهها في ظهره متسائلة في صوت ناعم
= انا واخده بالي أنها بقيلها كام يوم ولا طايقاك ولا انت طايقها، وانا عارفه زين انك في النهايه راچل واكيد محتاچ اللي تهتم بيك وترعاك وده حقك! وطالما عندك بدل الواحده اتنين فليه تمنع نفسك.. صدقني من بعدها هترجعلك ندمانه وتبكي بدل الدموع دم!.
ابتلع ريقه بضيق و تأثر لكلامها عن غاليه، لكنه أبعد يديها بصعوبة مدمدمًا بلهاثٍ متلاحق
= زينب آآ بعدي.. عني.
أطلقت ضحكة مائعه وتقلبت أمامه بخفه ودلال لتبدو أكثر إغواءً وهي تخبره بعد لحظةٍ من الصمت
= من قلبك الكلام ده يا عمده بذمتك انتٍ مش محتاجني؟ طب جرب تقرب وهيكون سر بينا احنا الاتنين ومش هقولها طالما يعني مش قادر عليها..
كانت تلعب على الوتر الحساس حقا، ليرد بانفعال
= زينب وبعدها لك قلتلك بدل المره الف رفضي ليكي من عقلي انا، أنا ما حدش طلب مني حاچه.. ولا بيمشي كلمته عليا.. وانا لو عاوزك فعلا هعمل أكده ومحدش هيمنعني.
اعتلى وجهها هذه الابتسامة الخطيرة الواثقة،
لتقف أمامه مباشرة وعادت تمسح بيديها على صدره باغواء مرددة بدلال خبيث
= عارفه يا عمده طول عمرك راچل وسيدي الرچاله بس للاسف هي مش عارفه قيمتك الدليل انها سايباك بالشكل ده وهي عارفه قد ايه انك محتاج انا عارفه مين اللي قالك انها بتحبك وهي سايباك اكده حالتك تصعب على الكافر، بس انا موچوده بدل منها ايه رأيك.
شعر بتوتر وغضب تجاه غالية وحزن بسبب ابتعادها عنه بهذه الطريقة، مما جعله يشعر بأن كل مبرراته قد انتهت، بدأت هواجسه تتسلل إليه هل حقًا أحبته؟ إذن لماذا تتركه بهذه الطريقة دون أن تعاتبه أو تقترب منه لتداوي جروحه؟ هل يستحق منها ذلك حتى لو أخطأ؟ هل يجب أن يرد الخطأ بخطأ أكبر ويقترب من زينب لتتعلم كيف لا تتركه مجددًا في أصعب الظروف؟ أم يجب أن يبتعد عنها ويعود لنفس الدوامة دون حل؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية