رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 24 - 2 - السبت 7/12/2024
قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عودةآل فرانشيسكو
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سلمى شريف
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
7/12/2024
كانت صوفيا في غرفتها تتصفح الانترنت بملل
حتى استمعت لصوت مكابح السيارة
و لم يكن سائقها سوا لوسيفر الذي ترجل بهيبته المعتادة
نظرت له صوفيا من خلف النافذة و ما ان وجدته يتحرك صوب المنزل حتى اغلقت النافذة جيدًا و الباب بالمفتاح و وضعت الشرشف عليها حتى اعلى رأسها
كما لو كانت تهرب من شبح ما
و لم يمضي سوا القليل من الوقت و حاول لوسيفر فتح الباب لكن وجده مغلق بالمفتاح ف تأفف بضيق
و ما ان استمعت لصوت خطواته يبتعد حتى زفرت براحة
لكن راحتها تلك لم تدوم ف لوسيفر جلب نسخة احتياطية من المفتاح و دلف لغرفتها ببساطة
تعجب من وضعها هذا ف كان يظهر ارتجافها اسفل الشرشف
_صوفيا، اين انتِ ايتها الصغيره؟
تمسكت بالشرشف اكثر بكلتا يداها و هى تتمنى الا يراها
لكنه ابعد الشرشف بهدوء عنها ف وضعت يديها على وجهها بخوف
_ايتها الحمقاء، انا لا آكل البشر.
_فقط تقتلهم اليس كذلك؟
اجابها بتلقائية
_حسنًا هذا صحيح.
_مثلما فعلت في ليو ايها الشيطان.
_لماذا تكترثي لأمره؟
_لأنه صد..
كان ينظر اليها باهتمام لكنها قاطعته
_لن اجيبك هذا ليس من شأنك.
نظر اليها بملامح غاضبه ف ابتلعت لعابها بصعوبة و هى تجيبه
_انه صديقي، صديقي فحسب.
_حسنًا، في الواقع لم افعل شئ به سوا انني ارسلته لخارج البلاد،
لكنني احب دومًا الاحتفاظ بتذكار،
لذا..
اخرج حقيبة صغيرة من البلاستيك موضوع به اصبع وحوله القليل من الدماء
_احتفظت باصبع ليو الاحمق
صرخت صوفيا برعب ف تسائل لوسيفر بعنف
_كفى ثرثرة، لماذا تصرخين!؟
_ك كيف تفعل شئ هكذا!
جلس على المقعد ثم غمغم بهدوء
_اولًا اجلب الاحمق، و اضعه في غرفة التعذيب،
و من ثم آتي و اضع يده داخل آلة لقطع الاصابع، و الدماء تتناثر في كل مكان، هذا مريح للغاية.
كانت صوفيا تجلس في زاوية الغرفة تضم جسدها الصغير داخل ذراعيها برعب
ف اكمل لوسيفر
_هيا انهضي لنذهب.
_لا، انا لن اتحرك إنش واحد من هنا.
_هل تعي ما تتفوهي به صوفيا؟
هزت رأسها بالإيجاب عدة مرات
_لن اجعلك تسلب مني اصابعي.
_حسنًا سأترك اصابعك فقط اجعلينا نذهب.
_الى اين؟
_الى مكان لطالما احببتيه!
كانت صوفيا تخشاه لكن فضولها الذي يتآكلها جعلها تنهض و تذهب معه فحسب
جلست في المقعد الذي يجاوره و قاد هو السيارة بسرعه عالية
_هل يمكنك ان تبطئ قليلًا؟؟
_لا
تفوه بكلماته المقتضبة ثم ضغط على زر ما مما جعل السيارة تفتح من الاعلى
نظرت له بحيرة
لكن الهواء كان يصطدم بوجهها مما جعلها تبتسم بفرحة
لكن ابتسامتها زالت ثم صرخت بصوت مرتفع و هى تتذكر ما عانته في حياتها
ابيها القاسي و امها التي تركتها لتعش بحياة هنيئة مع زوجها الآخر
و عملها الشاق و المجهد، و سنين حياتها التي ضاعت هباء
طفولتها التي لم تراها، كل هذا كان عبئًا على حياتها
تفاجئ لوسيفر عندما استمع لشهقات بكاءها بجانبه
و عندما نظر نحوها وجدها تبكي كالاطفال
ابطأ سرعة السيارة و اعطاها مناديل ورقية بهدوء
اخذتهم منه دون ان تتفوه بكلمة و لم يمضي سوا القليل من الوقت و وصلوا الى بيت صغير امام البحر
لكن صوفيا كانت نائمة!
ابتسم ابتسامة خافتة ثم ترجل هو من السيارة بعدما وضع سترته عليها حتى لا تشعر بالبرد، ثم جلس امام البحر المظلم،
كان لا ينيره سوا الضوء الخافت الذي يصدر من القمر
تسطح على الرمال و مازالت عيناه معلقة على السماء التي تزينها النجوم اللامعه
و سرعان ما اغلق عيناه و نام هو الآخر..
❈-❈-❈
_سيدي، لقد قبضنا على رجل يركض في الحديقة، هل نقتله ام..
_لا، لا تفعلوا شئ انا قادم
ذهب كاسياس لهم و وجدهم يحتجزون شخص ما مقنع
_غادروا انتم.
_لكن من الممكن ان يأذيك سيدي.
نظر كاسياس نحوه نظرة ثاقبة جعلت الجميع يغادر مهرولًا
اقترب كاسياس من الرجل ثم فك قيده
_ايتها الحمقاء.
نزع القناع من وجهها و لم تكن سوا الينا
_هل تظني انكِ ستهربين بتلك الطريقه؟
ارتداء اشياء سخيفة تشبهكِ للاختباء،
هل تريني احمق امامك؟
ظل يقترب منها
_عزيزتي الينا،
لا تنسي انكِ ستصبحين زوجتي،
يجب ان تتحلي ببعض الآداب.
التصقت في الحائط خلفها ثم اغلقت عيناها بشدة حتى لا تنظر نحو هذا المتوحش
_اصعدي لغرفتك، و لا تنسي انني هنا دومًا،
إن اردتِ الهروب مجددًا.
ركضت نحو غرفتها بسرعه و خوف
و ظل كاسياس يراقبها بصمت حتى اختفت من امام انظاره
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
شعر باضطراب في الوسط و اصوات غريبة حوله
ف استيقظ مسرعًا و امسك سلاحه و ظل يلتفت لكن لم يجد اي احد
دلف للمنزل الصغير و ما زال يمسك سلاحه الناري استعدادًا لأي هجوم
لكن وجد في وجهه صوفيا التي كانت تقف في المطبخ حائرة
و ما ان وجدته حتى زفرت براحة
_من الجيد انك هنا،
هل تستطيع مساعدتي في إيجاد المِقلاة؟
اخفض سلاحه تلقائيًا
_لماذا تعبثين هنا في الصباح الباكر؟
_تضورت جوعًا منذ البارحة لم اتناول شيئًا،
هل ستساعدني ام ستشاهدني فحسب؟
تنهد بعمق ثم اخرج المِقلاة و اعطاها لها ف ابتسمت ببلاهة
_هل تستطيع ان تجلب لي البيض ايضًا؟
_حقًا؟؟
هزت رأسها بتأكيد ف لبى طلبها بسخرية
_قتلت ما يزيد عن مائتي رجل و انتهى بي الامر و انا اقف في المطبخ اجلب البيض و المِقلاة.
رتبت على ظهره بخفة
_لا تحزن يا صاح،
سأعفيك عن هذا،
تستطيع الجلوس بالخارج و سأجلب الفطور لأجلك.
هز رأسه بلا فائدة و غادر المطبخ و اجرى بعض المكالمات التابعه لعمله
و مع انتهاءه كانت صوفيا انتهت ايضًا من تحضير الفطور
وضعت بعض اصناف الطعام الشهية التي وجدتها على الطاولة
ثم جلست امامه و شرعوا في تناول الطعام في هدوء
_تركتكِ وحدكِ نائمة بالسيارة و لم تهربي..
ابتسمت بهدوء
_سيدي، انا لست هكذا..
منذ بضعة ساعات
استيقظت صوفيا بفزع و هى تشعر بألم في رأسها و جسدها،
ترجلت من السيارة و وجدت لوسيفر متسطح على الرمال، كما لو انه نائم، او تم قتله..
عادت مجددًا صوب السيارة و بحثت عن مفتاح السيارة حتى تهرب قبل ان يستيقظ ذلك الوحش،
لكنها لم تجد شئ..
غادرت المكان ببطئ حتى لا يشعر لوسيفر بأي شئ،
لكنها سارت على اقدامها لمدة طويلة،
المكان معزول عن العالم، لا يوجد إنس واحد تستغيث به،
ركضت و ركضت لعلها تجد اي شئ لكن بلا جدوى،
حتى وجدت طريق اخيرًا،
اشارت لسيارة كانت مارة لكن سائقها لم يعيرها اي اهتمام،
كما لو انها هواء،
سيارة ورا الاخرى،
لا احد يهتم بها او يرى ما دهاها،
حتى قفزت امام سيارة ف توقفت اسرًا
_ايتها البلهاء، ماذا تفعلين امام سيارتي؟؟
نهضت صوفيا
_سيدي، ساعدني رجاء.
_ابتعدي عني ايتها المشردة.
توسعت حدقتي صوفيا ف ابتعد الرجل عنها و ذهب بسيارته
_انا طبيبة ايها الاحمق،
إن التقينا مجددًا لن انقذك، ستموت امامي مثل المشردين.
صرخت صوفيا من خلفه مثل المجنونة
ف كانت ترتدي ملابس متسخة بسبب السير،
و شعرها كان مشعث..
في الحقيقة اصبحت في حالة تُرثى بها
عادت مجددًا بيأس، لكن تلك المره برغبتها..
و عندها دلفت للمنزل الذي وجدته فارغ لا يسكن به احد، و اصلحت حالها هذا..
عودة مجددًا
اجابها لوسيفر
_هذا جيد.
نهض بعدما انتهى من تناول طعامه
_سأنتظرك بالخارج.
تفوه كلماته باقتضاب ثم غادر
تنهدت بيأس ثم وضبت الطاولة حتى تتأخر..
و بالفعل،
غادرت المنزل هى الاخرى لكن بعد برهة من الزمن،
وجدته يقف امام سيارته في يده لفافة من التبغ ينفثها بهدوء
امسك معصمها ثم جعلها تجلس داخل السيارة
و بعدها انطلق بهما
لم يبتعدوا كثيرًا، بل ذهبوا لمكان بجانب البحر ايضًا،
لكن لم يكن شئ كالمعتاد،
كان اسطبل خيل!
توسعت حدقتي صوفيا من الصدمه و اختلطت مشاعرها لكن طغى عليهم الفرح
ما ان توقف حتى ترجلت من السيارة و ركضت كالاطفال
كانت الضحكات تشق ثغرها و هى بين الخيل و الاحصنة ذات الشكل المبهر و الجذاب،
سبحان الله..
بالعودة للوسيفر، كان يقف مستندًا على سيارته و ينظر نحوها بمشاعر مضطربة،
سعادتها اسعدته!
شعور جديد لم يجربه من قبل،
شعور جيد، لكن مخيف..
حرر حصان منهم
_صوفيا،
هذا فورسو، حصاني.
ابتسمت و هى تجد الحصان كما لو انه يحييها
_هيا، اركبي.
اتى بخيل اخر و قام بالركوب عليه ثم تحرك قليلا للامام و عاد لها مجددًا عندما وجدها لا تتحرك إنش من مكانها
_ماذا حدث؟
_انا لم افعل هذا من قبل!
تنفس بعمق ثم ساعدها على الصعود و ركوب الحصان
تمسكت في عنق الحصان و هى تخشي السقوط لكن لوسيفر حسها على الثبات
_لا تقلقي، فورسو حصان جيد، و انا سأكون بجانبك.
هزت رأسها بإيجاب ثم حررت عنق الحصان اخيرًا و تحرك بها بهدوء
و بجانبها كان لوسيفر الذي يمشي بحصان آخر و يتابع خطاها
حتى اسرع فورسو شئ فشئ و ركض بجانب البحر في مشهد رائع
لوسيفر كان بأمكنه الذهاب وحده دون مرافقتها، دون ان يجعلها ترى مكانه المُحبب و ان تركب حصانه المُفضل، لكن بداخله شئ ما جعله يريد التقرب منها فحسب و ان يرى ضحكاتها التي تُزين وجهها الجميل..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سلمى شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية