-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 4 - 4 - الأحد 22/12/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع

4

تم النشر يوم الأحد

22/12/2024



ردت غالية مبتسمة ابتسامة عريضة


= طبعاً بحبه وبثق فيه .


شملها بنظراته العطوف متحدثًا إليها في عبثيةٍ


= وهو بيموت فيكي وما يقدرش يستغنى عنك، ووجعه من وجعك يا غاليتي.


ابتسمت بسعادة غامرة ثم عاد يحتويها من جديد وغمرها موجات من الشوق والشغف، والرغبة في المزيد من هذا الوصال الدافئ الذي لا ينتهي بينهما.


❈-❈-❈


مر شهر و غالية لا تزال تعاني من نفس الوضع، حيث لم تتلقَ أي رفض من جانب زينب حتى تتمكن من التخلص من شعورها بالذنب والقلق بسبب إصرارها على طلبها كزوجة وهذا الأمر جعل غالية فريسة سهلة للشكوك والهواجس التي تنهشها بعمق، مما يزيد من شعورها بالخوف والقلق مرة أخرى، خشية أن يتكرر الأمر معها وأن تجد نفسها مضطرة لقبول هذا الوضع أيضا وتحمل زوجها مع غيرها، حتى لا تُعتبر ظالمة أو ترفض شرع الله. لكنها لا تستطيع تقبل الأمر حقا، حيث تشعر بصعوبة كونها زوجته على الورق فقط، وتتساءل ماذا لو حدث الأمر فعلاً.


تعلم جيداً أن زوجها لا يسمح بتجاوز الحق مهما كانت التكاليف، لذا بدأت تشعر بالتوجس والقلق حتى في أحلامها، فتستيقظ على كوابيس مروعة في منتصف الليل بقلب متوتر، ويهاجمها هذا الأمر بشكل متكرر، حتى أنها أحياناً تستيقظ صارخة، مما يوقظ زوجها بفزع وهو لا يفهم ما الذي أصابها في البداية، لكنه بدأ بعد ذلك يفهم ويحزن على حالها.


وفي إحدى الليالي كعادتها مؤخراً، استيقظت على كابوس آخر حيث حلمت أن سراج استسلم لأمرها واقترب منها وأصبحت زوجته فعلياً! سار سراج ببطء نحو السرير، وهزها برفق ليوقظها وهو يهمس بالقرب من أذنها بحنان.


= هششش أهدي يا غاليه ده كابوساً يا حبيبتي مش حقيقي.. أنا أهو جارك ما رحتلهاش ولا هعمل اكده عمري .


فتحت عينيها بفزع لكنها اعتدلت فوق الفراش تتنفس بعمق ويأس، فاقترب منها يحاوطها بين ذراعه لكنها أبعدته وهي تبكي بحرقة 


= ما عملتهاش دلوج بس هتعملها قريب! ما اديك شايف كل يوم تفاتحك في الموضوع ومش ساكته ولا هتهمد غير لما يحصل اللي هي عاوزاه، انا عمري ما هسامحك على عملته دي ابدأ وعلى وجع القلب ده.


حاوط سراج زوجته من كتفيها بذراعه مجدداً رغم اعتراضها ودفعها لتسند راسها فوق صدره تستريح، قائلًا بعشق بائنة على تعابيره وظاهر في عينيه المحبتين


= تقول اللي تقوله انا لسه على رأيي ومش هقرب جنبها، وهفضل اكده مصمم على رايي أهدي بقي وبطلي بكي عاد.


كانت لا تزال بها لمحات باقية من العصبية والضيق، فظهرت في صوتها الذي ارتفع إلى حدٍ ما عندما هتفت بألم شديد 


= كان ليه وجع القلب ده كله؟ ما كنا عايشين مرتاحين يا اخي لكن انت لازم تسيب كل الحلول وتدور على الحل اللي يعمل فيا اكده ويوجع قلبي وفي الاخر تيجي تقولي بحبك وعشقك يا بنت العم، لا ما هو واضح باماره اللي اتجوزتها عليا.


لامس بشفتيه وجنتيها دون أن تتبدل وتيرة نبرته الرزينة


= انا لسه بحبك وهفضل احبك انتٍ وعمري ما هحب غيرك.. حقك عليا يا بنت العم.


حديثه الهادي كان مغيظًا لها بدرجة كبيرة، ناهيك عن كونه موترًا لها، لهذا رفعت إصبعها أمام وجهه تحذره وقد اكتسبت بشرتها حمرة منفعلة


= بعد عني انت بتحرق دمي اكتر يعني خلاص ما بقاش ياكل معايا الحديد ده، يكون في علمك عارفه ان شرع ربنا وكل حاچه لكن انا بقى انانيه و وحشه وفيا كل العبر ومش هسمحلك تعملها يا سراچ وتقرب منها.. سامع مش هتاخدك مني حتى لو مسموحلها تقرب وانا خدتك منها.. وربنا بقى يسامحني على الذنب اللي انت شيلته لي بسببك 


احتضن وجهها براحتيه قبل أن يميل على وجنتيها ليمنحها قبلة صغيرة وهو يخاطبها

بحنان


= لع انتٍ مش وحشه ولا انانيه انتٍ بتطلبي بحقك بيا وده حقك كيف ما انا كومان ما سمحتش العكس يحصل، ويعتبر هي اللي عاوزه تاخدني منك مش العكس عشان انا ليكي طول عمري وما هقربش لغيرك.. وبعدين انا اللي شايل الذنب مش انتٍ يا غاليه ريحي حالك وبطلي تفكري في اكده.


لم يكن مزاجها جيد لتواجهه أكثر، فأشارت له بيدها وهي تكلمه في صوتٍ مرتجف بعنادٍ


= ماشي.. بس برده مش هتقربلها حتى لو كلام عادي بينكم لازم اكون موجوده، هي مش سهله اصلا على فكره وحركاتها باينه أوي هي عاوزه توصل لايه لكن ديه في أحلامها . 


ضحك ملء عليها وعقب عليها باسمًا وعيناه تعاهدان إياها بما يسر النفس ويبهجها


= حاضر أوامر ما عليكي كلها اعتبريها اتنفذت. تعالي في حضني جاري.. يلا قربي ولا اقرب أنا.


وهل يحق لها الإعتراض في تلك الحاله فهي بحاجه الى احضانه ليبث لها الطمأنينة والأمان، 

وبالفعل قد فعل وعلم جيد كيف يحتويها هي واحزنها وخوفها من المستقبل لكن سيظل ذلك مؤقتاً.


❈-❈-❈


كان هو الملجأ لها لتفريغ مخاوفها والمتنفس الآمن عندما تقع في أي أزمة ولا تحسن التصرف أو التفكير في شيء ما، لأن حديثه واحتواءه يحملان ما ينفع ولا يضر، زوى ما بين حاجبيه للحظات معدودات، معتصرًا ذهنه بضع ثوانٍ من التفكير وهو يراها أصبحت الأيام الأخيرة تلتصق به كثيراً ولا تريد الإبتعاد عنه خوفاً من ضرتها المصونه، تكلم سراج بحيرة محسوسة في صوته


=وبعدها لك يا غاليه هتفضلي قفشه فيا اكده كتير مش هنشوف مصالحنا عاد، مالك برده لسه خايفه من الموضوع اياه .


أبتعدت عن أحضانه بضيق وهي تردد بعبوس


= وهي مصالحك اهم مني يا سراچ ما تاخد اجازه بقى مره من نفسك وتقعد جنبي. 


هز رأسه بيأس بعدما لكزها لكزه خفيفة من كتفه لكتفها ثم مال سراج على زوجته مرددا بصوت جاد


= ومين اللي هياخد باله من البلد واللي ورايا لما اقعد جارك، وما ليش مصالح محتاچه مراقبه مني ولا إيه؟ همليني يا بنت الناس ولما اخلص اللي ورايا هرجعلك واقعد جارك كيف ما انتٍ عاوزه .


ضاقت تعبيرها بغيظ وهتفت بحساسيه 


= ماشي يا سراچ معنى اكده مصالحك اهم مني اتفضل روحلهم وانا في داهيه اتفلق.


نفخ بصوتٍ شبه مسموعٍ بعدم رضا وقال باسمًا


= شوف الحديد العفش اللي هتقوله بطلي عقلك التخين ده اللي سياقك علي نفسك على طول، هو انا برده عندي أهم منك! ماشي يا غاليه ادي قعده ومش رايح في حته وهاخد النهارده اجازه ومش هقوم من جنبك كومان حلو اكده.


رددت في غير تصديق وقد أشرقت ملامحها وبرقت نظراتها سرورًا


= بتتحدد صوح؟ دي احلى حاچه عملتها خليك في دارك نتونس بيك وبالمره تريح نفسك شويه هو لازم يعني كل يوم شغل .


سدد لها نظرة مستخفة قبل أن يسألها ساخرًا


= آه فعلا انا اللي غاوي مرمطه واشتغل كل شويه، وتولع مصالحنا وشغلنا لأجل عيونك


تساءلت غالية باهتمامٍ لتغطي على الخجل المستبد بها


= هو انت لو وراك حاچه مهمه خلاص انا ما قصديش بس أنت كنت واحشني وعاوزك تبقى جنبي غلطت انا عاد في اكده.


رفع يدها إلى فمه ليطبع قبلة صغيرة عليها، ثم نظر إليها وهو محني قليلًا ليردد مرة ثانية وهو يرسم هذه الابتسامة الصغيرة الساحرة 


= لا ما غلطتيش وخلاص قلتلك مش هروح في حته وهتصل بيهم واقولهم اني تعبان شويه وعاوز اريح وهم مش هيقولوا حاچه وبكره يبقى نشوف اللي ورانا، المهم انك تتبسطي ما تشيليش هم حاچه وأصل 


اتسعت ابتسامتها الرقيقة ثم قبلته بخفة وقالت في صدرٍ شبه ناهج


= حبيبي هو انا بحبك من شويه، ايه رأيك انزل أعمل غدا ونتغدى سوا.. بس تفضل مكانك ما تتحركش انت وعدتني.. هاه؟ .


رفع حاجيبة للاعلي قليلاً يضرب رأسها برفق بيده بمزاحه، ثم علق عليها بتبرمٍ طفيف


= علي أساس اني خلفت وعدي معاكي عاد قبل سابق! ما تتلمي عاد يا بنت فاطمه 


هزت غالية رأسها برفض وقالت بتلبكٍ حرج


= لع يا اخويا ما اقصدش والله، انا قصدي يعني انك تفضل مكانك ما تتحركش أهنأ ولا أهنأ في الدار وانا هروح بسرعه اجيب الوكل ومش هتاخر.


تنهد بعمق وقد فهم سبب كل ذلك واحترم مخاوفها، فلامس بيده وجنتها وهتف على نفس النهج العابث


= خلاص روحي يا غالية وانا مش هتحرك من مكاني خالص كيف ما عايزه بس ما تتاخريش.. 


نظرت إليه بحب وأجابت وهي تبتسم ابتسامة عريضة


= عيوني يا قلب غالية، هو انا ليا غيرك .


حافظ على بسمته المتسلية فزاد من ملاطفته اللفظية الخافتة وهو يخبرها بصوت ماكر 


= ما تسيبك من الوكل دلوج وتاجي جاري هبابه طالما راضيه عني جوي اكده النهارده... 


تبسمت على استحياءٍ، وهي تردد بخفوت 


= ناكل الأول وبعد اكده انا كلي ملكك يا سيدي الناس وقدامنا الليل بطوله، هروح بسرعه ومش هتاخر.


❈-❈-❈


= نورتني يا شيخ مؤمن اتفضل أقعد، الشاي يا غاليه .


قال سراج بهذه العبارة المندهشة وهو يستقبل في منزله ضيفه المشتعل بالغضب بعدما لعبت زينب برأسه وجعلته يصل إلى ذروة الانزعاج والسخط منه، لذلك هتف في صوتٍ محموم


= لع استني يا غاليه معايز حاچه أنا ولا جاي أقعد ولا اضايف، انا جي في كلمتين وكلتني بيهم مرتك زينب وهمشي على طول . 


تعجب العمدة من ثورتة ضده وقال بخشونة 


= زينب.. قالتلك ايه؟!. 


نظر له بعتاب وضيق وهو يقول بصرامة حاده


= ايه يا عمده كومان مش عاوزها تشتكيلي ولا انت مفكر نفسك الكبير الوحيد أهنأ بس اللي الناس بتوكلك تجيبلهم حقهم واحنا لما بنجوز بناتنا ما بنسالش عليهم! لع يا عمدة غلطان احنا بنفضل نسال على بناتنا حتى بعد ما يتجوزوا.. وبعدين دلوج لو حد عاوز يشتكيك انت ذات نفسك يروح يشتكيك لمين؟!. 


نظر له باندهاشٍ وهو يتساءل بوجهٍ يضم علامات الحيرة


= يشتكيني انا.. انا مش فاهم حاچه انت عاوز تقول ايه يا شيخ مؤمن، وزينب وكلتك لايه بالظبط .


أجابه الآخر بصيغة تساؤلية مليئة بالاتهام


= مش عيب عليك يا عمده تبقي ظالم وما تعرفش تمشي شرع ربنا بين نسوانك الاتنين انا اول ما عرفت اللي فيها من زينب ما صدقتش انها تيجي منك انت بالذات، يا كبير بلدنا يا اللي ما بتسمحش بالغلط.. وكل ديه عشان خاطر مرتك الأولى طب خاف من ربنا هي هتنفعك في الاخره بردك.


برقت غالية عيناها ارتياعًا، وراح الذنب و الحرج يتولاها من كل جانب كأن هناك هجومًا ضاريًا على أعصابها دفعة واحدة، عندما صاح في عتابٍ حانق


= ما تردي يا غاليه، لو انتٍ مكان زينب وچوزك رفض يعاملك معامله الازواج وفضل عليكي مرته الاولى، وقالك هنعيشي اهنا كيف الأخوات ومرتي الاولى الكل في الكل واياكي تدوسلها على طرف وده اخرك عندي هتعملي ايه؟!. مش سامعلك صوت يعني.


ابتسمت زينب بانتصار وهي ترى ملامح غالية العاجزة عن التحدث أو الدفاع عن نفسها، لتعلق بصوت ساخراً 


= هتقولك ايه يا شيخ مؤمن يعني اكيد مش هترضي بحاچه كيف اكده انما يظلموني انا عادي.. انا قلت كومان لامي وابويا وهم كانوا هيجوا بس قالوا لي هنبعت شيخ مؤمن الاول وبعد اكده لينا حديد ثاني.


انصدم سراج من قولها المباغت، واحتج متسائلاً في استهجانٍ


= انتٍ ايه اللي خليكي تطلعي اسرارنا بره وهو برده ده يصح يا شيخ مؤمن اامن مرتي على سر الاقيها ما سايباش حد غير وهي قايله له

وبعدين ما حدش يوجه كلامه لغاليه هي ما لهاش دخل ده قراري وانا اللي مسؤول عليه هي ملهاش ذنب فيه.


انتفض بدنها من صراخه رغم خفوت نبرته، فقالت زينب بتوجس


= امال يعني كنت عاوزني اسكت وافضل اكده طول عمري كان لازم اوكل حد كبير يعرف مقامه معاك، وبعدين برده لسه بيتدافع على الهانم بتاعتك وانا ايه مش مرتك برده صدقني يا شيخ مؤمن هي اللي محرضه عليا ما يقربش مني واصل.


تحدث مؤمن بنفس الصوت الملام وشبه المنفعل رغم خفوته 


= بس يا زينب انا اللي بتكلم أهنأ طالما وكلتيني ما اسمعلكيش صوت، اسمعني زين يا عمده لو ما عملتش مرتك بما يرضي الله وما فرقتش بينها كيف ما بتعامل مع مرتك الاولى بالظبط ترجعها الدار عندنا، بس تعمل حسابك بكده هيرچع يتفتح التار بينا والدم هيرچع من تاني .


انقبض قلب غالية توجسًا، وأحست بطعم المرارة يملأ حلقها بينما الامر لم يختلف كثيراً عن سراج الذي لم يستطيع الاعتراض أو الرفض هذه المره، فتابع الشيخ على نفس النهج القاسي


= أسبوع واحد هستنى زينب تبلغني انه حصل، والامر بقى في ايدك دلوج يا عمده .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة