-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 5 - 5 - الأربعاء 25/12/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

5

تم النشر يوم الأربعاء

25/12/2024


برق حدقتاه بغضبٍ، وصاح في استنكار غاضب للغاية


= واه هنتعامل كيف الغرب كومان، ده انتٍ مصممه صوح على الطلاق مش موضوع غضبانه ولا زعل وهيروح لحاله... كل ده عشان رفضت الصلح يا غاليه بعد ما وعدتك انتٍ عارفه كويس ان انا ما ليش ذنب في اللي حصل لبنتنا، و غصب عني اتاثرت بحديد امي لكن وحياه بنتنا كنت هفكر في حل تاني الا ان اقتل واوجع واحد على إبنه، وانا اكتر واحد اتحرمت من النعمه دي ولما ربنا اديها لي عرفت قيمتها اكتر 


تقطع صوتها لهنيهة قبل أن تحاول إتمام عبارتها في حزنٍ متزايد


= انا مش بعاقبك يا سراچ وعارفه ان ده في الاول وفي الاخر نصيب وكان هيحصل لبنتي اكده، بس ما اقدرش ارجع كيف زمان عادي اكده وانسى اللي فات! اذا كان علي قسوه امك عليا ولا الامان اللي مابقتش حاسه بيه چارك . 


سدد لها نظرة نارية قاتلة مبطنه بالألم فصعب عليه يستمع جمله مثل تلك منها، فاقترب بسرعه وجذبها من ذراعيها سأله في لوعةٍ مشوبة بالإلحاح


= معناته ايه الحديد ده؟ انتٍ هتسيبيني بجد وتبعدي عني.. حتى بعد ما طلقت زينب و ما بقاش في غيرك كيف ما كان نفسك وعاوزه.


أبقت نظراتها المقهورة بعيدًا عن وجهه وأجابت بإيجازٍ حتى لا تضعف 


= سراچ عشان خاطر ربنا هملني، وبعدين هو انت مفكر أن زينب هي اللي كانت المشكله بينا وبس، احنا اكده اصلا من زمان!.  


اشتدت قبضته عليها واخشن صوته قليلًا حين حذرها


= هي وصلت لكده يا غاليه ما بقتيش حاسه بامان معايا، ماشي يا بنت العم روحي اقعدي في دار ابوكي كام يوم ويحلها ربنا بعدها.. بس خدي معاكي تهاني عشان لو احتجتي حاچه، ومش عاوز اعتراض وانا كومان يومين هاجي اشوف بنتي واديني اهو بعرفك قبليها.


❈-❈-❈


بعض الأشخاص الملامين بالشر لا يمكن السيطرة عليهم بسهولة خاصة حينما تتعلق الأمور معهم بتقدير الذات والتقليل من شأن هذه النزعة الغرورية التي يمتلكها كلا من كانت تتأثر بسوء اختيارات من حولهم ومهما يحاولون التغاضي عن تصرفاتهم الغير مقبولة تعود مشاعر الضيق والنفور لتستبد بهم.


بتعابيرٍ تبدو منزعجة ونظرات حانقة هتفت فردوس معترضة 


= يعني فات شهرين والحال كيف ما هو! ولا أخذت بتار أخواتك ولا رجعت مراتك اللي عملت فيها زعلانه وراحت تتصرمح في دار ابوها لوحدها.. والبنت كومان خرجت من المستشفى واخوك ما كانش يقصد


لم تخف حدة الضيق من على تقاسيمها وهي لا تزال تُحادث أبنها بتبرمٍ ناقم


= انا ما عارفاش طالعه فيها على إيه؟ ما بنتها كيف القرده وما فيهاش حاچه اما صدقت تتلكك عشان تغضب، ما انت لو تسمع حديده وتسيبك منها وتتجوز غيرها الله بسماه هي اللي هتجيلك ركعه غصب عنها و نادمه.. بس بلاش زينب شوف غيرها طلعت اعفش منها.


أوغر ما سمعه صدره وملأوه بالغضب فلم يتحمل كلماتها المسيئة على ابنته الوحيده ولا ظنونها الباطلة على زوجته، فنهض مندفع موجهة كلامه إليها بانفعالٍ


= هو انتٍ عاوزه توصلي لايه بالظبط من كل اللي بتعمليه ده؟ بنتي اتشلت وممكن تفضل اكده طول حياتها عايشه على كرسي بسبب التار اللي في فضلتي تحردي ابنك الصغير عليه؟ عشان انا اتحرك واقولك خلاص انا اللي هقتل ناس ملهاش ذنب عشان ترتاحي ونارك تبرد . 


هتفت فردوس بلا تفكيرٍ بتأففٍ أكبر


= يا ريتك كنت عملت اكده! مش ماشي ورا مرتك وكنت عاوز تقدم الكفن كومان... انا ما عرفاش ايه اللي جريلك فين نخوتك كراجل صعيدي سايب حق اخواتك اكده 


برقت عيناه ذهولًا وهو لا يزال يستوعب قسوتها ضده الصغيرة


=وبنتي اللي راحت رجليها وهي ما لها ذنب مش فارقه معاكي ما جبتيش سيرتها يعني ولا قلتي خذ بتارها؟ 


فصاحت باستنكارٍ ضاعف من شعور الذنب لديه لانه استمع اليها بلحظه ما 


= تاخد بتارها من مين انت اتجننت هتقتل اخوك ولا ايه عشان حته بنت؟ تلاقيه حديد مرتك مش اكده دلوج عرفت وجع الضنه و بتحرضك تقتل اخوك... عارف لو قربت منه أنا الـ...


نظر لها بنفس الحال البائس، بل يمكن القول أنه أصبح أكثر بؤسًا وشقاءً بعدما أحبطته بقسوتها الصريحة لتقديم يد العون له، ليقول بصوت ساخراً بألم


= هتعملي ايه ياما هتقفي وتقتليني! تعمليها ما انتٍ خلاص الشر اتملك منك و ما بقتيش تفكري غير كيف تخلصي علينا واحد ورا الثاني، وكل اللي عاوزاه التار ومش مهم بقى يجي كيف ولا مين يروح فيها؟ 


نظرت إليه مليًا فأكملت تعنيفها له بجحود 


= كل ده عشان خاطر بسمله بنتك! ما كانش يقصد وانت عارف اكده كويس، ومع ذلك اسفين يا سيدي حقك علينا انت و الهانم مرتك حلو كده! 


نظر لها شزرًا قبل أن يرد بانفعال ظاهر 


= بسهوله اكده طب وانتٍ ليه زعلانه لما قلتلك هنقدم كفن طالما الموضوع ممكن يتحل باسفين وحقك علينا وما كناش نقصد.؟ 


انتفضت مع صيحته الهادرة فأتى تبريره وقحًا ومهينًا في نفس الآن منها


= انت هتقارن اخواتك الرچاله الاثنين بحته البنت! هتفيدك بايه ولا هتعملك ايه هتكون كيف الرچاله هتبقى سندك ولا في ظهرك يوم ما تحتاجها، اخرها هتقعد في الدار وتقعد تشعلل فيك كيف امها ما هي تربيتها .


بهتت ملامحه وأصبحت شبه شاحبة بعدما فرت الدماء من وجهه، ليرد بجمودٍ


= طول عمري نفسي اعرف بتكرهي ليه بسمله للدرجه دي؟ من ساعه ما جيت على الدنيا ولا شفتك حنينه عليها مره واحده حتى! عملتلك ايه العيله الصغيره دي إللي ما تعرفش لسه حاچه في الدنيا كل ذنبها عشان اتولدت بنت حاچه مش بايديها ولا بايدينا... ما تستاهلش منك كل الكره ده حتى وهي بين الحياه والموت ما شفتكيش زعلانه عليها ولا اتعاطفتي معاها، بالعكس عماله تقوليلي ايه يعني كويس انها جت فيها وما جتش في حد من الرچاله.. دي لو فروجه (فرخه) هتزعلي عليها اكتر من أكده يا شيخه .


همَّت بالكلام؛ لكنه استمر مسترسل بغضبٍ اكبر نابع من نفاذ صبره


= خلاص بكفيكي عماله تحطي النار على البنزين لحد ما جبتي اخري! ما بتفكريش غير في نفسك ومش فارق معاكي البنت اللي ملهاش ذنب دي... بس لا ياما بسمله زيها كيف اي حد اهنا وكيف ما انتٍ زعلتي على ولادك انا كومان حقي ازعل عليها . 


زمت شفتيها وقد تعالي صوتها المنفر


= ازعل هو انا كنت مسكتك طول عمرك ما تعملش غير اللي في رأسك، انا خلاص غلبت معاك براحتك مشاكلك وحلها بنفسك!


ضحك ساخرًا منها بيأس ليردد بعدها بما أوقد نيران الحنق في صدره


= دلوج حلها بنفسك ومش فارق معاكي اللي كانت هتروح! ده انا على اكده لو كنت سمعت حديدك وقتلت حد من عيله البدري وبنتي برده حصلها حاچه كنتي هتقوليلي وانا مالي مشاكلك وحلها بنفسك برده مش اكده؟ 


تنفس بعمق وأكمل كلامه بنبرة جريحة


=انا عمري في حياتي ما هنسى قسوتك دي ياما، بس يمكن ربنا عمل اكده عشان يعرفني قيمه وجع الضانه.. والدم اللي انا استهونت بيه وما كنتش عاوز اقفله بين العيلتين، و اهي اتردتلي في اعز ما أملك .


❈-❈-❈


شعر بلفحه برودة غير عادية عندما أبتعد عن حضن أبنته الصغيره التي كان يحارب أمامها عدم انهيار دموعه وهو يراها بتلك الحاله غير قادره على السير والركض مثل قبل، لم يكن يتخيل ان لقاءه بها وهو يراها بتلك الحاله سيكون صعب لهذه الدرجه، وشعور الذنب داخله تضاعف .


تململ في جلسته جانبها ليجعلها تعود في احضانه والتفت ناظر إليها في اهتمامٍ، وسألها  باسمًا


= محتاچه حاچه يا حبيبتي لو في اي حاچه عاوزاها اطلبي وانا عيوني ليكي.


أجابته الصغيرة بإيماءة خفيفة بعبوس 


= هو انا مش همشي تاني وهفضل قاعده على الكرسي ده طول الوقت! انا زهقت وعاوزه اقوم.


نظر سراج لها مطولاً في أسف، وطلب منها في نبرة راجية مؤلمة 


= اصبري يا حبيبتي والله لا هعمل المستحيل وكل اللي يطلع بايدي عشان اخليكي تمشي من تاني... سامحيني يا بنتي لو انا السبب فعلا في اللي حصولك، يا ريتني كنت قبلت بتقديم الكفن لو هو ده اللي كان هيمنع اللي حصل. 


حاول أن يواسيها بالكلماته اللطيفة فودَّ لو أن يمتلك مفاتيح السعادة، وقتها لما بخل عليها بها.


❈-❈-❈


بـعـد مـرور أسبوعين.


تنهيدة عميقة خرجت من رئتيها لتمنحها بعدها

قبله عميقة فوق رأس طفلتها بعد أن نامت أخيراً، تطلعت نحوها مطولاً بنظرات آسف على ما هي بقت فيه! لا تعلم من السبب الحقيقي وراء ذلك لكن بالنهايه تعلم بأنة النصيب و زوجها ليس له ذنب! لكن من جهه أخرى اصبحت تشعر بالخوف وعدم الأمان بالعيش مع تلك العائله في وسط تلك الدماء كلها والثأر الذي طال حتى ابنتها الصغيره.. فبالتاكيد سيطول ذلك أبنها الآخر أيضا الذي لم يعلم والده وجوده حتى الآن!. 


وتعلم جيد اذا علم سيجبرها على العوده وحماتها ستامل بأن يكون المولود صبي و ستبدأ باقوالها السخيفه كعادتها ليكون هو السند للعائله بعد سراج وخصوصاً وان الرجال في العائله قلت! لذلك هي على يقين تام بان ابنها سيكون هو المتولي بكل الشؤون! لذلك هي فضلت البعد والانفصال لكن مؤقتا! فبالتاكيد الجميع سيعرف خبر حملها ولم تقدر على حمايه ابنها مثلما حدث مع بسملة بالضبط.


الإنفصال عن حبيبها كان عسيرً وغير يسيرٍ عليها فشعرت غالية وكأن روحها تتمزق، و قلبها يتفتت و بالكاد حاولت الاعتياد على مُفارقته لتباشر حياتها لكن تبدلت أحوالها كثيرًا، وصارت أكثر تعب وخوف ودائما يتردد شيء واحد في عقلها: يجب ان تتخلص من ذلك الطفل بنفسها قبل أن يأتي على الدنيا ويقبل بتلك العادات والتقاليد القاسيه مجبر مثل والده!. 


اقتربت منها تهاني بتلك اللحظة وربتت على كتفها في إشفاقٍ مهونة عليها حزنها قليلًا هاتفه 


= والله سراچ بيه بيحبك يا ست غاليه،

استهدي بالله وارجعي بيتك زمان ست فردوس مش ساكته وعماله تزن فوق دماغه

وما ينفعش نسيبه لوحده بردك.


نظرت إليها مطولاً فاستأنفت حديثها المرير


= مش مستنياكٍ تدافعي عنه يا تهاني انا الوحيده اللي عارفه كويس، وعارفه أن غصب عنه ضعف لتقاليدنا لكن انا مين يطمن قلبي على اللي جوه ولا على اللي جي!. 


عقدت حاجيبها باستغراب وعلقت عليها بحذرٍ


= ست غاليه هو انتٍ تقصدي ايه هو انتٍ حامل!؟ فرحيني وقوليلي ايوه ده سراچ بيه هيموت من الفرحه لو عرف خبر كيف ده في وسط الغم اللي احنا شايفينه.


انفجرت غالية باكية بحرقةٍ، وراحت تشتكي وتنوح في تعاسةٍ جلية


= مفيش حد هيعرف يا تهاني.. انا محدش حاسس بالنار اللي قايده في قلبي من ساعه ما عرفت ان انا حامل ومش عارفه افرح بابني زي الخلق، ده لو جه ولد فردوس مش هتسيبه في حاله وهتفضل تمليه شر وقسوة!. عشان اكده لازم اخلص منه قبل ما يجي.


شهقت تهاني بصدمة كبيرة، وبدأت الأخري 

تبكي على كتفها فظلت تربت على ظهرها بعدم تصديق وحزن، لكنها تجمدت مكانها حين أمرتها بصوت جاد


= عاوزاكي تتفقيلي مع خالتك "عقيلة" الدايه عشان تسقطني وحسك عينك حد يعرف حاچه بالموضوع ده!! 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة