رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - اقتباس الفصل 6 والأخير - الجمعة 27/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل السادس
والأخير
تم النشر يوم الجمعة
27/12/2024
جرف الحنين سراج إلى أشياء افتقدها كثيرًا، مثل سماع صوت ابنته الشقية ورؤية زوجته، والتمتع بحضن طويل دافئ منها بالإضافة إلى الاشتياق إلى أشقائه الذين رحلوا دون ذنب.. تنهد تنهيدة محملة بالشوق والرغبات التي يعلم جيدًا أنها لن تتحقق، لذا كبتها سراج مكتفيًا بشعوره بها في داخله وفي تلك اللحظة، دخلت والدته وهي تعلم أنه بين الحاضرين يشعر بالحيرة ويحتاج إلى يد تعينه على تخطي لذا أرادت استغلال ذلك لصالحها، وهتفت باسمه بشيطانية
= سراچ يا أبني رايداك في كلمتين
أتى رده موجزًا ومباشرًا
= بعدين ياما انا مش فايق لاي حد دلوج، وفيا اللي مكفيني ومش طايق حد اجلي اي حديد بعدين
نظرت له شزرًا قبل أن تسأله بسِحنة منقلبة
=هو انا كل ما اجي اكلمك هتقولي مش فاضي وبعدين، كنت متاكده انك هتتحجج باي حاچه عشان خابر اني هاكلمك في حالك اللي مش عاجبني ديه
لاح على قسماته تكشيرة عظيمة، ثم رد بنبرة معاتبة وهذه النظرة الحزينة تطل من عينيه
= تعبان ياما ومش طايق اي صوت جنبي، ابوس يدك حسي بيا مره واحده بس وسيبيني في حالي وهمليني .
مصمصت شفتيها متمتمة وقالت متباهية بما حدث لتزيد من تحطيم ذاته
= كل ديه عشان غالية ما في ستين داهيه بكره يچي غيرها من قله البنته.. والله يا ابني هي اصلا ما كانتش تنفعك وما كنتش مرتاحه لها من الأول وبكره ربنا يوعدك باللي احسن منها، عارف انت لو تسمع حديدي وتتجوز تاني
هتحرق قلبها اكتر وتقهرها
ظل على هدوئه معها، فحذرها بتقاسيمٍ اكتسب لونًا عدائيًا
= ابوس يدك بطلي كل شويه تفتحي معايا الموضوع ده هو انتٍ شايفاني دلوج فايق لجواز، بعدين هو انتٍ خلصتي من حكايه التار هتطلعيلي في چوازي ريحي نفسك انا عمري ما هتجوز علي غالية وزينب انتٍ عارفه زين سبب جوازي منها واهي راحت لحالها خلاص، يعني هي كانت مستحملاني وانا مش بخلف اقوم اتجوز عليها علي حاچه مش مستاهله
جزت علي أسنانها وراحت تخبر إياه في استهجانٍ
= خلاص خليك اكده وهي جايبه لنا العار والفضيحه بقعدتها في دار ابوها وهي على ذمتك وانت مش قادر تفتح بقك معاها، انا عارفه البنت دي سحريه لك ولا ايه؟
اعتلت زاوية فمه ابتسامة مؤلمه قبل أن يرد بلؤمٍ
=عشان عذرها ياما اللي حصل لبنتها من تحت راسنا مش سهله عليها تستحمله، ومتاكد انها
هتاخدلها فتره وربنا يهديها وهترجع من نفسها
عشان اكده انا سايبها براحتها دلوقيتٍ تاخد فتره زعلها براحتها عشان تصفى من ناحيتي
لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة ساخرة
= دلع ماسخ! صحيح حد يلاقي الدلع و ما يتدلعش خليك انت اكده.. سايبها براحتها وكل حاچه ماشي وحاضر وهي ما بتغلطش لحد ما هتركب وهتخليك فرجه وسط الخلق!.
ارتعش جسده وأحس بوخزاتٍ حادة تتفشى فيه، لينظر عليها بحسرة مجيبآ
=ده مش دلع ياما دي ام قلبها محروق على ضناها، وحتى لو بنت كيف ما انتٍ عماله كل شويه تقولي برده دي حته منها وحقها تزعل عليها.. وبعدين غاليه ياما شالت عننا كتير ما يبقاش ده جزاتها ونقفلها على غلطه واحده منها وما نستحملهاش ومعاها عذرها فيها.
وقبل أن يتحدث أحد منهم مجدداً، تفاجأت فردوس من اقتحام تهاني السافر عليها فعنفتها في غيظٍ
= انتٍ اتخبلتي يا بنت كيف تخشي علينا أكده من غير استئذان؟!.
لم ترد عليها بل ركضت تهاني نحو سراج فاستنجدت به بصوتٍ واهن للغاية
= سي سراچ بيه.. سراچ بيه.. كويس انك اهنا الحق بسرعه ست غاليه هتسقط نفسها؟!.
عقد حاجيبة بعدم فهم وهو يسألها باندهاشٍ متعجب
= تسقط نفسها كيف أنا مش فاهم حاچه منك في ايه؟
ازدردت ريقها وهي تردد بصوتٍ متقطع
= ست غاليه طلعت حامل وربنا كرمها من غير عمليه المره دي، بس هي خافت لا يحصله حاچه عفشه كيف بنتها بسمله فطلبت مني اتفق لها مع خالتي الدايه عشان تسقطها وما تقولش لحد، حاولت والله امنعها كتير لحد ما النهارده الصبح لقيت خالتي چايه من نفسها وطلعت ست غالية هي اللي اتصلت بيها.. سبتهم و طلعت اچري عشان تلحقها.
شُل تفكيره لحظيًا من هول الصدمة وحينما استفاق من جموده رد قائلًا بصوت مصدوم
= يعني غالية حامل مني وهتسقط نفسها!.
هزت تهاني رأسها بإيجاز وردت موضحة بحدةٍ
= هفهمك التفاصيل بعدين المهم انك تلحقها قبل ما تسقط نفسها ولا يحصلها حاچه
مرت ثواني علي فردوس تستوعب الحديث هي الأخري! بدت غير قادرة على التماسك لمجرد تخيل غالية حامل في صبي! فارتجفت كليًا عندما أملت بأن سيكون ذلك المولود صبي بالتأكيد، لكن غاليه ستقتله قبل ان تراه!
لذلك دون أدنى صرخت فيه بذعر بالانهيار عصبيًا
= يا مرارك الطافح يا فردوس الولد اللي كنتي بتتمنيه من الدنيا مرات ابنك هتموته، روح بسرعه يا سراچ معاها قبل ما تعمل في روحها حاچه ويموت حفيدي.. الولد اللي كنت مستنياه من صلبك كل السنين دي كلاتها هيموت بسبب مرتك.. الحق حفيدي يا سراچ !!؟.
❈-❈-❈
تخلله موجات من الخوف الممزوج بالغضب فركض دون مقدمات إلي منزل والد غاليه بلا تفكير قاصداً اللحاق بها، آملة في نفسه أن يكون ما أخبرته به تهاني مجرد أكذوبة حمقاء، صنعتها غالية لتثير غضبة لا أكثر...
وعند وصوله الى المنزل فتحت له الخادمه تهاني وتركته، تقدم بتؤدةٍ واتجه إلى غرفة نومها كان الباب مغلقًا فانقبض قلبه بقوة وتوجس خيفة من وقوع الأسوأ تسلل ماشي حتى أصبح أمام الباب الخشبي الذي يخفي خلفه ما يدور بالداخل! هل تم الأمر وأجهضت طفله أم تراجعت، لكن في الحالتين لم يصدق بانها تلك نفسها غالية التي أحبها تسعى الى ذلك، لقتل طفل ليس له ذنب..
دون تفكير استجمع شتات نفسه وفتح ليتفاجأ بغالية جالسه فوق الفراش شاردة عينها تبكي بصمت ذبلت وضعفت، لم تنتبه لوجود سراج رغم أنها كانت تنظر تجاهه ومع ذلك بدت وكأنها لا تراه وذلك لم يكن جواب واضح بالنسبه له لذلك تقدم أكثر.
أحست غالية بشيء يظللها فرفعت بصرها للأعلى لتجد زوجها أمامها، تفاجأت بوجوده واعترتها ربكة موترة، خاصة أن ذلك هو لقائهما بعد فترة من الغياب الطويل، لذلك انطلق لسانها يسأله في شيءٍ من الإنكار
=إنت بتعمل إيه اهنا؟
تنهشه بعمقٍ التوجس وتزيد من إحساسه بالخوف والقلق وهو يصيح بعتاب حاد
= جي أشوف المصيبه اللي انتٍ عملتيها، انتطقي قولي اي حاچه.. قوليلي انك ما عملتهاش يا غاليه قوليلي انك ما قتلتيش ابننا اللي كنا بنتمناه من الدنيا، قوليلي انك مش هتكسريني بالطريقه دي ولا هتطعنيني في ظهري زيهم.. إلا انتٍ يا غاليه اللي مش هستحمل الغدر منك.
رمش بعينيه قبل أن يأتيه منها تعليقه نزقًا وصادمًا له على كافة الأصعدة
= ما انا استحملته من الغريب قبل القريب يا أبن عمي! اشمعنا انا افضل اتعذب لوحدي
حدجها بهذه النظرة الساخطة، فما أمامه ليس بامِرئ طبيعي زوجته التي عشقها، إنما شبها جالسه فوق أعناق ضحاياه وهي نفسها للأسف إحداهن، فأخبرها بقليلٍ من التجهم
=تقومي تقتلي ابني اللي ما لوش ذنب! عملك ايه العيل الصغير ده اللي لسه ما جاش على الدنيا؟!.
بهتت ملامحها و فرت الدماء من وجهها ازدردت ريقها بقهر وهي تجاوبه بانفعال
=ويعني بنتي اللي كانت عملتلكم حاچه؟ ذنبها ايه هي كومان عيله زيها تتحرم من حياتها وهي في سن كيف ده وما تقدرش تتحرك وتجري زي العيال.. بكفاياك تغمض عينك عن الظلم اللي بنشوفه من عيلتك يا سراچ انا لو كنت بفوت حديد امك ليا سنين طويله فـ لحد بنتي ومش هسكت.
حز في قلبه استهانتها بقتل طفله، فنظر لها بخيبة أمل هاتفا في سخطٍ
= وانتٍ شايفه بالطريقه دي عرفت تنتقمي مني يا غاليه، ما لقيتيش غير ابننا اللي كنا بنتمناه من الدنيا يروح اكده من غير ما اعرف ولا افرح بيه.. بس لو كان هو ده انتقامك بحق فانتٍ انتقمتي فعلا بأبشع طريقي ممكن تتخيليها يا غاليه وضعفتي النار اللي چوايا.
ابتسمت بسخرية مريرة وأجابت في نفس اللهجة المستنكرة
= مش قد النار اللي چوايا يا أبن عمي، من اول ما اتجوزتك وانت قلتلي هعيشك كيف الملكه محدش هيدوسلك على طرف اللي انتٍ عاوزاه كله هيكون تحت رجليك، اطلبي و اتامري براحتك يا غالية.. ومن اول ما خطيت رچلي في الدار وانا شفت ظلم وافتره من امك كتير بس ما كنتش بشتكي وقولت لنفسي كفاية يا بنت أنه بيعاملك كويس عاوزاه ايه اكتر من اكده بلاش تطمع..
اندفعت غالية للأمام تجاهها وواصلت صياحها المستهجن
= حتى لما اتاخرنا في الحمل من غير تفكير قالتلي العيب منك وبقيت تسمم بدني في الرايحه و الچايه بحديد محدش يستحمله.. دي وصلت انها كانت بتوريني وتاخد رايي في نسوان عاوزه تجوزهملك وتقولي خليكي ناصحه واطلبيها انتٍ من جوزك وبلاش انانيه،
وانا محدش كان بيفكر في مشاعري ولا يهمه حالي! و برده حطيت جزمه في بقي وسكت لدرجه قلتلك لو عاوز تفهمها أن العيب فيا اعمل لكن ما اشوفكش مكسور، ولا العذاب والمعايره اللي شفتها لما جبت بنت.. وكل ده والحق عليا وانا اللي غلطانه
نظر إليها و بدا وكأنه يحقق معها بنظراتٍ مشوشة، فعلق بزفيرٍ ثقيل أظهر مدى إعيائه
= كل ديه انا عارفه كويس من غير ما تشتكي عشان اكده شايلك فوق راسي! لكن قسوه قلبك دي جبتيها منين عليا.. تحرميني من ابني من غير ما أشوفه لــيــه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية