-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 38 - 4 - الخميس 5/12/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن والثلاثون

4

تم النشر يوم الخميس

5/12/2024  


شقيقه الصغير امام جسد والدته، يطالعها بنظرات الوداع بدموع لا تتوقف، يشفق عليه، يريد احتضانه،  وفي نفس الوقت يخشى رد فعله حين يقترب منه، ليته تجاوز عن كره المرأة الوحيدة في تدمير اسرته وتقرب من شقيقه على الاقل ، لربما سهل الأمر عليه الآن. 


- رياض انت لسة واقف مكانك؟

قالها عدي قادمًا من الخارج بصحبة احد الرجال، ليلتف اليه ويرد بصعوبة، شاعرًا بثقل الكلمات على لسانه:

- يعني هروح فين بس؟ مش قادر اتحرك واسيبه، دا اني غير متلغبط ومش عارف اعمل ايه اصلا


 قالها بإشارة نحو شقيقه، والذي ابصره عدي من محله ليعقب بدعم له:

- معلش انا عارف الحمل تقيل عليك، بس هنعمل ايه؟ دا شيء محدش كان يتوقعه ابدأ 


اومأ برأسه يوافقه، قبل ان يرفع اليه عينيه سائلًا:

- طب انت معرفتش السبب لموتها المفاجيء 


اهتزت رأسه بأسف يخبره:

- خطأ  في عملية تجميل أجرتها هنا في عيادة خاصة لشد الجسم، ادت لحدوث نزيف أثناء الجراحة نتيجة خطأ في التخدير ودا كان السبب الاساسي للوفاة، يعني اهو رغم كل التقدم والحوادث دي برضو بتحصل رغم ندرتها لكن حظها بقى.


اغمض يسحب دفعة كبيرة من الهواء داخل رئتيه، قبل ان يفتح عينيه طاردهم من صدره بعنف، بغضب يتسلل داخله، نحو تلك المرأة التي لا يصح لها الآن الا الرحمة، لو كانت تعلم ان تعلقها الشديد بمغريات الحياة سيكون السبب الاساسي لفقدها أيضًا، ما كانت استمرت في تلك الأفعال أبدًا


تابع عدي يضيف المزيد عله يطمئنه:

- انا خلصت كل الإجراءات مع المحامي بتاعنا هنا، فاضل بس موضوع ابنها....


توقف يطالعه بتساؤول واستفهام أجاب عنه رياض دون تردد:

- طبعًا مش هسيبه.

سأله بمزيد من الفضول:

- وهتتصرف ازاي معاه؟ الولد ميعرفكش اساسًا؟ انا بقترح اخده معايا واهو يقعد مع الولاد ، على ما ياخد عليك ، يمكن مع الوقت.....


- مفيش مع الوقت يا عدي. 

قاطعه به بملامح طغى عليها الهم، ومسؤولية تقسم الظهر:

- لو مخدتش عليا من دلوقتى مش هيقبلني بعد كدة ابدًا، قعاد عندك ولا هنا مش هينفع،  ادم لازم يجي معايا مصر، رغم صعوبة القرار والنتائج المترتبة عليه، بس انا شايف انا دا اسلم حل .


❈-❈-❈

بملامح عابسة،  ووجه لم تضع به نقطة واحدة من مساحيق التجميل والزينة كما تفعل باقي الفتيات  في مثل تلك المناسبات،  ضاربة بتعليمات والدتها وتوصياتها عرض الحائط،  حتى انها لم تخشى رد فعل ابيها الذي وقعت عينيها عليه اول الحضور في الجلسة، وقد كان مسترخيًا في الحديث بصورة أظهرت ترحابه الشديد بالأمر، فاليأخذ فرحته الآن قبل أن تصدمه برفضها، نحو هذا ال..... تبًا، انه هو!


- عروستنا القمر، قدمي يا صفية وقفتي ليه؟

قالها محروس يدعوها للمواصلة بعدما توقفت في وسط الصالة امامهم، بأبصار شاخصة، المفاجأة جمدتها محلها حتى لم تستوعب لفعلها سوى بعد قول والدها، ودفع والدتها التي نهضت من محلها،  لتجذبها من ذراعها بابتسامة ظاهرة،  وهمس خفي:


-  بلمتي في نص السكة ليه يا منيلة؟

علت بصوتها بعد ذلك بأدعاء الضحك لتغطي على توترها:

- عروستنا مكسوفه بقى يا جماعة اعذروها.


- اكيد يا طنت لها عذرها

نطق بها يشعل رأسها ناحيته، وقد وقف يستقبلها بابتسامة وأدب جم، بجوار والدته التي بدت على ملامحها الطيبة وهي تتلاقها بالتكبير والتهليل:


- بسم الله ما شاء الله، تبارك الرحمن فيما خلق، دا انتي قمر فعلا يا عروسة تعالي يا حلوة وسلمي، ولا الكسوف هيمنعك ما تسلمي علينا.

 

انتفض داخلها وتحفزت نحوه بشر، ليندفع الادرينالين بعروقها وتتقدم بخطوات مسرعة هذه المرة لتنفي عنها الصفة السابقة:

- ابدا يا طنط مفيش كسوف ولا حاجة ازيك .

قالت الأخيرة وامتدت كفها تصافح المرأة، والتي جذبتها اليها تضمها بقوه، وتقبل وجنتها بأصوات واضحة:


- يا ختي يا حلاوتك،  قمر يا ناس قمر،  وطبيعي ولا نقطة مكياج، والله وعرفت تنقي يا واد. 

قالت الأخيرة بغمزة نحو ابنها الذي اتسعت ابتسامته غير مباليًا بشرار عينيها الموجه نحوه في تلك اللحظة وهي تترك والدته وتمتد كفها اليه بندية:

- اهلا يا دكتور، اَنست وشرفت .


ضغط على كفها يرد التحية لها:

- دا نورك يا أستاذة صفية. 

- ايه ده؟ هو انتو تعرفوا بعض؟


تسائل خميس باستفساره فجاء الرد من ابنته التي ألتفت تجلس امامهم بثقة، رافعه عنها غطاء الخجل:


- يعني يا بابا، تقدر تقول كدة معرفة سطحية. 

أضاف هو يوضح بمنظوره:

- اااه بس كانت كافية اوي ان اعرف اخلاقك الممتازة يا أستاذة واجري على والدتي واقولها ان لقيت بنت الحلال اللي تستاهل ابنك الغالي 


- اللي تستاهل !

تمتمت بها بتعجب ازداد مع قول والدته التي أيدته:

- اه والله يا اسطى محروس ، دا انا كمان قلبي انشرح دلوقتي بشوفتها وهاين عليا ازغرط من دلوقتي. عشان انتو اكيد مش هتكسفونا صح؟


  رد على قولها محروس:

- لا طبعا، معاش اللي يكسفك يا حجة، هي تطول اساسًا؟.


توسعت عينيها بإجفال لقول والدها، ليصدر اعتراضها بانفعال، غير قابلة بالتقليل من شأنها:

- هي مين اللي تطول ولا متطولش يا بابا؟ انا محامية وليها وضعها، لو سمحت بلاش تقليل، انا.....


قاطعها هو يكمل من عنده:

- انتي الأستاذ الاَنسة صفية، هي دي حاجة محتاجة نباهة برضو؟ ولا انا لسة هعرفك يعني؟


وعاونته والدته هي الاخرى:

- معاش اللي يقلل منك يا سيادة المحامية، دا على كدة  ابني صدق لما كان بيقول فيكي شعر .


وكأن بقولها اطفأت بدلو من الماء نيران على وشك الاشتعال، رغم المبالغة في القول، لكن العفوية في التحدث كان لها أثر السحر عليها، لتبدي اسفها نحو المرأة بحرج:

- متشكرة يا خالتي، انا كمان مكنش قصدي اتعصب. 


واصلت المرأة بمعسول الكلام:

- يا ختي عليكي وعلى حلاوتك، شوفت كدة يا دكتور الحلاوة ع الطبيعة بيظهر فايدتها ازاي مع الكسوف، الوش احمر وبقى زي حبة الطماطم. 


- اه والله يا ماما عندك حق

سمعت منه لترتفع عينيها اليه بغيظ، وتحدث والدها بمبالغته:

- والله انتو اللي مفيش احلى منكم، انا من ساعة ما الدكتور كلمني وانا الفرحة مش سايعاني، اصل البت دي مرزقة، زي اختها زهرة هي كمان اتجوزت راجل أعمال كبير ومشهور اوي، انا راجل على قد حالي اه، لكن عندي بنات يتقالوا بالدهب ، أهم حاجة السمعة والاخلاق


والدها يتحدث عن السمعة والأخلاق!

كادت ان تبزغ ابتسامة جانبية ساخرة منها تعقيبا على قوله، ولكنها تماسكت ، لتعطي انتباهاها للمرأة التي صارت تتحدث عن قريتهم، واسم عائلتهم الكريمة،  وما يملكون من اراضي زراعية، ثم الثناء على اخلاق ابنها الجالس بأدب القرود بينهم الآن،

ذلك الذي بمجرد النظر اليه، يثير داخلها التحفز، فما يفعله الآن بالتقدم اليها مباشرة ودون اخذ رأيها يدفعها للتهور وعدم الزوق، ولكن بوجود تلك ألمرأة الطيبة او ربما الذكية دائمًا ما تجهض محاولاتها من البداية.


حسنًا فالتمر الجلسة على خير ولابد من مراعاة أصول الضيافة،

- كدة انتو عرفتو كل حاجة عنينا يا سيادة المحامية،  مستنين بقى ردك ، مع اني كان نفسي تبقى قراية فاتحة دلوقتى .


- عادي يا حجة نخليها قراية فانحة 

قالها محروس ببلاهة إعادتها لنفس النقطة من الغضب حتى كادت ان تقلب الطاولة بالرفض لولا ان الاخر لحق يسبقها:


- لا يا عمي طبعا مينفعش، العروسة لازم تاخد فرصتها في التفكير،  ولا ايه؟

توجه في الأخيرة نحوها بابتسامة المعهودة، لتبادله بنظرة مقصودة يفهمها:


- عادي وماله، ناخد وقتنا في التفكير.


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة