رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 39 - 3 - الإثنين 9/12/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع والثلاثون
3
تم النشر يوم الإثنين
9/12/2024
وصل به كارم إلى منزله الخاص، فلم يجرؤ على الذهاب به إلى والدته، خشية حدوث انتكاسة لها بهذه المفاجئة المدوية، لابد من التمهيد والحذر الشديد في مفاتحتها، ف الأمر ليس بالهين على الإطلاق.
كان في استقبالهم جوليا الخادمة الإيطالية والتي رحبت به بحفاوة بلكنتها الغير متقنة، ليقوم بتقديمها اليه، بعد انصراف كارم لمتابعة الأعمال المشتركة بينهما:
- دي جوليا يا ادم اشطر واحدة في العالم تعمل مكرونة ايطالي، وكل انواع البيتزا اللي انت بتحبها، اطلب منها وهي تعملهالك، دا لو ليك فيها يعني.
في استجابة منه، اومأ بهزة خفيفة من رأسه ليجفله بسؤاله:
- مامتك؟
ضحكت جوليا وقد فهمت عليه، ليسارع هو بالنفي:
- لا يا ادم مش هي، والدتي هعرفك عليها بعدين شوية مش دلوقتي، حضريلنا انتي الغدا يا جوليا وتعالي انت يا حبيبي اقعد، وبعدين ابقى اتعرف على البيت براحتك بعد كدة.
توجه اليه بالأخيرة، حتى يكف عن السير في ارجاء المنزل وتأمله ، ليياغته ادم مرة أخرى بأسئلته:
- طب وانت هتعيش معايا ولا معاها؟
اخذ برهة قليلة من التفكير قبل يحسم بإجابته:
- معاك يا ادم، لحد ما ربنا يحلها ونجتمع كلنا في بيت واحد، وعلى ما يجي اليوم ده، هحاول اخلص كل الإجراءات وادخلك المدرسة والنادي اللي تمارس فيه هوايتك، انا عارفك انك هتتعب شوية في البداية عشان متعرفش حد في مصر بس بعد كدة......
- لا أعرف..
قاطعه بها ليثير بداخله الفضول للمعرفة:
- تعرف مين هنا في البلد يا آدم؟
- خالتو نادين اخت ماما، ما هي الوحيدة اللي كانت بتتكلم معايا فيديو، انا عايز اتصل بيها واكلمها.
❈-❈-❈
أثناء العمل معاً، كانت تدون ما تمليه عليها نجوان التي اندمجت في مدة بسيطة في الدور الخيري حتى أصبحت تدمنه، ما كانت تتوقع ابدا ان تعشقه بهذه الصورة، ولكن الاقدار دائمًا ما تدهشنا بتدبير الخالق ، الذي يضع كل إنسان فيما خلق له.
- وبكدة يبقى خلصنا بند المنازل اللي محتاجة معونة سريعة لبرد الشتا، وندخل بقى على بند السيدات المطلقات والارامل.
- لازم يعني؟
تذمرت بها بهجة في رد فعل عفوي، جعل الاخرى تنتبه اليها لتترك من يدها الملف الذي كانت على وشك البدء فيه، فتمعنت النظر بملامحها التي انكمشت بخجل تبدي اعتذارها:
- معلش انا اسفة كملي
عارضتها نجوان برقتها المعهودة، تخلع العوينات الطبية عنها:
- لا خلاص بقى انا نفسي تعبت، تقدري انتي تروحي يا بهجة، وانا اخلص بس جلستي مع مدام ايفون واروح انا كمان .
بتردد ملحوظ حاولت بهجة اثناءها:
- مفيش داعي، انا هخلص معاكي وبعدين اروح .
طالعتها بنظرة كاشفة جعلتها تطرق برأسها عن مواجهتها، لتلطف معها بعد ذلك:
- مفيش داعي تيجي على نفسك وانتي معايا، الدنيا مطارتش اصلا، روحي ارتاحي ونكمل بعدها براحتنا، ياللا قومي.
زجرتها هذه المرة بتصنع، لترفع عنها الحرج، فنهضت تلملم اشيائها مرددة لها بطرافة اختلطت بامتنانها:
- خلاص بقى اقوم وانفذ الأمر، انتي اللي امرتي، اعملك ايه؟
- لا يا ستي متعمليش حاجة نفذي الأمر
تمتمت بها نجوان تجاريها المزاح، قبل ان تستأذنها بحق هذه المرة وتذهب من امامها، وما ان اختفت من امامها حتى اجفلها اتصال نبوية، لتجيبها على الفور:
- الووو، في حاجة يا نبوية......... مين؟ رياض رجع من السفر وسأل عني كمان؟ وانتي قولتيلو ايه؟
❈-❈-❈
حينما خرجت في طريقها للذهاب، استوقفها مجموعة من الفتيات من أعضاء الجمعية في الفناء الخارجي للقصر للأستفسار والحديث معها في بعض الاشياء المكلفين بها، وبالطبع لم تقوى على التنصل من مسؤوليتها معهم، فاندمجت تشرح لهم على عجالة.
حتى غفلت عمن قدم بهيئته المهيبة حتى سرق اهتمام الفتيات بالنظر اليه وإبداء الإعجاب فيما بينهن، حتى لفت انتباهاها اخيرًا لتجفل وتتوسع عينيها بصدمة ، جعلتها تشك في بصرها، معقول! رياض.
- رياض مين؟ انت تعرفي الباشا الحليوة دا يا بهجة؟
لم تجيب الفتاة، يل اكتفت تحدجها بنظرة نارية، ثم تتركها وتلحق بهذا الشبح الذي ظهر فجأة، وهي التي كانت تظنه في بلاد الأناضول الآن.
واتجهت مباشرة نحوه بخطوات مسرعة، حتى دلفت خلفه داخل ردهة القصر، فتصدرت امامه على حين غرة تمنع مروره وتتأكد من هويته، فتجفله هو بهيئتها، بعدما مر عليها منذ لحظات حينما كانت تعطيه ظهرها مع مجموعة من الفتيات ولم يعرفها.
- بهجة!
خرج اسمها من بين شفتيه بملامح جمعت ما بين الدهشة والتساؤول، وكأنه لا يصدق رؤيتها من الاساس وبهذه الصورة وهنا، فيأتيه التأكيد منها، وهي تردد له:
- ايوة يا بهجة باشا، مش مصدق طبعا ظهوري المفاجيء في وشك كدة من غير سابق انذار.
خرج صوته بتشتت:
- مش حكاية مش مصدق؟ بس...
قاطعته بلوم:
- بس ايه؟ بس ايه يا رياض؟ يعني إنت هنا في البلد؟ ورجعت من السفر من غير ما تبلغني وانا اللي مشغولة عليك من امبارح وعمالة اتصل يجي مية مرة عايزة اطمن ، وانت اللي قدرك ربنا عليه هي رسالة بالعافية بعتها!
تصيح به بعتاب اشبه بتوجيه الاتهام وهو مازال على وضعه متجمدًا تطوف عيناه عليها بذهول تام، لا يستوعب حتى الآن المفاجأة بوجودها امامه هنا داخل قصر اجداده، وبتلك الهيئة الجديدة كليًا، اللعنة، لقد مر عليها في طريقه إلى هنا ولم يعرفها.
- رياض انا بكلمك، ما بترودش ليه؟
بسؤالها الاخير نفض عن رأسه الاندهاش قليلًا ليبادلها الرد بسؤال هو الاخر:
- اقول ايه بالظبط؟ فهميني الاول انت اللي ايه جابك هنا يا بهجة؟ ومن امتى التغير الشامل ده؟
أشار بسبابته عليها كليًا ، لتنتصب بثقة، قائلة له:
- مستغرب اوي شكلي الجديد؟ وبتسأل عن وجودي في قصر العائلة المعظمة، طب انا هريحك بقى واقولك اني بقيت موظفة هنا في الجمعية، مساعد لنائب مجلس إدارة.
- نائب لخالتو بهيرة ازاي يعني؟
- من غير ما تتخض اوي كدة، انا نائب لنجوان هانم ، اللي جاي تسأل عليها هنا، وناسي ان في واحدة قاتلها الخوف عليك من امبارح
- بهجة.
تمتم اسمها بلوعة الاشتياق التي تقتله الآن برؤيتها، بعد تقصيره في التواصل معها منذ نهار الامس، نظرا لانشغاله التام في أمر ناريمان وجنازتها ودفنها والعودة إلى البلد يشقيقه، بماذا يبرر؟ وكل الحروف قد فقدت معانيها امام سطوة خضراوتيها التي تاه في حقولها، حتى نسي الغرض الاساسي من مجيئه الى هنا.
تاني يا رياض مش هترد عليا، واضح ان المفاجأة برؤيتي مهباش سارة لحضرتك
- اللي انتي بتقوليه دا يا بهجة؟
زفر يشيح ابصاره عنها بضيق ملحوظ، فحضورها في هذا الوقت لم يأتي في باله على الإطلاق، عقله الذي يستحضر الحديث ومفاتحة والدته في الأمر المصيري بظهور الشقيق المختفي، لا يجد مساحة لشيء آخر حتى لو كانت هي، وهي أقرب اليه من نفسه..... تلومه ولها الحق في ذلك... ولكن ليس الآن.
- بقول اللي شايفاه يا رياض، دا انت حتى مش راضي تبص في وشي؟ هو في ايه بالظبط؟
عاد اليها يمسح بكفه على وجهه، وخلافًا لكل ما توقعته، تحدث متجاهلًا ثورتها، بكلمات خرجت من القلب وبدون تفكير:
- ما هو انا فعلا مش عايز ابص في وشك، لأني عايز ارمي نفسي في احضنك يا بهجة، تقدري تعطفي عليا بالمنحة دي وتتجاهلي كل الأفكار والشكوك في دماغك، لأن ملهاش اي اساس
اربكها بحق، يالها من حمقاء، لقد تأثر جزء داخلها بكلماته حتى أوشكت على التسليم لأشواقها، واحتضانه بالفعل، لولا يقظة عقلها ورفضها الاسلوب الملتوي منه، في التسفيه بغضبها منه:
- حلو اوي الاسلوب ده، ما هو بيجيب نتيجة صحيح مع واحدة غبيه زيي، طب حتى قدر احساسي في اللحظة دي وانا كل تفكيري بيدور على انك بتلعب بيا. وبتستغل سذاجتي.
ردد بعدم استيعاب لجملتها:
- انا يستغل سذاجتك يا بهجة؟
همت ان تلفظ باقي هجومها، ولكن النداء بأسمه جعلها تلتف نحو والدته التي أتت هي الاخرى وكأنها على علم بحضوره ولم تخبرها:
- رياض يا حبببي حمد الله ع السلامة
واقتربت تحتضنه مردفة:
- نبوية قالتلي انك روحت البيت وسألت عني؟ كنت عايزني في ايه بقى؟
توقف بنظرات مترددة ينقل بأبصاره ما بينها وبين بهجة ليحسم اخيرا:
- ممكن نقعد انا وانتي لوحدنا عشر دقايق .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..