رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 40 - 3 - الجمعة 13/12/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الأربعون
3
تم النشر يوم الجمعة
13/12/2024
أخيرًا جيت توريني وشك يا خميس! إيه يا غالي؟ مبلبع حبوب الشجاعة قبل ما تيجي؟
تمتم خميس في رد لها بتلعثم مكشوف وارتجاف يشمل جميع أعضاء جسده:
حبوبب ششجاعة؟... ليه؟ هو انتي فاكراني خخايف منك؟
هذه المرة لم يقوَ طلال على كبت ضحكته، فهذا الرجل بجبنه لا يعطيه فرصة للجدية بأفعاله:
خالتي درية، اقعدي واهدي كده، الراجل جاي يفتح مكان شغله، ماعملش حاجة غلط.
كل ده وماعملش غلط؟ انت بتقول لمين الكلام ده يا طلال؟ اشحال إن ما كان كله على يدك انت وأبوك؟ بقي أنا، أنا درية! أتسجن ويتمسح بكرامتي الأرض بسببه وبسبب مراته تربية الشوارع، بنت ال...
متغلطيش في بنات الناس، الله يرضى عنك! انتي معاكي ولاية يا خالتي درية، الله.
صاح بها طلال مقاطعًا بحدة أرعدتها، حتى تمسك لسانها من البداية عن إضافة المزيد من الشتائم والبذاءة، التي ليست بغريبة عنها.
فولجت على صيحته سامية بدهشة تستفسر قبل أن تقع عيناها على والدها:
في إيه ياما؟ وإيه اللي حاصل؟... أبويا؟
قطعت محدجة والدها بحقد، فاستغلت درية الموقف:
تعالي شوفي يا بنتي بنفسك، أبوكي جاي يتحامى في خطيبك، وطلال بيدافع عنھ! مش حامل كلام مني عن المحروسة مراته! بدل ما يقف للراجل اللي قبل على مراته تنسجن، مكنش العشم والله، مكنش العشم.
وانطلقت تذرف الدمعات لتجلب تعاطف ابنتها، التي رمقت والدها بمقت وغضب عاصف نحوھ ھو خطيبها المزعوم.
فهم طلال ما تفعله المرأة وخبثها في بث سمومها، لترتد بأثرها على خطيبته التي يأمل في إصلاحها يومًا، لكن بوجود هذه المرأة يعلم باستحالة الأمر:
معلش، ياما، عشان بس تتعلمي ما تتعشميش بحد.
أنا متعشمتش يا بنتي! أنا بس عايزاكِ تعرفي الظلم اللي اتعرضتله والإهانة! هو ده كله شوية عليا يا ناس؟
إلى هنا وقد فاض به، ليهتف بحزم يوقف هذا العرض المسرحي:
سامية، خدي أمك وروحي بيها عَ البيت.
نعم؟ وهي عمل...
بقولك، اسحبي أمك وروحي بيها، اسمعي!
هدر الأخيرة بأعين تلونت بالاحمرار، تذكرها بشيكاغو الذي تعلمه المنطقة بأجمعها، حتى انتفضت درية تتكفل هي بسحب ابنتها والخروج بها خوفًا منه.
ليلتقط خميس أنفاسه، فيعبر عن فرحته:
تسلم مرجلتك يا واد ياطلال! أيوة كده! الولية دي مفترية وتستاهل اللي يشكمها.
رمقه بنظرة شرسة، يباغته بقوله:
اسمع أما أقولك، بدل الهري ده كله عشان أنا خلقي ضيق، فرحي على بنتك يتم في أقل من شهر، يا إما هطربقها عليك وعليهم كلهم.
ردد خلفه بعدم استيعاب:
في أقل من شهر! طب إزاي؟ ده إحنا ماجبناش حتى نص الجهاز، ده غير إنك شوفت الظروف يعني و...
قابل قوله مقاطعًا بصرامة:
مليش فيه يا عم خميس! أنا قلت كلمتي ومعنديش فيها تراجع.
❈-❈-❈
هذا يومها.
كان يعلم من البداية أن مرور ذلك الأمر ليس هينًا عليها،
حتى مع رغبتها القوية هذه المرة في التمسك بالحياة، عكس الماضي. لكن الفتح في جرح قلبها الثائر، رغم ضعفه، كان له الأثر البالغ عليها في تلك اللحظات، وعليه المسؤولية الكبرى الآن في احتوائها.
وقد أتى بها إلى المنزل، وأجبر نفسه على الاتصال بذلك الطبيب المستفز كي يأتي ويشرح له الأمر بعد فحصها والاطمئنان عليها. وها هو الآن يُلقي عليه وعلى الدادة نبوية التعليمات الواجب اتباعها كي تمر الأزمة:
زي ما قلتلكم من البداية، هي عايزة رعاية شديدة اليومين دول لحد ما تتجاوز محنتها بإرادتها. نجوان حساسة أوي وده سبب تعبها، يعني واجب ناخد بالنا منها أوي، فاهمني؟
أيوة طبعًا فاهمين يا دكتور هشام.
قالتها نبوية، بينما الآخر اكتفى بالصمت كما يفعل منذ البداية. فتوجه إليه بعينيه كي يضطره للإجابة. ليكز على أسنانه بغيظ شديد، يهديه ابتسامة صفراء:
فاهمك، في حاجة تاني؟
بادله نفس الابتسامة بهدوئه المعتاد:
لا، كفاية كده بقى. أنا كمان هفضل مداوم على رعايتها ومش هسيبها، عن إذنكم بقى.
ماشي.
تمتم بها بحنق شديد، يتركه يغادر مع الدادة نبوية، ثم تناول هاتفه كي يتصل ببهجة قلبه، ولكنها لم تجب للمرة الألف. ليحسم أمره، ناهضًا يتناول سترته الملقاة على ذراع الكرسي منذ عودته، فيرتديها مناديًا على نبوية:
دادة، خلي بالك منها على ما تصحى، وبلغيني بالأخبار كل شوية، تمام؟
دي في عنيا يا رياض يا بني.
تسلم عنيكي الجوز.
واتخذ طريقه نحو الخروج، ليذهب إليها. حيث كانت في هذا الوقت تستمتع بوقتها في الكافيه الخاص بها، هي وإخوتها.
❈-❈-❈
وإلى مكان آخر...
داخل مكتب المحاماة، حيث تعمل فيه بجدية، منهمكة في شرح ملابسات القضية الجديدة للمدعوة ريهام مع والدتها:
يا أم ريري، يا أم ريري، اسمعيني. بنتك مش هتجيبها لبر، وأنا للمرة الألف بحذرك. مش كل مرة تسلم الجرة. هي كل ردود أفعالها بالأيد مع أي راجل يكلمها، تفتح دماغه برُوسية ولا بإزازة. مفيش مرة ترد بالشتيمة حتى!
ما هي متكلة عليكي يا أستاذة صفية وعلى شطارتك. كل مرة بتخرجيها.
كان هذا قول المرأة قبل أن تشدد عليها صفية بحزم:
خلاص، بقى دي آخر مرة. ونبهي عليها تشوف لها حد تاني بعد كده، لأن أنا جبت آخري. المرة دي وافقت بس عشان خاطرك.
تطلعت إليها بابتسامة مرحة تغازلها بمعسول الكلام:
ده كلام من ورا قلبك عشان تتعظ وما تكرر عمايلها. أنا فھماكي يا أستاذة ذكية انتي. إلهي يا رب يرزقك ب...
الله يخليكي متكمليش.
هتفت بها صفية مقاطعة برجاء، جعل المرأة تسألها بدهشة:
مكملش ليه؟ دي دعوة يا أستاذة صفية! حد يكره الدعوة؟
معلش، خديني على قد عقلي وبلاش دعوات من أصله ممكن.
تمتمت بها صفية بيأس قبل أن تجفلها مساعدتها وهي تلج إليها مهللة:
أستاذة صفية، أستاذة صفية! الدكتور خطيبك وصل، وبيستأذن برا إنه يدخلك.
وقبل أن تفتح فمها بالاعتراض والتوبيخ لها، سبقتها أم ريري بالاستفسار:
هي الأستاذة اتخطبت؟ طب ليه ما قلتوليش؟ ولا هو فين أصلاً عشان أبارك له؟
ردت سندس بلهفة:
اتخطبت يا أم ريري. دكتور زي القمر قاعد بيسلم على الناس وبيعرفهم بنفسه.
هو مين اللي بيسلم ع الناس ويعرفهم بنفسه؟
صاحت بها صفية في تساؤل نحو مساعدتها، لتفاجأ بدخول استعراضي من الآخر:
مساء الخير. ممكن أدخل يا أستاذة؟
همت بتوبيخه، ولكن أم ريري سبقتها للمرة الثانية:
هو ده الدكتور خطيبها؟
أيوة أنا الدكتور خطيبها.
أجاب بها هشام وهو يدلف إلى داخل الغرفة بابتسامة الواثق، ليصدر رد أم ريري بالتهنئة وزغرودة دوت عاليًا وبقوة تصل للبناية أجمعها بل وللمباني المجاورة:
يا ألف مبروك يا أستاذة! والله صبرتي ونلتي! لولولوي!
سقطت صفية على كرسيها بعجز على إيضاح الموقف أو نفيه، بعد موقف حمله لها وكشف شعرها، والآن يضعها هذا الماكر في موقف لا تُحسد عليه. لتطالعه بتوعد، يقابله بعبثه المعتاد وتلك الابتسامات التي تجعلها تود الانقضاض عليه حتى يغلق فمه، ولا يظهر لها تلك الأسنان اللؤلؤية البيضاء.
❈-❈-❈
داخل الكافيه، حيث كان مزدحمًا اليوم بصورة تزيد على باقي الايام، يرجع ذلك لاقامة حفل عيد ميلاد احد الرواد به، فكانت هي تتولى مهمة التجهيز في المطبخ، نظرا لانشغال شقيقاتها في الخدمة في الخارج، وبانهماك تام في تزين قالب الحلوى في انتظار موعد الخروج به إلى صاحبة الحفل، ليصلها صوت قدوم احدهم من الخلف، خمنت برأسها هوية القادم، تتحدث:
- هتيجي تاخدي انتي التورتة يا جنات، ولا هتيجي البت المروشة صاحبة عيد الميلاد؟
- ينفع انا .
شهقة عالية صدرت منها اوقعت منها طبق قطع الفراولة التي كانت تزين منه، وتلتلف اليه بإجفال، تردد اسمه :
- رياض !
- ايوة رياض يا قلب رياض اللي وحشتيه
تفوه بها واقترب فجأة وبدون استئذان ليرفعها بين ذراعيه بشوق يكتسحه، فيضمها ويقبلها:
حاولت الاعتراض:
- يالهوي انت بتعمل ايه.... رياض حد يدخل دلوقتي.
- مفيش حد هيدخل انا قافل باب المطبخ ومخلي عائشة حارس عليه.
- يانهار اسود خليت حارس؟
- وامسكها سلاح كمان عشان اوصلك،
كانت تلك اخر الكلمات التي نطق بها، ليجبرها على الاستسلام، في لحظات من العشق المختطف، انستها غضبها وعتبها ، واسمها، تغرق معه ويغرق معها قبل ان يقطع علبهم دوي الهاتف الذي استمر دون انقطاع حتى
اجبره على النظر به ليجفل بالرقم الغريب وصوت المرأة التي تهاتفه ولأول مرة !
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..