-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 44 - 4 - الأحد 29/12/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع والأربعون

4

تم النشر يوم الأحد

29/12/2024

ده حتي عم عصفور السايس، بقى كل ما يكلمني يقولي سلميلي على خطيبك.



تبسم محركًا حاجبه بثقة وزهو:


وماله يا متر، أديكي اتصيتي أهو، خطيبة الدكتور راحت، خطيبة الدكتور جات.



نفحت بحنق شديد، حينما لامس ذلك الجزء المعتز بكينونتها، لتظهر له الجانب الغبي منها كما يحدث كلما يستفزها:


طب إيه رأيك بقى؟ أنا مش عايزاه الشرف ده، ويكفيني دور المحامية اللي أنا عملته لنفسي، أنا في غنى عن أي راجل مغرور زيك يا هشام، والخطوبة دي مش...



قطعت بشهقة جزعة، حينما اقترب منها فجأة، يلتصق بها بملامح حازمة أرعبتها، ولكنها تظاهرت بالشجاعة:


ابعد عني يا هشام، عيب كده.


مش هبعد، عشان غير لما أسمع منك موافقة على خطوبتنا، يا كده يا عملك فعل فاضح في الطريق العام، أنا دكتور نفسي ومجنون في نفس الوقت.



حاولت أن تفتح باب السيارة الملتصقة به، ولكنه لحق ليمسك بمقبض الباب يمنعها لتصبح محاصرة بين ذراعيه فازداد جزعها:


هشام، إنتِ بتخوفني بجد.



لم يرضخ لرجاءها، بل واصل فرض سيطرته:


هتقولي موافقة يا صفية، ولا أقرب وها...



قال الأخيرة واقترب بوجهه حتى كاد أن يقبلها، لتدفعه بكفيها على صدره مرددة:


موافقة... موافقة يخرب بيتك.



ضحك يخفف عنها حصاره ويعود لعبثه:


لا يا أستاذة، امسكي لسانك بقى، ولا إنتِ نسيتي بيتي هيبقى بيتك.


في تلك اللحظة، شعر أن قلبه وقع في قبضة جنونٍ لم يستطع الهروب منه. أمامها، كان كل شيء مختلف، حتى كلماته التي كانت تتساقط منه وكأنها نغمة مألوفة تتناغم مع نبضاتها. هي، بكل براءتها وابتسامتها، كانت تملأ الفراغ الذي كان يعتقد أنه لن يشعر به أبدًا. رغم كل شيء، رغم المسافة التي بدأت تتسع بينهما، إلا أنه لم يجد نفسه إلا في تلك اللحظة، يدرك أن الحب، مهما كانت تقلباته، سيظل هو الشيء الذي يربطهما.



أمام المرآة التي تحتل جزءًا كبيرًا من الحائط في غرفة نومه، وقف خلفها يشاهد انعكاس وجهها وقد اعتلى الإشراق والانبهار تعابيرها، في تأمل ذلك العقد الذي يطوف رقبتها البيضاء الجميلة وقد انعكس عليه لون الزمرد في الماسة التي تتدلى منه في الوسط. تردد بعدم استيعاب:


أنا مش مصدقة نفسي، هو اللي أنا لابساه ده بجد؟ هي دي فعلاً ماسة بجد وحق وحقيقي؟



ضحك معقبًا على كلماتها:


آه يا بهجة، بحق وحقيقي وجد الجد كمان. أنا جايبها حاجة special، الماسة الزمرد بلون عيونك، والخضار الصافي، لون الخضرة اللي شدني ليكي من أول مرة شوفتك فيها..



اغمضت عينيها تطرد من صدرها دفعة كبيرة من الهواء المحبوس، لتلتف برأسها إليه تخاطبه بلوم:


والله العظيم حرام عليك، كان لازم يحصل مصيبة عشان تطلع بالمفاجآت اللي هتوقف قلبي دي.



تبسم يغيظها بسخريته:


سلامة قلبك يا جميل،

 يا روحي. إنتِ ناسية إني جيتلك لحد عندك بالشنطة ورفضتيها، شنطة هدوم تمنها آلاف الدولارات......


آلاف الدولارات ليه إن شاء الله؟ اللي ما في حاجة فيهم عليها القيمة ولا كاملة حتى، كله عريان وفي حتت غريبة، اللي إشي هنا على البطن، ولا اللي على الجمب فوق ال...



توقف تستدرك لخطأها لترفع يدها عن منطقة ما في جسدها أمام نظرته المتصيدة، بعد أن كشفت نفسها أمامه:


كملي يا حلوة، عرياني فين كمان؟



تلعثمت مسبلة أهدابها عنه بخجل.


آآه، أهو عرياني وخلاص بقى.


لا حبيبتي ما خلصش. تمتم بالكلمات ليقبض على قماش بلوزتها في الأعلى ويُردف بغيظ:


يعني فتحتي الشنطة وقيستي وفرزتي، بعد ما نكدتي عليا، طب أعمل إيه فيكِ؟ أعمل فيكِ إيه دلوقتي؟



سارت تترجاه بذهول وعدم استيعاب، لطريقته الجديدة في التعامل معها:


رياض، عيب الطريقة دي على فكرة، إنت ابن أصول ومن عيلة بشوات، سيبني بقى إنت مش قابض على حرامي.


لا يا حبيبتي أنا أمسك على كيفي، والنهاردة بقى ابن شوارع، مش ابن بشوات معاكي يا بهجة، عشان أفش غليلي فيكِ.



تبسمت مستخفة بكلماته، لتدفع كفيه:


طب يا عم، بلاش لعب عيال ده إنت حتى مش عارف ترسم الدور.


أنا مش عارف أرسم الدور، تمتم بها، وما كاد ينهيها حتى وجدته يدفعها نحو الجدار خلفها يلصق ظهرها به، وسريعًا رفع ذراعيها لأعلى، يقيدهم بكف واحدة، والكف الأخرى تسيطر على جسدها:


إيه رأيك بقى؟ بأنفاس متلاحقة، صارت تناظره بذهول ثم تجيبه:


رأيي في إيه؟ إنت كده قلبت لبلطجي.



ضحكة مكتومة حلت بثغره، ثم تحركت كفه بتسلية تمسح على جسدها بجرأة وتعلو ببطيء وتمهل، لتضيف هي:


.لأ ومتحرش كمان، أخلاقك باظت خالص يا بن حكيم. كانت كفه قد وصلت إلى  جيدها، ليتوقف عليه، فاقدًا آخر ذرة من تحمله.


وإنتي خليتي فيها حكيم ولا ابن حكيم؟ ثم يصمتها عن الجدال، مبتلعًا اعتراضها بجوفه، ينهل من الشفتين بشوق جارف، وقد ألتفت ذراعيه حول جسدها الغض، لا يترك أنشًا واحدًا من بشرتها، ليعوض ما حُرم عليه منذ شهور، لا يترك لها خيارًا للرفض، بل ويجبرها على الاستجابة، فقد اشتاقها بقوة، اشتاق بألم.



وفي لحظة وجدته يرفعها عن الأرض، متابعًا تهديده:


أنا مش هسيبك النهاردة غير وأنا واخد حقي منك كامل.



ملكت صوتها لتردد باعتراض وهي تحاول النزول:


حق إيه اللي تاخده تاني؟ كفاية كده، أنا عايزة أروح.



لم تكد تنهيها حتى شعرت بسقوطها على فراش التخت، وسقط هو يشرف عليها من علو، مقيدًا يديها:


إيه رأيك وأنتي تحت رحمتي دلوقتي؟ لا سي إيهاب يحوشك عني ولا الغضنفر ابن عمتك يقفلك ضدي.



ضحكة عالية صدرت منها، وقد ذكرها دون قصد بما ينتظره في الأسفل:


طب إنت جيبت سيرتهم ليه دلوقتي...... وختمت تعود للضحك المتواصل حينما استمعت لصوت طرق باب الغرفة، ليعلق هو:


بتضحكي من غير سبب، إنتي عبيطة يا بنتي.



حركت رأسها تشير على باب الغرفة الذي جاء من خارجه نداء الدادة نبوية بإسمه:


يا رياض باشا، في ناس مستنينك تحت مع الست نجوان.


ناس مين؟ تمتم بها، ثم عاد إليها يوجه السؤال:


إنتِ عارفة مين اللي قاعد تحت؟



أومأت بإجابة واضحة، وبضحك مكتوم، جعله يخمن من رأسه مرددًا بغيظ شديد:


لا بتهزري، معقول يكون هما فعلاً؟



❈-❈-❈

بعد قليل،

هبط من الطابق، ينزل درجات السلم الضخم، بملابس مهندمة، وهيئة أنيقة ، وهيبة تناقض تمامًا، ما كانت عليه شخصيته منذ قليل معها، وقد كانت ترافقه النزول هي الأخرى. لكن بوجه اختلف مائة وثمانين درجة عن ما أتت به.


متنعمة بدفء كفه المطبقة على يدها الصغيرة، وكأنه يخشى منها الهرب أو التراجع.


كان في انتظارهما نجوان التي أشرق وجهها برؤية التغير الذي طرأ على الاثنين، وقد تأكدت من صدق ظنها، في الجهة المقابلة كان الاثنان الآخران، شقيقها إيهاب الذي أصبح وديعًا على غير العادة، تاركًا المهمة للفهد الآخر، شادي ابن عمته، والذي تبسم بملأ فمه في استقباله:


رياض باشا، عشان متفتكرش إني بمشي بس في المشاكل، أنا جاي لك برجلي أهو عشان نتفق.



جز على فكه بحنق واضح، ليقترب ويصافحه هو وإيهاب، وقد فهم سبب الزيارة، ليشير لهم بالجلوس قائلاً:


مش محتاجة نقاش يا عم شادي، أنا فهمت بهجة على كل حاجة، هيتعمل لها الفرح اللي هي عايزاه، واللي كان طالبه إيهاب، ولا إيه يا دكتور؟



سمع منه الأخير يوميء بثقة، فقال شادي بابتسامة لم يتخلى عنها:


وماله يا باشا، ناقص بس نتفق على التفاصيل، اهي أهم حاجة التفاصيل.



زفر يجلس مقابلاً لهم، يتنقل بنظرة خاطفة نحو بهجة التي تحولت كطفلة تغمرها السعادة بجوار والدتها، فترتخي دفاعاته ويسلم الراية البيضاء أمام سلطان قلبه الذي يجبره على الخضوع برضا تام:


ماشي يا سيدي، نتفق على التفاصيل.


شكر موصول كمان للجميلة/سنا الفردوس لخواطرها الرائعة بين الفقرات

يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة