رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 14 - 3 الأحد 1/12/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الرابع عشر
3
تم النشر يوم الأحد
1/12/2024
أمسكها من ذراعها وأجلسها أمامه يحاول تهدأة ثورتها ونظر لسهر صارخا بها:
-ما تبس انتي كمان ولا مفيش احترام ليا.
زفرت بحدة:
-أنت مش سامع كلام أمك.
علقت عليها المعنية:
-وليها عين تتكلم المفضوحة.
صرخ حسن غاضبا:
-بس بقى انتو الاتنين.
اقترب أخيه منه يهمس له:
-قولتلك خد الفلوس واتجوز بدل المهزقه دي.
أغلق عينيه متنهدا بحيرة وجلس بجوار والدته وسهر لا تزال واقفه تضع راحتيها بخصرها فرفع وجهه يرمقها بنظرة غاضبة وصاح بها:
-ما تترزعي بقى خليني اشوف حل.
جلست تتحدث بغضب:
-ماشي يا حسن، بس ياريت تفهم أمك انك جوزي واني مغلطش يعني بدل ماهي بتبصلي كأني بنت مش كويسه.
قوست والدته فمها وهو يعقب:
-أمي عارفه يا سهر، أمي وأخويا عارفين إن أنا اللي كنت مستعجل وانتي مراتي على سنة الله ورسوله احنا معملناش حاجه غلط.
ضحكت والدته ساخرة:
-طيب طالما مش غلط خايفين من ايه، ما تروح تقول لأبوها أنا دخلت على مراتي وهي حامل وهاخدها ونطلعو على بيتنا، بسيطه أهي.
صاح بها:
-يا امه ما انتي عارفه ابوها ودماغه الصعيدي و...
قاطعته معترضة تصر على أسنانها أثناء حديثها بشكل مرئي ومسموع لهم:
-ﻷ يا حسن أنت غلطت، الجواز يا بني مش كتب كتاب وبس، والدخله لازم تكون بموافقة أبوها اللي شرط عليك متحصلش إلا بعد الفرح، وأنت خفلت ده عشان كده أنا بقولك يا بني إنك عملت ذنب، وذنب كبير اوي كمان وربنا يستر عليك من عقابه.
ابتلع ريقه وتوتر:
-انتي بتقولي ايه يا امه؟
ردت مستهزئة بنظرات تلك التي لا تكره أكثر منها:
-اسأل الشيوخ وأنت تتأكد من كلامي يا حسن، أنت غلطت ولازم تشوف كفاره للخ*ا اللي أنت عملته ده.
اعترضت سهر فورا:
-يسأل مين؟ أنتي عيزاها فضيحة ولا ايه يا خالتي؟ ما تلحقني من امك يا حسن عايزه تجلطني.
أطرق رأسه ينظر للأرض واستمع لصوت حسين المعتذر:
-اعذروني لو هتدخل، بس أنا شايف انك تقول ﻷبوها انك مستعجل وخلاص.
رفضت بخوف:
-افرض رفض ولا سأله مستعجل ليه ولا...
قاطعها حسين:
-أبوكي عارف إن حسن مستعجل ولولا العند اللي دخلوه لبعض كان زمانكم متجوزين.
ارتبكت بعد أن وافقه حسن بالقرار ونظرت له ترجوه:
-انا عايزاك لوحدك يا حسن عشان خاطري.
رمق والدته وأخيه بنظرة مفهومة فتحركا من أمامه ولكنها لم توافق وهمست له:
-أمك مصدرة الأرايل وهتسمعنا، شوفلنا مكان نتكلمو فيه لوحدنا.
سحبها داخل غرفته وهو يخبر أخيه:
-أطلع انت يا حسين وركز مع امك متتصنطش علينا.
وافقه وخرج فأغلق وراؤه الباب واستمع لصوت والدته تصرخ رافضة:
-هي بقت عيني عينك كمان يقفلو الباب عليهم.
صاح حسين معترضا:
ماتبس بقى يا امه خلينا نشوفو حل.
~~~
وفي الداخل جلست سهر على الفراش تفرك راحتيها معا فلاحظ توترها وجلس بجوارها يسألها باهتمام:
-هو في حاجه تانية لسه عايزه تقوليهالي؟
أؤمأت وقد بكت بكاءً هستيريا فربت على ظهرها يواسيها ويهدأها:
-متعيطيش، ومتخافيش، أنا جوزك وهقف لأي حد حتى لو ابوكي.
ابتلعت ريقها ومسحت عبراتها وبدأت تتحدث بتلعثم:
-اصصصل اصل ابويا...
صمتت وعادت للبكاء فاحتضنها بقوة:
-قوليلي بس في ايه؟ ولا دي هرمونات الحمل اللي بيقولو عليها؟
ضحك ليخرجها من حالتها ولكنها ظلت تبكي وهمست بخفوت:
-اصل بابا ممكن يرفض جوازنا مهما أنت حاولت عشااان..
سحبت بكائها بداخلها واستنشقت ماء أنفها وأكملت:
-عشان هو راهن الشبكه عشان يسد بيها دين عليه من جواز سالي و...
صمتت فور أن رأت اشتياطه فتنهنهت تحاول استعطافه:
-أنا عارفه انك هتتضايق عشان مش من حقه يعمل كده، بس هو كان عامل حسابه هيفك الرهنيه قبل الدخله و....
قاطعها رافعا راحته أمام وجهها:
-طبعا أنا لازم أقبل واسكت عشان اللي في بطنك مش كده؟
صر على أسنانه ضاغطا بقوة على فكه:
-اقبل أشيل الجوازة من الألف للياء عشان ده الشرع، والشبكه مهرك من ضمن الشرع، ومؤخرك برده من ضمن الشرع.
تابع بغل وهو يتنفس بحدة:
-بس لا القايمة اللي مضيها شرع، ولا رهنية الشبكه شرع، لكن أنا لازم أوافق عشان الغلط اللي حصل بينا ومش عايزه ابوكي يعرفه مش كده؟
انهارت باكية وهي تشعر بالعجز من حديثه فتنهدت ورفعت وجهها تخبره بضعف:
-لو ع المؤخر فأنا مستعده امضيلك على تنازل عنه عشان لو حبيت تطلقني بعد كده متدفعهوش.
صمت ولم يعقب عليها فشعرت بغصة بكائها تكاد تقتلها وتابعت:
-ولو ع القايمه فأنا هسرقها من أبويا واديهالك يا حسن بس اوعى تتخلي عني.
أغلق عينيه وزفر نفسا عميقا:
-أنا قولتلك من الأول اني مش هسيبك.
التفت لها ممتعضا ومقوسا فمه:
-اخ منك انتي، حبي ليكي نقطة ضعفي اعمل ايه بس!
هرعت صوبه تتعلق بعنقه تسأله بلهفة:
-يعني أنت لسه بتحبني؟
ابتسم وقبلها من وجنتها:
-بموت فيكي.
مرر راحته على بطنها وهمس بأذنها:
-واللي جاي ده حببني فيكي اكتر واكتر.
❈-❈-❈
وصل أسفل بنايته فترجلت ولم تنتظره حتى يفتح بابها كما تعودت ووقفت أمامه لتودعه ولكنه أمسك راحتها يخبرها:
-تعالي اطلعي معايا عشان تحضري الاتفاق وبالمرة تعقلي ورد شويه عشان تعباني اوي البت دي ومش عايز ازعلها.
وافقته بإيماءة طفيفة وصعدت معه ودلفت وراؤه بعد أن فتح الباب، فوجد يوسف بانتظاره فألقى السلام عليه وجلس أمامه ولازالت ورد تحتضن صديقتها وتهمس لها:
-الحقيني يا ملك، يوسف بيقولي مش عايز يكتب كتابنا.
ابعدتها ترمقها بنظرة متعجبه فاقتربت تهمس لها:
-اخوكي بطل يحبني يا ملك.
ابتسمت ساخره تمسح على ذراعها صعودا وهبوطا:
-بس يا عبيطه، ده بيموت فيكي.
سحبتها للداخل مازحة:
-تعالي اسلم على طنط واخليها تعملنا نسكافيه.
دلفت فاحتضنتها بحب:
-حبيبتي يا بنتي، عامله ايه يا ملك؟
أجابتها مبتسمة:
-الحمد لله يا طنط، ربنا يخليكي ليا احسن شكلي داخله جحر العقارب كمان 3 أيام وانتي الوحيده اللي هتكوني معايا.
ابتسمت لها تطمئنها:
-متخافيش من ناهد، دي في حالها وبتترعب من رشوان، الدور والباقي على الحية التانية اللي مسنوده بأبوها.
أومأت تؤكد لها:
-أيووووه، أهي بدأت تبخ سمها وربنا يستر منها.
ربتت عليها بحنان أمومي:
-متخافيش يا بت، أنا امك واللي هتهوب ناحيتك هاكلها بسناني.
احتضنتها بقوة داعمة والأخرى تقول:
-ربنا يخليكي ليا.
اسمعتا لصوت رشوان الذي دلف لتوه:
-أخيرا هعيش من غير شغل ضراير، والله شكلكم يفتح النفس.
ابتسم رغم امتعاض وجه زوجته الأولى التي تمقت أفعاله، ولكنه حقا لم يهتم لها أبدا وإلا لم يكن ليكثر من زيجاته بهذا الشكل.
احتضن كتفي ملك براحته اليمنى وانحنى مقبلا أعلى رأسها ونظر لزوجته:
-اعمليلنا اتنين قهوة وتعالو اقعدو معانا عشان الكل يحضر الكلام.
لحظات وجلسوا جميعا أمامه فاستهل حديثه ناظرا ليوسف:
-طول عمري بعاملك أنك ابني ومن صلبي، عمري ما عاملتك انك عامل عندي ولو كنت جيت طلبت مني ورد مكنتش هرفض، بس أنت روحت مشيت معاها من ورايا وحطيتني في مكان ضيق اوي يا يوسف.
لم يعقب عليه أحد فتابع حديثه:
-أنا حابب تعرفو الصراحه عشان مش عايز نفضلو في الحوار ده كتير، ملك خلاص بقت مراتي وكل الهري اللي حاصل ده ملوش لازمه.
لم يفهم أي من الجالسين عما يتحدث ولكنه لم يتركهم لفضولهم وتابع:
-يعني من الآخر كده، جوازي بملك ملوش علاقه بكشفي لعلاقتك بورد، أنا عارف من زمان انكم بتحبو بعض لأني مش كروديا وبعرف كل كبيره وصغيره بتحصل حواليا، أنا كنت مستني ورد تخلص دراسه وانا اللي هخطبهالك بنفسي.
ابتسم ناظرا لملك واستطرد:
-بالنسبة لملك بق فبصراحه، أنا عايزها من ساعة ما شالت الضفاير وكنت عمال اقنع نفسي انه مش هينفع عشان فرق السن، لحد اليوم إياه لما جاتني المخزن وشوفت اد ايه كبرت وعقلها كبر معاها وقررت في اللحظة دي إنها تكون ليا مهما كان التمن.
ابتلع ريقه وتابع:
-يعني الخلاصه، متشيلش نفسك الهم وتقول انك السبب في الجوازه دي لأن حتى لو مكانش حصل اللي حصل كنت هتجوزها بأي شكل تاني.
تنفس يوسف بحده وضغط بفكيه على أسنانه غاضبا ولكن ملامحه لم تمنع رشوان من إكمال حديثه:
-وكل ده كوم، وعملتك السودا دي كوم تاني.
انحنى بجزعة ينظر له بتدقيق:
-تبلغ عني أنا ياض أنت؟ ده أنا ابوك يا جحش، تبلغ عني!
صمتهم جعله يسترسل بحديثه:
-وياريتها جت على اد البلاغ وخلاص، رايح تشتغلهم جاسوس يا حمار وتنقل لهم اخباري واخبار الشغل! هو أنت فاكرهم ناس هواه يقدر عيل بش*ة زيك يوقعهم؟ كان غيرك اشطر يا حبيبي.
ضحك ساخرا:
-دول جدورهم مزروعه في الأرض ومعمرة من 100 سنه واكتر، لا حد يقدر عليهم ولا حكومه عرفت تصطاد منهم غير اللي هم عايزينه يتمسك، فتفتكر يا غبي أنت أنك هتقدر عليهم؟
ظل يوسف صامتا فعاد رشوان جالسا بأريحية على مقعده ومد شفتيه للأمام زافرا زفرة قوية وقال:
-طبعا بعد اللي حصل فالناس دول قرروا يصفوك.
شهقت ورد ووالدتها واضعة راحتها أعلى فمها:
-وأنا عملت المستحيل عشان يسامحوك وده مش عشانك، ده عشان ملك وورد.
صمت قليلا لتهدأ أنفاسه الغاضبة وتابع:
-بس طبعا بلغوني أنك لازم تنفذ طلباتهم عشان تاخد الأمان وأنا وعدتهم إنها هتتنفذ بحذافيرها.
ضحك يوسف أخيراً بعد أن توقف رشوان عن الكلام هاتفا:
-طبعا أول أمر اني اشتغل معاك مش كده؟
أومأ وقد ارتسم على وجهه الحنق والغضب:
-آه، ده حاجه من ضمن حاجات هتتعمل يا هناخد فيك العزا في العِمري.
استمع لصوت اصطكاك أسنانه فنظر لملك يغمز لها لتؤازره فهمت بالحديث:
-بلاش تضيع نفسك يا يوسف، نفذ طلباتهم لحد رشوان ما يلاقي حل وهو وعدني انه مش هيشغلك في الممنوعات.
التفتت تنظر له ليؤكد حديثها:
-مش كده يا رشوان؟
أومأ مؤكدا:
-ايوه، هم طبعا كانو عايزينك معانا بس أنا اقنعتهم أنك مش هتفيدنا في الشغل التاني واني محتاجك تمسكلي باقي الشغل.
نهج يوسف وعلا صدره من ضيق تنفسه واستمع للآخر يكمل:
-طبعا جوازك من ورد نوع من الحمايه وأنا كده كده عارف أنك هتموت عليها فمظنش تعتبر الشرط ده حاجه وحشة.
لم يعقب عليه ولكنه أطرق رأسه حتى لا يخبره أنه أعرض عن فكرة الزواج منها بعد أن اكتشف أنانيتها، فنظرت ورد لملك تحاول إخفاء بكائها:
-آخر واهم طلب إنك هتوقع الظابط اللي اسمه يحيي لأنهم عايزينه.
لمعت عينيه خوفا:
-اوقعه ازاي؟ اعمله فخ عشان تقتلوه!
نفى رشوان يوضح:
-مهمتك توقعه بحيث يخرج من الخدمه يا تقتله يا يوسف أيهما اسهل.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية