-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 15 - 3 الخميس 5/12/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس عشر

3

تم النشر يوم الخميس

5/12/2024

رمقتها ببسمة محببة واحتضنتها بقوة وهي تعقب:

-وانتي كمان زي القمر، أن شاء الله قريب جدا تحصلينا احنا الاتنين وتتخطبي حتى بدل ما هتعنسي جنبنا.


ضحكت عاليا وهى ترد:

-أعنس؟ مش لما أبلغ الأول.


ضحكن ثلاثتهن وملك تتنمر عليها بشكل مضحك:

-يا لهوي هو انتي مبلغنيش لسه!


صاحت ضحكاتهما وهي تزم شفتيها للأمام:

-بس بقى أنا اقصد ابقى بالغة في نظر الحكومة ياختي منك ليها ياللي متسربعين ع الجواز، احنا لسه قصر يا هبل.


عقبت ورد ساخرة:

اتكلمو عن نفسكم انا رسميا بقيت مش قاصر من شهر وشويه.


انحنت رانيا تهمس بأذنها بصوت مسموع:

-الحكومه بتعترف بيكي بعد ال21.


ضحكتا على كلماتها المتنمرة ولم يتوقفن عن الضحك إلا بعد أن دلفت إحدى العاملات تخبرهن:

-العريس جه بره يا عروسة.


هرعت المصففة بلهفة وفضول لتتفحصه بنظراتها، ولكنها تفاجئت بشاب صغير السن يرتدي بدلة سوداء ينظر أمامه بانتظار خروجها فتعجبت هل هذا الصغير من كن يتحدثن عنه؟ بالطبع لا ولم يظل فضولها يأكلها حتى دخل هو خلف يوسف بقمة زينته ومبالغته بإظهار غناه الفاحش بدءاً بماركة البدلة وساعته ورائحة عطرة ونهاية بسيارته الباهظة والمزينة بأحرف اسميهما ويقودها أخيها.


أسرعت ورد تقف بجوار يوسف تبتسم له وتسأله بصوت هامس:

-شكلي حلو؟


أومأ مؤكدا:

-زي القمر.


رده بتلك الطريقة المفتقرة للشغف والحب جعلتها تطرق رأسها أسفلا وهي شبه متأكدة أن قصة حبهما انتهت وطويت صفحاتها لتصبح طي النسيان.


التفتت على صوت والدها المتسائل:

-فين العروسه يا جدعان؟


أجابته المصففة ببسمة رقيقة:

-تعالى يا عريس عشان تعمل الفريست لوك.


تعجبت العاملات من عمره الكبير مقارنة بعمر العروس ولكنهن اعجبن بشكله المنمق ووسامته التي جعلتهن يظنن أنها أحبته لشكله ووسامته.


دلف فوجدها تقف توليه ظهرها والخمار الأبيض من التل مفرودا على جسدها يغطيه بالكامل فابتلع ريقه ورمش عدة مرات متتالية وسحب نفسا عميقا لداخله واقترب مبتلعا لعابه وهمس بصوت منخفض:

-ملك.


استدارت مئة وثمانون درجة حتى أصبحت قبالته والخمار يغطي وجهها ورأسها مطرقا تنظر للأرض فابتسم على خجلها واقترب أكثر فبات شبه ملتصقا بها ورفع خمارها عن وجهها ونظر ﻵية الجمال التي ربما عشقها منذ نعومة أظافرها وتنهد يهذي بصوت مسموع:

-بسم الله ما شاء الله، سبحان من ابدع ومن صور، آية في الجمال يا روح قلبي.


ارتبكت من نظرات الجميع وربما استمعت لهمهمات العاملات وإحداهن تتسائل:

-هو ده العريس؟


لتجيب المصففة:

-ايوه يبقى ابو البت دي.


ضربت العاملة على صدرها:

-يا لهوي، ده أد ابوها.


لم يهتم رشوان للهمهمات الغير مفسرة قليلاً ويعلم تماما أنها تخصه، ومد راحته يخلل أنامله بخاصتها وتحرك بها للخارج وسط الزغاريد التي أطلقتها العاملات وأيضاً رفيقتي العروس.


تفاجئت ملك فور خروجها من مركز التزيين بهذا الجمع من الرجال والنساء من أهالي الحارة وهم يرتدون ملابس تناسب تلك المناسبة وما فاجئها أكثر هو خروج بعض شباب الحارة من سيارات اقلتهم لمركز التزيين وبدأوا بالغناء والعزف على الطبول والدفوف بزفة انبهرت بها فابتسمت رغما عنها لتلك الحالة من الرقص والفرح وتناست قليلا موقفها وانخرطت مع رفيقتيها ومن جئن من نساء الحارة بالرقص والمرح.


انتهت الزفة وتوجه الجميع للسيارات فوجدت ملك أن أخيها من يقود سيارة رشوان وبالطبع ورد هي من ستجلس بجواره فالتفتت تهمس لرشوان:

-هينفع رانيا تركب معانا ولا هتتضايق؟


هز رأسه نافيا:

-لا يا روحي مش هضايق بس في عربيات كتير تقدر تركب مع أي حد.


فسرت طلبها:

-معلش بس هي متعرفش حد منهم وهتتكسف، كفايه طول اليوم مبهدلاها معايا تجيبلي طلبات وتلبسني وجاتلي من النجمه عشان نروحو الكوافير سوا.


وافقها بحركة طفيفة من رأسه، فتح باب سيارته لها فدلفت وساعدتها رانيا برفع فستانها الطويل فأخبرتها الأخيرة بضرورة ركوبها معهم ولكن ورد استمعت لهما فهتفت فور أن وجدت الفستان قد أخذ حيز كبير من المقعد:

-هتقعد فين بس المكان ضيق، خليها تقعد جنبي وخلاص.


شعرت رانيا بالحرج مما يحدث ولكن ملك لم تصمت تلك المرة فهتفت توبخها:

-ما تبطلي جليطه يابت أنتي، هتقعد جنبي حتى لو قعدت فوق رجلي ايه رأيك بقى.


دلف رشوان بجوارها وسحبها من ذراعها بحركة ظن أنها رومانسية وألصقها به:

-تعالي جنبي عشان صاحبتك تركب.


فعلت طلبه فهمس بأذنها:

-هو انتي فاكره أنا وافقت لله في لله كده؟ ده عشان تلزقي فيا كده لحد مانوصل.


اصطبغ وجهها بالأحمر القاني وبالرغم من زينتها الكثيفة إلا أن خجلها ظهر بشكل كبير فعاد لهمسه:

-يا نهار على الكسوف، بقولك ايه انهاردة أنا مش هعرف اتعامل مع كسوفك ده خدي بالك ده انا مستني اليوم ده بفارغ الصبر.

❈-❈-❈

تزينت وتوجهت صوب الباب فسألتها والدتها:

-رايحه فين بدري كده؟ لسه العريس مجاش.


نظرت لها ببسمة واسعة:

-هشوف لو أم ورد محتاجه مساعدة.


ضحكت والدتها عالياً:

لا والنبي ايه! ما خصلنا كل حاجه ياختي وقولتلك تعالي ساعدينا مرضتيش.


ظلت بسمتها المصطنعة ترتسم على وجهها وهي تعقب:

-أهو أعمل نفسي ساعدت بحاجه عشان محدش يتكلم عننا، خلاص بقى يا ماما اجهزي انتي وهتلاقيني هناك.


هرعت من أمامها ولكنها توقفت فور أن نادتها والدتها بصوت مرتفع:

-سهر.


التفتت تنظر لها فهتفت الأولى:

-اوعي تكوني رايحه كده ولا كده؟


سألتها عن ماذا تقصد بهزة رأسها فعقبت على الفور:

-بطلي استهبال أنتي عارفه أنا اقصد فين، اوعاكي تروحي لحسن، ابوكي تحت مع الرجاله ولو لقاكي رايحه ناحية بيته هيهد الدنيا.


ردت فورا:

-لا متخافيش انا رايحه لخالتي أم ورد.


نزلت بلهفة وتسرع وهاتفته فور أن خرجت من الحارة دون انتباه والدها لها:

-أنا رايحه ع الشقه اهو.


تكلم هو من الطرف الآخر:

-طيب انجزي عشان ورايا حاجات كتير عايز أعملها.


وصلت أسفل بنايتها وصعدت لشقة الزوجية فوجدته يجلس على تلك الأريكة والتي هي جزء من صالون عصري تفاجئت بوجوده:

-جبته امتي ده يا حسن؟


غمز لها يشاكسها:

-أومال أنا بقولك تعالي بسرعه ليه! مش عشان تشوفيه.


ضحك عاليا عندما تابع:

-ولا كنتي فكراني عايزك لحاجه تانية!


غمز بوقاحة فخجلت وأطرقت رأسها فاقترب منها يقبلها من وجنتها ولكنها ابتعدت عنه:

-أصلا مش هينفع عشان الدكتوره قالت كده.


اقتربت من الأثاث وسألته:

-شكلك نويت تجيب العفش على ذوقك.


نفى بسرعه واحتضنها يؤكد لها:

-لا ياروحي والله، الصالون ده مش بتاعنا ده بتاع العريس اللي هيسكن فوق بس لما اتحط في الصالة خلالها ضيقة خالص عشان شقته اصغر من دي بكتير فعرضه عليا وانا قولتله هشوف رأي خطيبتي.


صمتت فأكمل:

-هينزل من سعره 7 الاف جنيه فلو عاجبك هيبقى لقطه وبكيسه اهو لسه متفرش.


رمشت بأهدابها فاقترب منها أكثر وسحبها داخل حضنه:

-خلاص هرجعهوله متزعليش نفسك.


تعلقت بعنقه وكأن حديثه هذا أكد لها أنه لا يزال يعشقها بجنون وقد أتت اليوم تحديدا خوفا من أن يمر بنفس الحالة التي مر بها ليلة عقد قران ملك:

-لا يا حبيبي عاجبني وشيك جدا والله وطالما هيوفر لنا يبقى اتكل ع الله.


حاوط خصرها بقوة ونظر لعينيها وسألها،

-متأكده؟


أومأت فقبلها قبلة عميقة تجاوبت معها على الفور ولكنها ابتعدت عنه خوفا من أن تتطور ﻷكثر من ذلك ولكنه شدد على خصرها هامسا بأذنها:

-لأ متبعدنيش، أنتي وحشتيني أوي.


نظرت لحدقتيه وهو يركز بصره عليها وسألته:

-أنت كويس؟ 


أومأ فسألته مجددا:

-هتحضر فرح المعلم؟


نفى بهزة رأسه:

-هفضل هنا لحد ما يخلصو اليلة دي، كده كده الشقه عايزه شوية حاجات هقعد اخلصها.


أغلقت عينيها فكوب وجهها بين راحتيه وتمتم:

-بحبك وبموت فيكي، بس جواز ملك من الراجل ده صعب عليا أوي.


فتحت عينيها ورمقته بنظرة حزينة فاقتنص شفتيها بقوة وكأن ما يفعله معها كاف لإظهار حبه لها فما كان منها سوى أن توافق على رغبته حتى يظل طوع حبها وعشقها له.

❈-❈-❈

ترجلت وسط الزغاريد من أهالي منطقتها ووقفت تشاهد الرقص والطبول حتى انتهت الزفة الثانية وصعدت لمنزله الذي تتجمع فيه نساء الحارة، وجلس هو بالشادر الذي أقيم فقط لأجله.


فور أن صعدت وجدت والدتها تبتسم رغما عنها من جمالها ورقتها فاحتضنتها تهمس وتربت عليها:

-يا حبيبتي يا بنتي، كان نفسي افرح بيكي مع اللي يستاهلك.


ربتت ملك على ظهرها تقبلها بحب:

-ربنا يخليكي ليا يا ماما، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم، وأنا رضيت بنصيبي.


بدأت الفقرات وكان أخيها الصغير يتنقل ما بين جلسة الرجال بالحارة وبين النساء بالمنزل، فالرجال ظلوا يرقصون ويدخنون أنواع الممنوعات المختلفة وتبارز الرجال بإظهار قوتهم بمن يستطيع أن يدخن أكبر قدر من الممنوعات ويظل واقفا على قدميه دون ترنح، وتبارزوا أيضا بمن يستطيع أن ينفق ما معه من مال يلقى به فوق رأس الراقصة التي تتمايل أمامهم وهم سكراى من فعل المخدر وبفعل رقصها المسكر.


وأما النساء فجلستهم كانت مرحة يتخللها الرقص والغناء دون ابتذال حتى وقفت سهر تربط وسطها بشالها فسحبتها سالي رافضة:

-اهدي بدل ما يحصلك حاجه.


دفعت ذراعها بعيدا عنها وتوجهت أمام ملك تبتسم بتصنع فهي لم تستطع ابتلاع غصتها وما عاشته من تمتمة زوجها بداخل حضنها عن كم يؤلمه زواجها فهتفت:

-كنت نادرة ندر ارقصلك يوم فرحلك زي ما رقصتيلي في فرحي يا ملك.


ابتسمت ملك لها وهزت رأسها فرقصت الأخرى وأخذت تهز جسدها تتراقص وسحبت ملك من راحتها لتقف الأخيرة وتشاطرها الرقص وتلك البسمة الكاذبة مرسومة على وجهيهما حتى شعرت بالتعب ودارت بها الدنيا ولاحظت ملك حركتها التي تباطئت وأيضا نزيف الدماء الذي لوث فستانها الوردي.


سقطت ورد مغشيا عليها فهرعت ملك صوبها تصرخ:

-سهر.


انحنت تحاول إيفاقتها وقد تجمعت النساء حولهما وصرخت والدتها للصغير محمد:

-واد يا محمد روح نادي عمك أنور بسرعه من عند الرجاله.


لطمت سالي خديها تهمس لنفسها:

-اتفضحنا خلاص.


حملتها كل من ورد وملك ورانيا ودلفتا لداخل غرفة ورد وبدأت سالي محاولاتها الدئوبة بإيفاقتها وهي تهمس:

-اومي يا زفته هنتفضحوا.


لقطت أذن ملك حديثها فنظرت لها متفاجئة بنفس توقيت دخول والدة ورد تحمل زجاجة عطر والنساء بالخارج تحاول تهدأة والدتها القلقة بشأنها:

-هو الدم ده مش...


صمتت فور دخولها ففهمت والدة ورد وأشارت لورد بسحب والدة سهر للخارج بحجة واهية وعادت تسأل سالي:

-بت يا سالي، الدم ده مش البتاعة، هو حسن...


صمتت من خجلها فلطمت سالي خديها والأولى تعقب:

-يخيبك يا حسن، مش كنت تصبر.


ارتمت على راحتيها تقبلها:

-أبوس ايدك يا خالتي أمي ولا ابويا لو عرفو هيموتوها.


ردت بزفرة قوية:

-بس دي شكلها سقاطه يا سالي ولازمن تروح المستشفى.


أومأت ترجوها:

-هوديها بس من غير ما حد يحس ابوس ايدك.


ظلت ملك صامته حتى عادت ورد برفقة والدة سهر:

-أنا هنزل مع خالتي أم سهر عشان تطمن عم انور على سهر، مش فاقت برده؟


أومأت سالي كذبا:

-ايوه فاقت بس بتريح شويه، الشهر ده جايه جامدة عليها وبقالها يومين بتشكيلي.


وقفت قبالة والدتها وهمست لها:

-فضحتي البت يا ماما، كل الحارة هتعرف أن بنتك جتلها البتاعة، انزلي بقى قولي لابويا انها اتكعبلت ولا اي حاجه وروحي البيت هاتيلها طقم تغير هدومها بدل ما نتفضحو كده.


بسلامة نية وافقتها والدتها وفور أن غادرت عادت سالي ادراجها للغرفة فوجدتها تستعيد تركيزها وهي تتمتم:

-آه، أنا فين؟


ردت والدة ورد:

-انتي كويسه أهو الحمد لله.


اعتدلت بجسدها فوجدت نزيف الدماء بملابسها فشعرت بالذعر ولمعت عينيها وسألت أختها:

-ايه ده؟ ايه ده؟


أجابتها الأخيرة:

-شكلك سقطي يا موكوسه.


تعجبت من حديثها بتلك الأريحية أماهن فوضحت لها:

-خالتي أم ورد عرفت هي وملك.


ربتت والدة ورد عليها:

-معلش يا بنتي تتعوض، وخلي البيه ده يتلم شويه ويستنى الفرح.


بكت فورا وهي تسألها:

-انتي متأكده انه كده خلاص يا خالتي؟


ردت المعنية:

-غالبا يا بنتي أنتي مش شايفه النزيف أد ايه.


كل هذا الحديث وملك واقفة بركن الغرفة لا تشاطرهن الحديث، ولكنها تفاجئت عندما بكت سهر بانهيار ورفعت وجهها ترمقها بنظرة غاضبة وكارهة وهي تهذي:

-كله منك انتي، كل حاجه وحشه بتحصلي بسببك انتي.


تفاجئن ثلاثتهن بحديثها ولم تتوقف بالرغم من اعتراض سالي:

-خسرت حبه بسببك، عمرى اللي ضاع وانا معرفتش ولا حبيت راجل غيره بسببك وسبتله نفسي بسببك وخسرت ده بسببك برده.


انهت حديثها واضعة راحتها على بطنها تبكي بحرقة:

-منك لله، أنا مش مسمحاكي على كسرتي قدام نفسي وقدامه وقدام أهلي، منك لله وبدعي من قلبي إن المعلم يدوقك المر لحد ما تقولي حقي برقبتي.


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة