-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 17 - 3 الخميس 12/12/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل السابع عشر

3

تم النشر يوم الخميس

12/12/2024

أمسك جهاز اللاسيلكي وهمس به للقوات:

-طفو لمض العربيات واجهزو.


بالفعل أطفأت السيارات أنوارها وترجلت الفرق كلٍ بموضعه، فوضع راحته على أذنه على جهاز اللاسيلكي المزروع بداخلها وهمس لباقي القوات:

-اخباركم ايه هناك؟


أجابه من الطرف الآخر:

-مستنيين الإشارة يا فندم.


رد يحيى على الفور:

-اهجم.


تحركت القوات من جميع الإتجاهات لتدلف ذلك المخزن وبالرغم من المحاولة الفاشلة من الرجال والحرس الواقفين على البوابات بالتصدي لهم إلا أن عامل المفاجأة كان له اليد العليا فاستسلموا جميعا عندما وجدوا قوات الشرطة تأت من كل إتجاه.


توجهت القوات تتوغل داخل المخزن بعد أن كبلوا كل الرجال بأصفاد حديدية، وبدأ يحيي يتفحص محتويات الصناديق المتراصة فوق بعضها البعض.


تفاجئ بهذا الكم من المواد المخدرة ومعها أيضا تلك القطع الأثرية الملفوفة بالقش وموضوعة داخل صناديق خشبية محكمة الغلق.


التفت لزميله هاتفا بنصر وفرحة:

-ضربة معلم، مخدرات وآثار كمان يا عز.


ربت عليه زميله بفرحة:

-مش كنت رافض أمر الهجوم وقال عايز تمسكه متلبس! أهو لو مكنتش نفذت الأمر كان زمان كل ده بره مصر دلوقت.


هز رأسه موافقا:

-فعلا، أنا بس عارف انه هيطلع منها زي الشعرة من العجين وده هيصعب مهمتنا بعد كده.


زفر عز بضيق:

-يابني افرح بالإنجاز ده الأول وبعدها فكر في الخطوة الجاية، إن شاء الله ميعرفش يفلت منها.


نظر له وأكمل توضيحه:

-المخزن وبأسمه، والبضاعة وعليها أختامه وتصاريح الدخول من المينا كلها بأسمه، يعني لا هيعرف يلبسها لحد ولا ممكن يخرج منها بسهوله، وحتى لو خرج منها فالجيات كتير والمكسب الحقيقي هو الشحنه دي كلها اللي اتمسكت قبل ما يوزعوها على شباب البلد ويبوظوا عقولهم أكتر ما باظت.


أومأ يحيي مستحسنا:

-معاك حق، ومعاهم مكسبي من تعاون يوسف معانا لو حصل ورشوان خرج منها، أنا كده عملت اللي عليا وبوظتله ليلة الدخلة عشان ميتحججش باخته بعد كده.


تابع حديثه وهو يرى القوات تقوم بتحريز المضبوطات:

-كلم إدارة تهريب الآثار خليهم يجييو يحرزوا الحتت دي عشان منبوظلهومش شغلهم.


❈-❈-❈

بنفس اللحظة استطاع أحد العمال الهرب ونأى بنفسه بعيدا عن المخزن وهاتفه فلم يجبه الأخير، ولكن مع إصرار العامل أجاب بحدة:

-ايه يا زفت أنت؟ أنت مش عارف أن دخلتي انهاردة؟


أومأ وكأنه يراه وخرج صوت لهاثه يوضح حالته:

-مصيبة يا معلم وحطت على روسنا كلنا.


رفع حاجبه الأيسر بقوة وسأله:

-في ايه انطق.


أجابه العامل بتوتر وتلعثم:

-كبسه من الحكومة على المخزن الكبير، الرجالة كلها اتقبض عليها وأنا الوحيد اللي عرفت أهرب عشان أكلمك.


زئر بشكل مرعب وبصوت أيقظ طفلتيه ونبه زوجته التي كادت أن تسقط مغشيا عليها رعبا من صوته:

-ازاي حصل كده؟ ده انتو نهاركم اسود.


أغلق بوجهه وبحث بقائمة اتصاله وهاتف أحد شركائه وصهره أيضا فابنته متزوجه من ابنه:

-ايوه يا سيادة اللوا.


رد عليه الطرف الآخر بصوت مازح:

-ايه يا عريس أنت لحقت؟


صرخ به حتى يتوقف عن المزاح:

-سيبك من الهزار وشوف الكارثة دي.


انتبه الآخر مجعدا ملامحه فأخبره بأمر الضبطية فرد متفاجئا:

-إزاي الكلام ده؟ انا معنديش خبر بأي حمله نهائي.


اندهش رشوان وسأله متوجسا:

-إيه الكلام ده؟ هو مش دي شغلتك؟ إزاي يتعمل ضبطية بالحجم ده وميبقاش عندك خبر.


رد هاشم موضحا:

-مستحيل تعدي إلا لو أنا كمان اتكشفت، وحتى لو أنا اتكشفت في غيري اللي يبلغو الناس بتوعنا، مستحيل يقدرو يكسرو الشبكة اللي جوه الداخلية وجوه الامن العام، مستحييييل.


صمت رشوان وزفر باختناق وسأله:

-أومال ازاي ده حصل؟


أجابه هاشم بعد تنهيدة طويلة:

-أنا عندي الرد بس مش حابب اقولهولك يا رشوان.


تفهمه الآخر جيدا واستمع له يخبره:

-أنت عارف إن ده مستحيل يحصل إلا لو الناس بره هم عايزين ده، يعني يكونو بيضحو بيك يا معلم.


تنفس بقوة وحدة وقلق، ولكنه تماسك وعاد لعقله:

-مستحيل يكون كده ﻷني معملتش أي حاجه تخالف قواعدهم، ده غير إن المخزن اللي اتمسك ده أكبر مخزن من مخازني وفيه بضاعه تعدي ال3 مليار، مستحيل يضحوا بكل ده عشان يعاقبوني، ويعاقبوني على ايه؟ على حاجه معرفهاش؟


زفر هاشم قليلا بتفكير ورد:

-يمكن مش هم! يمكن حد له سلطه عندهم وقدم اللي يخليهم يوافقو إن ده يحصل.


صمت فعلق عليه رشوان:

-قصدك صفوت؟ وليه يعمل معايا كده وايه مصلحته؟


أجابه الآخر ضاحكا:

-مش اتجوزت على بنته، عايزه يسكت يعني؟


لمعت عينيه واشتدت قبضة على الهاتف:

-أنت قصدك أنه بيعلم عليا عشان جوازتي؟


أومأ وكأنه أمامه:

-ده توقعي وبرده هعمل اتصالاتي وأعرفلك باقي المعلومات، بس أنت أكيد هيجيلك أمر ظبط وإحضار ومش بعيد تكون القوات في طريقها لبيتك.


لم يهتم بحديثه ولكنه تحدث بحيرة:

-صفوت ممكن يحمل نفسه تمن البضاعة دي كلها عشان خاطر جوازتي على بنته؟ معقول؟


أكد له هاشم:

-آه طبعا، وأنت عارف إن الناس بره بتعمله حساب وتقريبا هو الكل في الكل هنا وينوب عنهم في كل حاجه، يعني لو حد يقدر يعملها فمفيش غيره.


استمع لصوت أنفاسه الحادة والعالية فتابع:

-المهم دلوقت استخبى أنت لحد ما أعرف الدنيا فيها ايه وأعرف اظبطلك الأمور.


صرخ به:

-مش هستخبى، وأنت أنجز وأعرف الموضوع كله عشان أنا على آخري.


أغلق معه وعاود الإتصال تلك المرة بصفوت الذي أجاب بضحكة عالية:

-ايه يا عريس، مبروك الجواز.


صر على أسنانه وهتف بغل:

-يبقى أنت اللي عملتها، هي حصلت للدرجة دي يا صفوت؟


رد بقوة وشكيمة:

-قولتلك بنتي عندي أهم من أي حاجه، وقولتلك لو زعلتها ولا عنيها دمعت بسببك هدفعك التمن كبير أوي ودي قرصة ودن بس.


التفت لها وهي تحاول إعادة صغيرتيها للنوم فصرخ بها:

-أبوكي بلغ عني يا ماهيتاب، ومش بس كده ده طلب مساعدة رؤسائه عشان يدخلني السجن.


اتسعت حدقيتها مع صوت ذهول صفوت:

-أنت عند ماهي؟


سحبت الهاتف من يد زوجها قبل أن يجيبها وصرخت به:

-معقول يا بابي أنت فعلا تعمل كده؟


سألها بوجل:

-هو عندك بيعمل ايه؟


أجابته باكية:

-مهانش عليه يسبني زعلانه، ساب عروسته وجالي..


عض على شفته بقوة دامية:

-أنتي يا بنتي مش قولتيلي اعمل اي حاجه ووقف الجوازة دي؟


أومأت تبكي:

-ايوه بس مش تبلغ عنه يا بابي ده جوزي وأبو بناتي وبحبه، اتصرف وخرجه من الورطه دي أحسن هموت نفسي والله.


هدأها قليلا:

-اهدي طيب واديني رشوان. 


ناولته الهاتف فأجابه بغل:

-هردهالك يا صفوت.


عقب عليه الآخر:

-اسكت واسمع بلاش عبط مفيش وقت لتصفية الحسابات، أمر الظبط جايلك على البيت الجديد، فخليك عندك لحد ما ألاقي صرفه واخرجك بيها مؤقتا ونشوفو هنعملو ايه.


صرير أسنانه كان عاليا لدرجة أن ظنت زوجته أنه هشم فكيه فابتعدت للوراء مرتعدة من شكله بعد أن أغلق الهاتف بوجه والدها فرفع رأسه ينظر لها بعيون محتقنة وأنف منتفخ وقبضة محكمة أنغزرت بفعلها أظافره بلحم يده، فابتلعت ريقها تبحث عن كلمات تواسيه بها من فعلة والدها الهوجاء ولكنها حقا ارتبعت من شكله فهرعت من أمامه صوب غرفة ابنتيها لتحتمي بهما.

❈-❈-❈

ابتسمت وقبلتها قُبل كثيرة:

-الحمد لله يا بنتي أنه نجاكي منه، دعايا عليه جاب نتيجة.


ابتسمت ملك ساخرة:

-وهو عشان مشي انهاردة يبقى خلاص يا ماما، بكره مسافرين شهر العسل فتفتكري هيوافق ع الوضع ده لحد امتى؟


أجابتها الأخرى بتضرع:

-ربنا قادر على كل شيئ، تبات نار تصبح رماد ويا عالم بكرة مستخبي فيه ايه!


صمتت فجأة على وقع جرس الباب فتحركت لتفتحه لتجد قوات الشرطة تقف أمامها وتتوغل بالمنزل دون سابق إنذار وكبيرهم يسألها:

-المعلم رشوان فين؟


ردت ملك الواقفة خلف والدتها:

-مش هنا، أنتو عايزين ايه؟


أجابها بصوت جاد:

-مطلوب القبض عليه، ومش من مصلحتك تداري عليه وتخبيه عشان هتبقي شريكته وتتحبسي معاه.


ردت تنفي معرفتها:

-معرفش مكانه.


صر الضابط على أسنانه:

-أنتي مش عروسته والمفروض فرحكم انهاردة! عايزه تقنعيني انه مش موجود ولا هرب؟


ردت بحيرة:

-معرفش والله ما أعرف.


صر على أسنانه وصاح بالقوات التي معه:

-هاتوها معانا وأنا هعرف أخليها تعترف بمكانه كويس.


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة