رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 18 - 2 الأثنين 16/12/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الثامن عشر
2
تم النشر يوم الأثنين
15/12/2024
انتبه لحديثها فسأل متعجبا:
-ملك ايه؟ مالها ملك بالحكاية دي؟
أجابته بقهر وصياح رافض:
-اتقبض عليها عشان تسلم نفسك، شوفت عمايلك وصلتنا لفين؟ شوفت ظلمك لعيلة أد بناتك عمل فيها وفينا ايه؟
صاح بلهفة:
-يعني ايه مسكوها؟ ازاي الكلام ده؟
لم تهتم لتساؤله فصرخت به:
-اسمع يا رشوان، أنا ساكته على عمايلك كل السنين دي عشان مبقاش فارق معايا بس لحد ملك، البت اللي أنا وأنت مربينها وسط بناتنا يبقى أنا هقفلك.
صرخت بوجع:
-تقبل اللي بيحصل فيها يحصل لورد ولا لواحده من بناتك؟ ترضاها!
لم يجب أو بالأخرى لم تمهله الفرصة للرد فقد صرخت فورا تلحم حديثها السابق بالقادم:
-ولا أنت أصلا ميهمكش لا بناتك ولا أي حد غير نفسك، ظلمتهم في جوازات خلتهم عايشين ميتين وفي الآخر رايح تظلم البت الغلبانه وحيدة أمها.
تواصلها بالحديث بهذا الشكل أخرجه من صمته فصرخ بها:
-بس، اخرسى واسمعي، طمني أمها إن ملك هتبات في حضنها انهارده وغير كده مش عايز ولا كلمه.
أغلق معها وهاتف صهره اللواء هاشم على الفور:
-عملت ايه؟
أجابه زافرا بقوة:
-بنحاول أنا وصفوت نلاقي حل وبلغنا الناس بره كمان.
صر على أسنانه:
-متجبليش سيرة الزفت ده على لسانك تاني فاهم؟ حل الموضوع بعيد عنه الخاين ده وحسابه معايا بعدين.
صمت هاشم يستمع له:
-قبضو على مراتي ومش فاهم ايه تهمتها؟
سأله هاشم:
-أنهي واحدة فيهم؟
أجاب بصوت متأثر:
-ملك، ملك يا هاشم.
فهم الأخير من نبرته كم تهمه فأجابه:
-ده إجراء بيعملوه لما بتكون القضية كبيرة أو متوصي عليها، يقبضو على أي حد من قرايب المتهم لحد ما يسلم نفسه، بس متقلقش كده كده مش بيتعمل لهم لا محضر ولا وارد لانه بيكون مش قانوني وآخرهم 4 ايام وميقدروش يحجزوهم أكتر من كده.
صرخ به فورا:
-ولا 4 ساعات، هتتصرف وملك تخرج حلا وإلا محدش هيتوقع أنا هعمل ايه، ابعت لهم وحذرهم مني يا هاشم وعليا وعلى أعدائي.
صرخ به الطرف الآخر:
-أنت اتجننت؟ بتهددهم بايه يعني إذا هم عشان خاطر صفوت ضحو بيك، أنت ملكش تمن عند الناس دول فبلاش جنان ومتعملش عداوة معاهم من غير سبب، عدوك هو حماك اللي باعك ليهم وده حسابه هنصفيه معاه أنا وانت بس بعد ما يخرجوك من الورطة دي، المهم بس بنته متعيطلكش وتخليك تنخ وقت أخد الحساب.
صر على أسنانه وهو ينظر لزوجته التي لا تسمع حديث الطرف الآخر ولكنها استمعت بوضوح لتوعده:
-أنا هخليه يتمنى الموت وميطلهوش على اللي عمله معايا، المهم دلوقت كلمهم يتصرفو ويطلعو ملك.
رد هاشم بزفرة يأس:
-يا ابن الحلال الناس كلها مشغوله دلوقت بتحل مشكلتك ومحدش هيهتم لا لرجالتك ولا لعروستك، فاعقل كده وهم كلهم 4 ايام وأنا هحاول أخليهم ياخدو بالهم منها ومي....
أغلق الخط بوجهه وتحرك صوب غرفته ليبدل ملابسه فهرعت ماهيتاب صوبه تسأله:
-أنت رايح فين؟ مش قالك استخبى لحد...
لم يجبها بل نظر لها نظرة أخرستها وأكمل ارتداء ملابسه وهم بالخروج، ولكنها أمسكته بقوة من ساعده بعد أن فهمت ما ينتوي فعله ونظرت له متفاجئة، إلى هذا الحد يعشقها حقا أم هي زهوة البدايات؟ ولكن متى رأته يهتم ﻷحد غير نفسه وطلباته حتى إن أوهمهما أنه يهتم لها فهو لم يفعل سوى ما يريده ويرتضاه:
-معقول يا رشوان! للدرجة دي غالية عليك؟ رايح تسلم نفسك عشانها!
صر على أسنانه بغل وهتف بحدة:
-ملك دي مش مراتي وبس، دي بنتي وحته مني، روحي اللي مبحسش اني عايش إلا لما بتكون قدامي عشان كده قولي لابوكي إن رشوان سلم نفسه بس قصاد كل دقيقة هقضيها في السجن هيدفع تمنها غالي أوي فمن مصلحته أخرج بسرعه.
❈-❈-❈
ظلت جالسة بمكتب رئيس المباحث وهو جالس أمامها ينفث دخان سيجارته ويتحدث معها بهدوء مراعاة لصغر سنها:
-لسه مش عارفه ممكن يكون راح فين؟
نفت برأسها فضحك عاليا:
-معقول عريس يسيب عروسته في ليلة زي دي وميقولش حتى رايح فين؟ عموما احنا بعتنا قوة لكل بيت من بيوته التلاته، وكلها نص ساعه بالكتير ويشرف هنا وأنتي تخرجي.
لم تعقب عليه بل أطرقت رأسها حال رنين هاتف مكتبه:
-معالي الباشا.
صمت يستمع للطرف الآخر وهمهم باحترام:
-أمر معاليك، أنا ثواني وهروح مكتب اللوا طاهر ابلغه بالمستجدات.
أغلق ووقف متحركا من أمامها، ولكنه التفت يرمقها ببسمة لطيفة وتمتم بداخله:
-ازاي بس البت الي زي القمر دي تتجوز الراجل ده!
بالطبع لا يعلم رئيس المباحث بمجريات الأمور، لحظات ووجدت باب المكتب يُفتح من جديد ليدلف تلك المرة شخصا آخر ذو هيبة ووقار، فوقفت من مكانها تشعر بالخوف ولكن صوته المطمئن جعل حدقتيها تتسع بذهول:
-متخافيش يا ملك.
رفعت وجهها تنتظر تفسيره لكلمته فهتف:
-أظن إنك تعرفيني ولو بالسمع، أنا الرائد يحيى الجندي، اللي كنت بتواصل مع يوسف.
لمعت عينيها وتنهدت براحة بعد أن شعرت أن وجودها هنا مدبر كما فهمت من حديثه:
-مكانش ينفع أجيبك واتكلم معاكي بطريقة غير دي، سامحيني، بس انتي وأخوكي عليكم مراقبة جامده جدا وملقتش غير الطريقة دي عشان أوصلك.
وكأنها أخيرا شعرت بارتخاء أعصابها المشدودة فارتمت على المقعد بطريقة أكدت له معاناتها، ولكن الوقت حقا لا يسمح للجلوس معها وطمئنتها أو مراضاتها:
-اسمعيني عشان مفيش وقت، أنا محتاج منك توصلي ليوسف....
قاطعته بعد أن استجمعت شتات نفسها:
-ﻷ بقى حرام عليكم سيبوه في حاله، أنت عايز منه ايه يا باشا؟
رد فورا بدون تفكير:
-يساعدني نمسكو العصابة دي وناخدو بتار ابوكي.
ضحكت ساخرة من حديثه المهترئ:
-تار ابويا اندفن معاه من 13 سنه، خلاص مبقاش في تار وخصوصا إن اللي انت عايز أخويا يساعدك عشان تمسكهم دول اقوى منك أنت شخصيا، فانت بقى عايز تورط أخويا أكتر ماهو اتورط!
ظل ساكنا يستمع لها:
-لما رشوان عرف إنه بيوصلكم أخباره اعتبره خاين وشال ايده من حمايته وبقى في مهب الريح قصاد الناس اللي أنا معرفش هم مين ولا قوتهم ايه.
بكت رغما عنها حزنا وأسى على أخيها الشاب الذي لم يعش فترة شبابة كباقي الشباب بل أصبح كهلا مكهلا بالمسؤوليات لا يستطيع التملص منها:
-ودلوقت مطلوب منه يوقعك في فخ عشان تخرج من الخدمة، طبعا أنا قولتلك عشان خايفه على يوسف ينفذ المطلوب منه ويتأذي وبرده خايفه لو معرفش ينفذه فيقتلوه، يعني ناري بقت نارين.
بكت بحرقة:
-أنت خلاص وقعت رشوان، عايز ايه تاني؟
رد وقد شعر بغصة تعلق بحلقة من شكلها الباك:
-أنا مكنتش فاهم كده، بس أنا وقعته انهارده بالذات عشان يوسف مكانش عايزك تتجوزيه وبطل يساعدنا لما معرفناش نوقف الجوازه دي، بس أظن اني وفيت بوعدي ليوسف ووقفت الجوازه حتى لو على آخر لحظة.
أومأت وهو يضيف:
-بس السربعة دي مخلياني متأكد ان رشوان هيخرج منها بأي شكل لأنه مش متلبس، عشان كده يوسف لازم يساعدني نمسكه متلبس هو وزينهم اللي قتل ابوكي.
وقفت ودارت حول نفسها تفكر فوقف هو الآخر ينتظرها أن تعقب عليه:
-موافقه، بس مش يوسف اللي هيساعدك لو رشوان خرج، أنا اللي هساعدك بس بشرط.
انتبه بلمعة وشعور بالنصر فهو سيجند واحدة من داخل عقر داره:
-أي شرط موافق عليه من غير ما اسمعه.
هزت رأسها:
-بس لازم تسمعه عشان لو خالفته هعتبر إن اتفاقنا لاغي.
وافقها فتابعت:
-تبعد يوسف عن الحكاية دي خالص، أو الأحسن من كل ده إنك تبعده عن البلد كلها.
بكت وكأن عالمها يتوقف فقط على أخيها:
-سفره برة، ساعده يلاقي أي شغل في أي بلد بعيد عن الحارة واللي فيها، عشان طول ماهو في الحارة دي هيفضل طوق رشوان واللي زيه ملفوف حوالين رقبته.
هز رأسه بحماس:
-موافق طبعا، ومن بكره لو تحبي هسفره يشتغل بره.
ابتسمت ولكنها عادت لتجهم وجهها سريعا تؤكد عليه:
-الأهم إن محدش يحس بمساعدتك ليه ولا حتى رؤسائك عشان أنا عرفت إن العصابه دي لها ناس جوه البوليس وهو اللي بيعرفوهم كل حاجه قبل ماتحصل.
ضحك ساخرا من سذاجتها:
-بس أنا مش بوليس يا ملك، أنا أمن وطني.
ضحكت هي الأخرى على ثقته الزائدة:
-ويا أمن يا وطني، رشوان عرف منين بكلامك مع يوسف وعارف عنك كل تحركاتك ازاي؟ بوليس ولا أمن وطني فالناس دول لهم عيون جواكم وأنا معنديش ثقه في اي حد، وأنت كمان المفروض تعمل كده يعني أوعى اسمي ييجي سيرته في الشغل عندك، أي معلومات هديهالك متعرفش بيها حتى اللي مشغلينك واتصرف أنت.
ابتسم غامزا لها يسألها بعدم تصديق:
-أنتي عندك كام سنه؟
ردت بعصبية بعد أن فهمت أنه يسخر منها:
-18 بس عقلي أكبر بكتير من اللي شوفته و عيشته والآخر جه نصيبي كده، مع راجل اكبر مني ب40 سنه، ﻷ وكمان تاجر مخدرات.
ابتسم وقد شعر بشرارة غريبة تسري بداخله:
-متعرفيش ربنا شايلك ايه، أنتي بنت بميت راجل وأكيد حياتك هتبقى غير كده خالص بس أنتي قولي يارب.
رددت بتضرع وهي رافعة راحتيها لأعلى:
-يارب.
❈-❈-❈
وصلت للمشفى برفقة زوجها وسألت الاستقبال عن ابنتها ولكن حسن وعماد كانا قد انتهيا من أداء مهمتهما بعد أن أعطاها حسن كل ما يحتكم عليه بجيبه، بل ووعدها بمبلغ آخر فور خروج سهر كهدية خروجها سالمة.
حمد ربه أنه لم يصعد وإلا كان هناك ولو احتمالية بسيطة لمعرفة والديها بحالتها من الاستقبال وهو الأمر الذي لا يستطيع مداركته أو رشوة كل العاملين بالمشفى.
اقترب منهما فتفاجئ أنور:
-حسن! أنت هنا من امتى؟
أجاب مزمجرا:
-جيت من 10 دقايق لما عماد كلمني.
صعدوا جميعا للطابق المنشود ودلفوا غرفتها فابتلعت ريقها وهي لا تعلم هل نجح حسن بإسكات جارتهم أم لا.
هرعت والدتها تقبلها:
-حمد الله على سلامتك يا سهوره، الف سلامه عليكي يا حبيبة أمك.
تنهدت بارتياح فيبدو أنه نجح بمهمته فنظرت له فابتسم يرفع إبهامه يؤكد نجاحه، فعادت تنظر لوالديها وهما يطمئنا عليها:
-الدكتور قال هتخرج امتى؟
ردت سالي فورا على تساؤل ابيها:
-بكره إن شاء الله يا بابا، أنا بقول أخدها عندي عشان ترتاح و...
قاطعها أنور رافعا حاجبه:
-وتروح عندك وبيت أبوها موجود ليه؟ أنتي لو عايزه تساعدي أمك لحد سهر ما تخف تعالي اقعدي معانا.
ثم التفت لصهره:
-ولا ايه يا عماد؟
بالطبع يعلم ذلك الواقف طريقة حماه الغير مقبولة بكل الأوقات، ولكنه آثر السكوت خاطرا لصديقه:
-وماله يا عمي، روحي يا سالي مع اختك.
جلست والدتها بجوارها على الفراش تمسح على شعرها:
-العيون كانت عليكي يا عين أمك انهاردة وانتي بترقصي عشان كده صابك اللي صابك ده يا حبيبتي، أنا أول ما نروحو هبخرك.
صاح بها أنور:
-ما بلاش جهل وكفر بالله بقى وبدل التقاليع دي شغلي قرآن.
هزت رأسها توافقه فانتهز حسن لحظة الصمت وجلس بجوار حماه يبتلع ريقه ويهمس له:
-عمي، بقولك ايه؟
التفت له يعطيه انتباهه:
-أنا كنت بقول لو نعملو الدخله ع الاسبوع الجاي.
صاح به فورا رافضا:
-يا بني إحنا في ايه ولا في ايه؟ وهي اللي لسه قايمه من عملية دي هتقدر تتجوز؟
ارتبك وتمتم بصوت مسموع:
-ما احنا بالطريقة دي مش هنخلصو.
زفر أنور بضيق:
-يا بني إحنا على اتفاقنا و..
قاطعه حسن بضيق:
-منا بصراحه مش قادر على كل التأخير ده، بقالي كام سنه خاطب لحد دلوقتي؟ يا عمي أنا عايز أعف نفسي بالحلال وأنت كده جاي عليا.
زفر بفروغ صبر ولكنه استمع له يكمل:
-لو على العفش والفرش والحاجات دي فأنا قابل اشيل الليلة كلها، متحملش هم حاجه.
سأله سؤالا بدا وقحا:
-وهتجيب فلوس الجهاز منين وأنت لسه خارج من ازمه كانت هتفلسك؟ ولا برده حاطط عنيك ع الدهب؟
ها قد جائته الفرصة سانحة:
-لا دهب ولا غيره، ربنا فرجها ووقع قدامي عريس صاحبي جوازته اتفركشت قبل الفرح بيومين، والعفش زي الفل وهديهولي بنص التمن، ولو خايف مني آخد الدهب، فأنا أهو بقولك خليه عندك يا عمي عشان تطمن.
ها قد حل معضلته بأمر الذهب المرهون وليس له حجة ليرفض بها فتلعثم يبحث عن مفر:
-بس البت لسه يادوب عامله عملية و...
قاطعه حسن فورا دون إعطائة فرصة لاستكمال حديثه:
-وماله، أنا كده كده مش هقدر اعمل فرح بعد المصاريف دي كلها وكفايه علينا الفرحة بتاعة كتب الكتاب، احنا ننتهزوها فرصة انها تعبانه ونأجرو دار المناسبات اللي في الأنفوشي ونروحو نقعدو شويه ونوزعو ملبس وآخدها ونروحو.
تلجلج قليلا:
بس يا حسن...
قاطعه حسن من جديد:
-يا عمي مابسش بقى، كل حاجه اتحلت اهي وخير البر عاجله ولا ايه يا حاج أنور؟
❈-❈-❈
ظلت جالسة بمكتب رئيس المباحث بعد اتفاقهما ومغادرته فعاد رئيس المباحث تلك المرة وخلفه رشوان ومحاميه فانتفضت على صةوته يناديها:
-ملك.
أسرع بخطواته يحتضنها بلهفة ويمسح على رأسها:
-أنتي كويسه؟
أومأت بذهول، هل أمسكوه بتلك السرعة؟ ولكن حيرتها لم تدم طويلا عندما تحدث المحامي مع رئيس المباحث:
-موكلي جاي يسلم نفسه عشان يقدم حسن النية ويبعد عنه الشبهات يا فندم، فأظن لازم الكلام ده يتحط في محضر رسمي.
أومأ رئيس المباحث ولكن رشوان قاطعهما:
-بس مش قبل خروج مراتي من هنا وإلا هخلي المحامي يقدم شكوى وهصعد الموضوع ﻷعلى مستوى.
عقب عليه رئيس المباحث:
-عروستك هتخرج يا معلم طالما سلمت نفسك.
رد بغضب:
-من امتى البوليس بياخد رهاين حتى لو على سبيل إن المتهم يسلم نفسه؟
ضحك رئيس المباحث ساخرا:
-اسأل المحامي بتاعك من امتى؟
رد المحامي:
-ده إجراء بيحصل دايما في القضايا الكبيره يا معلم، المهم دلوقت نخلصو المحضر عشان نشوفو خط سير التحقيق هيمشي ازاي.
جلس رئيس المباحث على مكتبه وجلس المحامي أمامه وظل رشوان واقفا يحتضن ملك التي رفعت رأسها عاليا بسبب قصر قامتها مقارنة به وسألته هامسة:
-أنت سلمت نفسك عشاني؟
أومأ مبتسما:
-طبعا، كنتي عيزاني اسيبهم ياخدوكي؟
ارتبكت ودارت معارك طاحنة برأسها ما بين معاملته الطيبة معها منذ أن كانت بالخامسة من عمرها وحتى الآن، وما بين إجباره لها بالزواج منه فبدأت تنبذه وتكرهه:
-بس أنت كده هتتسجن.
هز رأسه غير مباليا:
-المهم انتي.
نهجت بصوت مسموع فانحنى يهمس لها:
-إن شاء الله مش هطول وهخرج بعد العرض ع النيابه.
ابتسمت بتصنع فهي حقيقة لا تعلم هل تفرح أم تحزن لهذا الخبر:
-بس أول ما أخرج نعملو شهر العسل بقى ولا ايه رأيك؟
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية