-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 19 - 3 الجمعة 20/12/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع عشر

3

تم النشر يوم الجمعة

20/12/2024

جلس أمام رئيس النيابة بعنجهية وكأنه لواء وليس متهما، وبدأ محامية بتقديم لك الاوراق التي بحوزته ليؤكد:

-يا فندم زي ما هو مثبت في الاوراق اللي قدام حضرتك إن المحل ده متأجر إيجار قديم للمدعو (فتحي ناصر الفقي) وموكلي ميعرفش أي حاجه عن محتويات المخزن ده ولا له اي سلطة على اللي موجود جواه.


التفت رئيس النيابة يسأل رشوان:

-العقد ده متسجل في الشهر العقاري؟


أومأ مؤكدا:

-طبعا ومن أكتر من 18 سنه كمان، وحاولت كتير أوي أسترده بس الحقيقة معرفتش اوصل للمستأجر لانه مش معروف له عنوان.


نظر رئيس النيابة بالعقد وسأله:

-والعنوان المثبت في العقد! ده مش عنوانه؟


رد هازا كتفيه:

-عنوانه أه، بس هو مش عايش في العنوان ده حاليا.


سألة بعملية:

-طالما كده يبقى مبيدفعش إيجار وتقدر تسترده بسهولة.


رد المحامي عنه وهو يخرج حفنة أخرى من الأوراق:

-زي ما هو مثبت قدام حضرتك إن المستأجر بيدفع الإيجار بوصولات عن طريق البريد وده اللي خلانا منعرفش نسترد منه المحل.


ابتسم رئيس النيابة فهو على علم بالتلاعبات لتجار المخدرات وكيف يؤمنون أنفسهم جيدا فزفر زفرة طويلة والتفت لكاتبه يملي عليه:

-أمرنا نحن ( أشرف الصاوي) رئيس نيابة شرق بإلقاء القبض على المدعو (فتحي ناصر الفقي) مع حبس المتهم (رشوان عامر الدخاخني) أربعة أيام على ذمة التحقيق ويراعى التجديد في الميعاد.


وقف رشوان ينظر لمحاميه فابتسم يطمئنه:

-متقلقش ده إجراء روتيني مش أكتر.


خرج ليجد زوجاته الثلاثة تقفن بقلق بالغ فنظر المحامي للعسكري ومد راحته بجيبه يخرج حفنة كبيرة من الأموال:

-سيبه بس يطمن جماعته عليه.


تركه العسكري مبتعدا فاقترب منهن وبدأ ينظر لكل واحدة يبتسم لها ويهز رأسه على سؤالها عنه ما عدا ماهيتاب الذي تجهم وجهه فور أن وقعت عينيه عليها فلاحظت ذلك وبكت تقترب منه تتمسك بذراعه:

-حقك عليا، بابي هيصلح اللي عمله، هو طمني وقالي...


قاطعتها ناهد صارخة:

-هو ابوكي اللي بلغ عن رشوان؟ ينهار اسود.


صاح بهن عندما وجد الأمور قاربت على الخروج عن سيطرته:

-بس ولا كلمه، كل واحده فيكم تلزم بيتها ومش عايز شغل عوء وحرب ضراير.


صمتن فالتفت ينظر لصفية وسألها:

-اطمنتي على ملك؟


عقبت ناهد بصوت ممتعض:

-ما دي قدم النحس، بتسأل عليها ليه؟ مش كان المفروض تقف معانا عشان تطمن عليك ولا على رجليها نقش الحنة؟


لم يسعه الرد عليها عندما ردت صفية بهجوم كلامي:

-اللي قدمها نحس دي كانت محبوسه مكان المعلم ومخرجتش إلا لما سلم نفسه وبدل ما نحط ع البت الغلبانه اللي ملهاش ذنب لفي وشك ناحية اللي أبوها عمل عملته وهي جايه تقف وسطنا ولا كأن حاجه حصلت، وانتي طبعا ساكته عشان عارفه ابوها مين فعملاله حساب.


صرخ رشوان مجددا بعد أن ألقت بكلماتها على دفعة واحدة:

-بااااس، قولت ولا نفس كتم القرف كلكم.


تنفس عاليا عندما اقترب العكسري ليسحبه:

-ضيعتو الوقت في هري فارغ ملوش معنى.


سحب ذراعه عنوة من العسكري وأكمل حديثه:

-خدي بالك منها يا صفية ولو احتاجت حاجه انا عارف مش هتتأخري عنها.


أومأت تربت عليه:

-متقلقش يا اخويا وأخرج لنا أنت بس بالسلامه بدل نسوانك ما ياكلو البت.


ضحك مؤكدا بحديث متوار:

-يبقى حد يهوب ناحيتها ولا يزق حد عليها وهو يشوف أنا هعمل فيه ايه.


ابتلعت ناهد ريقها وأطرقت رأسها ولكنها عادت تنظر له بانتباه عندما تابع:

-عايز آكل بكره من اديكي يا صفية، وخلي ملك هي اللي تجيبه عشان اطمن عليها بنفسي.


هزت رأسها توافقه فهتفت الأخرى:

-انا جيبالك أكل وميه وهدوم، مش هتحتاج لحاجه إن شاء الله، وانا جيالك بكره.


رفض موضحا:

-ﻷ يا ناهد مشوارك من المندرة بعيد وانا مش عايز ابقى قلقان عليكم كلكم، هما اربع ايام هيتقضو بالطول ولا بالعرض وهخرج بعدها إن شاء الله.


عاد العسكري يسحبه معه فتحرك وهو يكمل حديثه:

-بكره تبعتيلي ملك يا صفية متنسيش ومحدش منكم يجيي معاها.


غادر فنظرت ماهيتاب للمحامي تسأله:

-هو فعلا هيخرج بعد 4 ايام؟


نفى هازا رأسه وهي تعلم ذلك فحديث والدها معها عندما حاول تدارك الأمر دوى بعقلها وقد أخبرها انه سيخرج ولكن بعد عدة جلسات بالمحكمة:

-يعني ايه ﻷ؟


كان هذا صوت صفية الصارخ فأجابها:

-إجراءات يا فندم.


قادها فضولها لتسأل عن ما لا تستطيع فهمه:

-فهمني واحدة واحدة.


هز رأسه يشرح لهن:

-المعلم عامل المخزن بعقد إيجار لواحد من رجالته بس الراجل ده هربان من فترة ومحدش عارف طريقه، فلازم المباحث تعمل تحرياتها ومش هينفع ابدا يفرج عنه إلا لو عرفو مكان المستأجر.


ردت صفية بتضرع:

-إن شاء الله يلاقوه و..


قاطعها اللواء هاشم صهرها الذي اقترب منهن:

-للأسف يا أم حياة، المستأجر أصلا صبي من صبيان رشوان وبالتحريات هيقدرو يثبتو ده وبعدها كمان لما مش هيقدرو يوصلوله هيفضل رشوان هو المتهم الأول.


لمعت أعين الجميع وناهد تصرخ بجزع:

-وميلاقهوش ليه. تف من بوقك يا أخويا إن شاء الله يلاقوه ورشوان يخرج.


ابتسم وأخبرها:

-ويلاقوه ازاي وهو مات وشبع موت من 14 سنه.


رن حديثه بعقلها فاقتربت صفية منه تسأله:

-هو المحل ده متأجر لمين بالظبط؟


أجابها موضحا:

-لفتحي الفقي.


لتشهق هي بفزع:

-أبو ملك!

❈-❈-❈

دلف غرفتها بعد أن أطعمتها والدتها وجلس على طرف الفراش ونظر لابنته الكبرى يأمرها:

-سبينا لوحدنا يا سالي.


هزت رأسها وخرجت بتوتر فالتفت لابنته الأخرى يسألها باستنباط:

-طمنيني، هتقدري تفرشي الشقة وتتجوزي في اسبوع؟


أومأت بلهفة ظاهرة:

-ايوه يا بابا إن شاء الله أقدر.


قوس فمه وهز رأسه وأطرقها يسحب نفسا عميقا وطرده بغضب وتكلم وهو مطبق كلا من قبضته وأسنانه:

-بعد ما تدخلي بيته تنسيى هنا خالص، تنسي إن ليكي أم وأب وأخوات.


لمعت عينيها وهو يتابع:

-اعتبرينا موتنا أو الأحسن إننا نعتبرك انتي موتي عشان عارك مكانش ينفع يخلص غير بالموت وبس.


اتسعت حدقيتها رعبا فهل علم ما اقترفته بحق نفسها، لم يدم تكهنها طويلا وهو يجيب تساؤلها الصامت:

-طبعا أبوكي مش عبيط ولا داقق عصافير عشان تفتكري إن الهبل ده يعدي عليا كده.


ابتلعت ريقها بصمت فأضاف:

-النزيف مش من أعراض الزايدة بس قولت جايز.


رفع حاجبه وخشن من صوته:

-محجوزة في قسم النسا في المستشفى وقولت برده جايز، مفيش جرح ولا غرز للزايدة وأنا أقول لنفسي معلش يمكن عندها حاجه اتكسفت تقولها لأبوها، بس لحد حسن ما وافق على الفرش وانه يشيل الجوازه كلها والفار لعب في عقلي.


استمعت لصوت اصطكاك أسنانه وأضاف:

-لما اتكلم عن الدهب فهمت إنك قيلاله اني راهنه وكأنه بيطمني إنه مش هيطالب بيه بس الحق استرك قبل ما نتفضحو.


أطرقت رأسها فهتف:

-بصيلي وقوليلي عملتي كده ليه؟ قوليلي أنه ضحك عليكي واستفرد بيكي ومعرفتيش توقفيه.


بكت تتحدث بحشرجة:

-أصل يا بابا هو قالي انتي مراتي و...


صفعها على الفور بصفعة لطمت وجهها بقوة:

-منا عارف انه زفت، بس مش انا شارط عليكم إنه ميحصلش إلا بعد الفرح؟ تعرفي إنكم كده عملتو زنا.


اتسعت حدقتيها وهو يؤكد لها:

-ايوه زنا عشان الجواز مش إشهار وبس وخصوصا للبكر، أنا حطيت شرط موافقتي على الخلوة بتاعتكم وانتو خلفتو بيه وهنا خالفتو الشرع وبقتي زانية.


بكت بانيهار وهو يؤكد لها:

-كتب الكتاب مش جواز، كتب الكتاب خطوبة شرعي عشان يدخل ويخرج علينا مش عشان تتهبو.


كادت أن تدمي شفتيها من كثرة قضمها لهما وهو لم يتوقف عن حديثه:

-لكن انتو الاتنين لغتوني وعملتو عملتكم السودا ووصلت انك تحملي منه يا فاجرة.


سحبها من شعرها وهزها بعنف فصرخت عاليا لتهرع سالي الواقفة بالخارج تتنصت عليهما وتبعتها والدتها التي تفاجئت بما يحدث:

-أنا اللي مكانش يستجري يرفع عينه فيا هفضل بسببك موطي راسي قدامه عشان هو عرف يخليكي تغضبي ربنا وتغضبيني أنا كمان، بقى أنا اوطي راسي لحسن الزفر وهو بيلمح لي بالشبكه والجواز! ماهو ماسك عليا زله بسبب بنتي الفاجرة.


صدح صوت بكائها وهو إلى الآن لم يترك كومة شعرها وصدح صوت ابنته وزوجته فوجد الأمور كادت أن تخرج عن السيطرة فهتف صائحا:

-باااس، أنا مش عايز فضايح خليني ألم الوكسة دي من غير ما حد يحس.


صر على أسنانه وهتف يأمرها:

-أوعي حسن يعرف اني عرفت، خليه فاكر اني معرفش عشان على الأقل أعرف ارفع وشي في وشه ولو في يوم داس على رقبتك بجزمته ابقى اعرف اقف له وارد عليه.


التفت لزوجته يشير لها بسبابته:

-البت دي مش عايز اشوف وشها ولا اسمع حسها لحد ما تغور من هنا، فاهمة؟


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة