-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 20 - 3 السبت 28/12/2024

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل العشرون

3

تم النشر يوم السبت

28/12/2024

جلست بمكتب رئيس المباحث تنتظر حضوره، لحظات وفتح العسكري الباب ودلف هو يبتسم لها فلم تبادله البسمة ولكنها أطرقت رأسها فاقترب منها بنفس توقيت خروج العسكري وإغلاقه للباب.


هتفت تساله وهو يقترب منها:

-انت كويس؟


أومأ مبتسما:

-المحامي مروء ع القسم كله جامد اوي عشان يريحوني، متقلقيش انتي.


انحنى يحتضنها ويربت على ظهرها فحاولت الابتعاد متحججة:

-اقعد كُل قبل الاكل ما يبرد، طنط صفية عملالك كل الاكل اللي بتحبه.


جلس يناظرها وهي تفك الطعام المغلق ومد راحته يقبل خاصتها:

-تسلم ايدك وايديها.


بدأ بتناول الطعام بجوع وحاول إطعامها:

-كُلي معايا عشان تفتحي نفسي.


رفضت متحججة:

-ماما مكانتش هتنزلني إلا لما أفطر، أنت عارفها.


هز رأسه ولكنه لم يغب عنه تجهم وجهها وحزنها الشديد، وأراد أن يقنع نفسه أنها حزينة لأجله فطمئنها:

-متقلقيش، حتى لو اتجدد حبس النيابه فأكيد هخرج قبل ما يتحدد جلسة محكمة.


حديثه أثار حنقها فردت بتحفز:

-عشان مأمن نفسك مش كده؟


أومأ وهو إلى الآن لم يفهم سبب تجهمها فتابعت تسأله:

-ويا ترى مأمن نفسك ازاي؟


لم يحتاج لذكاء ان يفهم معرفتها بالأمر:

-مأجر المخزن بإسم واحد من رجالتي.


انتظهرها أن تعلق عليه ففعلت بحدة:

-مين من رجالتك مستعد يتقبض عليه وياخد اعدام عشان يحميك؟


رمقها بنظرة متفحصة وقوس فمه بشكل ملحوظ وكأنه يخبرها أنا أعلم تماما ما يدور برأسك ورد بعد أن تخشب جسده:

-كل رجالتي يا ملك، بس اكتر واحد كان عنده استعداد يضحي بحياته عشاني هو فتحي، ابوكي اللي كان زي اخويا ودراعي اليمين.


صرت على أسنانها فتابع حديثه دون ان يهتم لها:

-وهو فعلا ضحى بنفسه وحياته ومش عشاني، ده ضحى بنفسه عشان ولائه ليا.


هتفت بحدة:

-يبقى جزاته اللي انت بتعمله في ولاده؟ هو ده رد الجميل عندك!


تضايق منها ومن هجومها عليه:

-تأمن نفسك على حساب ولاد الراجل اللي ضحى بنفسه ويتم عياله عشانك!


صاح بها فورا:

-عملت ايه في ولاده؟ انا طول عمري واقف معاكم وبعاملكم زي ولادي.


تركت مقعدها واقفة بحدة توبخه بشكل لم يقبله أبداً:

-انت مطمن وحاطط في بطنك بطيخه صيفي إنك هتخرج لما ايه يحصل؟ لما يقبضو على الورثه بتوع بابا ويشيلوها هم، لما يقبضو على يوسف؟


اتسعت حدقتيه ولمعت نظراته متفاجئا من حديثها:

-ايه؟ ورثة ايه ويوسف دخله ايه؟ هو اصلا الحكومة عندها علم إن ابوكي ميت؟ ولا أي حاجه يا ملك من اللي في دماغك هتحصل، متسمعيش لصفية وهي بتبخ في ودنك عشان تزعلك مني، كل اللي هيحصل هيدورو على فتحي وهيطلع امر بالقبض عليه ولما ميعرفوش يلاقوه هتخلص على كده.


لم توافق على تفسيره:

-يا سلام، وليه تطلع سمعه على بابا انه تاجر مخدرات؟ ده بدل ما نسيب للناس عنه سيره طيبه نخليهم يجيبو سيرته بالكلام ده.


ضحك رغما عنه من حديثها:

-سيرة ايه بس والناس اصلا فكرتها عنه إنه ساب بيته وعياله وهرب، وكل أهل الحارة عارفين إنه كان دراعي اليمين، يعني يا ملك ابوكي كان شغال معايا.


ابتلع ريقه  من شدة عصبيته وأكمل:

-فوقي يا ملك، ابوكي كان فعلا تاجر مخدرات ودراعي اليمين، وبعدين انتي بتقولي نسيب للناس سيره طيبه عنه، ناس مين؟ قصدك أهل الحارة؟


أومأت تنظر له بشرر وغضب فعقب على هزة رأسها بضحكة عالية:

-مش عايزه أهل الحارة تقول إنه تاجر مخدرات! أهل الحارة كلهم شغالين عندي ومش زي يوسف اللي ماسك شغل السجاير و الدخان بس، أهل الحارة شغالين معايا في كل شغلي يعني ينطبق عليهم المثل اللي بيقول لا تعايرني ولا اعايرك، كلهم شغالين في الممنوع.


بكت مطرقة رأسها حزينة تندب حالها فاقترب منها واحتضنها بقوة:

-طيب انتي زعلانه ليه دلوقت؟ يعني اروح اعترف على نفسي إن المخزن بتاعي عشان سيرة ابوكي تفضل طيبه؟


ظل يمسح براحته على ظهرها:

-اللي ليكي عندي إن رِجل يوسف متجيش في الحوار ده وبس.


فكرت بداخلها تخبر نفسها كيف ستحمي أخيها بقدمه الغارزة بالوحل وهو يعتقد أنه بعيدا عن تلك الأعمال:

-وعايزك تعرفي إن عقد الإيجار مظبوط 100% عشان معمول في حياة ابوكي وبعلمه وموافقته، يعني أنا مش قاصد ائمن نفسي على حسابكم لأن ده كان اتفاق بيني وبين فتحي من اكتر من 15 سنه، والعقد فضل معايا حتى بعد ما مات كأمان مش اكتر.


صمتت ولم تعقب ودلف العسكري بنفس اللحظة يخبره:

-وقت الزيارة خلص.


التفت له غامزا:

-طيب سبيني ربعايه كمان وهروء عليك.


ابتسم العسكري وحياه التحية العسكرية وخرج وهو يحذره:

-الباشا رئيس النيابة على وصول ومش عايز آخد جزا، فشهل شويه الله يخليك يا معلم.


هز رأسه فخرج العسكري والتفت هو لملك يتذمر:

-شوفتي بقى ضيعتي وقت الزياره كلها في الزعل ازاي؟ يعني بدل ما نقعدو مع بعض تعملي كده برده؟


أرادت سؤاله أكثر من سؤال يدور بعقلها حتى تتخذ قرارها فيما يختص بتسليمه لنفسه وما أخبرتها به صفية، ولكنها آثرت الصمت لعلها تثير الموضوع بوقت آخر.


أمسك هو راحتها يقبلها بعمق:

-هتوحشيني اوي، خدي بالك من نفسك.


أومأت فابتسم يداعب أسفل ذقنها:

-بلاش طريقة الصم والبكم دي، ردي عليا وسمعيني صوتك وزي ما بقولك وحشتيني ردي عليا.


ابتلعت ريقها وعقبت:

-انا بتكسف منك وانت عارف كده.


وافقها مقبلا راحتها مجددا:

-عارف يا روحي بس نفسي اسمعها منك عشان هقعد كام يوم مشوفكيش.


رفعت وجهها تنظر له فتلاقت حدقتيهما وهو يبتسم بسمة واسعة واضعا راحته خلف أذنها يداعب عنقها بأنامله:

-خد بالك من نفسك ووعدني انك تطلع بسرعه.


اقترب من اذنها وهمس:

-اوعدك يا روحي.


وقفت بعد ارتباكها من قربه لها بهذا الشكل فمشاعرها الغضة لم تجرب أي من تلك الأحاسيس من قبل:

-والوعد الأهم انك لما تخرج بالسلامه تبطل الشغل ده، أنا مش هقدر أعيش بالطريقة دي.


ربت على وجنتها وقرصها برقة:

-لما اخرج نتكلمو في الحوار ده.


توجهت للباب ولكن ذلك السؤال الذي لم تستطع إرجاؤه للزيارة المقبلة طغى على وجهها فهتفت:

-ازاي ابو مراتك بلغ عنك؟ انت مش قولتلي إن لكم عيون في كل حته والبوليس نفسه ميقدرش يفاجئك؟ حصل إزاي ده؟


ابتسم واقترب منها خطوات عدة:

-دي غيرة ضراير يا روحي، خلت أبوها يسلمني تسليم أهالي للناس اللي بره.


لمعت عينيها وهو يكمل:

-بس متقلقيش، هيصلح كل اللي عمله وإلا هعلن الحرب عليه والأقوى هو اللي يكسب.


سألته بتوتر ملحوظ:

-هو ابو ماهيتاب شغال معاكم؟


غمز يؤكد لها ظنها فنهجت وقد اقتحمها الفضول:

-اظن إن مفيش حد انت مناسبه مش شغال معاك، يعني حتى بابا.


أضافت آخر جملة حتى لا تثير شبهاته فأومأ:

-ايوه، كلهم شغالين يا عندي يا معايا، ماعدا يوسف هو الوحيد اللي كسر القاعده دي ومش عارف هدخله وسطنا إزاي واجوزه بنتي.


ارتبكت ولكن انقذها العسكري الذي دلف لتوه يهتف:

-يا معلم يلا ابوس ايدك، رئيس المباحث وصل.


هز رأسه ورمقها بنظرة مطولة هاتفا:

-قولي لصفية تخلي ناهد هي اللي تيجي بكره ومتنساش تزود في الميه والعصاير، الدنيا حر أوي هنا وبعطش جدا.

❈-❈-❈


وقف يتابع استلام الأثاث وامتنعت سهر عن الحضور فباشرت كل من والدتها واختها الكبرى أمور التنظيم

وخرجت سالي تستدعيه:

-حسن، تعالي علق الستاره دي عشان مش طايله.


دلف يساعدها فصدحت زغرودة فرحة من فم والدته:

-الشقه بقى شكلها يفرح يا حبيبي.


نزل بعد أن انتهى مما يفعله وانحنى يقبل راحتها، فالتفتت تنظر لنظيرتها تسألها بخبث:

-هي العروسه فين ياختي؟ مش كانت تيجي تتفرج حتى ع الشقه.


ردت نظيرتها بحرج ورأس مطرقة:

-معلش ربنا يشفيها، ما انتي عارفه انها لسه خارجه من المستشفى.


هزت رأسها بنظرات ساخرة:

-اومال ياختي هتعمل ايه بكره في الدخله ولا هتقضوها اخوات لحد ما تخف!


ضحكت عاليا وهي تعلم جيدا أن حالتها الصحية لن تسمح بذلك ولكنها أرادت ضرب نظريتها بسيف الحديث، فأطرقت والدة سهر رأسها بخزي تعلم جيدا تلاعبها بالحديث ولم تجرؤ على النظر لها بعد فعلة ابنتها المخزية.


اقترب حسن بعد أن فهم ما تفعله والدته ورمقها بنظرة محذرة:

-ايه يا امه بس، بلاش الشغل ده كلنا هنا فاهمين بعض ومش لازم نلونو على بعض.


مصمصت شفتيها تضحك بخفة وابتعدت عنهم ولا زالت والدة سهر تطرق رأسها مما أثار حنق سالي فصاحت:

-الكل بيلون على بعضه يا حسن مش أمك بس، انت عارف إن سهر اخدت قرارها والجوازه دي رسم على ورق، وأمك عارفه بحالة اختي، وأنا وأنت عارفين إن الغلط لو على سهر قيراط فعليك 24 قيراط فبلاش تلوين لحد الأيام بينكم ما تعدي.


قضم داخل فمه ممتعضا وابتعد مغادرا للشرفة وأمسك هاتفه يتصل بها وانتظهرها حتى أجابت بصوتها الحزين والمتعب ولم ينتظر منها سوى فتح الخط حتى يصيح بها:

-انتي لسه عند كلامك يا سهر؟


سألته بلامبالاة:

-كلام ايه؟


زفر بعصبية هادرة:

-سهررر مش عايز استعباط، جواز ايه المؤقت وكلام فارغ ايه؟ هو عشان سبتك تهدي الكام يوم دول هتسوقي فيها.


لم ترد عليه وهو يكمل صياحه:

-مفيش لا طلاق ولا جواز مؤقت ولا هبل من ده، فاهمه ولا أقول تاني؟


صمتها جعله يظن أنها أغلقت، ولكنه نظر لشاشة هاتفه فوجدها لا تزال معه فهمس بهدوء:

-سهر، حبيبتي... بلاش نزعلو من بعض ودخلتنا بكره، فكي كده خلينا ننسو اللي فات ونبدأو صفحه جديده.


فقط تنفسها هو ما يستمع له فتنهد واعترف لها:

-عارف اني كنت حيوان وندل لما افتكرت إن مشاعري متلغبطه، بس عايزك تتأكدي اني لا حبيت ولا هحب غيرك.

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة