رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - اقتباس الفصل 18 الأحد 15/12/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
اقتباس
الفصل الثامن عشر
تم النشر يوم الأحد
14/12/2024
❈-❈-❈
ارتمت أرضا أسفل قدميه تضع راحتيها على ركبتيه تستدر عطفه وتتوسله بكل نفيس وغال:
-عشان خاطري يا رشوان، وحياة البنات عندك تسامحني.
بكت وانتحبت حتى شوشت عبراتها رؤيتها وهو جامد أمامها صلبا لا يتحدث:
-والله العظيم مكنتش أعرف إن بابا هيعمل كده، أنا كل اللي قولته أني مش عيزاك تتجوز عليا وعيزاه يوقف الجوازه دي، بس متخيلتش أنه يبلغ عنك عشان يوقفها.
ظل صامتا لا يسمع له حسا إلا صوت اصطكاك أسنانه بعضها ببعض وهي لا تزال تتوسله:
-سامحني، أنا محبتش ولا هحب غيرك وغيرتي عمتي ومكنتش أعرف انه هيعمل كده.
رمقها بنظرة حادة وأسنان مطبقة بشكل مخيف وتحدث من بين إطباقهما:
-حسابي مع ابوكي هيكون تقييييل أوي يا ماهيتاب.
ارتعدت وهي تجده يتوعد لأبيها:
-ابوكي يعمل فيا أنا كده؟ ده أنا أبو أحفاده بعيد عن الشغل والعشرة اللي بينا، بس سهلة وحسابه معايا هيكون عسييير ومش هضرب من الظهر زي ما عمل، الضرب هيكون في الوش وراجل لراجل يا ماهيتاب.
بكت ترتمي بحضنه:
-سامحه عشان خاطري وهو هيصلح اللي عمله، ده جد بناتك.
زم شفتيه بحنق:
-زي ما هو نسى اني أبو حفيداته أنا هنسى أنه ابوكي وجد بناتي.
صدح هاتفها بالرنين فلمعت عينه يسألها:
-ده هاشم؟
نفت بعد أن نظرت لشاشته:
-ﻷ دي صفية.
أومأ وتمتم وهي تجيبها:
-أكيد الخبر وصل، ما الرجالة اللي اتاخدت في الرجلين دول من الحارة.
أجابتها:
-ايوه يا صفية.
صرخت بها بدون مقدمات:
-المعلم عندك؟
أومأت تؤكد:
-ايوه بس....
قاطعتها بسرعة:
-أديهولي.
أجابها يتحدث بدون أن يسمعها:
-طمني أهل الحارة إن الرجاله كلها هتخرج، ميخافوش.
علقت عليه متعجبة:
-وملك كمان هتخرج معاهم يا معلم؟
انتبه لحديثها فسأل متعجبا:
-ملك ايه؟ مالها ملك بالحكاية دي؟
أجابته بقهر وصياح رافض:
-اتقبض عليها عشان تسلم نفسك، شوفت عمايلك وصلتنا لفين؟ شوفت ظلمك لعيلة أد بناتك عمل فيها وفينا ايه؟
صاح بلهفة:
-يعني ايه مسكوها؟ ازاي الكلام ده؟
لم تهتم لتساؤله فصرخت به:
-اسمع يا رشوان، أنا ساكته على عمايلك كل السنين دي عشان مبقاش فارق معايا بس لحد ملك، البت اللي أنا وأنت مربينها وسط بناتنا يبقى أنا هقفلك.
صرخت بوجع:
-تقبل اللي بيحصل فيها يحصل لورد ولا لواحده من بناتك؟ ترضاها!
لم يجب أو بالأخرى لم تمهله الفرصة للرد فقد صرخت فورا تلحم حديثها السابق بالقادم:
-ولا أنت أصلا ميهمكش لا بناتك ولا أي حد غير نفسك، ظلمتهم في جوازات خلتهم عايشين ميتين وفي الآخر رايح تظلم البت الغلبانه وحيدة أمها.
تواصلها بالحديث بهذا الشكل أخرجه من صمته فصرخ بها:
-بس، اخرسى واسمعي، طمني أمها إن ملك هتبات في حضنها انهارده وغير كده مش عايز ولا كلمه.
أغلق معها وهاتف صهره اللواء هاشم على الفور:
-عملت ايه؟
أجابه زافرا بقوة:
-بنحاول أنا وصفوت نلاقي حل وبلغنا الناس بره كمان.
صر على أسنانه:
-متجبليش سيرة الزفت ده على لسانك تاني فاهم؟ حل الموضوع بعيد عنه الخاين ده وحسابه معايا بعدين.
صمت هاشم يستمع له:
-قبضو على مراتي ومش فاهم ايه تهمتها؟
سأله هاشم:
-أنهي واحدة فيهم؟
أجاب بصوت متأثر:
-ملك، ملك يا هاشم.
فهم الأخير من نبرته كم تهمه فأجابه:
-ده إجراء بيعملوه لما بتكون القضية كبيرة أو متوصي عليها، يقبضو على أي حد من قرايب المتهم لحد ما يسلم نفسه، بس متقلقش كده كده مش بيتعمل لهم لا محضر ولا وارد لانه بيكون مش قانوني وآخرهم 4 ايام وميقدروش يحجزوهم أكتر من كده.
صرخ به فورا:
-ولا 4 ساعات، هتتصرف وملك تخرج حلا وإلا محدش هيتوقع أنا هعمل ايه، ابعت لهم وحذرهم مني يا هاشم وعليا وعلى أعدائي.
صرخ به الطرف الآخر:
-أنت اتجننت؟ بتهددهم بايه يعني إذا هم عشان خاطر صفوت ضحو بيك، أنت ملكش تمن عند الناس دول فبلاش جنان ومتعملش عداوة معاهم من غير سبب، عدوك هو حماك اللي باعك ليهم وده حسابه هنصفيه معاه أنا وانت بس بعد ما يخرجوك من الورطة دي، المهم بس بنته متعيطلكش وتخليك تنخ وقت أخد الحساب.
صر على أسنانه وهو ينظر لزوجته التي لا تسمع حديث الطرف الآخر ولكنها استمعت بوضوح لتوعده:
-أنا هخليه يتمنى الموت وميطلهوش على اللي عمله معايا، المهم دلوقت كلمهم يتصرفو ويطلعو ملك.
رد هاشم بزفرة يأس:
-يا ابن الحلال الناس كلها مشغوله دلوقت بتحل مشكلتك ومحدش هيهتم لا لرجالتك ولا لعروستك، فاعقل كده وهم كلهم 4 ايام وأنا هحاول أخليهم ياخدو بالهم منها ومي....
أغلق الخط بوجهه وتحرك صوب غرفته ليبدل ملابسه فهرعت ماهيتاب صوبه تسأله:
-أنت رايح فين؟ مش قالك استخبى لحد...
لم يجبها بل نظر لها نظرة أخرستها وأكمل ارتداء ملابسه وهم بالخروج، ولكنها أمسكته بقوة من ساعده بعد أن فهمت ما ينتوي فعله ونظرت له متفاجئة، إلى هذا الحد يعشقها حقا أم هي زهوة البدايات؟ ولكن متى رأته يهتم ﻷحد غير نفسه وطلباته حتى إن أوهمهما أنه يهتم لها فهو لم يفعل سوى ما يريده ويرتضاه:
-معقول يا رشوان! للدرجة دي غالية عليك؟ رايح تسلم نفسك عشانها!
صر على أسنانه بغل وهتف بحدة:
-ملك دي مش مراتي وبس، دي بنتي وحته مني، روحي اللي مبحسش اني عايش إلا لما بتكون قدامي عشان كده قولي لابوكي إن رشوان سلم نفسه بس قصاد كل دقيقة هقضيها في السجن هيدفع تمنها غالي أوي فمن مصلحته أخرج بسرعه.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية