-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 21 - 2 - الخميس 5/12/2024

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الحادي والعشرون

2

تم النشر يوم الخميس

5/12/2024


وفي نفس التوقيت راحت هيام تدور حول نفسها بعدم تصديق فما فعله رائف فاق كل الحدود كيف له أن يفعل ذلك بعمه وزوجة عمه؟ والأغرب من ذلك أن سيلا وافقته! 


وعلى الرغم من مشاركة حسن لهما إلا أنها شعرت أن حسن كان على حق رائف مجنون خاصة عندما يضع شيئًا في رأسه ينفذه رغماً عن الجميع.


وسط أفكارها حول عائلتها تذكرت هيام شيئًا آخر... تذكرته هو. تذكرت الحزن الذي انبعث من عينيه عندما أخبرته بحقيقته.

 لم تفهم لماذا تألم قلبها من أجله في تلك اللحظة.

 وفي هذه الحظة راودها شعور بأنه بريء

 كيف لرجل مثله أن يكون قاسيًا أو حقـ يرًا؟ هيئته، لباقته، وطريقته في التعامل مع الآخرين لا توحي بذلك ناهيك عن سمعته الطيبة.


 فمنذ قدومه إلى هنا والجميع يحبه ويقدّره ليس فقط لمنصبه الرفيع بل لتعامله الحسن مع الآخرين.


ضغطت على رأسها بقوة كثرة التفكير تؤلمها كثيرًا. 

استغرقت في التفكير حتى اتجهت إلى الطاولة المجاورة للفـ راش والتقطت هاتفها عازمةً على الاتصال به لا تعرف لماذا؟ وبماذا ستخبره؟ لكنها شعرت بحاجةٍ ماسة للحديث معه غير عابئة بالنتائج.


في أقل من دقيقة استمعت إلى صوته الجاد: "نعم يا هيام هانم؟ فيه حاجة لسه ما قلتيهاش؟"


ازدردت ريقها بصعوبة ثم قالت بصوت خافت: "بص... أنا مش عارفة أنا ليه باكلمك ولا حتى هتكلم معاك في إيه بس كل اللي أنا حاسه إني غلطت في حقك حتى مش متأكدة إذا كنت صادق ولا كذاب بس... كل اللي أنا عارفاه إني متلخبطة ومش عارفة أخد قرار بخصوصك.

كل الشواهد اللي قدامي بتقول إنك مش كده بس حط نفسك مكاني لما تيجي بنتك اللي هي أقرب الناس ليك وتقول لي الكلام ده وقتها ما فكرتش   غير إني أهرب خالص بس دلوقتي... مش عارفة حاسة إن فيه حاجة غلط."


ابتسم ملء فمه على حديثها لم يتوقع أن تتحدث معه بهذه السرعة وعلى الرغم من السعادة التي اجتاحته هتف بصرامة مصطنعة: "طيب ما فهمتش يعني حضرتك عايزة مني إيه بالظبط يا هيام هانم؟"


أجابته بسرعة وكأنها تخشى أن تتراجع: "حابة أتكلم معاك إيه رأيك نتقابل بكرة؟"


تفاجأ من جرأتها وشجاعتها في كل مرة تثبت له أنها امرأة فريدة من نوعها.

 نسي كل شيء حدث بينهما للحظة وهتف بجدية: "خلاص نتقابل بكرة في النادي نفطر سوا."


أومأت له بالموافقة وكأنه يراها ثم أنهت المكالمة بجملتها المعهودة: "مع ألف سلامة."


أغلق الهاتف وهو يشعر بلذة الانتصار.

 أدار محرك سيارته لكن حالته النفسية كانت عكس تلك التي خرج بها من منزله. 

الآن كان يشعر وكأن لديه فرصة جديدة لإصلاح الأمور أو ربما لفهمها على نحو أعمق.


أما هيام فجلست مكانها تراقب شاشة هاتفها وعقلها مشوش تمامًا هل كانت على صواب بقرارها هذا؟ أم أنها فتحت بابًا جديدًا من المتاعب؟

 لم يكن لديها إجابة لكنها شعرت بأن هذا اللقاء قد يغير الكثير.


❈-❈-❈

#


أما عن حسن فقد بقي صامتًا منذ ولوجه إلى غرفته.

 ما حدث اليوم قلب كل مخططاته كان يعلم أن رائف لن يمرر ما حدث ببساطة لكن لم يكن يتوقع أن ينتهي الأمر بزواجه من تلك الغريبة خاصةً بعد معرفة هويتها.


أغمض عينيه بقوة محاولًا تهدئة عقله المُنهَك من التفكير الذي ينـ هشه بضراوة. 

شعر بزوجته تستقيم بجواره فوق الفـ راش ثم طلبت منه أن يريح رأسه على صـ درها مردفة بصوتها الرقيق: "ما تفكر كتير يا حسن اللي صار صار وأنا بعرف إن كان بدك يتجوز سيلا بس يمكن هو حب ليلى."


رفع رأسه قليلًا وقال بخفوت: "حب ليلى؟ لا يا ماجي رائف اتجوز البنت دي عشان يعاندني هو عارف إني كنت رافض جوازه منها عشان كده اتجوزها بينتقم مني عشان خبيت عليه جوازي منك وعشان خبيت عليه حقيقة ليلى."


تنهّد بانكسار شديد أزعج ماجي التي شعرت بالحزن عليه وسألته: "من شو خايف يا حسن؟"


أجابها بهدوء وعيناه تحملان ثقل الحقيقة: "خايف لما الحقيقة كلها تتكشف مش بعيد أخسر أخويا كمان مع إن ربنا يعلم إني عملت كل ده عشان مصلحتهم."


قاطعته بهدوء وحنان: "عيلتك بتحبك وبتحترمك يا حسن وما بعتقد إنهم ممكن يفكروا بالطريقة دي يمكن يزعلوا شوي بس الأكيد إنهم هيقدروا تعبك وخوفك عليهم.

 وهلأ نام شوي يا حبيبي وما تفكر بشي واترك الباقي لوقته."


❈-❈-❈


بعد أن ولج بها إلى الغرفة أغلق الباب خلفه ثم استدار نحوها يرمقها بتفحص حاد قال بلهجة آمرة: "شيلي العدسات اللي حطاها في عينك."


امتثلت لطلبه وكأنها دمية يحركها بكلمة.

 شرعت في إزالة العدسات اللاصقة ثم استدارت نحوه.

 عندما وقعت عينيه على عينيها فتح فاه واتسعت حدقتاه بانبهار شديد.

 عيناها كانت تشبهان غابة الزيتون بمزيج من الحزن والسحر الذي أضفى عليهما مظهراً جذاباً ورونقاً خاصاً.


تقدم نحوها كالمسحور حتى بات قبالتها مباشرة رفع وجهها بأصابعه وراح يتعمق في النظر إلى عينيها الجميلتين.


 أما هي فكانت تشعر بمشاعر متضاربة خوف منه وارتباك شديد في حضرته وخجل يغمر وجهها بالكامل.


 تنحنحت لتجلي حنجرتها لعلّه يرحمها ويبتعد لكنه لم يفعل.

تجرأ ودنا منها أكثر طابعاً قبـ لة بجانب شفـ تيها.


 اهتز جـ سدها بأكمله فقد كانت تلك المشاعر غريبة عليها لأول مرة. 

بخفة أزال حجابها وألقاه بعيداً ثم حلّ عقدة شعرها لينسدل بروعة على ظهرها كلوحة فنية أبدع الخالق عز وجل في صنعها.


حدق فيها ملياً هي تشبه سيلا ابنة عمه كثيراً لكن لأول مرة أدرك أنها مختلفة كلياً حمرة الخجل التي تكسو وجهها أعطتها شكلاً آخر جعلها تبدو أكثر سحراً في نظره. 

خرج صوتها أخيراً ببحة مميزة لكنه كان خافتاً: "رائف... من فضلك..."


همهم وهو يمرر أصابعه في خصلات شعرها مما دفعها للتراجع قليلاً وهي تقول بارتباك: "أنت قلت إننا اتجوزنا عشان..."


قاطعها بوضع إصبعه على شـ فتيها قائلاً بجفاء بدا واضحاً على ملامحه الوسيمة: "عارف... بس كنت عايز أتعرف على ليلى ولا ده مش من حقي؟"


أطرقت ليلى برأسها إلى الأرض ولم تُعقّب.

 شعر بغصة قوية في صـ دره لرؤيتها بهذا الحال رفع رأسها بيديه وقال بحزم: "ما توطيش راسك تاني يا ليلى فاهمة؟"


أومأت بالموافقة

 فضمها إلى صـ دره شاعراً بمسؤولية كبيرة تجاه هذه الفتاة. 

تشبثت به وأراحت رأسها على صـ دره مستمعة لخفقات قلبه المتسارعة وهي تدعو الله بصمت أن يزرع حبها في هذا  القلب. 

فقد كانت عاشقة لذاك الرجل منذ أن سمعت نورسين تتحدث عنه لأول مرة.


❈-❈-❈


انقضت الليلة بخيرها ومرّها وأطلّ صباح جديد يحمل في طياته الكثير.

 داخل النادي جلست تنتظره بفارغ الصبر وما هي إلا دقائق قليلة حتى أبصرته يدنو منها بكامل وسامته وهيبته الطاغية.

 وقف قبالتها ملقيًا تحية الصباح ثم سحب الكرسي المقابل لها وجلس عليه.


وضع كلتا يديه فوق الطاولة ونظر إليها بنظرات مبهمة التقطتها على الفور. 

تنحنحت قليلاً مجلية حنجرتها ثم بدأت حديثها: "تصدق لو قلت لك إني مش عارفة ليه طلبت أشوفك النهارده؟"


رد عليها ببساطة: "يمكن عايزة تسمعيني أو جايز حابة تشوفيني برضو... وارد يعني."


منحته ابتسامة صغيرة مغمغمة بخفوت: "مغرور":


"عارف على فكرة عموماً يعني أنا مش جاية أبرر لك بس..."


قاطعته بهدوء: "أنا مش محتاجة تبرير أنا بس عايزة أفهم ليه ليان قالت كده؟"


تنهد بقوة قبل أن يجيب: "ليان اتعلقت جدًا بيا بعد وفاة والدتها كان صعب عليها تتقبل فكرة إني ارتبط بغير ولدتها يمكن فكرت تقول القصة دي علشان تبعدك عني بس المشكلة إن حضرتك بمنتهى البساطة صدقتيها. 


قطعته بسرعة: " يمكن انا صدقتها علشان كنت عايز أصدقها."


قطب حاجبيه بعدم استيعاب وسألها: "ليه صدقتها؟"


ابتسمت بسخرية مريرة وقالت: "لأني كنت حابة أصدقها. شوف أنا مريت بتجربة فاشلة في حياتي حبيت شخص جدًا واتجوزنا وعشنا سنين طويلة مع بعض حاولنا كتير نخلف لكن اكتشفت إن الموضوع مستحيل بالنسبة لي ولما طلبت الانفصال كأنه ما صدق ما قاليش خليكِ أو حتى يقول إنه مش عايز غيري وكأن الحب اللي كان بينا انهار بمجرد معرفته إننا ما نقدرش نجيب طفل.


عشان كده لما شوفتك أول مرة وقت ما اتخانقنا حسيت بشيء مختلف كنت منجذبة ليك وما كنتش عارفة ليه أو إزاي.

 يمكن تصرفاتك وجرأتك كانت السبب ولما ليان جت وقالت لي إنك عايز تتجوزني خفت ما كانش قدامي حل غير إني أصدقها فاهمني؟"


هزّ رأسه قائلاً: "متفهمك تماماً."


ثم تجرأ وأمسك يدها التي كانت موضوعة فوق الطاولة.

 نظر في عينيها بصدق وهتف: "هتصدقيني لو قلت لك إنّي أعجبت بيكِ من أول ما شوفتك مش عشان انتي ست حلوة لكن شخصيتك فيها مغناطيس جذبني من أول كلمة دارت بينا. دلوقتي أنا حابب أعرض عليكِ الجواز بنفسي."


فتحت فمها لتتحدث، لكنه استدرك سريعاً قائلاً: "مش عايزك تردي دلوقتي خدي وقتك وفكري كويس وأنا مستني منك الرد."


ترك يدها بلطف ثم أمسك بقائمة الطعام التي أمامه وقال بهدوء: "ها، هتاكلي إيه؟"


❈-❈-❈


انقضى الأسبوعان سريعًا ولم تحدث خلالهما أحداث كثيرة

 سوى أن رائف تعلق بليلى أكثر فأكثر، لكنها لم تُعره اهتمامًا كما أن الهدوء كان يسود الأمور نوعًا ما.


على صعيد آخر ارتدت ندى فستانها الأبيض فبدت أجمل من الجمال نفسه. 

تأملتها والدتها ثم أطلقت الزغاريد وهي تهتف بسعادة: "زي القمر يا بت يا ندى والله ما أنا مصدقة إنك خلاص كبرتِ وبقيتِ عروسة."


احتـ ضنتها بقوة وراحت تبكي بصوت مرتفع مما دفع ندى لأن تبكي أيضًا

 فصلت بينهما الفتاة التي كانت تضع لها مستحضرات التجميل وقالت بحدة: "لأ بقول لكم إيه أنتم هتبوّظوا اللي أنا عملته كله جرى إيه يا طنط هو إحنا مش هنبطل العادة دي بقى الستات المصريين يفرحوا يعيطوا ويزعلوا يعيطوا! ده إيه النكد بتاعنا ده؟"


ضحكت والدتها من وسط دموعها وشرعت في إزالة بقايا دموعها وهي تهمهم: "أعمل إيه بس من ساعة ما وعتِ على الدنيا وهي ما فارقتنيش."


ردت ندى بضحكة وقالت بسعادة وهي تحاول تهدئتها: "يا ماما ده البيت قريب من بيتنا هتلاقيني كل شوية بتنطّط عندك وبُكرة تكرشيني وتقوليلي جرى إيه يا بت يا لزقة هو إنتِ مش اتجوزتِ يلا روحي بيتك بقى"


قطع حديثهما دخول والدها وعندما أبصرها فتح ذراعيه على اتساعهما. 

ركضت ندى نحوه لتعـ انقه بقوة ثم وضعت قبـ لة طويلة على جبينه وبعدها أمسك بيدها ليقودها خارج الغرفة استعدادًا لتسليمها لعريسها.


استقبلها سالم بسعادة ثم وضع قبـ لة طويلة على جبينها وهو يهمس في أذنها بخفوت: "إيه الجمال ده يا ندوشي"


خفق قلبها بجنون 

 ساعدها على الدخول إلى السيارة التي انطلقت بهما إلى القاعة التي سيُقام فيها حفل الزفاف.


❈-❈-❈


أشرق وجهها بابتسامة رائعة عندما أبصرته يلج الغرفة لكن سرعان ما اندثرت تلك الابتسامة وحل محلها الخجل الشديد عندما لاحظت تطلعه إليها بجرأة فقد كانت ترتدي بيجامة بيتية باللون الأزرق أبرزت بياض بشرتها الناصع.

 أشاحت بعينيها بعيدًا عنه لكنها شعرت بأنفاسه الحارة تلفح وجهها فاستدارت إليه تلقائيًا.


ما إن فعلت ذلك حتى لامست شفـ تيها بشفـ تيه شهقت بقوة لكنه ابتلع شهقتها بداخله وراح يقـ بلها بهدوء وجنون في آنٍ واحد.


 في الحقيقة كان يقـ بلها بعشق شديد ليست كقـ بلاته السابقة التي كان يملؤها العنـ ف والغضب بل كانت قبـ لة ناعمة مليئة بالحب والشغف.


بادلته القبـ لة بجهل شديد لكنه جهل أسعده كثيرًا تلك الفتاة ستصيبه بنوبة قلبية ببراءتها وخجلها المبالغ فيهما.

 ضمها إليه أكثر وراح يتعمق في قبـ لته حتى كادت أنفاسها تنقطع.

 ابتعد عنها أخيرًا قسرًا وهو يلهث بشدة ثم هتف بشغف: "إنتِ حلوة اوي يا ليلى."


تلك الكلمات البسيطة جعلتها تطير وتحلق فوق السحاب لم تعلق بل اكتفت بمنحه أجمل ابتسامة. 

مسح فوق خصلاتها بحنان ثم جلس بجوارها وضمها إلى صـ دره وهو يقول بجديّة: "ليلى أنا حابب أعرف عنك كل حاجة حابب أعرف كل تفصيلة في حياتك من أول ما اتولدتي لحد ما عمي جابك عندنا."


❈-❈-❈


فوق إحدى الأرائك جلست تنتظره فهو لم يتحدث معها منذ أسبوعين وهي لم تعتد منه تلك القسوة أبدًا لطالما كان حنونًا مراعياً ومحبًا لها لم يرفع يده عليها يومًا حتى عندما كان يعاقبها أو يعنفها لم يصل به الحال إلى الضـ رب أبدًا.


تنهدت بقوة عندما أبصرته يدخل المنزل كاد أن يتجاهلها لكنها هرولت لتقف أمامه تمنعه من استكمال طريقه ودموعها تغطي وجنتيها بالكامل وهي تهتف باعتذار مسّ قلبه: "أنا آسفة يا بابي معقولة ليو هانت عليك كده إنك تخاصمني ده إنت عمرك ما عملتها."


أجابها بجمود محاولًا أن يشيح بنظره بعيدًا عنها كي لا يضعف أمامها: "عشان يا ليان عمرك ما اتجرأتِ وعملتِ تصرف وحش زي ده ودلوقتي يلا روحي على أوضتك عشان أنا تعبان وعايز أنام."


تعالت شهقتها مما جعله يعاود النظر إليها مجددًا زفر بقوة ثم جذبها إلى صـ دره يعانقها وهو يمسد على خصلاتها بحنو بالغ مغمغما بصوت أجش: "خلاص... ما تعيطيش."


ابتعدت عن مرمى يديه وهي تزيل بقايا دموعها هاتفة بحزن: "أنا عارفة إني غلطت بس صدقني غصب عني كنت خايفة حد ييجي وياخدك مني يا بابي إنت الحاجة الوحيدة اللي فاضلة لي في الدنيا عارفة إني أنانية وما بفكرش غير في نفسي بس إنت اللي عودتني أكون أنانية فيك إنت يا بابي كنت دايمًا تقول لي أنا ماليش غير ليان وليان مالهاش غيري أنا صح؟"


أومأ برأسه موافقًا

 فاندفعت لتدفن نفسها في صـ دره مجددًا واستطردت باكية: "عارفة إن اللي عملته غلط كبير بس..."


قاطعها بجدية: "خلاص يا ليان... ما فيش حاجة بس خليكِ عارفة حاجة واحدة أنا هتجوز هيام نصار ولو حصل منك أي موقف يسيء لها هاعتبره إساءة ليا أنا."


عضت على أسنانها بقوة حتى كادت أن تهشمها ومن حسن الحظ أنها ما زالت بين احضـ انه فلم ير ذلك. 

استعادت رباطة جأشها ثم غمغمت بخفوت: "حاضر يا بابي وأنا هروح بنفسي أعتذر لها وأفهمها أنا عملت كده ليه."


قالت الكلمات وهي ما زالت تضمر الشر لتلك العلاقة التي لم تبدأ بعد.


❈-❈-❈


استفاق وليد من نومه على صوت قرع الجرس بصورة منتظمة مما جعله يسب ويلعن الطارق.

 توجه إلى الباب وهو يهتف بحنق: "ما بالراحة يا زفت يا اللي برة هو أنا يعني ورا الباب؟"


قطع باقي حديثه عندما أبصرها تقف أمامه ترمقه باشتياق.

 تجمد في مكانه وأغمض عينيه ثم فتحهما عدة مرات محاولًا استيعاب ما يحدث وهمهم بعدم تصديق: "سيلا مش معقول!"


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة