رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 22 - 2 - الجمعة 13/12/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثاني والعشرون
2
تم النشر يوم الجمعة
13/12/2024
أما عند ليلى فقد استيقظت وهي تتمطى بذراعيها فتحت عينيها الزيتونيتين باحثة عنه لكنها لم تجده.
ثوانٍ وسمعت صوت جريان المياه في المرحاض فعلمت أنه بالداخل.
استقامت جالسة وهي تتثاءب وابتسامة جميلة تزين محياها أخيرًا اعترف لها ذلك الجبل بأنه يحبها لم تصدق أذنيها وقتها وشعرت أنها تحلم وليست على أرض الواقع ولكن عندما عانـ قها بقوة شعرت بأمان العالم يغمرها لطالما دعت الله أن يزرع حبها في قلب رائف ويبدو أن الله عز وجل استجاب لدعواتها ربما ليعوضها عن العمر الذي قضته في معاناة.
مدت يديها وسحبت الوسادة التي كان ينام عليها ثم احتـ ضنتها بقوة وراحت تشتم عبيرها وابتسامة جميلة تزين وجهها.
ظلت هكذا لوقت لا تعرف مدته حتى شعرت به يقف أمامها سحب الوسادة من بين يديها ففتحت عينيها بفزع لكنها شهقت بقوة عندما أبصرت جذعه العلوي عا ريًا أشاحت ببصرها تلقائيًا وهي تهتف بتلعثم: "إنت إزاي تخرج قدامي كده؟ يلا روح البس حاجة!"
ترك المنشفة التي كان يجفف بها خصلاته ثم جلس بجوارها وأمسك وجهها ليجبرها على النظر إليه هاتفًا بصوته الرخيم: "إنتِ مكسوفة مني يا ليلى ده أنا زي جوزك برضه."
ثبتت ابتسامتها وأجابته بسرعة: "لأ... خايفة تاخد برد."
ضحك بخفة وقال: "إحنا في الصيف على فكرة."
ردت بسرعة وهي تشعر بالخجل: "عادي ما البرد بييجي في الصيف والشتا!"
شعر بالسعادة الكبيرة من التقارب الذي حدث بينهما لم يشعر بهذه السعادة حتى عندما كان برفقة سيلا لطالما كان مع سيلا هو من يعطي دون مقابل وهي فقط تستقبل.
أما ليلى فنظرة واحدة من عينيها كفيلة بأن تجعله يحلق في السماء كانت تحتاجه كما يحتاجها هو وربما أكثر.
عيناها تحكي الكثير وكان يعلم أنها تخجل منه كثيرًا لكنه أقسم أنه سيزيل هذا الحاجز وسيجعلها تعترف له بلسانها كما تفعل بعينيها.
لمع بريق السعادة في عينيها وهي ترى تلك النظرات الحانية التي يخصها بها وحدها لكنها ابتعدت سريعًا عن مرمى يديه عندما تحولت تلك النظرات إلى نظرات راغبة.
ركضت من أمامه باتجاه المرحاض وهي تهتف بتلعثم: "أنا هدخل آخد دش عشان ننزل نحاول نصالح بابا... قصدي يعني ماجد بيه... قصدي يعني..."
قاطعها بإشارة من يده: "خلاص خلاص فهمت هكمل لبسي وأستناكي على ما تخلصي."
ألقى لها قبـ لة في الهواء مصحوبة بنظرات مشاكسة جعلت قلبها يخفق بجنون
فأغلقت باب المرحاض واحتـ ضنت نفسها وهي تغمرها سعادة غامرة لا حدود لها.
ولكن يا ترى هل ستدوم هذه السعادة؟ أم أن عاصفة عاتية ستأتي لتُعكّر صفو الحبيبين وتفرق بينهما؟
❈-❈-❈
كادت أن تخرج من الغرفة عندما استوقفها صوت زوجها الذي استيقظ للتو: "رايحة فين يا أم سالم على الصبح؟"
استدارت لتكون في مواجهته وقالت بحزم: "طلعة أطمن على ابني يا أبو سالم."
رفع حاجبيه بدهشة ورد بحدة: "إيه يا أم سالم! إبنك ايه اللي طالعة تطمني عليه الصبح كده ده تلاقيهم لسه نايمين.
وبعدين ما يصحش ده لسه تاني يوم جواز ليه تقلقيهم بس؟"
أجابته بعصبية: "لازم أطمن على ابني ولا انت عايز العقـ ربة اللي فوق دي تستفرد بيه؟ لازم تعرف إن سالم اللي فوق ده ابني أنا قبل ما يبقى جوزها!"
ثم أردفت وهي تتجهز للخروج: "أنا هسبقك وانت غير هدومك وحصّلني أهو بالمرة نفطر معاهم."
تبعها بنظرات غاضبة حتى خرجت وأغلقت الباب خلفها، ثم وقف يضرب كفًا بكف وهو يهتف بغضب: " والله الست دي شكلها اتجننت ربنا يستر وما تخربش على ابنها."
❈-❈-❈
ما زالت تجلس في مكانها منذ البارحة السيجارة لا تفارق أناملها والأفكار تعصف برأسها كعاصفة لا تهدأ.
أغمضت عينيها وهي تستشعر الإرهاق الذي طال ملامحها فمرت أمامها تفاصيل ما حدث قبل شهر كأنها شريط فيلم متكرر.
شعرت بثقل فوق صـ درها فتحت عينيها ببطء لتعتاد على الضوء الخافت في الغرفة.
عندما استوعبت ما حولها نظرت إلى يدها لتجدها متصلة بالمحاليل فتذكرت ما حدث.
تناولت جرعة كبيرة من الهيروين قبل أن يسود كل شيء حولها وآخر ما رأته كان وجه صديقتها نورسين تصرخ بذعر.
عندما استعادت وعيها كان الطبيب المصري الشاب يقف بجانبها وجهه مشرق بابتسامة مطمئنة.
قال بحماس: "آنسة سيلا حضرتك فوقتي! الحمد لله على السلامة."
ردّت بصوت واهن: "الله يسلمك..."
ثم تابعت بعد لحظة من التردد "أنا فين؟ وبقالي قد إيه نايمة؟"
أجابها الطبيب بهدوء: "حضرتك في أمريكا كنتِ في غيبوبة لمدة حوالي تلت شهور."
صُدمت سيلا وسألت بخفوت: "ممكن تنادي لي حد من أهلي؟ بابي، مامي، أو حتى رائف؟"
أطرق الطبيب رأسه قليلاً قبل أن يجيب بتردد: "للأسف ما فيش حد هنا آنسة سيلا لما سافرتي حسن باشا هو اللي وصّى عليك وكان بيتابع حالتك من وقت للتاني لكن محدش من أهلك زارك أو سأل عنك."
حدّقت فيه بدهشة وعدم تصديق: "معقول؟! بابي ومامي ما زارونيش؟ ولا حتى رائف؟ إزاي؟"
شعر الطبيب بالحرج ولم يعقب.
أدركت سيلا أنه يخفي شيئًا فسألته بإصرار: "فهمني إيه اللي بيحصل؟ ليه ما حدش جه زارني؟ أرجوك لو في حاجة قول لي وانا اوعدك مش هقول لحد."
هز الطبيب رأسه بتردد وقال: "أنا وعدت حسن باشا إني ما أتكلمش."
عادت سيلا إلى شرودها أفكارها تتزاحم بلا هوادة.
استفاقت فجأة على صوت وليد الذي دخل الغرفة ليطمئن عليها سألها وهو يلاحظ هدوءها المريب: "لسه بتفكري؟"
أجابته بهدوء مشوب بالعزم: "أيوه بفكر أنا هعمل إيه الفترة الجاية."
اقترب منها وليد وسأل باهتمام: "ونويتي على إيه؟"
رفعت رأسها بعزم وقالت بثقة: "نويت أرجّع كل حاجة زي ما كانت وأولهم رائف ابن عمي."
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية