رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 15 - 5 - الثلاثاء 17/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الخامس عشر
5
تم النشر الثلاثاء
17/12/2024
ضحكت داليدا بصوت مرتفع، وهي تُعلّق بمرح وتستمر في مجاراة ورد في كوميديتها. لم تكن الأجواء قد شهدت مثل هذا الضحك منذ فترة طويلة، وكأنهما قررتا بإصرار أن تُخرجا ميلا من قوقعة حزنها.
ميلا، التي لم تستطع مقاومة هذا الموقف، انفجرت في ضحكة عالية تُشبه ضحكة الطفولة التي غابت عن وجهها منذ مدة. كانت ضحكتها صافية، مُدهشة، وكأنها تسربت من قلبها إلى أرجاء الغرفة لتملأها حياة.
كانت تلك اللحظة بمثابة استراحة من كل ما حملته الأيام من هموم، وكأن ضحكاتهن الثلاث كانت تدوي في المكان لتنفض عنه الغبار والحزن. ميلا نظرت إليهم بامتنان، وشعرت، ولو للحظة، أن الضحك قد يكون طوق النجاة الوحيد وسط بحر أحزانها.
عانقت داليدا ميلا وامسكت بكتفيها
دالبدا : وآدي أول ضحكة طالعة من قلبك زي زمان، خلّي بالك منها، وأوعي تفرطي فيها تاني .
إقتربت منهما ورد وأخذت ميلا وأجلستها بأول الفراش
ورد : أنا عارفه إنك مش مرتاحة، وكل حاجة متخربطة في حياتك دلوقيتي ، بس ده مش نهاية العالم . لازم تعرفي إنك مش لوحدك، وإحنا حداكي ،إرمي همومك علينا وخلينا نشيل وياكي.
أمسكت ميلا يدها بإمتنان ونظرت الي صديقتها هي الاخري
ميلا : وأنا محتاجاكوا قوي يا طنط إنتي وداليدا. بس مش عارفه أنا هاعمل إيه دلوقتي أنا اتقدمت كبش فدا ولقيت نفسي في مكان غير مكاني .
كانت داليدا تراقب ميلا بحنان، وكانت تشعر بكل شيء تمر به صديقتها، وهي تعلم أن الكلمات مهما كانت، لن تستطيع أن تعبر عن حجم المعاناة التي تحاول أن تخفيها. ومع ذلك، ستظل المساندة لها مهما حدث .
أمسكت داليدا بيدها
داليدا : ما تخافيش، مهما حصل، أحنا هنا جنبك. حنعدّي كل حاجه مع بعض."
ثم انفجرت ضحكة خفيفة بينهما، وكأنها محاولة لإعادة التوازن إلى عالمهما المضطرب. كانت لحظة قصيرة، لكنها كانت كافية لتشعر ميلا أن العالم ليس معاديًا لها بالكامل، وأن هناك من يهتم بها، رغم كل شيء.
بابتسامة خفيفة أردفت
ميلا : مش عارفه إزاي هقدر أواجه كل ده، بس بوجودكم ، يمكن الدنيا تبقى أسهل.
وقفت داليدا علي الفراش بطريقه مسرحيه وبابتسامة مشجعةأردفت .
داليدا :إن شاء الله، حنواجه كل حاجة مع بعض. كل شيء هيعدّي، ولو في أي حاجة انت محتاجاها هنجيبهالك لحد عندك ، بس دلوقتي إحنا عندنا عروسه وبقلنا يومين علي حنتها وعاوزين نجهزها علشان تبقي قمر ١٤ وتهبل كل يشوفها وخصوصا عريس الغفله .
وفي تلك اللحظة، على الرغم من كل الصعوبات التي كانت تحيط بهما، شعرت ميلا بأن شيئًا ما بدأ يتغير. كانت بحاجة إلى هذه اللحظة من الأمان، وهذا الدعم وهذا الارتباط العاطفي الذي قدمته لها داليدا
أما ورد وافقتها الرأي وأخبرتها انها ستجهز لهما كافه ما يحتاجانه وخاصه أنها لاحظت آدم وهو يتلصص عليهم من خارج الغرفه وعينيه لم تتزحزح لحظه عن داليدا التي كانت تأسره ضحكاتها .
❈-❈-❈
كانت عزّة المصري تُشعل المكان بحضورها الباهر، ترتدي أناقتها كدرع يُخفي خلفه نواياها الحقيقية. وقفت أمام البوتيك الفاخر تُفكر في الفستان المناسب الذي سيُظهر ابنتها أميرة في أبهى صورة. أرادت أن تكون أميرة نجمة حفل زفاف يمان، ليس فقط لتلفت الأنظار، بل لتترك بصمة لا تُنسى في أذهان الجميع كزوجة مستقبليه لرجل الأعمال آدم الشمري .
اختارت عزّة أغلى الفساتين، قطعة ساحرة بخيوط من الذهب اللامع وتطريز يدوي يُشبه العروس نفسها. أما أميرة، التي كانت تتبع والدتها بخجل مصطنع، ارتدت الفستان أمام المرآة، فابتسمت عزّة بفخر وكأنها قد حققت خطوة أخرى نحو خطتها فأمرت الفتيات بتغليفه جيدا وانطلقت حتي لا تتأخر علي طائره الصعيد .
كان المساء مُثقلًا بالتوتر والرغبة المكبوتة تحت ظلال الحدث المرتقب. وصلت عائلة الفهد إلى دوار العماريّة محمّلين بالهدايا، استعدادًا لإتمام مراسم الخطبة الرسميّة التي بدت أكثر من مجرّد لقاء عائلي.
جلس الجميع في الحديقة الكبيرة وسط أضواء خافتة وأجواء بدت كأنها ساحة معركة عاطفية. ميلا كانت في قمة حيرتها وارتباكها، بينما يمان جلس بجوارها يُلقي نظراته الحادة عليها، وكأنّه يُحاول قراءة ما يدور في أعماقها.
في الجانب الآخر، جلست أميرة بفستانها الفخم بجوار آدم، محاولة جذب انتباهه بكل وسيلة ممكنة، لكن عينيه ظلّت تتابع داليدا التي كانت تجلس قرب يزن. أما يزن، فبدت عليه الراحة وهو يمازح داليدا، كأنه يُعلن تحدّيه غير المباشر لآدم وأميره التي يعلم أنها تعشقه ولكنها تمشي كالعمياء خلف طمع وجشع والدتها.
ميلا : يا نهار إسوح إيه الحرب دي؟ كل واحد ماسك في التاني وكأن الجلسة دي معمولة عشان يثبتوا مين الأقوى. وأنا؟ أنا اللي قاعدة في النص مش عارفة حتى أهرب.
بينما الكل يتظاهر بالتجاهل أو الانشغال بالحديث العرضي، كانت النظرات بين الثنائيات أصدق من كل الكلمات. أما يمان والذي قرأ ما بخلدها .
يمان :طبعا عاوزه تقومي وتهربي دلوقت ؟
ارتبكت ميلا، ولم تجد ردًا، لكنها شعرت أن وجوده إلى جانبها يوترها أكثر فنظرت الي صديقتها لكي تنقذها ولكنها كانت بعيده عنها بعض الشيء.
كان يمان مستمتعا بخجلها وإحمرار انفها فمسد علي راحه يدها
يمان : إهدي علشان إحمريتي والناس كلها هتاخد بالها وتسألك كنت بقولك إيه وهيفهمونا غلط ويحسبونا بنلفلف سوا .وإحنا اصلا ماقلناش كلمتين علي بعض ، حتي السلام مارديتهوش عليا .
على الجانب الآخر، أميرة حاولت لفت نظر آدم بخفة مصطنعة
أميره : واضح إن الجو هنا كله مشحون... غريب إزاي الناس دي عارفه تعيش هنا ؟
آدم، بعينيه التي لا تخطئ التفاصيل، رد بجفاف
آدم : وإنتي إيه اللي جابك طالما مش قادره تقعدي ساعتين علي بعض هنا ؟
قصف جبهه من العيار الثقيل نظرت له بغضب حين آلمتها كرامتها فتركته وإنزوت بجانب يمان وأخرجت هاتفها وتصنعت الانشغال به .
أما داليدا، التي شعرت بنار غيرته تشتعل، استغلّت حديثها مع يزن وقالت مازحة بصوت مسموع
داليدا : تصدق يا يزن بيه ، شكلك إنت الوحيد اللي مرتاح هنا...سالك كده ومش أسود من جوه علشان كده لازم نديك جايزة عشان بتعرف تضحك زيي حتى في أصعب الأوقات.
يزن : من عاشر القوم يا دودو
عض آدم علي شفتيه بينما تبادل مع يزن نظرة حادة، وكأن ساحة الحديقة بأكملها ستنفجر في أي لحظة.
أما الكبار، فحاولوا تهدئة الأجواء بالحديث عن تفاصيل الزفاف، لكن تحت السطح، كانت المشاعر مشتعلة، وكل كلمة تُقال تحمل وراءها حربًا لا تنتهي.
خرجت عزه المصري من المجلس بخطواتٍ ثقيلة، وملامحها تحمل القلق المشوب بالغضب لتجاهل آدم لابنتها وإهتمامه المتزايد بداليدا ، لحقت بها زينب ، تحمل بيدها فنجان قهوة لم ترتشف منه بعد. اتجهتا معًا نحو الحديقة الخلفية، حيث النسيم البارد يُخفف من وطأة الأجواء المتوترة.
توقفت زينب عند شجرة ضخمة، وكأنها تبحث عن سند في مواجهة ما يُثقل صدرها، بينما عزة وقفت بجانبها، نبرة صوتها تُظهر إصرارًا لا يلين.
تبادلت الاثنتان نظرات مليئة بالتحدي. زينب، التي بدا عليها الغضب المكتوم، بدأت الحديث
زينب : الجوازة دي مش لازم تتم يا بت المصري ،بت الخوجايه مش سهله وابن الفهد باينه وقع فيها وهتكشف كل حاجه حصلت زمان وهتجر رجلينا واحده ورا التانيه .
عزة، بابتسامة مستفزه
عزه : روحي قولي الكلام ده ليمان ماتقوليهوش ليا يا زينب .
شعرت زينب بالضيق من عناد عزة، لكنها لم تُظهر ذلك. أدارت وجهها نحو الأفق، محاولة إنهاء الحديث قبل أن يتصاعد إلى مواجهة علنية كي تثير النظرات إليهم
زينب : بكرة نشوف يا عزة، بس افتكري... اللي هيحصل بكره ممكن يقلب الدنيا فوق رآسنا وساعتها ماتقوليش آي.
بينما عزة، بابتسامة غامضة، أردفت
عزه : أنا مستعدة لأي حاجة... المهم آخد أنا وبنتي حقنا من الدنيا دي اللي جات علينا من يوم جوزي ما مات .
ظلت عزه واقفة للحظات، تتأمل القمر الذي بدا كأنه شاهد على خططها التي لن تتراجع عنها مهما كانت النتائج.
اما زينب تركت المكان، وخطواتها تُظهر حزمًا داخليًا علي عدم إتمام هذا الزواج رغم ما تعانيه من شكوك فأمسكت هاتفها
زينب : عميلت ايه ياواد المحروق انطق؟
الممرض : كله تمام يا ست زينب ..غيرت نتيجه التحاليل وبعتهال ليمان باشا الفهد علي الشركه زي ما أمرتي.
شدت زينب حجابها من الغضب واردفت
زينب : ماهواش هيروح الشركه لشهر جدام لازم توصله بكره اقل حاجه.
الممرض :ما تقليش يا ست الناس انا بعتله النتايج في رساله علي الموبايل زي ما المستشفي بتعمل يعني اكيد هيوصله الخبر النهارده ده لو ما كنش وصله من الأساس.
اثنت هي علي صنيعه بسعاده واضعه
زينب :عفارم عليك طلعت راجل صح علشان إكده هحولك اللي اتفجنا عليه عشيه وفوقيهم بوسه كمان أنا اللي يخدمني بضمير يبقي من رجالتي ومانساش صنيعه واصل .
الممرض : وانا خدامك ياست الناس .....يتبع
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة زين، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية