رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - اقتباس الفصل 16 الخميس 19/12/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
اقتباس
الفصل السادس عشر
تم النشر الخميس
17/12/2024
❈-❈-❈
انقضت الليلة المثقلة بالتوترات أخيرًا، وتفرق الجميع بعد أن أطفأت مشاعرهم المتأججة أنفاسهم المتعبة. في دوار العماريّة، ساد السكون، إلا من حديثٍ هامسٍ يتردد في الأرجاء.
وبينما كانت هذه الهمسات في دوار العماريّة مشحونة بالتوتر، رأت ورد آدم في الحديقة الخلفية حيث كان يجلس على كرسيٍ خشبي قديم تحت شجرة الزيتون . متأملا في صمت ظلام الليل تقدمت إليه بخفه وقدمت له كوبا من الشاي الصعيدي الثقيل بينما كانت تعتصرها الحيرة وهي تبحث عن الكلمات المناسبة لتطرح فكرتها دون أن تجرح مشاعره.
تقدمت إليه بخطوات مترددة وقالت
ورد : آدم بيه ، أنا كنت بفكر... يمكن لو عملنا حفل حناء لميلا بكرة، ده ممكن يفرّحها شوية... بس، خايفة الفكرة تضايق حضرتك بسبب ظروفكم وموت الست ايفلين يعني
رفع آدم نظره إليها، ورأى في عينيها صدق القلق على مشاعر الجميع. صمت لوهلة، وكأنه يستعيد ذكريات أخته إيف التي لم يمضِ عام على موتها الثلاث أشهر ثم قال بصوتٍ هادئ، لكنه مليء بالعزم
آدم : شكرا يا ست ورد ، عندك حق والله ميلا عانت كتير.من ساعه ما عرفت بمرض والدتها لحد ما ماتت .. أكتر مما حد ممكن يتخيل. فلو ده هيخليها تحس بسعادة حتى لو للحظة واحده ، يبقى لازم نعمله. وإيف الله يرحمها ... هتبقي أكتر حد يتمنى إنها تكون سعيدة.
ابتسمت ورد بحذر وقالت
ورد : إنت متأكد؟ ميلا ممكن تحس بالذنب لو افتكرت الظروف ووالدتها ...
قاطعها آدم بابتسامة مطمئنة
آدم : ميلا محتاجة تعرف إن ليها حق تفرح، حتى لو كان الحزن حوالينا زي مانتي شايفه كده ما بيخلصش . دي خطوة ليها، ولازم نكون جنبها.ونفرح بيها ونفرحها كمان علشان كده
مش هسيب الأمور تحصل بعشوائية. ميلا تستحق حفل يليق بيها وبينا كعيلتها ، وعشان كده جهزت كل حاجة. حجزت قاعة مناسبات كبيرة في فندق فاخر بالأقصر، والاحتفال هيكون بعيد عن النجع، بعيد عن أي ضغوط أو لغط.
سادت لحظة من الصمت قبل أن يضيف:
آدم : الحرس الخاص بيّ هيكونوا معاها خطوه بخطوه وكمان هيوصلوا كل المدعوين هناك. علشان ما فيش حد يعرف يضايقهم، ولا حاجة تعكر فرحتها.
ارتاحت ورد لكلماته التي حملت قوةً وإصرارًا. أدركت أن آدم، رغم قسوته الظاهرة أحيانًا، يملك قلبًا مليئًا بالحنان. انطلقت لتخبر داليدا بالفكرة، بينما آدم بقي في مكانه، يتأمل السماء المظلمة، وكأنها تحمل بين نجومها ذكرى أخته المتوفيه ، التي لطالما كانت مصدر إزعاج له في حياتها ثم بعد مماتها علي الرغم من ذلك حاول احتواء اولادها ومزجهم داخل حياته.
في زاوية الحديقة الخلفية، كانت داليدا تقف متخفيه تستمع الي ماحدث اخذت تقفز كالاطفال عندما استمعت الي موافقته فكادت ورد أن تحكي لها بتفاصيل ما حدث بينهم .
حتي أمسكتها من خصرها وأخذت تدور بها في الحديقه من السعاده حيث كانت تحاول إضفاء جوٍّ من السعاده احتفالا بما علمت.
توقفت داليدا عن الرقص عندما لمحت نظرات آدم لها والتي أثارت إنتباهه بصوتها العالي فتنحنحت و قالت بإستفزاز
داليدا : بصراحة،يعني كويس انه وافق ، علشان لو ماكانش وافق على حفل الحناء ده ، كنت هقول ليزن بيه على طول. أكيد كان هيخلي يمان بيه يوافق، ويعملها حفله بطريقة الجنت تليق بميلا حرم يمان بيه الفهد .
لكن ورد لم تلاحظ نظرات آدم التي انصبّت عليهما من بعيد. بدا عليه الانزعاج من كلمات داليدا ، ومع كل كلمة كانت تقولها، كان الغضب يتصاعد في داخله.
اقترب آدم بخطواتٍ سريعة نحو الفتاتين وقال بصوتٍ عميق يحمل نبرة غضب مكتوم
آدم : والبشمهندسه داليدا هتطلب من الشمهندس يزن حاجه لميلا علي أساس انها عدمت خالها بقا ولا إيه .
تدخلت ورد عندما لاحظت الشرار يتطاير من عينيه وصوته العالي .
ورد: هي ما قصداشي يا آدم بيه هي بس .
قاطعها آدم موجها حديثه لداليدا التي تقف غير عابئه لحديثه وكأنها تقصد ما تفعله .
آدم : إظبطي يا داليدا وإعرفي إن لصبري عليكي حدود وماتخلنيش أحطك في دماغي واخليكي تكرهيني وتكرهي اليوم اللي عرفتيني فيه .
نظرت إليه داليدا بارتباك لحظي من صوته العالي ، لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وقالت بتحدٍ:
داليدا : وأنا عملت إيه يعني ؟ كنت بقول انك لو مش عاوز تعمل حفله علشان تفرح ميلا ، في حد تاني يقدر يسعد ها أكتر منك ده كل اللي في الموضوع.غلطت انا في ايه بقا ،ولا هي تلاكيك وخلاص.
ارتفع حاجبا آدم وهو ينظر إليها بدهشة مشوبة بالغضب وإقترب منها وتحدث بيده .
آدم : تاني بردو..اقولها طور تقول إحلبوه يا متخلفه ميلا دي تبقي بنت أختي، ومحدش يقدر يخاف عليها ويخاف علي زعلها وفرحها أدي . وإذا كنتِ فاكرة إنك ممكن تلعبي ألعاب زي دي وتكسبي بنط عن يمان الفهد ، فأنصحك تعيدي التفكير. لأني مش هسمحلك
ورد تدخلت محاولة تهدئة الأجواء بينهم
ورد :آدم بيه ، إهدي إكده هتلم علينا الدار ، هي كانت بتهزر ! وما تقصدش اللي انت فهمته، مانت خابرها هي إكده لسانها طويل وعايز قطعه .
كان الصراع بينهما واضحًا في العيون. آدم لم يستطع إخفاء غيرته الواضحة، بينما داليدا استمرت في إشعال نيران غضبه بحديثها المستفز. شعرت بالرضا، ليس لأنها تحب التحدي فحسب، بل لأنها تدرك أن آدم اصبح نارا مشتعله ولن يستطيع البقاء بعيدًا بعد الآن.
لكنه أشار بيده، مقاطعًا كلامها مرة أخري بل وأمسك رسغها وإقترب منها محذرا
آدم : لاخر مره هقولهالك إبعدي عن ابن الفهد علشان ماتخلنيش أئذيه بسببك ، و نصيحة مني تسيبي كل حاجه زي ماهي ، وما تدخليش في حاجه تمس قراراتي... علشان ما تختبريش صبري عليكي اكتر من كده علشان ما تخسريش كل حاجه
تراجعت داليدا : قليلاً، لكن ملامحها لم تفقد نبرة التحدي التي اعتادت أن تخفي بها ارتباكها. كان التوتر بينهما واضحًا، فيما وقفت ورد بينهما كمحاولة غير مجدية لإخماد الصراع الذي بدا أنه أعمق من مجرد حديث عابر.
في النهاية، انسحب آدم بغضب، بينما نظرت داليدا إلى ورد وقالت بصوتٍ منخفض
دايدا : لو فاكر إنه هيخوفني بصوته العالي ده ، يبقى غلطان.
لكن قلبها كان ينبض بعنف، تدرك أن آدم ليس من السهل الوقوف في وجهه، خاصة عندما يتعلق الأمر بما يريد هو .
ورد: ماتسدي خاشمك اللي عمال ينزل قرف إكده وتعالي نبلغ الغلبانه اللي فوق باللي حوصل والمفاجأه اللي خالها هيعملها بكير .
وبينما كانت ميلا تقف في شرفة غرفتها حيث الهواء العليل يداعب خصلات شعرها المتدلية علي ظهرها ، كانت عيناها تراقبان السماء البعيدة بنظرة شاردة. ، أصوات النقاش الساخن من الحديقه الخلفيه تصل إليها، وتفاصيل حديث داليدا مع آدم ترسم ابتسامة ساخرة على شفتيها.
ميلا : داليدا... دائمًا تعرف كيف تضع آدم في مكانه..داليدا إصلاح وتهذيب هكذا فكرت في نفسها، وهي تستمتع بكل لحظة من حوارهم. بدا وكأن داليدا تُلقن آدم دروسًا في العشق الممنوع، بينما هو يحاول يائسًا أن يستعيد زمام الأمور.
نظرت أمامها على الطاولة للمرة التي لا تعلم عددها حيث كان الهاتف الذي أعطاه لها يمان يهتز بصمت للمرة الخامسه . نظرت إليه بعينين متردّدتين، ثم تجاهلته مرة أخرى.
كانت ميلا تشعر بثقل كل ما يجري من حولها، لكنها لم تستطع إنكار أن تلك اللحظات كانت تمنحها نوعًا من التسلية، وربما بعض الراحة. في قلبها، كان الصراع مستمرًا بين غضبها مما حدث وبين دفء الكلمات التي ألقاها يمان في تلك الليلة.لتتفاجئ به خلفها
يمان : ما بترديش علي التليفون ليه طالما إنتي صاحيه ؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة زين، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية