رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 24 - 2 - السبت 21/12/2024
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر السبت
21/12/2024
أصبحت الحياة لا تطاق في منزله
يفتقد كل شيء به
وأولهم وجودها
ضحكتها التي كانت تخصه بها
حتى فراشه أصبح باردًا يفتقر الدفئ التي كانت تغدقه به
لم يتحمل البقاء به ثانية واحدة وخرج متجهاً إلى منزل والدته
ولم تحتاج أمينة لفطنة كي تعلم ما سبب وجومه
فتحدثت بحكمة
_ما تروحلها يا ابني وترحم نفسك من العذاب ده.
تنهد حازم ورد بسؤال
_أقولها ايه؟
_تقولها الحقيقة تعرفها إنك بتعمل كدة لأنك خايف عليها.
أسند ظهره على ظهر الأريكة ورد
_عرفتها يا أمي حتى لما عرفت الحقيقة برضه مش موافقة، هايدي مستحيل تجهض نفسها مهما كان السبب.
_بس لما ييجي قصاد صحتها لازم توافق.
اسمع كلامي يا ابني واقنعها بالراحة، انت لو عملت كدة غصب عنها عمرها ما هتسامحك.
تنهد حازم بتعب شديد وتمتم بألم
_يا أمي انتي متعرفيش حاجة هايدي
أخدت الموضوع عند قصادي يعني برضه مش هتوافق
هزت رأسها بحيرة
_مش عارفة اقولك ايه بس ربنا يخلف ظن الدكتور ويطلع الحمل عادي مفيش اي ضرر.
رد حازم بتمني
_يا رب يا أمي، البيت من غير الولاد صعب أوي.
_من غير الولاد ولا من غيرها هي؟
رد حازم بتشتت
_هكدب عليكي لو قولتلك الولاد بس، بُعدها ده خلاني افتقدها بجد، صحيح الإنسان مش بيعرف قيمة اللي في ايده إلا لما يروح منه.
سألته
_مفتقد ايه بالظبط يا حازم….مفتقدها هي نفسها ولا طلباتك اللي بتتنفذ من قبل ما تطلبها.
اسند رأسه على ظهر الأريكة ورد باعتراف
_كل حاجة يا أمي كل حاجة
❈-❈-❈
ظلت أسيل شاردة طوال الطريق تنظر إلى الخاتم تارة وإلى النافذة تارة أخرى
ما معنى ذلك؟
إذا كان حقاً يريد الزواج بها واستعد لذلك لما إذًا قام بذلك الفعل المشين.
اغمضت عينيها بتعب شديد وعقلها لا يستوعب كل ذلك.
تطلعت إلى الدبلة بين يدها تقلبها بحيرة وتذكرت حينما وجدته جاثياً على الأرض يتحسسها
إذا فقد كان يبحث عنها
لكن لما احتفظ بها كل تلك المدة.
ولما أيضاً تذكرها الآن؟
تحسستها بأناملها وشعور غريب يجتاحها
كم حلمت بها وكم طاقت إليها لكنه دمر كل أحلامها.
جاءتها رغبة ملحة بأن تضعها بإصبعها وتختبر ذلك الشعور.
لكن لم تستطيع فعلها
أعادتها للحقيبة عندما توقفت السيارة أمام المنزل وترجلت منها متجهة للداخل فتتفاجئ بحازم يقف أمامها
رمشت بعينيها وقد الجمها رؤيته في ذلك الوقت خاصة فتمتمت ليخرج صوتها مهزوزا
_مساء الخير.
تنحى جانباً كي يجعلها تدلف فتهتز أوصالها أكثر وتدلف في استسلام
دلف خلفها وحينها اغلق الباب وسألها بحدة
_برضه مسمعتيش كلامي؟
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت باعتراض
_حازم لو سمحت أنا مش عايزة كلام تاني في الموضوع ده لأنه منتهي بالنسبة ليا، أنا هكمل للاخر عشان ابني.
_بس انتِ مش محتجاه في حاجة و….
قاطعته أسيل
_ابني اللي محتاجه مش أنا، وأول ما أوصل للي أنا عايزاه مش هيشوفني تاني.
ضيق حازم عينيه بشك
_معناه ايه كلامك ده؟
ردت بغصة
_هاخد ابني واسافر إيطاليا عند جدي ومش هرجع هنا تاني.
اتسعت عينيه بصدمة وسألها
_ليه؟
رفعت حاجبيها بعدم استيعاب
_ليه!!
وانا ايه اللي شوفته هنا حلو يخليني افضل عشانه، أنا حياتي هنا عبارة عن صفحات كتاب سودة لو هحسب عمري بالسعادة فده معناه إني متولدتش أصلاً
هزت راسها بآسى
_حتى الإنسان الوحيد اللي حبيته وقلت هو عوضي عن السنين اللي عشتها في عذاب
تطلعت لحازم وتابعت
_لقيته هو الدمار الأكبر في حياتي…
قاطعها حازم
_لأن أختيارك كان غلط.
_القلب مش بيختار يا دكتور حازم مش بيختار.
أرادت أسيل أن تقطع اي أمل له معها
_ومش بيكره، لو حب مش بيكره(تابعت بصدق رغمًا عنها) حتى بعد اللي عمله فيا ده عمري ما كرهته.
رمقها بنظرة يلمؤها العتاب
_للدرجة دي بتحبيه؟
ملئت عينيها المرارة وهي تجيب بصدق
_كنت فاكرة إنه خرج من قلبي وأن خلاص معدش له وجود في حياتي بس أول ما شوفته اكتشفت اني كنت بضحك على نفسي الفترة دي كلها (سقطت دمعة على وجنتها مسحتها سريعًا وهي تتابع) وإني هفضل ديمًا ضعيفة قدامه فـ أفضل حل إني أهرب من هنا وأبعد يمكن اقدر أنساه.
_وأنا فين من كل ده؟ أسيل أنا….
قاطعته أسيل بثقة
_متقولهاش لأنك عمرك ما حبتني، أنا بالنسبة ليك أختك الصغيرة اللي اتربت على ايديك وديمًا كانت بتجري وراك في كل مكان، قارن بيني وبين هايدي وفكر انت قادر تتحمل بعدها عنك؟
قادر تقعد في مكان هي مش فيه؟
فكر لو هايدي اصرت على الطلاق حياتك هتكون ازاي من غيرها وقارن.
لامست كلماته أوتار عقله وخاصة عندما تابعت
_هتلاقي إنك سهل أوي أبعد عنك وأخرج من حياتك لكن هايدي لأ، كل الحكاية انك مدتش لنفسك فرصة تختبر مشاعرك لها.
صدقني يا حازم انا واحدة مفيش منها أمل بقايا من أسيل اللي كنت تعرفها مش أكتر.
بعد أذنك
تركته أسيل وصعدت إلى غرفتها
أما هو فقد أخذ يفكر في حديثها وهو يقود سيارته في سكون تام
وانتهت مقارنته بأن لا حياة له بدون زوجته ولا أولاده
❈-❈-❈
دلفت وعد المنزل وهو خلفها وعندما أغلق الباب استدارت إليه فتمتمت بحرج
_ثواني هغير هدومي واحضر الغدا.
منعها سليم قائلاً
_لأ ارتاحي انتِ وهبعت أجيب أكل من المطعم.
وافقت وعد لأنها حقاً مرهقة فدلفت غرفتها وحديث إيمي يتردد بأذنها
ماذا تفعل الآن
لقد ظلمته كثيرًا وأخطأت بحقه لا تعرف ما عليها فعله.
هل تذهب إليه وتقص عليه ما اخبرتها به إيمي
أم تنهي الماضي عند تلك النقطة وتطوي صفحته ببداية صفحة جديدة بعيدًا عن أوجاع الماضي.
ظلت على حالها حتى انتبهت لطرق الباب وصوت سليم يسألها بقلق
_وعد انتِ كويسة.
مسحت دموعها سريعة وردت بثبات
_اه كويسة، خارجة حالاً.
أبدلت ملابسها وخرجت بعد قليل وهي تتهرب بعينيها بعيدًا عنه
أكد له ارتباكها ما شك به منذ ان القت نفسها بحضنه والتمست منه الحنان لكنه تركها كي لا يضغط عليها الآن
_الشنط في المطبخ فضيها في الاطباق لحد ما أخد شاور.
اومأت له بصمت ودلفت المطبخ تجهز الطعام وتضعه على السفرة
خرج سليم بعد قليل وهو يتطلع إلى عينيها التي لا تقوى على النظر إليه
جلس على مقعده وبدأ بتناول الطعام وهو يراقب شرودها حتى أخرجها منه قائلاً
_انتِ شوفتي ايمي النهاردة؟
اهتزت نظراتها مما اكد له شكه وخاصة عندما تلعثمت قائلة
_اه… أقصد لأ، بتسأل ليه؟
ترك الملعقة من يده وشبك يديه أمام وجهه قائلاً
_قالتلك ايه؟
ازدردت لعابها وتمتمت بخفوت
_مقالتش حاجة احنا كنا…
قاطعها بحدة
_قالتلك ايه؟
اخفضت عينيها بحزن وتمتمت بصوت بالكاد يسمع
_الحقيقة.
زم فمه قبل أن يقول بفتور
_وليه مقولتيش؟
_منعتني اقولك.
رفعت عينيها إليه وتابعت بعتاب
_ليه خبيت عليا وسيبتني اتهمك الاتهام ده.
التزم الصمت قليلًا وهو ينظر إلى عينيها بعتاب قاسي، كيف صدقت أن باستطاعته إيذاء أحد حتى يأذي أخته ثم غمغم قائلاً
_كنت بتمنى تقبليني بعيوبي وانتظرت كتير بس محصلش، بعد أذنك.
تركها ودلف غرفته مغلقا الباب خلفه
أما هي فأخذت تنظر في اثره وهي حائرة
لا تعرف ماذا تفعل الآن
هل تدلف خلفه وتعتذر منه أم تتركه قليلاً وبعدها تتحدث معه.
قامت بحمل الاطباق ووضعها بالمبرد ثم ذهبت لغرفتها
❈-❈-❈
في مكتب شاهي بالشركة
لم يكف هاتفها عن الإتصال وكل مرة تتطلع إليه بازدراء ثم تتركه
وعندما يأست من توقفه أجابت بفتور
_أهلاً يا وائل خير .
رد ذلك الشخص من الجانب الآخر
_لا مفيش انا بس قلت اباركلك على الشركة لإني عرفت بالصدفة إن حسين كتبها باسمك.
ردت بسخط
_شيء ميخصكش وكفاية عليك أوي الفلوس اللي ببعتهالك كل شيء غير كدة متسألش.
همت بغلق الهاتف لكنه اوقفها
_ايه حيلك كدة وبالراحة عليا، انا بس بكلمك عشان اعرفك إن بنت حسين لسة عايشة شوفتها من فترة كدة راكبة عربية بسواق إنما ايه من الآخر.
اندهشت شاهي وسألته بصدمة
_انت بتقول ايه، أسيل ماتت من زمان.
_وانا بقولك عايشة ولو مش مصدقة….
قاطعته شاهي
_ميهمنيش عايشة ولا ميتة المهم أنهم بعدوا عني وخلاص ده اللي يهمني.
أغلقت شاهي وأخذ ذلك الشخص يتطلع إلى هاتفه وهو يتمتم بوعيد
_ماشي يا شاهي بس كله هيبقى ليا في الآخر.
❈-❈-❈
في مكتب هايدي
انتهت أخيرًا من مناوبتها وهمت بالخروج من الغرفة لكنها وجدته يدلف المكتب دون استئذان
_ازيك يا هايدي.
لم تجيبه وتوجهت إلى الباب كي تخرج لكنه منعها بأن امسك يدها قبل أن تصل للباب.
_خلينا نتكلم شوية.
هايدي برفض
_مبقاش فيه بينا كلام يتقال.
جذبها من ذراعها ليقربها منه وتمتم بحمية
_لأ فيه كلام كتير واعتذار أكتر
تطلع بعينيها التي حملت حزن دفين هو السبب الرئيسي به وتابع
_من وقت ما سيبتيني وانا بموت يا هايدي، واكتشفت إني عمري ما حبيت غيرك
ملس بأنامله على وجنتها وتابع بهمس حميمي بجوار أذنها
_وحشتيني أوي.
طبع قبلة أسفل أذنها يهز حصونها الرادعة ثم طبع أخرى على جانب ثغرها قبل أن تسعر بالدوار يكتنفها وصوته الهامس يقول
_أنا آسف.
بدأ جفنيها بالتثاقل لكنها تحاول جاهدة فتحه وهي تتمتم بكلمات واهنة قبل ان يلفها الظلام
_لأ…يا… حازم…أرجو…..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية