-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 21 - 2 - الأحد 15/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر الأحد

15/12/2024

تطلعت لإياد الذي كان غافيًا بين يديها 

ماذا حدث؟

هل هذا حقاً والده؟

هل علم بمكان أسيل وقام بأخذ طفله منها عنوة؟


حاولت ايجاد صوتها لكنها لم تستطع التفوه بكلمة

ازدردت لعابها بصعوبة وتمتمت 

_اومال…. مامته… فين؟

وجدته يقطب جبينه ويتمتم قائلاً 

_ليه؟

لم تعرف بماذا تجيب فغمغمت بارتباك

_اقصد يعني …إن ولدته هفهم منها…حالته أكتر.

رد بوجوم

_هو قدامك اتفضلي شوفيه.

اومأت بوجل ثم

وضعته على (الشزلونج) وهي لا تعرف ماذا تفعل.

هل تبعث رسالة لأسيل تخبرها، أم تخبر حازم وتطلب منه الإسراع إليها لكن كيف ذلك فإن علم بأنها كشفته فربما يأخذه ويرحل قبل مجيء حازم.

اسبلت عينيها براحة عندما رن هاتفها فعلمت دون ان تنظر إليه بأنه حازم.

تركت إياد وتحججت قائلة

_ثواني هرد على الفون.

ازدردت لعابها بوجل عندما وجدته حازم بالفعل ولم تستطيع الخروج من المكتب كي لا يشك بأمرها

فأجابت بحرص

_ايوة 

سألها حازم بلهفة

_هايدي إياد معاكي؟

تطلعت هايدي إلى داغر بتوجس وأجابت

_اه موجود.

تنهد براحة لكنه اندهش عندما سمعها تقول

_لو وصلت دلوقت هتقدر تلاقيه.

سألها بحيرة

_يعني ايه مش فاهم انتي جيتي وأخدتيه

_لا هو اللي جاه تعالى وانت تشوفه.

أغلقت الهاتف ونظرت لداغر بعينيه المتصلبة ثم عاينت إياد الذي كان نائمًا وآثار الاعياء واضحة عليه.


لم يفهم حازم شيء لكن الأهم الآن أنه وجده وعليه ان يطمئنها.

اتصل على والدته والتي أجابته مسرعة

_خير يا حازم لقيته؟

اعتدلت أسيل وخطفت الهاتف من يدها 

سألته أسيل برجاء أن يكذب عليها ويطمئنها 

_لقيت اياد يا حازم؟

تفادى حازم تلك السيارة التي مرت من أمامه ولم ينتبه أنه يسير في الطريق المعاكس فقال 

_اه الحمد لله لقيته

اغمضت عينيها براحة وتمتمت بشكر

_الحمد لله.

قال حازم وهو يحاول تفادي السيارات التي تقابله

_طيب انا هقفل معاكي لأني لازم اروح المستشفى دلوقت.

قالت بلهفة

_في ايه؟ اياد حصله حاجة؟

طمئنها حازم بروية

_لأ كويس بس هو عند هايدي وهروح هناك واطمنك

_طيب خدني معاك؟


_هتروحي بصفتك ايه سيبيني خليني اشوف في ايه.

بوغتت أسيل برده والذي يؤكد حقيقة مرة مهما حاولت الهرب منها

من هو؟

ومن هي بالنسبة له؟

لا يشيء يثبت ذلك.

ربتت امينة على كتفها وقالت بتعاطف

_الحمد لله إن اياد بخير.

تنهدت أسيل بشرود وهي تجيب

_للأسف يادادة اياد عمره ما هيكون بخير.


انتهت هايدي من معاينته 

وحمحمت كي يخرج صوتها طبيعي ولا يشك بشيء ثم جلست على مكتبها وضغطت على الزر فتدلف الممرضة

_نعم يا دكتورة؟

قالت هايدي بثبوت لداغر

_هو ابنك محتاج يتحجز الليلة دي في المستشفى لأن الحرارة مرتفعة أوي ولازم يكون تحت الملاحظة.

رد داغر بنفس ثبوتها

_اكتبي كل الحاجات اللي محتاجها وانا هبعت السواق يجيبها لكن حجز لأ.

ازدردت لعابها بوجل ثم رفعت عينيها للممرضة وقالت 

_طيب يا هدى هتيلي كانيولا اركبها عشان المحلول.

اومأت هدى وخرجت من المكتب ثم قامت بارسالة رسالة إلى حازم

__"تعالى بسرعة مفيش وقت الولد في خطر"

ثم أغلقت الهاتف 

سألها داغر

_الموضوع هيطول؟

ردت بنفي

_لأ خالص خمس دقايق وهتروحوا.

اومأ لها وأخذت هايدي تنظر إليه بتوجس 

ماذا حدث؟

وكيف عثر عليهما؟

وما قصة بصره ومتى فقده؟

بغتت عندما تحدث داغر

_هتفضلي مركزة معايا كتير؟ ولا بتضيعي وقت لحد ما حد منهم يوصل.

اهتزت نظراتها بوجل وسألته 

_ليه بتقول كدة؟

ابتسم داغر بسخرية وقال

_صوتك اللي اتغير لما شيلتي الطفل وأخدتي بالك منه، المكالمة اللي بتأكدي فيها إن الطفل عندك، وطلبك إن الطفل يأخر لحد ما حد من اهله ييجي

نهض متابعًا

_أنا مش خاطفه ولا حاجة بس أنا كنت رايح للممرضة بتاعتي وسمعت صوته فاضطريت اخده واجيبه المستشفى لما لقيته بالحالة دي

بعد أذنك دوري انتهى لحد كدة.

اندفع الباب ودلف منه حازم والذي تسمر بدوره عندما وجده أمامه 

لم يصدق ما يراه 

لم تتركه هايدي يفكر كثيرًا وقاطعته قائلة

_تعالي يا دكتور حازم ابنك بخير متقلقش.

تدفقت الدماء بعروق داغر عند نطق اسمه واشتعلت نيران الغيرة بقلبه لكنه استطاع ببراعة أن يتحلى بالثبات وتحدث بهدوء

_بما إن والده جاه استئذن أنا.

خرج داغر تاركًا حازم في صدمته

لا يعرف ماذا يحدث 

تطلع إلى هايدي وسألها

_ايه اللي جاب ده هنا؟

تأكد شك هايدي فقالت بهدوء

_يظهر إنه المريض اللي حور اشتغلت عنده ولما مراحتش النهاردة جاه عشان يطمن عليها لقى إياد في البيت لوحده وتعبان بالشكل ده، قام بدوره وجابه هنا عشان يكشف عليه.

ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وتطلع إلى إياد الذي بدأ يعود لوعيه

فتقدم منه يحمله وقال بثبات 

_انا هروحه لحور لأنها قلقانة عليه، وارجعلك تاني لأن في بينا كلام كتير لازم نخلصه.

اوقفته هايدي ودونت بعض الادوية وهي تقول

_هات الدوا ده بسرعة لأنه السخونة عاليا أوي.

اخذ منها الورقة وقال

_تمام متروحيش إلا لما ارجعلك.

خرج حازم من المكتب دون ان يستمع لردها 

وأخذ يسرع بخطواته كي يلحقه ويتأكد أكثر ربما يكون أخطأ

وبالفعل وجده ينزل الدرج وقد لفت نظره تلك العصاه التي تساعده في النزول بقياس المسافة

متى حدث ذلك؟

نزلت الدرج حتى وصل قبالته وهنا تمتم الطفل دون قصد 

_با..با

رد حازم بصوت مسموع وهو يمر من جواره

_انت مع بابا متخافش.

شعر داغر بأنه تعمد ذلك لكنه لم يهتم واستقل مقعده بالسيارة وقال للسائق

_اطلع بينا على عيادة دكتور منتصر.


❈-❈-❈


دلف حازم المنزل فيجد والدته جالسة على الأريكة منتظره عودته

وعند رؤيته حمدت ربها على عودته

_الحمد لله.

تقدم منها حازم ليضعه بين يديها وسالها

_أومال أسيل فين؟

_ادتها حباية مهدئة ونامت خفت لو فضلت صاحية يجرالها حاجة.


_طيب نيمي اياد جانبها وانزلي عشان عايزك ضروري.

صعدت أمينة ووضعته بجوار أسيل التي نامت بفعل المهدئ فلا تدري بشيء حولها.

عادت إلى حازم تسأله وهي تجلس بجواره

_ايه اللي حصل وهايدي اخدته أمتى ؟

تنهد حازم وقال بدون مقدمات

_انتي كنتي عارفة إن أسيل بتشتغل عنده؟

لم تفهم سؤاله في بادئ الأمر لكنها انتبهت لمقصده فلا داعي للكذب لذا ردت بروية

_معرفتش غير امبارح.

سألها بحدة

_وليه مقولتيش يا أمي؟


_ما تفهمني ايه اللي حصل الأول.

رفع حاجبيه متسائلاً 

_اللي حصل؟!

تعرفي اللي حصل ده خلاه يتجرأ ويدخل بيتي وياخد اياد ويمشي بكل بساطة.

قطبت جبينها بدهشة وسألته 

_ازاي؟

قص عليها ما حدث وأمينة تستمع إليه بصدمة

_معقول ده؟

رد حازم بلهجة حادة 

_اه معقول، لما تخبوا عليا حاجة زي دي يبقى مستغربش اي حاجة تحصل بعد كدة.


علىٰ صوته بادانة

_ازاي يا أمي توافقيها على حاجة زي دي، وهي وافقت تشتغل عنده بناءًا على ايه؟

رد أمينة بقلة حيلة

_اعمل ايه بس يا ابني، انا معرفتش غير امبارح ولما سألتها قالت إنها وافقت عشان تنتقم منه..

قاطعها حازم باحتدام 

_يبقى لسة بتحبه يا أمي، لسة جواها والانتقام حجة عشان تشوفه، معقول نسيت اللي عمله فيها

قالت أمينة بدفاع 

_محصلش صدقني، اسيل منسيتش ولا عمرها هتنسى، كل الحكاية إنها عايزة تنتقم منه زي ما قالت.

_هتعمل ايه يعني؟ هتقتـ.ـله مثلًا؟ ما هو اصلًا بقى شبه ميت، ايه اللي عايزاه غير إن قلبها حن له وعايزة تكون جانبه لا وكمان شغالة عنده ممرضة.

نهض من مقعده وتابع

_أنا ماشي دلوقت ولما تفوق هيكون في كلام تاني، هبعتلكم حد يصلح الباب.

خرج حازم واستقل سيارته عائدًا إلى شقته كي يبدل ملابسه المبتلة ثم عاد إلى المشفى.


❈-❈-❈


عادت وعد إلى شقتها وهي تشعر بالارهاق

فقد تأخر السائق عليها فاضطرت لركوب الحافلة 

جلست على المقعد ثم نظرت بساعتها فتجدها قد تعدت الثانية مساءً

ميعاد عودته 

وبالفعل قبل ان تقوم من مقعدها وجدته يدلف من الباب.

_مساء الخير 

قالها سليم بلهجته الهادئة وهو يضع مفاتيحه على الطاولة ويجلس على المقعد فترد هي بفتورها المعهود وخاصة بعد أن استيقظت ووجدته بجوارها على الفراش

_مساء النور

تابعت وهي تنهض

_ثواني هقوم اجهزلك الغدا.

منعها سليم

_خليكي أنتِ شكلك لسة راجعة.

لم تخبره بأن السائق تأخر عليها كي لا يعاقبه على ذلك فقالت بنفي

_لأ مش تعبانة 

نهضت لتدلف غرفتها كي تبدل ملابسها ثم خرجت فتجده دلف غرفته كي يبدل ملابسه بدوره

دلفت المطبخ واخرجت الاشياء من المبرد وبدأت بإعداد الطعام 

انتبهت لصوته خلفها يسألها

_تحبي اساعدك في حاجة؟

كانت تود الرفض لكنها حقاً متعبه وتريد مساعدة

اومأت له وبدأ هو يساعدها في إعداده

كانت نظراته لها تحمل اشتياق شديد لكنها مازالت تعاقبه على ما فعله بأخته

كان باستطاعته ان يخبرها بالحقيقة لكنه لا يريد عودتها إليه بتلك الطريقة 

يريد أن تعود إليه وهي تتقبله بكل مساوئه

وحينها سيخبرها بكل شيء

وقف بجوارها امام المقود مما جعل اكتافهم تتلامس دون قصد بالنسبة لها

لكنه كان يحترق بنارها كلما تلامسوا

أغلقت وعد المقود ووضعت الطعام على السفرة الصغيرة في المطبخ وكذلك فعل هو.

كان الصمت سيد الموقف لكن قلوبهم تحكي الكثير

سألها سليم

_عاملة ايه في الجامعة؟

ردت بعدم اهتمام

_في حاجات كتير بتسقط مني بس بحاول افهمها من اصحابي.

قطب جبينه بحيرة وسألها

_اصحاب مين؟ وساكنين فين؟

ردت وهي تتظاهر بعدم الاهتمام

_عرب وساكنين قريب من الجامعة.

ترك الملعقة من يده وسألها بغيرة

_اقصد بنات ولا شباب؟

رفعت نظرها إليه لترى مدى غيرته فأرادت اشعالها حقاً كما يفعل معها ويتناول طعامه مع نساء بحجة عشاء عمل.

_كدة وكدة.

ازدادت عقدت جبينه وغمغم بانفعال

_وازاي حضرتك تسمحلي لنفسك تكلمي شباب حتى لو بدافع الدراسة.

تركت هي أيضاً الملعقة من يدها وقالت بفتور

_زي ما حضرتك بتتعشى مع ستات بحجة عشاء عمل والكلام الفاضي ده.

انفعل اكثر من ردها وقال باحتدام

_بس ده شغل.

ردت بتحدي

_ودي دراستي.

ضيق عينيه مستفهمًا رغم علمه بأنها تستفز غيرته

_يعني ايه؟ 

_يعني زي ما انت بتحلل لنفسك بدافع الشغل انا كمان بيكون بدافع الدراسة.

رغم سروره بغيرتها عليه إلا إنه لم يقبل طريقتها بالحديث معه ولا بتحديها له فقال بلهجة حادة وحازمة

_الكلام اللي اقوله يتنفذ من غير نقاش، مفيش كلام تاني مع اي شاب حتى لو كان دكتور الجامعة نفسه، فاهمة؟

تطلعت إليه بعتاب ورأت نفسها أسيل أخرى وهي ما لن تسمح به، فليتركها تعود لعالمها البسيط لا تريد تلك الحياة بقيودها حتى وإن كانت قيود ألماس.

هزت رأسها برفض 

_وانا مش هقبل أكون أسيل التانية.

ضربته بمقتل عند ذكر أخته وما عانته معهم

ماذا تعرف هي عمّ عاشته أسيل كي تقارن وضعها به

تقدم منها خطوة عادتها هي للوراء حتى صدم ظهرها بالمبرد خلفها

ورغم غضبه الشديد منها ورغبته في معاقبتها إلا إن رؤية الخوف بعينيها جعله يتراجع عمّ انتواه وخاصة عندما تابعت بعتاب احرق قلبه

_مش عايزة الحياة دي، مش دي الحياة اللي اتمنتها معاك، انا بحبك واتمنيت اكون من نصيبك بس انت دمرت كل حاجة باللي عملته في أختك، خلتني افقد احساسي بالامان اللي محستوش إلا معاك.

استطاعت بكلماتها أن تنهى على من تبقى من غضب وعاد العشق يأخذ موضعه داخل عينيه وتمتم برق

_وانا اتمنيت أعيش حياة أفضل من دي معاكي، لا إنتِ ادتيني حبك ولا حسيتي معايا بالأمان، يعني كل واحد منا مستني التاني يبدأ

ملس بأنامله على خدها وتابع بهمس

_بس أنا حقيقي اديت كل حاجة، اديتك قلبي وحبي وعمري واديتك اسمك، مفكرتيش تدي حاجة واحدة من دول حتى قلبك استكترتيه عليا

بقيت بدور عليكي وانتي قدامي، لأنك ببساطة مبقتيش البنت اللي حبتها

بقيتي واحدة تانية شكاكة ومتطلبة حتى فقدت ثقتها في نفسها.

متستنيش مني اديك لأني اديت كتير


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة