رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 26 - 1 - الخميس 26/12/2024
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السادس والعشرون
1
تم النشر الخميس
26/12/2024
دلفت شاهي خلف حسين وهي تنظر إلى سليم الذي ألجمته الصدمة بخبث ولما لا وقد علمت بأمر زواجه من تلك الخادمة وستكون فرصة ذهبية للخلاص منه للأبد
_ايه يا سليم مش هتقولنا اتفضلوا.
قال حسين بعتاب
_بتصل عليك مش بترد قلت اجي بنفسي اشوف السبب.
اهتزت نظراته وحمحم قائلاً
_سوري اتفضلوا.
دخل حسين وشاهي التي جلست على المقعد بأريحية تضع قدم فوق الأخرى وتتطلع إلى الشقة بإعجاب وقالت بمكر
_جميلة اوي شقتك يا سليم ومرتبة أوي، أكيد الخدامة اللي عندك ذوقها على أوي، اقصد نضيفة أوي.
لم يحتاج لفطنة كي يعرف إلى ما ترمي، فقال بمغزى
_أعلىٰ مما تتخيلي.
خرجت وعد وهي تشدد من وضع المئزر حولها
_مين يا سليم……
الجمتها الصدمة عندما وجدتهم جالسين في البهو وشاهي تنظر إليها باستهزاء، أما حسين فقد اتسعت عينيه بصدمة وهو يرى أمامها وعد خارجة من غرفة ابنه، تلك الخدامة التي خرجت من الملجأة تسكن بشقة ابنه الوحيد ووريثه
فتمتم بعدم استيعاب
_الخدامة دي بتعمل ايه هنا؟
تطلع إليه سليم قائلاً بحنق
_مسمهاش خدامة.
أشار لها بالتقدم تجاهه
_تعالي يا وعد رحبي بضيوفك أقصد حماكي.
استمتعت شاهي بتلك المواجهة وأخذت تهز قدميها وهي تشاهد ما يحدث في سكون تام.
نهض حسين وقد تجمع غضب الدنيا أمامه وقال ساخطاً
_انت اتجوزت دي وحطيت راسنا في الطين؟
رد سليم بسخط مماثل
_قولتلك ماسمهاش دي اسمها وعد حرم سليم النعماني أي مسمى تاني مش مقبول.
انصدم حسين من رد ابنه الذي لأول مرة يقف أمامه ويتحدث معه بتلك الطريقة
_انت بتكلمني انا بالطريقة دي؟
رد سليم بتحدى وقد انتهى ثباته الذي اجبر نفسه عليه طوال عمره وتقدم منه ليجيب بتأكيد
_لما تغلط في مراتي واللي شايله اسمي واسم العيلة لازم اغلط، لما متحترمش وجودها في بيتها وتقول عليها خدامة يبقى طبيعي أرد عليك الرد ده.
أمسكه حسين من تلابيبه وصاح به بغضب
_انت لازم تطلقها مستحيل ولادها يشيلوا اسمي طول ما انا عايش حتى بعد ما أموت مش هيحصل.
جذب سليم يدي حسين يبعدها عنه وقال بنفور
_صدقني أنا نفسي مش عايز ولادي يحملوا اسمك ولا حتى أنا، عارف ليه؟
توحشت نظرات حسين وهو يستمع له فيتابع سليم
_لأنه هيبقى نقطة سودة في حياتهم زي ماهو نقطة سودة في حياتي، بلاش تحسس نفسك أنك حاجة كبيرة أوي لأنك ببساطة اصغر من كدة بكتير أوي عارف ليه؟
.أشار على شاهي وتابع….. لأنك خليت واحدة زي دي تلعب بيك وتدمر حياتك وحياة ولادك
همت شاهي بالدفاع عن نفسها لكنه منعها بصوته الهادر
_اخرسي ولا كلمة.
تطلع إلى والده وتابع بسخط
_مش بس حياة ولادك لأ دي دمرت مراتك لما عملت خطة دنيئة زيها ودخلت الراجل ده البيت
تطلع حسين إلى شاهي التي هزت رأسها بفتور
_محصلش.
أكد سليم بانفعال
_لأ حصل والشغالة اللي أكدت لجنابك أنه بيجلها في فترة غيابك هي اللي اعترفتلي بكل حاجة قبل ماتموت وإن دي…اشار على شاهي….هي اللي اجبرتها تقول كدة وهددتها بعيالها.
كان حسين يستمع إليه بذهول وتابع سليم
_دمرتنا كلنا مش بس أمي،عملت مني انسان بارد معندوش أي مشاعر وأكتر واحدة اتعذبت مني هي أسيل.
فاكر أسيل؟!
أسيل اللي خليت حياتها جحيم لدرجة انها دورت على الحب اللي مفتقداه معانا مع حد تاني ورغم كل ده خلتني اقتلها بإيدي.
تقدم منه خطوة ليقول بازدراء
_مرحمتش احساسي وقتها ومرحمتش انها إختي وإني هعيش حياتي كلها اتعذب على قتلي لها.
بس لأ مهمكش حاجة زي دي ولا يهمك العذاب اللي عشته بعدها
تطلع إليه بسخط وقال
_ انت انسان تستحق بجدارة انك تكون المغفل الوحيد في الليلة دي كلها اللي مجرد ست قدرت تلعب به وتدمر حياته بالشكل ده.
كانت وعد تستمع إليه وهي تبكي بحرقة على حال حبيبها
أما شاهي فقد اخذت حقيبتها وانسحبت بهدوء لا تريد شيء بعد الآن فقد حصلت على مبتغاها لذا ليست خاسرة بعد تلك المواجهة.
تابع سليم
_ودلوقت اتفضل لأن وجودك غير مرغوب فيه.
❈-❈-❈
في منزل خليل
وقفت أسيل حائرة وقد طلب منها خليل أن تظل معه حتى عودته
كيف يطلب منها ذلك وهو يعلم حقيقة ما حدث منه
ازدردت أسيل لعابها بوجل وتمتمت برهبة
_بس حضرتك مش هقدر أتأخر عن البيت فترة طويلة و…..
قاطعها خليل برجاء
_عارف إنه صعب بس مش هقدر آمن حد غيرك يبقى في البيت لحد ما أرجع واوعدك اني هرجع في اسرع وقت
كان داغر يستمع لعمه وهو يضغط على الملعقة بغضب فتمتم بغضب
_عمي…
تطلع خليل لأسيل
_طيب اتفضلي انتِ دلوقت.
أومأت له وذهبت تاركة ذلك الذي يزم فمه بحنق سأله خليل
_في ايه؟
رد داغر بانفعال
_انت اللي في ايه يا عمي، انت هتترجاها عشان تقعد مع ابنك الصغير لحد ما ترجع؟
_لأ مش بترجاها عشان تقعد معاك، بترجاها عشان تفضل في البيت ملهاش اي علاقة بجنابك.
مسح داغر بيده على وجهه وقال باحتدام
_برضه متترجاش حد.
لم يريد خليل الجدال معه لذا تحدث بهدوء وهو ينهض
_تمام انا ماشي دلوقت وبلاش اسلوبك المستفز معها البنت دي ممرضة مش خدامة حضرتك.
تنهد داغر بتعب وقال بروية
_حاضر، حاجة تاني؟
أخذ هاتفه ومفاتيحه
_خلي بالك من نفسك.
تركه وخرج من المنزل مما جعل داغر تتيح له الفرصة كي ينتقم برتابة استعداداً للانتقام الأكبر.
خرج خليل من المنزل فيجدها منتظرة في الحديقة ويبدو عليها الارتباك
وفور رؤيته أسرعت إليه قائلة
_حضرتك ازاي عايزني افضل معاه لوحدي، مستحيل أوافق.
تعاطف خليل معها وقال بهدوء
_انتِ خايفة من ايه؟ تفتكري واحد في ظروفه دي هيقدر يعمل حاجة؟
ارتعشت أوصالها للذكرى وتمتمت برهبة
_مش هيقدر بس أنا كمان مش هقدر افضل معاه في مكان واحد ده انسان….
قاطعها خليل بحزم
_لازم تقدري عشان نكمل الخطة اللي اتفقنا عليها، وبعدين انتِ لازم تقدري وضعي انا ده مهما كان ابني ومش هقبل أبدًا بأي حاجة تأذيه أو حتى تأذي مشاعره.
فركت يديها ببعضها تحاول السيطرة على رجفتهم
_اللي انت بتطلبه مني ده صعب أوي أوي.
_واللي برضه بترفضيه ده صعب اقبله، ده حفيدي اللي بتلعبوا بمستقبله ده، طالما مش عايزاه يعرف يبقى لازم تنفذي اللي اتفقنا عليه.
رمشت بعينيها وقد انتابها الخوف من القادم
_بس..بس… انا خايفة.
طمئنها خليل بثقة
_قولتلك انا معاكِ متخافيش وبعدين دي الطريقة الوحيدة اللي نقدر نثبت بها إياد وكمان تكون معاكِ قسيمة جواز لو حبيتي تكملي حياتك مع حد تاني.
لاحت ابتسامة مغمزة بالمرارة وهي تمتم
_حد تاني؟ انا خلاص مبقتش انفع لحد تاني ولا تالت.
تأثر خليل بحالتها
_والله يا بنتي انا مش عارف اقولك ايه بس اللي واثق منه إن داغر مش كدة أبداً واللي واثق فيه اكتر انه حقيقي بيحبك
تنهد وتابع
_على العموم انا هسافر اخلص الاجراءات والأوراق اللازمة وارجع على طول.
أومأت له مرغمة واستقل خليل سيارته وانطلق بها.
أما هي فقد وقفت تراقب ابتعاد السيارة وهي تخرج من البوابة الكبيرة ثم أغلقت خلفه وأمامها هي أيضاً
الآن أصبحت وحيدة معه ماذا ستفعل لو انعاد من جديد.
استدرات لتعود للداخل وهي تفكر هل ما تفعله خطأ أم صواب
وإن كان ذلك هل هو بهذه السذاجة حتى يتركها تهرب بفعلتها بعد أن يبصر ويعرف الحقيقة؟
ماذا إن عرف ان له طفل منها وقد فعلت تلك اللعبة لتسجله وتهرب به
ماذا أن حلقها حتى علم بمكانها
ماذا ستفعل حينها.
تعبت من التفكير وقررت أن تثق في عمه كما طلب منها ودلفت للداخل فوجدته جالساً في البهو وعينيه مصلبة على الفراغ أمامه.
لا تعرف لما حزن قلبها على حاله
سمحت لنفسها أن تتطلع إليه وإلى ملامحه الواجمة بل المخادعة والتي ظهرت الآن على حقيقتها
حقيقة واحدة فقط وهي أنها عشقت من قام بذ.بحها حد الجنون.
قد تكون مشاعر متضاربة ما بين سخط عليه وبين حزناً على مصابه
وكلاهما مشاعر تؤكد شيئاً واحد لا غيره
أنها في النهاية هي مازالت تعشقه
_هتفضلي واقفة بصالي كدة كتير.
بوغتت أسيل بسؤاله واندهشت كيف باستطاعته معرفة مكانها والأدهى كيف علما انها تنظر إليه.
تقدمت منه تسأله بثبات يتنافى تمامًا عمّ بداخلها من خوف
_عايز حاجة اعملها؟
قال بفتور وهو يضع قدم فوق الأخرى
_السجاير فوق هاتيها.
اومأت له رغم استياءها وصعدت لغرفته لتأتي بها لكنها توقفت مكانها عندما عاد إليها الدوار وشعرت بأن المكان يلتف بها
تحاملت على نفسها وأخذت تبحث عنها حتى وجدتها على المنضدة
ازداد الألم أكثر حتى
كادت تسقط أرضًا عندما هاجمها بقوة فأسرعت بالجلوس على الفراش وأخذت تتنفس بصعوبة من شدته
شعرت ببوادر نوبتها لكنها قاومت
عليها ان تظل يقظة هي وحيدة وستكون صيدة سهلة بالنسبة له
أخذت تنظم انفاسها الثقيلة وتحاملت على نفسها ونهضت مترنحة لكن سقطت العلبة من يدها
همت بالميل عليها لتلتقطها لكنها كلما فعلت ذلك كلما اشتد عليها
فقد أصبح في الآونة الأخيرة يتكرر معها هذا الأمر
تحاملت على نفسها أكثر وخرجت بها من الغرفة
ترجلت الدرج بأقدام متعثرة
والرؤية مشوشة لكنها تجاهد كي تبقيها واضحة
توجهت إليه لتناوله إياها وهي تتمتم بتيهة
_اتفضل.
أخذها داغر وقام بإشعال واحدة منها ينفث دخانها ببزخ وسألها
_كنتو عايشين فين قبل ما تسكنوا هنا من سنتين؟
بغتت بسؤاله وقد اشتد الألم برأسها وردت بثبوت
_كنا عايشين في القاهرة.
سعلت عندما وجدته ينفث الدخان من القرب منها وعاد اسئلته
_رجعتوا ليه؟
استندت على المقعد عندما هاجمها الدوار مرة أخرى وحاولت الرد برتابة كي لا يشعر بشيء
_عادي زي اي حد بيرجع لبيته.
افترى فمه عن ابتسامة ساخرة وقال بتهكم
_غريبة.
_هو ايه اللي غريب؟
نهض بعد أن ألقى السيجارة على الأرض ودعسها بقدمه
_أصل انا برضه عملت كدة، بعد ما قلت مش راجع تاني لأن مبقاش ليا حد هنا، بس الحنين اللي رجعني غصب عني.
سار بخطوات ثابتة حتى وصل للشرفة الزجاجية وتابع
_صحيح مش شايفها بس حاسسها، كل حاجة حواليا ريحتها بتفكرني بذكريات سعيدة عشتها هنا في البيت ده، بس رغم كدة تركت ندوب مستحيل حاجة تمحيها.
عرفت إني غلطت غلط كبير أوي لما رجعت.
كانت تستمع إليه بحيرة لا تفهم ماذا يقصد
هل ضحية أخرى غيرها أم يقصدها هي ويعاتبها على ابتعادها بعد ما فعله
فقالت بمغزى
_بس ذكريات السعادة عمرها ما بتترك ندوب طالما حافظنا عليها.
ابتسم بسخرية واستدار إليها قائلاً
_عندك حق، بس لو رفضنا دخولها حياتنا من الأول كانت حاجات كتير اوي اتغيرت
ويمكن مكنتش اتعميت ولا سيبت شغلي
يعني وجود السعادة دي في حياتي كان أكبر خطأ.
عاد الألم يقتحم رأسها بقوة فلم تعد تستطيع الثبات أكثر من ذلك
كم تود الاستلقاء الآن لكن هي تعلم جيدًا بأنه