رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 4 - 3 - الأربعاء 4/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
ما علاقة هذا الأمر بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
3
تم النشر يوم الأربعاء
4/12/2024
مر أسبوع وجاء يوم العطلة مجددًا وعندما ذهبت تقى مع زوجها وابنتها إلى منزل والدتها كالمعتاد، كان محمود ينتظرها أمام منزل أسرتها يراقب وصولها على أمل أن يتحدث معها ويصلح ما أفسده في الماضي.
ظل محمود ينتظر طويلاً دون ملل حتى رأى تقى قادمة، فشعر بالسعادة لكنه تفاجأ عندما رآها تسير وهي تداعب طفلة صغيرة كان يحملها رجل يسير جانبها مبتسم لهم، ثم احتضنها برفق ودخلوا إلى العمارة.
وقف محمود مصدومًا، وقد خمن أن ذلك هو زوجها وهذه ابنتها رغم أن الطفلة تشبه والدها أكثر! فهذا يعني أنها لم تنفصل كما أخبرته والدته؟ تبخرت آماله في العودة إليها من جديد ومع ذلك، ظل تحت العمارة ولم يغادر، بل انتظر حتى نزلوا ثم صعد خلفهم واستمر في مراقبتهم بعينين غامضتين.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أسابيع، في منزل يوسف كان يجلس فوق الأريكة يحاوط ابنته الصغيره فوق فخده يقبلها حين وآخر ويطعمها بيده بصبر وطول بال، ثم أبتسم بحنان وهو يهمس لها بحب
= كولي يا حبيبه بابا .
وعلى الجانب الآخر كانت تجلس جانبه زوجته وهي تقشر البرتقال وتتناوله ثم قالت بتسائل
باهتمام
= كمل وبعدين، يعني الحمد لله كده لقيت شريك رابع وخلصت من حكايه الديون اللي كانت عليكم
هز رأسه ببسمة يخفي خلفه قلقه من القادم لا يتناسب مع رجولته
= آه تقريبا، الحمد لله ما هو الشريك اللي دخل بنسبه زينا الأمور اتعدلت الى حد ما، مع اني ما كنتش عاوز ادخل حد احنا مش عارفينه اصلا على الاقل الاثنين اللي معايا واحد صاحبي والثاني صاحب أمجد صديقي، انما التالت ده عرفناه عن طريقه حد احنا مش عارفينه اصلا، بس مضطرين بقى هقول إيه
عقدت تقي حاجيبها قليلاً من مبالغته وعلقت بتلقائية
= أكيد مع الوقت هتعرفوا هو كويس ولا لا وكل حاجه ماشيه بالمحامي وبالاوراق زي ما فهمتني، وبعدين بصراحه انا مبسوطه من حكاية الشقه اللي تحتينا اجرتوها وهتفتحوا فيها المشروع بتاعكم على الاقل تبقى تحتينا لو احتاجت حاجه ولا احنا وكمان هبقى انزلك الاكل بتاعك بدل ما انت ساعات مش بتتغدى وتقضي يومك كله في الشغل
رفع يوسف أحد حاجبيه بسخطٍ قائلاً
= اوعي تعملي كده طبعاً المكان كله هيكون رجاله انا لو احتاجت حاجه يبقى اطلع مش مستاهله، وبعدين كنا محتاجين مكان أكبر بسرعه واتفاجئت انها للايجار فعرضت على صاحب البيت ووافق... بس الكلام ده قبل ما الشريك الرابع يجي على الاقل التانيين كنت ضامنهم بس خلاص كنا دفعنا العربون
تساءلت تقي وعلامات الحيرة تغطي ملامحها
= انا مش عارفه قلقان ليه أوي كده من حكايه الشريك الجديد، ما انت في النهايه اي حد بتتعرف عليه جديد ما بتكونش عارفه من البداية و واحده واحده بتبدا تثق فيه وتعرف انسان كويس ولا وحش.. وانت قلت ان العقد اللي عملته عشان تضمنوا حقكم عاملينه مجرد سنه واحده يكون تحت التدريب ولو كويس هتجددوا العقد اكتر .
هز رأسه يمينًا ويسارًا ببطءٍ، وبذل مجهود مضاعف ليرد بصوت خافت
= يا ريت يكون كلامك صح، بالمناسبه صحيح أمجد بيقول أن هو والشريك الجديد اقترحوا نطلع سفريه كده عائليه منها نريح شويه قبل ما نبدأ الشغل وبالمره نتعرف على بعض وكل واحده منكم كمان تتعرف على الثانيه.. انا ما اديتهمش كلمه قلت اسالك الاول ممكن ما تحبيش تروحي مع ناس مش عارفاها كويس
هزت كتفها بعدم مبالاة ودون تفكير أجابت كعادتها
= اللي تشوفه يا يوسف لو حابب تطلع مع اصحابك تمام ما عنديش مشكله لو مش عاوز خلاص خلينا.. شوف اللي يريحك وانا معاك .
نظر يوسف إلي زوجته نظرة خاطفة بيأس وقال مع نفسه بعبوسٍ متجهم
= أووف، هي دي العيشه اللي كلها عادي واللي تشوفه اللي انا عايشها وخالي مش فاهمني..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين بدأوا استعدادًا بالمغادرة في أحد الأماكن الصيفيه على البحر في تجمع عائلي مع الاسره والاولاد والازواج والاصدقاء بالعمل،تابع يوسف الإجراءات الخاصة بسفرهم، وقفت تقي إلى جوار زوجها وهي تحمل ابنتها الصغيره فوق كتفها، وكانت تتفقد الأشياء التي بحوزتها لتتأكد من عدم نسيانها لشيء، ألقت بعدها نظرة سريعة على الحقيبة الذي يجرها زوجها للإمام حتى توقف وابتسم بهدوء عندما تقابل مع اصدقائه وبدأ الجميع يسلم على بعضهم البعض والسيدات أيضاً وبعدها صعدوا بالسيارات تجاه الفيلا التي استاجروها ليأخذ كلا منهم غرفه بمفرده مع عائلته ولكن في نفس المكان.
بدأ الجميع في تنظيف المكان وفي ذلك الاثناء سمعت تقي أصوات ضوضاء بالخارج وخرجت لتري ماذا يحدث لتجد الجميع يرحب بشخص قادم وهو الشريك الجديد، أشار يوسف لها لتتقدم ثم مدت يدها لتمسك تقي الصغيره وتقدمت تجاههم وهي تبتسم بهدوء
حتى تتعرف على ذلك الشخص وزوجته كما ظنت .
وعندما اقتربت أكثر ووقعت عيناها على ذلك الشخص، تلاشت ابتسامتها فجأة وتحولت إلى صدمة كبيرة. رمشت بعينيها غير مصدقة أن محمود زوجها السابق أمامها بعد كل هذه سنوات الفراق، التقت به في هذا المكان ومع زوجها الحالي... لذلك لم تكن تعرف إن كانت هذه صدفة أم مدبرة؟
تركت هدي زوجه أمجد المجلة من يدها و وضعتها جانبًا وتقدمت نحوهما ثم سألته باهتمامٍ
= آمال فين المدام يا أستاذ محمود مش المفروض كلنا هنتجمع مع بعض والستات كمان
هز رأسه بأسف زائف ثم رد بلهجةٍ اتخذت طابعًا رسميًا
= كانت هتيجي معايا فعلا بس أختي الصغيرة تعبت واضطرت تقعد جنبها، مره ثانيه ان شاء الله يبقى نتعرف، بس هي كان نفسها اكيد تيجي معايا وما تسيبنيش اجي لوحدي بس غصب عنها
هزت الأخري رأسها بتفهمٍ وقالت بفضول
= ولا يهمها بس الف سلامه على اختك مالها؟
حول هنا ناظريه نحو تقي بتعمد بسخرية ورد بحب زائف
= عندها ظروف خاصه كده وبتحتاج رعايه كبيرة وهي الحمد لله مش مقصره في حاجه معاها يا حبيبتي، عشان كده اول ما تعبت قالتلي على طول روح اتفسح انت مع أصحابك زي ما اتفقتوا وسيبني انا معاها هتصرف.. ومسؤوليتها يعني مش صعبه ولا حاجه .
فهمت تقي جيد الى ماذا يلمح لكن لم يعلق عليه احد، بدأ بعدها يتعرف علي الموجودين وعندما وصل الى تقى لوح لها محمود بيده مبتسماً بمجامله وكأنه لا يعرفها من قبل، لكن عيناه كانت تتحرقان شوقًا لما قضي معها من مستقبل مشرق لم يكتمل، مال يوسف ناحيتها يحتضنها وهو يقول بصوت جاد
= دي مدام تقي مراتي.. و دي بنتي اسمها برده تقى .
تعمدت تقي الرجوع للخلف بحذر وهي تضم ابنتها لتشعره بأهمية ما هي عليه الان؛ لكنها وجدت ابتسامته اللبقة تتسع قليلًا وسرعان ما تعلقت نظراتها بيده الممدودة لمصافحتها عندما تكلم هاتفآ
= تشرفنا يا مدام...
اندهشت منه وهو ينكر معرفتها وترددت في مبادلته المصافحة لكن لا تريد أن تسير الأنظار عليها، لكن قبل أن ترفع يداها سبقها زوجها واخذ يده الممدوده وهتف يوسف مشددًا بنبرته المهتمة المتملكه
= اسف المدام مش بتسلم على حد غريب...
رغم القلق الذي يمر بداخلها بتلك اللحظة لكن شعرت تقي بالامتنان الشديد تجاهه زوجها لانه أنقذها من ذلك الموقف دون انتباه...
نظر محمود إلي ذراعيه الذي يحوم فوق كتفها بنظرات غيظ ثم رفع حاجيبة للاعلي بتهكم خفي و قال بضيق مكتوم
= ولا يهمك بس بجد الاتنين اسمهم تقى؟ بنتك ومراتك.. ودي صدفه ولا كانت مقصوده
ابتسامة واسعة تشكلت على وجه صديقه امجد وهو يغمز له بنظرةٍ مازحاً
= مقصوده اكيد يا سيدي اصل الحب مولع ما بينهم شغل تلزيق كده ملكش دعوه بيه، او شكلها طالعه موضه او تقريبا ما اكتفاش بتقي واحده قال يبقى عنده إثنين.
جز يوسف علي أسنانه مغتاظًا وهو يقول بصوت جاد
= أمجد اتلم.
تراجع أمجد للخلف بخوف زائف وقال
= خلاص يا سيدي ما تبرقليش كده مش بنفهم الراجل الحكايه ماشيه ازاي، اصل مش من قله الأسامي يعني بذمتك لما بتيجي تنده عليهم مش بتتلخبطوا والمدام ما بتبقاش عارفه مين فيهم، بس لسه هتعاني اكتر لما بنتك تكبر
تحدثت هدي زوجته بدافع عنه وقالت
= انتم مالكوا نازلين عليه تريقه وسف كده ليه ده حب يا ريتك بس تتعلم، ان الواحد من كتر حب لمراته سماها على إسم بنته برده.
عقد زوجها حاجيبة وهو يقول بحنق زائف
= عاجبك يا سي يوسف كده اديك قلبتهم علينا، حاضر يا حبيبتي اوعدك العيل اللي جاي سواء بنت ولا ولد حتي هسميه على اسمك ارتحتي كده واتاكدتي ان انا بحبك يعني
بدأ الجميع يضحك عليهم ويبتسم ما عدا تقى التي كانت ما زالت مصدومه من حضور محمود أمامها وتحاول استيعاب الأمر، هتفت هدي بضيق شديد
= سخيف، يلا يا جماعه كفايه كلام وتعالوا عشان ناكل الأكل جهز وكنا مستنيين استاذ محمود يجي هو والمدام و بما انه جه نقدر نحط الأكل دلوقتي براحتنا، تعالي يلا يا تقى ساعديني....
ظلت تقي مكانها شاردة في تلك المفاجاه التي حلت عليها ولم تسمعها حتى، فاقترب يوسف منها بحذر وتمهل نحوها وهتف بنبرة هادئة
= حبيبتي مالك؟ مدام هدي بتنده عليكي تساعديها
انتبهت له وحفظًا لماء الوجه رسمت بسمة زائفة على محياها وتكلمت بأسف
= هاه، أسفه ما سمعتهاش حاضر هروح عن اذنكم .
حاولت تقي مغادرة المكان دون أن تنظر إليه وهي تشعر بعدم الارتياح، لكن الآخر كان يراقبها بنظرات غيرة وضيق من قربها لزوجها بدلا منه الآن! نتيجة شوقه العميق لها.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية