رواية جديدة سرداب الغرام لندا حسن - الفصل 10 - 4 - السبت 28/12/2024
قراءة رواية سرداب الغرام كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سرداب الغرام
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ندا حسن
الفصل العاشر
4
تم النشر يوم السبت
28/12/2024
وقف أمام والده بعدما ذهبت واحتار في التفكير وتشتت عقله فلم يجد حلًا سوى أن يذهب إليه هو ويرى ما الذي يريده ويخطط له..
ابتسم والده جالسًا على المقعد خلف مكتبه ونظر إليه بتحدي:
-فاكرني مش عارف إنك متجوز يا يوسف
أومأ إليه "يوسف" برأسه واحتار أكثر عندما تحدث عن معرفته بزواجه فأشار إليه بيده قائلًا:
-لو كنت عارف مكنتش سيبتني.. بس بردو كنت بتقول تلميحات تخليني أشك إنك عارف
تقدم للأمام يستند على المكتب بمرفقيه:
-كنت عارف وقولت اسيبك تستمتع شوية مكنتش أعرف إن الموضوع هياخد أكبر من حجمه كده وتوصل للحمل وسنين جواز
أجابه "يوسف" بتأكيد دون خوف:
-عمري ما كنت هتجوزها إلا وأنا متأكد إني عايز أكمل معاها مش عايز استمتع زي ما بتقول
فعل والده حركة بفمه تنم عن استياءه وتسائل ينظر إليه بقوة:
-وأنت شايف إن اللي عملته صح
أومأ إليه برأسه بتأكيد وقوة ودون خوف أو رهبة وقف شامخًا يخرج كل ما كنه صدره داخله لسنوات بعدما رأى أن هذه اللحظة المناسبة والأيام القادمة لن تكون إلا مواجهة حتمية فعليه أن يخرج كل ما بصدره لتكن مواجهة شريفة:
-آه صح، من حقي اختار شريكة حياتي حتى لو كان غصب عنك أنا طول عمري بعمل اللي أنت عايزة وبس وأنت عمرك ما عملت حاجه واحدة أنا عايزها، ساعات كتير بستغرب نفسي ليه أصلًا لسه ماشي تحت طوعك وبسمع كلامك يا ترى علشان أنا فعلًا طيب وحنين زي ما بتقولوا ولا أهبل وغبي ولا علشان خايف منك
حرك رأسه نافيًا آخر احتمال مُشيرًا إلى نفسه:
-بس الخوف ده لأ أنا لو خايف منك فمش علشان خايف على نفسي أنا مستعد اخليك تقتلني دلوقتي، أنا خايف على اللي ليا وبس مش عايز اذاك يطولهم
ابتسم والده عائدًا إلى الخلف يستند إلى ظهر المقعد ناظرًا إليه بسخرية:
-يبقى غبي وأهبل
ابتسم هو الآخر بحزن ظهر على ملامحه حين تحدث ساخرًا:
-أو صعبان عليا اعصى أبويا حتى لو كان ديب ولون يعز عليا أقول أبويا وعمري ما نطقتها أنت اسمك بالنسبة ليا رضوان بيه.. حتى مش مراد
نظر إليه والده للحظات دون حديث يكرر ما قاله داخله لربما يتغير شيء! وقف على قدميه يقابله على الناحية الأخرى وأردف:
-أنت واخد بالك من وقفتك قصادي وكلامك معايا
عقب "يوسف" مُجيبًا بثقة شاعرًا أنه يلقي حمل ثقيل عن صدره:
-أول مرة ابقى واخد بالي كده.. وأول مرة اديك حقك اللي لازم تاخده مني من زمان
أبتعد يتحدث بهدوء ونبرته تنم عن أن كل شيء يملكه لا يعنيه بل لانت وتحولت إلى الحنان والحنين حين نطق اسمها:
-لو عايز تحرمني من فلوسك خدها مش عايزها ولو عايزني اسيب الشركة بردو مش عايزها وهسيب البيت وكل حاجه تخصك ولو عايز تتبرى مني أعملها كده كده أنا ابنك بالاسم ومعرفش ايه السبب ولا حتى عندي فضول أعرفه.. بس متأذيش مهرة
استدار ينظر إليه بجدية ورجاء في نفس الوقت لم يظهر على ملامحه إلا عندما ذكرها خوفًا عليها منه:
-مهرة ملهاش ذنب في أي حاجه حصلت حتى جوازنا
تهكم معقبًا:
-اتجوزتها غصب عنها
نظر إليه بقوة وتحولت نظرته إلى أخرى قوية شرسة وكذب قائلًا حتى يحيد الشك عنها:
-حاجه شبه كده.. عملت فيها من عيلة رضوان بجد وغصبتها
أومأ إليه وهو على علم بكذبه وأتاه صوته الجدي:
-بس أنا مش هأذيها يا يوسف
رفع يده بوجهه وخرج صوته الحاد لأول مرة وهو يعارضه ويقف ضده يهدده بكل صراحة ووضوح:
-كلامك ده مش هيدخل عليا أنا عارف دماغك كويس، بس خد بالك أنت عمرك ما شوفت يوسف ابنك غير وهو بيقول حاضر ونعم وبينفذ أوامرك وبس.. لكن قسمًا بالله مهرة لو حصلها أي حاجه هي أو ابني أنت هتشوف وش عمرك ما شوفته فيا ولا أي حد شافه هيبقى مفاجأة لعيلة رضوان والبلد كله
تحولت أعين والده إلى اللون الأحمر، تزاحمت الخيوط الحمراء داخل بياضها الذي ينم عن غضبه ناحيتها!..:
-أنت بتهددني
استهزأ "يوسف" قائلًا:
-معاش ولا كان اللي يهدد رضوان بيه، أنا بس بديك خبر عن اللي هيحصل لو مهرة حصلها حاجه
جلس والده مرة أخرى وتفوه ببرود:
-لو كنت عايز ااذيها كنت اذيتها من وقت ما عرفت
لا يدري لما يكذب حقيقة علمه بزواجه فلو كان هذا حقًا ما صمت إلى الآن:
-وأنت عرفت امتى أصلًا ما يمكن بتقول أي كلام
أجابه ضاحكًا يؤكد حديثه:
-فاكرني خايف منك مثلًا؟ ماشي يا سيدي أنا عرفت وقت ما نورا رجعت البلد
ضيق ما بين حاجبيه واستغرب حديثه متسائلًا:
-وايه دخل رجوع نورا
ناظرة بعيناه وأجاب:
-مش مهرة كلمتك ونورا عندك في الاوضه
بدأ بقص حقيقة علمه بزواجه منذ البداية معترفًا في منتصف حديثه أنه هو ولده الذي لا يخلف له كلمة والذي أعطاه الأمان عن طيب خاطر:
-أكدب عليك لو قولتلك إني أعرف من قبلها الحقيقة إنك عرفت تستغفلني كويس وأنا كنت مديك الأمان علشان ابني اللي مش بيكسرلي كلمة بس من وقت ما نورا قالتلي أن واحدة اسمها مهرة بتكلمك شكيت ودورت وراك وعرفت إنك متجوزها ومع ذلك سيبتك تستمتع براحتك على الآخر..
أكمل يتابعه بعمق:
-قولت نزوة وهتروح لحالها وبردو هتتجوز نورا مهما حصل واتأكدت من ده لما بعدت عنها الفترة اللي فاتت بس طلعت بتستغفلني تاني وهي حامل
سأله "يوسف" بترقب:
-أنت عايز ايه دلوقتي
تنهد بعمق، نظر إلى الأسفل ثم إليه مرة أخرى وخرج صوته هادئ لين:
-مش هأذيكم ولا أنت ولا هي.. أنت ابني يا يوسف هو في أب بيأذي ابنه، كنت هعمل كده صدقني لو وقفت قصادي الوقفة دي وهي مش حامل بس للأسف ضعفتوني..
وأكمل بنظرة هادئة وابتسامة مخالفة لكل تعابيره:
-اوعدك إني مش هعمل أي حاجه تضايقكم، أنا فرحان بوجود حفيد ليا
ثم استرد:
-خلي أي حاجه تانية بعدين.. وسيبني مبسوط دلوقتي
صمت "يوسف" لبرهة ولم يدلف هذا الحديث عقله أبدًا لكنه تحدث قائلًا بقوة:
-ماشي.. ماشي يا رضوان بيه هحاول اصدقك بس مش هديك الأمان
على الرغم من أنه الآن ولأول مرة يقف أمام والده ويتحدث بكل هذه الجرأة إلا أنه احتفظ واحترامه له، لم يخطأ ولم يفعل ما فعله والده أنه فقط أخرج بعض المكونات داخله تجاهه والذي يستحقه وأكثر بأضعاف من ذلك..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية