-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 34 - 2 - الخميس 12/12/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر الخميس

12/12/2024




أومأت بإيجاب وتحركت برفقته بعد أن رمقت ياسين بحزن، تجاهله هو وجلس بعيداً كأن الأمر لا يعنيه فما زال جرحه عميق ولن يلتئم بسهولة كما يظنون.     

تحرك ياسين بخفة تجاه غرفة صفا طرق الباب أولاً وانتظر الإذن بالدخول ودلف بعدها كانت والدة صفا تجلس بيدها مصحف صغير تتلوا ما تيسر لها بينما صفا تحرك سرير طفلها بحنان.

اقترب من فراش الصغير وتحدث بحنان:

-أخيراً صاحي ؟

ردت بهدوء:

-أيوة.

تسأل بحذر:

-ينفع اشيله ؟

حركت رأسها بإيجاب:

-أه طبعاً اتفضل.

حمل صغيره بحنان وهو يقبل رأسه :

-قلب بابا الصغنن يا ناس أنت.

توجه بنظراته إلي صفا وتسأل بلهفة:

-أنتِ بقيتي كويسة دلوقتي ؟

أومأت بالإيجاب:

-أه الحمد لله.

تنهد بإرتياح:

-الحمد لله.

نظر إلي صغيره الذي بين أحضانه وجده أغلق عينيه فوضعه بمهده بحذر شديد :

-هو لحق صحي عشان ينام ؟ وبعدين ليه حاسس أنه مش شايفني أصلا ؟

ردت بعملية:

-هو بيشوف بس بتشويش لأن لسه صغير وحتي لو شايف لسه بدري عقبال ما يفهم يعني مثلاً بعد ٤٠ يوم يفهم شوية يميزني من ريحتي مثلاً لأن أنا أقرب حد ليه واكتر حد بيتعامل معاه.

أومأ بتفهم وقال:

-تمام هسيبك ترتاح بعد إذنك.

تركها وغادر تاركاً إياه تنظر في أثره بشرود:

-شكلنا بنرجع لنقطة البداية يا ياسين.

❈-❈-❈

أرتفع صوت آذان الفجر بالمساجد تزامناً مع وصول سلوى وأمير إلي شقة الأخير، صف سيارته واتجهوا داخل العقار واستقلوا المصعد، وصل المصعد بعد دقائق إلي الطابق المنشود، فتح أمير الباب وخرجت سلوي أولاً يتبعها أمير وهنا كانت الصدمة "أحمد" جالساً أمام باب الشقة وفي حالة يرثي لها، تخطي أمير خالته واتجه له جاثياً على ركبتيه يتفحصه بقلق:

-حضرتك كويس يا عمي؟

رفع رأسه بحزن وقال:

-ياسين ساب البيت ومش عارف هو فين؟

تنهد بارتياح ورد:

-أطمئن يا عمي ياسين بخير هو حالياً في المستشفى جنب دكتورة صفا وإبنه قوم معايا قوم.

استقام أمير وساعده أن ينهض مستنداً بثقله علي ذراع أمير، أخرج مفتاح الشقة وقام بفتحها ودلف إلي الداخل وإلي جواره أحمد مستنداً عليه كتفاً بكتف اتجه به إلي أقرب مقعد وساعده أن يجلس عليه، بينما تبعتهم سلوي بصمت وأغلقت باب الشقة خلفها وجلست على المقعد المقابل لأحمد واضعة ساق فوق ساق.

شعر أمير بتأزم الوضع فتحجج مستئذناً:

-طيب أنا هروح أتوضأ وأصلي الفجر بعد إذنكم.

غادر سريعاً دون أن ينتظر رد، فهم لم يستمعوا له من الأساس فقط حرب نظرات دائرة بينهم قاطعها أحمد بحزن:

-شمتانه فيا يا سلوي؟

أشارت إلي نفسها بعدم إستيعاب وتسألت:

-نعم أنا شمتانة فيك ؟ أنت بتهزر ولا بتتكلم جد ؟ أنا شفقانه عليك يا أحمد شفقانه علي إلي أنت وصلت ليه ووصلتنا كلنا ليه بسببك ياسين مشيلني معاك ذنب سكوتي عاجبك كده فرحان بعذاب إبنك وكسرته وحرمانه من إبنه ؟ تفتكر ياسين ممكن يسامحك أو يسامحني ؟ أنا بس عايزة أسألك سؤال مرتاح دلوقتي ؟ شتت شملنا مرتاح دلوقتي بقي؟ كان طول عمرك نفسك في حفيد يشيل إسمك عشان ياسين وحيد وأهو حفيدك جه علي الدنيا بس معتقدش بعد كل إلي عملته صفا تقدر تسامحك وتخليك تشوف إبنها.

صاح بعصبية:

-أنا كنت بفكر في مصلحة ياسين ليه مش قادرين تفهموا ده أنا بحب أبني وعايز ليه الأحسن عارف أني غلط بس لو أنت كنتي قولتي أنها حامل كنت هوقف كل حاجة لأجل عيوني حفيدي.

اتسعت عيناها بصدمة وحركت رأسها عدة مرات بعدم إستيعاب وسرعان ما انفجرت ضاحكة وسط صدمته وذهوله.

ضيق عينيه متسائلاً:

-نعم ممكن أفهم بتضحكي علي أيه ؟

تهكمك ساخرة:

-بجد مش عارف بضحك علي أيه ؟ بضحك عليك أنت يا أحمد هو أنت كمان عايز تلبسني كل المصايب إلي عملتها ؟ أنا مش مصدقة الصراحة أنت بجد مصدومة فيك مكنتش أعرف أنا حبيت واحد أناني مش بيحب غير نفسه وبس وبتدور علي نفسك وبس عارف يا أحمد أنا ندمانة علي سنين عمري الي قضتها معاك بس عندي سؤال عايزة أعرف إجابته وهيفرق معايا أوي.

قطب جبينه بحيرة وتسأل:

-سؤال أيه ده؟

ردت بإختصار:

-لو أنا مكنتش خلفت ياسين كنت هتكمل معايا؟ ولا كنت هبقي مجرد نزوة عابرة في حياة الباشا .

هتف بتبرير:

-أنا كنت بحبك يا سلوي ولا زالت بحبك.

❈-❈-❈

حركت رأسها نافية وعقبت ساخرة:

-أنت عمرك ما حبتني من الأساس حتي حبيت ياسين إبنك إلي من صلبك أنت مش بتحب غير نفسك السلطة الجاه والمال وبس حتى حفيدك إلي نفسك فيه من زمان عايز تمد إسمك وبس من رأي حسبتها غلط يا أحمد جنة من غير ناس ما تداس وأنت جنتك خلاص بقت خاوية مفيش غيرك أنت وفلوسك الفلوس ممكن تحقق ليك إلي أنت عايزه تشتري ليك كل إلي نفسك فيه لكن مع الأسف الفلوس ولا بتشتري الحب ولا الونس ولا العائلة يا أحمد.

تجاهل حديثها وتحدث بعند:

-ياسين هيسامحنى يا سلوي أنا واثق من ده هو بيحبني .

هزت راسها بيأس وهتفت بنفاذ صبر:

-تمام يا أحمد ممكن أعرف حضرتك عايز مني ايه دلوقتي ؟ مشكلتك مع ياسين جاي ليا ليه أتصرف  معاه مش معايا أنا .

تجاهل حديثها وهتف بإصرار:

-لأ مشكلتي معاكي أنتي كمان لسه منتهتش أسحبي قضية الطلاق وكفاية أوي لغاية كده صفا خلاص هترجع لياسين وأنت كده مبقاش ليكي حجة.

تبسمت ساخرة وعقبت:

-بجد ؟ هو أنت فاكر دي بس المشكلة الأساسية ؟ المشكلة مش في صفا وياسين أو أنهم يرجعوا لبعض أو لأ المشكلة فيك أنت نفسك وبعدين مين قالك أصلا أن صفا سامحت ياسين أو هترجع ليه من الأساس هو كل إلي بيربطم دلوقتي هو إبنهم وبس الكلام خلص لغاية كده وأنا تعبانة وعايزة أرتاح.

شحب وجه أحمد وتسأل بصدمة:

-أنتي بتطرديني يا سلوي؟

تنهدت بسأم قبل أن تنهض وتقول:

-عايز تفضل أفضل أنا تعبانة ومحتاجة أرتاح.

أوقفها مستفهماً:

-ياسين في مستشفى أيه ؟

تساءلت بحذر:

-بتسأل ليه ؟

أجاب بنفاذ صبر:

-هروح أشوف ياسين وحفيدي .

تبسمت ساخرة وعقبت:

-عايزة رأي ياسين محتاجة فترة يرتاح عشان يهدي لأن معتقدش أن رد فعل ياسين هيعجبك أو أنه يخليك تشوف الولد من الأساس.

نهض بعزم وقال:

-ده أبني وبيحبني هو أه زعلان مني بس أكيد لما يشوفني هيسامحني.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-لله الأمر من قبل ومن بعد براحتك.

أعطته عنوان المشفى وغادر علي الفور، بينما تهاوت هي علي المقعد واضعة رأسها بين كفيها.

❈-❈-❈

ما أن أستمع إلي غلق باب الشقة، خرج علي الفور من غرفته يطمئن على خالته بقلق:

-خالتو أنتِ كويسة؟

رفعت رأسها بحزن وهتفت بمرارة:

-الحمد لله.

تنهد بارتياح ورد:

-طيب وهو رايح فين دلوقتي ؟

استطردت بإيضاح:

-رايح لياسين المستشفى.

اتسعت عين الآخر بصدمة وتسأل:

-بتهزري يا خالتو أكيد القيامة هتقوم هناك دلوقتي ليه أدتيه عنوان المستشفى بس.

زفرت بضيق وعقبت بتبرير:

-يا حبيبي أفهم أنا لو مقولتش ليه و خبيت عنه كان هيفتكر أني ببعد ياسين عنه خلينا نتقي المشاكل أحمد دلوقتي شايف أننا كلنا أعداء يا أبني فهمت.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-ربنا يستر من إلي جاي بجد أنا تعبت نفسي المشاكل دي كلها تخلص والكل يرتاح.

ربتت علي ظهره بحنان وعقبت:

-ربنا يهدي الجميع يارب يا حبيبي يلا روح نام ساعة وأنا هروح أصلي الفجر وأريح ساعة والصبح بإذن الله نروح المستشفى.

أومأ بتفهم وقال:

-حاضر يا حبيبتي تصبحي علي خير.

ردت بحنان:

-وأنت من أهل خير يا حبيبي.

 اتجه أمير إلي غرفته واتجهت هي الآخري إلي غرفتها وبداخلها راحة كبيرة تشعر أن هناك جبلاً قد انزاح من فوق قلبها يكفي أن ياسين قد حضر ولادة طفله وعلم الحقيقة يبقي فقط أن تسامحه صفا وتعود الأمور إلي وضعها الصحيح أما هي وأحمد فقد انتهت حكايتها وأعلن الستار عن النهاية.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة