-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 30 - 2 - الخميس 5/12/2024

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثلاثون

2

تم النشر الخميس

5/12/2024

فتحت باب الشقة وهي تحمل العديد من الحقائب، ما أن رأتها والدتها حتي نهضت سريعاً تقترب منها وتأخذ من يدها، دلفوا سوياً وجلست علي أقرب مقعد بتعب، رمقتها والدتها معاتبة وقالت:

-ايه إلي أنتِ شيلاه ده كله يا بنتي حرام عليكي نفسك وإلي في بطنك يا حبيبتي.

ردت بملاطفة:

-أنا كنت راكبة تاكسي يا ست الكل والله أطمني وبعدين كله يهون عشان خاطر حمبوزو ولا أنتِ عايزاه يزعل منك بقي يا تيتة.

تبسمت والدتها بحنان:

-ربنا يقومك بالسلامة يارب يا حبيبتي وينور الدنيا نور عين تيته ده مش ناوية تاخدي اجازة من الشغل لغاية ما تولدي يا بنتي أنتِ مش قادرة تاخدي نفسك يا قلب أمك ؟

حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ يا ماما أنا كويسة والحركة حلوة عشان البيبي.

انتبهت هناء الي شئ وقالت:

-صحيح أنتي لسه بردوا رافضة تاخدي فلوس من مامة ياسين ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-أيوة يا ماما الحمد لله أنا مش محتاجة حاجة وهي كمان دلوقتي عايشة مع أمير وهو متكفل بيها وحتي أصلا لو كانت فلوس ياسين أنا كنت هرفض أخد منه حاجة أنا ربنا يقويني وأبني عمره ما هيحتاج لمخلوق طول ما أنا علي وجه الأرض بإذن الله.

ربتت الأخيرة علي ظهرها بحنان وقالت:

-ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويرزقك برزقه وبره يارب العالمين.

أمنت علي دعائها:

-أمين يارب العالمين.

أكملت حديثها بحماس:

-بقولك أيه أحنا مش هنجهز شنطة البيبي؟

نبهتها والدتها بتحذير:

-لأ لازم نغسلها الأول وتتحط في الشمس يا بنتي في كام أيد مسكتها.

أومأت بإيجاب وردت:

-عندك حق يا ماما هقوم أغسلها.

أوقفتها بحزم:

-أقعدي أنتِ أرتاحي ومددي رجلك هقوم أنا اغسلهم وبالليل يكونوا نشفوا نجهز الشنطة يا حبيبتي.

تبسمت ممتنة وعقبت:

-تسلمي يا أمي ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي.

❈-❈-❈

بعد يوم طويل شاق قضاه في شركته الجديدة، عاد إلي الشقة التي يقطن بها برفقة خالته الحبيبة، فتح باب الشقة وجدها تجلس علي أحد المقاعد وتبكي، دوم شعور منه القي جاكيت حلته الذي كان يضعه علي يده وركض تجاهها وجلس علي ركبتيه أسفل قدمها وتسأل بحذر:

-خالتو مالك يا حبيبتي في أيه؟

رفعت رأسها بحزن:

-مفيش حاجة يا أبني.

ضيق عينيه متسائلاً بقلق:

-لأ فيه إعلان المحكمة كان هيروح النهاردة لعمي أحمد حاجة حصلت أو هو جه؟

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-أيوة يا أبني جه.

تنهد بسأم وعقب مستفهماً:

-خير يا خالتو أيه إلي حصل ؟

هتفت بإيضاح:

-عايز ننسي إلي فات ونرجع أنا مصدومة بجد في أحمد يا أمير أزاي مش فارق معاه إبنه وهو شايفه بيتعذب قدامه؟ لما عرفته أنه كده هيخسره قال هو لو كان بيحبها فعلاً مكنش فرق معاه كلامي ورجع ليها أنت متخيل وصل لايه ؟ أنا مش مصدقة أنا ده أحمد أبداً ده كان روحه فيا أنا وياسين وسعادتنا كانت رقم واحد في حياته لكن مع الأسف كل ده أتغير في غمضة عين.

مسح دموعها برفق بأطراف أصابعه وتحدث بحنان:

-خالتو أنا عارف حضرتك بتحبي عمو أحمد قد أيه لكن خلاص أنتي أخدتي قرار البعد لو مش هتقدري أحنا فيها وترجعي ليه لكن إنك تفضلي بحالتك دي لا يعني لأ.

هتفت بإصرار:

-مش هرجع يا أمير مش هرجع خلصت الحكاية أنا بس كنت متضايقة من إلي حصل.

نظرت له بحنات وتسألت:

-طمني أنت أخبار شغلك أيه يا حبيبي؟

رد بحب وهو يقبل يدها:

-الحمد لله ماشي حاله والأسهم إلي دخلتي بيها فرقت معايا شوية عايزين نروح للمحامي ونظبط نسبتك بإسمك.

تبسمت بهدوء وقالت:

-بس النسبة والأسهم مش بتاعتي.

ضيق عينيه متسائلاً:

-مش فاهم بتوع مين؟

ردت بحزن:

-دول هيبقوا بإسم ابن ياسين.

أومأ بهدوء وقال:

-تمام يا خالتو زي ما تحبي بس ممكن أعرف ليه؟ 

ردت بهدوء:

-بأمن مستقبله.

رمقها بعتاب وقال:

-خالتو هو أه أنا زعلان من ياسين وشبه علاقتنا أتقطعت بس ده إبنه وليه حق فيه وأبسط حقوق الطفل ده أن أبوه يتكفل به أحنا كنا ساكتين خايفين أن ياسين يفكر تخليها تجهض لكن خلاص هتولد والطفل بقي أمر واقع لازم يعرف به.

تنهدت بحزن وقالت:

-الموضوع ده بالتحديد يخص صفا يا أمير هي الي تقرر أمتي ياسين يعرف وامتي لأ أنا مليش الحق بعد إلي ياسين عمله فيها أعترض من الأساس .

زفر الآخير بنفاذ صبر وقال:

-الموضوع كله بقي ملعبك مفيش قدامنا غير أننا ندعي ليهم بصلاح الحال وبس.

❈-❈-❈

طرقات علي باب الشقة بمرح عرفت صفا هويتها علي الفور أنها نور لا محالة، نهضت وفتحت باب الشقة وهي تشاكسها.

-"أفهم بس لحقت أوحشك يعني ؟ أحنا يا دوب سايبين بعض من كأم ساعة ؟'

ردت نور ببرود وهي تزيح صفا جانباً وتمر بالحقائب التي تحملها:

-وسعي بكرشك ده أنا أصلاً مش جاية ليكي أنا جاية لطنط حبيبة قلبي.

أغلقت الباب واتجهت إليها وتممدت علي الأريكة بحذر:

-ماشي يا ستي ربنا يهني سعيد بسعيدة.

تسألت نور بفضول:

-خير طنط فين؟

-"أنا هنا يا بنتي"

جاء الرد من والدة صفا التي تأتي من الشرفة تحمل طبق غسيل كبير ممتلئ بالملابس.

نهضت نور علي الفور تستقبلها بحفاوة وهي تأخذ ما بيدها:

ـقلبي يا ناس وحشاني جيت أشوفك أنتي مش جاية أشوف البت دي.

ألقت نظرة سريعة على الملابس وتسألت بحيرة:

-الله مش دي هدوم النونو؟

أومأت بإيجاب وردت:

-أيوة يا بنتي بس أحنا غسلناهم وحطناهم في الشمس عشان لو فيهم مكروب ولا حاجة وهنجهز الشنطة بتاع البيبي دلوقتي.

وضعت نور السبت علي الطاولة وصقفت بحماس:

-يبقي أنا جيت في وقتي.

ركضت تجاه الحقيبة التي أحضرتها وأخرجت منها الاغراض بمرح:

-أنا بقي جبت الشامبو والشور والبرفن وكمان المشط والقصافة عشان ضوافره.

تبسمت صفا بوهن وقالت:

-شكراً يا نور تعبتي نفسك ليه ؟

ردت نور معاتبة:

-شكراً علي أيه يا هبلة أنتِ دي حاجة بسيطة.

رمقتها بتحذير:

-وهما أول حاجة هتيحطوا في الشنطة.

ردت صفا بهدوء:

-يا ستي الشنطة معاكي اهي اعملي ما بدالك أنا مش قادرة اتحرك أصلا.

صقفت نور بحماس وردت:

-أختارتي الشخص المناسب للمهمة .

هزت الأخري رأسها بيأس من جنون رفيقتها، وبالفعل بدأت في تجهيز الحقيبة بمساعدة والدة صفا بينما الآخري ظلت تحرك يدها علي أحشائها تمسد عليها بلطف تستشعر وجوده وتستمد منه القوة، وتحمد الله داخلها علي وجود والدتها إلي جوارها وأن لديها صديقة وفية مثل نور وكذلك والدة ياسين وأمير الذين يعدون دعماً وعوناً بكل حب وألفة.


تسألت صفا بإستفسار:

-صحيح يا نور خلصتي كل حاجتك ولا لسه؟


حركت رأسها بلا وعقبت:

-لا يا صفا والله. 


أغمضت صفا عيناها بأسف :

-حقك عليا يا نور مش قادرة أكون جنبك. 


ربتت نور علي بطنها بخفة:

-ولا يهمك يا قلبي كفاية حبيبي الصغنن ده معاكي وتهتمي بقلب خالتو ده. 


تبسمت صفا بحب ورد:

-البيبي ده هيبقي محظوظ عشان أنتِ تبقي خالته يا نور أنا لو كان ليا أختك مكنتش عملت معايا الي انت عملتيه. 


رمقتها نور بعتاب وقالت :

-كده أزعل منك أحنا أخوات فعلا ولا أيه يا طنط. 


أيدتها هناء بتأكيد:

-ودي محتاجة سؤال بردوا عقبالك يا قلبي لما نفرح بعوضك أنتِ وأمير. 


أمنت صفا علي دعاءها:

-يارب يا ماما يا حبيبتي إبن نور وأمير هيبقي مكس غريب فعلاً.


تساءلت نور بفضول:

-صحيح هتسمي البيبي أيه يا صفا؟


ردت بشرود:

-مش عارفة يا نور مفيش حاجة في دماغي والله. 


تحدثت هناء بهدوء:

-هو متسمي أصلاً من قبل ما يجي علي الدنيا كل عيل بيبقي جاي بإسمه. 


تنهدت صفا بحزن:

-يمكن لو ياسين كان جنبي يمكن وقتها الوضع كان غير أنا صعبان عليا أبني يتولد من غير أب بش مع الأسف مش بإيدي مضمنش رد فعل ياسين لو عرف بحملي هيبقي أيه أنا مش عارفة هو ده ياسين الي بحبه فعلا ولا شخص تاني آول مرة أقابله ربنا يهديك يا ياسين عشان إبنك يا تري كان هيبقي مبسوط بحملي؟


نظرت هناء الي نور بحزن فهي لازالت تكن العشق لهذا الدخيل…. 


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة