رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 32 - 2 - الأثنين 9/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني والثلاثون
2
تم النشر الأثنين
9/12/2024
تبسم بمرارة وأسترسل بإيضاح:
-عقب أقبح من ذنب يا أمي كنتِ تفوقيني حتي ولو بالقوة يا أمي مع الأسف مش هقدر أسامحك ولا هسامح بابا علي عذابي ده بجد.
نهض واتجه إلي أحد الأركان و قف بمفرده، بينما بهتت ملامح سلوي وظلت تطلع له بأسف .
عاد أمير ونور إليهم اتجهت نور إلي والدة صفا، بينما وقف هو برفقة ياسين.
تحدث أمير بحرج:
-مبارك يا ياسين.
تهكم ياسين ساخراً:
-مبارك ؟ تفتكر ممكن أقبل المباركة منك من الأساس يا أمير حتي أنت أتخليت عني وخبيت حمل صفا حتي محاولتش تفهمني الحقيقة.
رد أمير بهدوء:
-حاولت بس كل مرة أنت كنت بتعند اكتر ولما جيت أقول ليك علي حملها يوم ما كنت ببلغك بخطوبتي أنا ونور فاكر رد فعلك فاكر أتهمت صفا بأيه؟ فاكر شكك فيا وفي صفا؟ أنا لا لو كنت قولت ليك وقتها مش بعيد كنت شككت أصلاً في الطفل ده .
تنهد ياسين بآلم وأغمض عينيه يشعر أن رأسه يكاد أن ينفجر من كم الحقائق التي أستمع إليها اليوم.
❈-❈-❈
بعد فترة حضرت الممرضة وأخبرتهم أنهم بإمكانهم الدخول، نظر الجميع إلي ياسين كي يستشفوا ماذا سيفعل ولكن صدمتهم أنه هو كان الأسبق في الدخول وسط صدمتهم، تحدث أمير بهدوء:
-من رأى نستني هما محتاجين يتوجهوا.
هتفت نور باستخفاف:
-يا خوفي يجيب لها حمي نفاس.
رمقها بعتاب وقال:
-هو أنتِ متعرفيش تحطي لسانك في بوقك كام دقيقه ؟
ردت بعند:
-لأ بقي أنا كده وطبعي كده.
تبسم بهدوء وعقب متهكماً:
-بإذن الله هقطعه وبإذن الله هكسرها.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت :
-هتقطع أيه وهتكسر أيه؟
لاعب حاجبيه وتحدث بنبرة ذات معني:
-ودي محتاجة سؤال هقطع لسانك الطويل وهكسر دماغك النشقة وودانك هاخدها أكل بيها الملوخية عشان أما أقول حاجة يبقي حضرتك تسمعي الكلام وتكبريني يبقي تسمعي الكلام .
صاحت سلوي بنفاذ صبر:
-أمير نور أظن الوضع مش مستحمل خالص لعب العيال ده.
أشارت علي أمير ببكاء مصطنع:
-مش شايفة يا خالتو عمل فيا أيه ؟
-"هو أنا لسه عملت؟ ولا عارف أنيل حاجة أنا معمول به أحنا بس نكتب الكتاب وهعلقك من حواجبك يا شيخة"
قالها أمير باستفزاز وهو يرمقها بنظرات مشتعلة.
نظرت إلي سلوى وقالت:
-شايفة بيقول أيه يا طنط ؟ أنا أصلاً عاملة إحترام لحضرتك وساكته.
صقف أمير ساخراً وعقب:
-يا حلاوة ساكتة ده أنتِ يا مفترية لسانك مدخلش في بوقك من أول ما شوفتك أصلا.
صاحت معترضة:
-أنا بقى مش هشوف الحال المايل واقف أتفرج.
"صوت أو نفس منك أنت ونور يا أمير تاخدها وتمشي من هنا مش عايزة أشوف وشكم أظن الوضع مش مستحمل أكتر من كده"
نطقتها سلوي بجدية تامة قبل أن تبتعد عنهم وتجلس جوار والدة صفا، بينما الثنائي الأهوج نظروا إلي بعضهم نظرات مشتعلة وصاحوا في نفس واحد.
-عَاجبَكَ كده ؟
-عٓاجبِكِ كده ؟
إتجه كل منهم إلي مقعد ولكن ما زالت حرب النظرات مستمرة بينهم.
❈-❈-❈
فتح باب الغرفة ودلف، وجدها مستلقية على الفراش بجسد هزيل وإرهاق، أغلق باب الغرفة واتجه بخطواته تجاه الفراش.
ما أن شعرت بغلق الباب إعتدلت لترى من وكانت الصدمة:
-"ياسين"
نطقتها بهلع بائن في نبرتها وفي نظراتها الحرائرة.
وقف جوراها وسحب مقعد جلس فوقه ظل يرمقها بنظرات تحمل الكثير والكثير، شوق، عتاب، ندم، حزن، فرح، كل هذا يدور داخله مشاعر لا حصر لها تتأجأج داخل قلبه أخذ نفس عميق يعبأ به رئتيه وتحدث بنبرة صوت ظهر فيها مدي الحزن داخله:
-ليه مقولتيش إنك حامل يا صفا ؟ أنتِ كمان كنتِ شايفة أنِ وحش ؟ ياسين إلي عرفتيه وحبتيه ممكن يأذي إبنه يا صفا ؟ أنا لما عرفتك كانت أمنية حياتي أخلف منك أنتِ عارف أني غلط ليه محدش وجعني وقال الحقيقة كلهم سابوني علي عمايا أمي قررت تبعد وتسبني وتعاقبني وعلي أيه أني وثقت في أبويا بزمتك ده عقاب؟ أتعاقب عشان صدقت أبويا وفي الآخر طلع هو كمان بيضحك عليا أنتِ أتظلمتي يا صفا وأنا ظلمتك ووجعتك لكن أنا وجعي أكبر أنتِ فاكرة أنِ رجعت فريدة عشان بحبها؟ فريدة جت ليا بعد ما عملت العملية وقالت أنها ندمانة وعايزة ترجع ليا لكن طردتها أتفاجأت ببابا بيطلب مني أتجوزها عشان أوجعك يا صفا ومع الأسف لتاني مرة أسمع كلامه رجعت ليا بطريقة مهينة رجعتها بتوكيل محامي يا صفا وهي إلي جت لغاية عندي وفي الآخر حاولت تقتلني بمخدرات كمان عارفة ليه ؟ لأنها من يوم ما رجعت بتحاول تقرب مني وأنا دايماً بصدها وأقف ليها من يوم ما رجعت وأنا قاعد في وضتك ومش بنام غير وهدومك في حضني أه كنت باجي أذيكي وأوجعك مع الأسف أنا كمان كنت بتوجع حتي دلوقتي لولا كنت رايح عند ماما عشان أصالحها هي وبابا ومشيت وراهم مكنتش هعرف بأبني أنتِ أه موجوعة لكن أنا وجعي أكبر يا صفا صدمتي في أبويا وفي أمي وأبن خالتي وصاحب عمري.
ظلت تستمع له و ترمقه بإشفاق، وحزن، وعتاب ولكن لن تستطيع أن تغفر له بعد ويلات ما أذاقه لها من عذاب انتبهت علي صوته يناديها.
"هتفضلي ساكته يا صفا؟"
قالها بصوت معذب أنهكه الفراق والعشق.
ألتفت له وردت بصوت مجهد:
-مستني أقول أيه يا ياسين ؟
عمق نظراته بعينيها مبحراً داخلها، ويهيم عشقاً بها للمرة التي لا يحصي عددها وأجاب بصوت معذب:
-عايزك تسامحينى يا صفا وتغفري ليا و أوعدك هعوضك عن كل حاجة ؟
تبسمت بمرارة وتداركت مستفهمة:
-هتعوضني أزاي؟ بالفلوس ؟ طيب هتعوضني عن أيه ؟ عن كسرتي قدام أمي وأصحابي؟ عن خوفي زمايلي يشوفوا بطني لما تكبر ومحدش أصلا يعرف بجوازي؟ هتعوضني عن اليوم الي كنت بستني رجوعك فيه وتشوفني ؟ وأنت بطلقني وتطردني من بيت زي كيس الزبالة؟ هتعوضني عن اتهاماتك ليا إلي ملهاش نهاية؟ هتعوضني عن أيه بس أنا خلاص يا ياسين مع الأسف بقيت جسد من غير روح عايشة بس عشان أمي و عشان أبني مع الأسف يا ياسين فات الأوان.
شحب وجهه وتحدث بترجي:
-لسه الأوان مفتش يا صفا أنسي إلي فات ونبدأ من جديد أنا وأنتِ وإبننا بصي أنا هاخدكم ونسافر نسيب البلد بإلي فيها وهناخد مامتك كمان معانا خلينا نبدأ حياتنا في مكان تاني ونبني نفسنا من جديد.
تبسمت ساخرة وعقبت:
-هتبني علي أساس مهدوم ؟ تفتكر ينفع عادة إلي بيتكسر مش بيتصلح يبقي قلبي ممكن يتصلح ؟
آخذت نفس عميق وأكلمت باستفاضة:
-إبنك بقي أمر واقع دلوقتى وأنت خلاص بقيت عارف به وهو إبنك طالما أنت عايزه مقدرش أبعده عنك أو أحرمه هو من أبوه وقت ما تحب تشوفه هتشوفه البيت مفتوح في أي وقت.
تجهم وجهه وتسأل:
-يعني مش هتسامحينى ونرجع لبعض يا صفا؟
أغمضت عينيها وقالت:
-هو الميت بيصحي تاني يا ياسين؟ ومع الأسف خلاص أنا قلبي مات وإلي باقي مني بقايا أنثى وبس.
نهض من مكانه وتحدث بنبرة ذات معني:
-أنا مقدر حالتك يا صفا كويس أوي وعارف أن صعب تسامحيني لكن حطي في إعتبارك شئ واحد وبس إنك هترجعي ليا وهيبقي برضاك ِ هترجعي ونكمل حياتنا سوا أنا وأنتِ ومحمد.
تجاهلت حديثه لكن تعجبت من هوية الإسم الذي ذكره نظرت له مستفهمة، فأجاب هو بترحاب:
-محمد ابننا أنا من زمان كان نفسي لو خلفت ولد أسميه محمد علي إسم نبينا وقدوتنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تنهد بحزن وأكمل:
-لو أنتِ مش حابة الإسم أو بمعني أصح رافضة أني أنا إلي أسميه حقك طبعاً أختاري الإسم براحتك وأنا هروح أسجله.
-"حلو محمد ومفيش أسم أحلي منه"
هتفت بها بفخر لحسن إختياره لإسم المولود، تبسم بهدوء وقال:
-طيب الحمد لله هسيبك ترتاحي محتاج بطاقتك عشان أسجل الولد هو هيتسجل وأحنا مطلقين لكن مش هيكمل سنة ألا وأنا وأنتِ وهو في بيت واحد.
-" إنسان مغرور يا ياسين يا محمدي" مش عارفة حبيتك أزاي في يوم من الأيام ازاي كنت عامية عن كل عيوبك دي؟
أنا مش عارفة أنت كنت كده من البداية ولا أتغيرت أنا بجد مبقتش فاهمة حاجة.
تبسم بهدوء وعقب متهكماً:
-ده مش غرور ده ثقة في ربنا آولاً وثقة في حبنا إلي موجود في قلوبنا هو محتاج إنعاش وبس يا صفا أنا فعلاً كده من البداية أن ياسين إلي أنت حبتيه فعلاً القسوة دي كانت غصب عني وقبل ما كنت ما أكون قاسي عليكي فكنت قاسي علي نفسي أنا كمان الكام شهر إلي مشوفتكيش فيهم كنت بموت في اليوم مليون مرة كنت ضايع وحيد الكل بعد عني أنا همشي عشان أسجل الولد سلام يا صفا القلب سلام يا أم محمد.
غادر تاركاً إياها تنظر في آثر بذهول تام .
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية