رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 41 - 3 - الثلاثاء 17/12/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الواحد والأربعون
3
تم النشر يوم الثلاثاء
17/12/2024
- هما ايه اللي اخدهم عم علي وسبقك بيهم على العربية
تسائل بها رياض قبل أن تأتيه الإجابة من والدته:
- دي حاجات للاطفال الأيتام يا قلبي ، اصلنا طالعين بيهم رحلة النهاردة نرفه عنهم، يعني اكيد هتأخر معاهم برا يعني متقلقش.
باستدراك سريع واصل يستفهم منها:
- طب وبهجة، رايحة معاكي كمان؟
نفت له بهزة من رأسها :
- لا هي اتصلت واعتذرت، بتقول عايزة تريح النهاردة في البيت مدام مفيش شغل في الجمعية.
❈-❈-❈
وفي منزلها
وقد غادرت عائشة بصحبة شقيقها إيهاب ولم يتبقى سوى جنات والتي تأخرت عنهما، حتى ترفع الاطباق والطعام المتبقي من وجبة الإفطار التي اعدتها بنفسها اليوم، نظرا لعدم استيقاظ شقيقتها حتى الآن، وقد جافى النوم عينيها، حتى موعد اذان الفجر، حتى أدت صلاتها وقرأت وردها من القرآن ثم غلبها سلطان النوم اخيرا.
قامت جنات بتنظيف المطبخ وجلي الاواني، قبل ان ترتدي ملابسها وتتجهز للخروج، ثم دلفت اليها لتخبرها، فدنت منها تدفعها بأصبعها بخفة:
- بهجة يا بهجة،
زامت بفمها لتشد عليها الغطاء بتذمر:
- اممم عايزة ايه يا جنات، سبيتي عايزة انام انا لسة راسي تقيلة.
همست لها بصوت خفيض حتى لا تزعجها:
- انا عايز اقولك بس اني ماشية يا بيبو، إيهاب كمان سحب عائشة يوصلها لمدرستها قبل ما يروح هو على جامعتي، تحبي نجيبلك حاجة معانا؟ ولو في شيء ناقص في البيت نشتريه معانا واحنا راجعين....... بهجة
ردت بنصف وعي حتى ترجع لنومها مرة أخرى:
- لا مش عايزة، ولو عوزت هبقى اتصل بيكي.
- ماشي يا بهجة
تفوهت بها جنات ، بعد أن تيقنت من إيقاظها تتابع:
- طب انا همشي بقى، وهبقى اتصل بيكي عشان الشباب اللي هيفتحو الكافيه على ما نرجع احنا من جامعنتا، سلام يا بيبو.
ختمت بها تطبع قبله أعلى رأسها، ثم تحركت تغادر وتتركها تغوص في نومها، حتى تريح العقل المتعب من كثرة التفكير، فلم تشعر بمرور الوقت ، ولا بالذي دلف إلى غرفتها يضع الحقيبة التي كان يحملها على الارض، ثم خلع سترته يلقيها على جانب الفراش، ليصعد التخت ويزحف بخفة حتى يتسطح بجوارها متكئًا على مرفقه، يتأمل ملامحها الجميلة، وتلك السكينة التي تنام بها، يلعن غباءه الذي آخره في اتخاذ خطوة جريئة تمكنه من الاحتفاظ بها داخل منزله ، وعلى سريره، في مكانها الطبيعي داخل حضنه وبين ذراعيه، طال تجديقه بها، حتى تجرأ يزيح شعرها للخلف، ويمسح بأنامله على بشرتها الناعمة برقة، حتى استفاقت، تفتح اجفانها للضوء، فتقابل وجهه بهذا القرب الشديد يبتسم لها بحنان ، وخضراوتيها تطالعه بسكون، فقد ذهب ظنها للحلم، كانت تظن انها تحلم فلم تعي بحقيقة حضوره امامها سوى عندما دنى يقتطف قبلة من شهد ثغرها، لتنتفض بإجفال ، ثم تبعده عنها بقبضتيها صائحة بها:
- يا نهار اسود، انت حقيقة ولا خيال؟ ايه اللي جابك هنا؟
رفع كفيه امامها باستسلام حتى تهدأ:
- اهدي يا بهجة انا رياض حبيبك مش خيال ولا عفريت طلعلك من الحيط
سمعت منه تطالعه بذعر تنقل بأبصارها ما بين باب الغرفة وبينه، تحاول الاستيعاب:
- طب ودخلت هنا ازاي؟ دخلت ازاي يا رياض واخواتي مش موجودين، ولا كسرت الباب؟ كسرت الباب يا رياض كسرت الباب
- طب واكسر الباب ليه؟ وانا معايا المفتاح.
قالها بسهولة يرفع مفتاح مشابه طبق الأصل لذلك الخاص بمنزلهم، لتتوجه له بالسؤال:
- وايه اللي يجيب مفتاحنا عندك؟
تبسم يجيبها:
- انتي ناسية ان انا اللي مضيت العقد مع صاحب البيت القديم، وانا اللي اديتك مفتاحه؟ احتفظت يا ستي بنسخة منه، عشان تعرفي بس ان مفيش باب يمنعني عنك.
ودنى يخطف قبله أخرى من ثغرها، ليفاجأ بتجمدها، ونظرتها مرتكزة عليه دون ان يتحرك لها جفن:
- مالك يا بهجة؟ دا زهول دا ولا اندهاش؟ ولا هي صدمة وعايزاني افوقك.
قال الأخيرة بعبث، يهم بتكرار فعلته، ولكنها هذه المرة استفاقت لتدفعه عنها بعنف، ثم تنهض بجزعها الفراش والتخت ايضًا لتقف قائلة له بغضب:
- لو اعرف من البداية انك تملك نسخة تانية منه، البيت دا مكنتش عتبته ولا قبلت اسكن فيه ولو يوم واحد
نهض هو الاخر، وقد صدمه رد فعلها، ليحاول التخفيف بما يشبه الاعتذار؛
- لدرجادي يا بهجة، انا بس كنت عايز أعمالهالك مفاجأة، مكنتش اعرف انك هتاخديها بالحساسية دي، دا انا جايبلك معايا شنطة هدوم وهدايا كتير، اهي تعالي افتحها وتشوفي جايب ايه فيها.
- بس انا مش عايزة منك هدوم ولا هدايا
قاطعته بها بنبرة حادة يقطر منها الجفاء، ليترك الحقيبة يوجه ابصاره نحوها بتمعن، ملامحها التي تغيرت بشدة وكأنها اصبحت امرأة أخرى:
- انتي مالك متغيرة كدة؟ عارف انك زعلانه، بس.....
- بس ايه؟
- بس انا جاي اصالحك
- وانا مش قابلة.
هتفت بها باستغناء يثير الدهشة، تمط شفتيها بابتسامة ساخرة فتضاعف من زهوله:
- معلش بقى، قابلت مفاجأتك الرائعة بقلة زوق مني، قلة اصل بقى تقول ايه؟
كان هنا قد استعاد بأسه، ليقبض على ذراعها يهزهزها بغضب:
- ما تهدي بقى واعقلي الكلام اللي طالع منك، مقدر انك زعلانة من موقف امبارح لما سيبتك، بس انتي تعرفي انا كان واريا ايه؟ جايلك عشان اشرحلك......
- مش عايزة اسمع.
صاحت بها لتنفجر بوجهه مرددة:
- لا عايزة اسمع ولا أفهم ولا احس حتى، تعبت منك، معدتش فيا حيل لقلباتك، كرهت حبي ليك، وكرهت ضعفي معاك، انا حتى كرهت نفسي بسببك. خلصني يا رياض بقى وريحني.
تحدثت بحرقة جعلته يحتقر غباءه الذي اوصلها لهذه المرحلة، ولكنه الآن يريد الأصلاح، كيف يعيد اليها صفاءها ورقتها؟
- مش هبرر يا بهجة ولا أدي نفسي أعذار، انا بس عايزك دلوقتي تسمعيني.
- تاااني
صرخت بها، ترافقها دمعة خائنة سالت على وجنتها، لتردف بيأس:
- انا اللي عايزة أفهمه بس، بتستفيد ايه لما تعشمني وتبني في خيالي قصور على شيء معروف نهايته، مش احنا كان اتفاقنا من البداية مدة وتنتهي يا ابن الناس، انت اشتريت وانا بعت.....
قطعت في الأخيرة مجبرة وقد قبض بكفه على فمها يمنعها من الاكمال
- بس بقى بطلي غباء، دا كان كلام وراح لحاله خلاص افهمي
صارت عيناه تناجيها باستجداء، ولكن قلبها المجهد من افعاله، لم يعد به طاقة في تحمل المزيد، ليصبح سيل الدمعات منها هو فقط المتحدث
تجبره على تركها، بألم ينزف داخله، مفضلا مهادنتها :
- انا همشي دلوقتي وهسيبك تهدي، عشان واضح ان معندكيش نية تسمعي، هتاخدي وقتك وبعدها نتفاهم:
- يبقى هتضبع وقتك ع الفاضي عشان انا حسمت واخدت قراري
بهدوء يحسد عليه، تجاهل ثورتها، ليتناول سترته ويرتديها قائلا:
- عادي خالص لما يضيع وقتي معاكي، انا قابل، عشان عمري ما هسيبك يا بهجة.
ضحكة مكتومة بسخرية كانت هي اجابتها، لتوقفه قبل ان يخرج؛
- المفتاح لو سمحت، عشان انا محدش يدخل بيتي من غير اذني، خصوصا لما أكون دافعة فيه تمن غالي اوي..
قالتها بمغزى واضح فهم عليه، يزيد من وهيج النار بداخله، لينزع المفتاح من سلسلة مفاتيحه بعنف يلقيه ارضا، ثم توجه نحو باب الخروج من الغرفة على الفور
يهم بالمغادرة، ولكنها عادت توقفه:
- وياريت تاخد شنطتك معاك كمان، عشان انا مش قابلة هدايا ولا هدوم.
وكأن بقولها، قد وجد المنفث الذي يخرج به غضبه، ليكيل بأقدامه على الحقيبة بالركلات كازًا على اسنانه:
- اهي يا بهجة، اهي، اهي الشنطة، ارميها في الزباله احسن، ارميها في الزبالة
انتهي منها حينما انفتحت وتناثرت منها الملابس على الارض وقد توجعت اقدامه، يرمقها بأنفاس لاهثة لمدة من الوقت، حتى أجبر نفسه على المغادرة، يصفق باب المنزل الخارجي بعنف اهتزت له الجدان، حتى جعلها تنتفض رعبًا، ثم تحمد الله انه ذهب وتركها سليمة دون ان يؤذيها بحالته المجنونة تلك.
زفرت تطرد انفاس مكتومة بصدرها، تنزل بعيناها نحو الفوضى التي احدثها، بهياجه لتنتبه بعيناها على تلك الملابس الزاهية على الارضبة، غلبها الفضول ، لتتناول احدى القطع تتفحصها جيدا حتى فغرت فاهاها إعجابًا وانبهارًا بجماله، لتندفع بإحساس الأنثى تقف امام المرأة به تقيسه على جسدها، فتتمنم بتذكر:
- يالهوي ع العرياني، دا اشتري فعلا الفستان اللي بعتهولي في الصورة، بس طلع حلو اوي، اروح اشوف جاب ايه تاني بقى؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..