-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 23 - 2 - الخميس 19/12/2024

 

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر يوم الخميس

19/12/2024



تجلس برفقة زوجة ابنها وعلى رأسها الطير وأفكار عاصفة تحـ تل عقلها.

 ليلى الآن تعيش أجمل أيام حياتها بعد أن تزوجت ذلك الرجل الثري وماذا عن انتقامها منها والثأر لابنتها الراحلة؟


ظنت أن إقناع ولدها بزواج ليلى من ذلك الرجل سيجعلها تحيا حياة بائسة لكن يبدو أن ابنة سهام كوالدتها تمامًا تحـ تل القلوب قبل العقول أينما ذهبت. 


عضّت على أسنانها بغضب فابنتها لن ولم ترقد بسلام حتى تنتقم لها من ابنة سهام التي لم يحالفها الحظ للانتقام منها وتوفيت قبلها لكنها تؤمن بأن على الأبناء أن يحصدو ما زرعه الآباء.


ولكن كيف ستفعل ذلك؟ وما الخطة؟ ليست لديها فكرة واضحة حتى الآن. 


استفاقت من شرودها على صوت نرجس المندهش وهي تقول: "مالك يا ماما سرحانة في إيه؟ ووشك عليه غضب كده؟"


تطلعت إليها ولم تجبها

 مما جعل نرجس تلوي شدقها بغيظ قائلة: "على راحتك أنا قلت أشوفك مالك لا تكوني تعبانة ولا حاجة."


زفرت الحاجة سميحة بنفاد صبر وهتفت بلهجة آمرة: "وانت قاعدة ليه كده من الصبح ما تقومي تخلصي اللي وراك تشطّبي المطبخ وتنضفي البيت."


نظرت إليها نرجس باستفزاز وقالت مغمغمة: "اخس عليك يا حماتي بدل ما تقولي لي خليكي مرتاحة عشان خاطر اللي في بطنك لكن الظاهر إن سي مختار مش غالي عندك خالص 

عمومًا يعني النهارده فيه بنت هتيجي تشوف لوازم البيت أصل مختار قال لي لازم أقعد هانم كده عشان أحافظ على اللي في بطني

 هادخل بقى أرتاح وانت خليكي معاها لا البت تطلع إيديها خفيفة ولا حاجة."


أنهت كلماتها بسخرية ثم اتجهت إلى غرفتها وهي تدندن بصوت مرتفع تاركة الأخرى ترمقها بغيظ شديد.

 فتلك الأفعى سيطرت سيطرة كاملة على ابنها الوحيد.


❈-❈-❈


في طريقها للخارج اصطدمت بأحدهم رفعت رأسها لتوبخه لكن الكلمات ما تت على شفـ تيها وهي تتراجع خطوتين إلى الوراء شاهقة بقوة ومغمغمة بعدم تصديق: "ست سيلا! هو أنا مش لسة سايباكي جوة؟!"


شعرت سيلا بالغضب الشديد فمن الواضح أن الفتاة التي بداخل القصر قد احتـ لت مكانها بالكامل لكنها نجحت في تهدئة أعصابها قبل أن تهتف بهدوء: "تعالي اركبي يا سماح عايزة أتكلم معاك كلمتين."


أومأت سماح بالموافقة لكنها سألت باستغراب: "هتخرجي كده معايا من غير حجاب؟ وبعدين حضرتك طلعتي هنا إزاي؟ ده أنا سايباكي في المطبخ قبل ما أطلع! هو فيه إيه بالظبط يا ست سيلا حضرتك بتتحولي ولا إيه؟"


قهقه وليد بقوة من سذاجة سماح ثم قال بحنق: "ما تخلصوا وتركبوا خلينا نمشي من هنا قبل ما حد يشوفنا. يلا يا سيلا!"


اقتربت سيلا من سماح وهمست في أذنها:

"بصي، أنا سيلا اللي معاكِ دي، واللي جوة مش أنا. دي واحدة مجرمة أخدت مكاني. عشان كده لازم أتكلم معك وافهم إيه اللي بيحصل."


ورغم أن سماح لم تفهم شيئًا مما قيل لم تجد سبيلًا سوى الموافقة.

 انصاعت لطلب سيلا وصعدت السيارة معهما أدار وليد المحرك بسرعة وانطلق مبتعدًا قبل أن يراهم أحد.


❈-❈-❈


كان يقف بجوارها يراقبها وهي تدور كالفراشة تضع اللمسات الأخيرة على مشروعها ملامح السعادة كانت واضحة على وجهها الجميل تشع نورًا وبهجة.

 فجأة توقفت وهي تلهث وراحت تهتف بسعادة حقيقية: "وأخيرًا حققت نص حلمي"


تطلع إليها باستفهام وقال بابتسامة هادئة: "وإيه النص التاني؟"


أجابته بابتسامة واسعة وجرأة غير معتادة: "اتجوزك."


اتسعت حدقتاه بدهشة واضحة هذه الفتاة تبهره يومًا بعد يوم رغم خجلها الذي اعتاده باتت الآن أكثر جرأة وقربًا منه وكأنها وجدت ملاذًا آمنًا في وجوده.

 تجرأ هو الآخر فأمسك بكفها ورفعه برفق إلى شفـ تيه طابعًا عليه قبـ لة خفيفة بنعومة أشعلت خجلها.


لكنها سرعان ما سحبت يدها بسرعة هاتفة بخشونة لا تليق بها: "إيه يا جدع اتسبت كده! فاكرني إيه يعني؟ لأ شغل التسبيل والنحنحة ده ما بياكلش معايا"


هز رأسه بعدم تصديق وضحك قائلاً: "يا ساتر يا رب إنتِ بتتحولي ولا إيه؟ على العموم قريب جدًا هتبقي كلك على بعضك ملكي وهعمل اللي أنا عايزه."


توقف لبرهة ثم أردف بجدية: "خلاص ندى اتجوزت وأقدر أفوق لنفسي بلّغي الحاج حسين إني جاي أشرب معاه الشاي النهاردة ولو حصل ووافق إن شاء الله اجيب الحاج والحجة معايا."


أومأت بالموافقة

 فابتسم لها وهو يقول ممازحًا: "يلا هسيبك دلوقتي عشان شغلي في الشركة بدل ما أترفد وأقعد عاطل جنبك"


تركها وانصرف لكنها بقيت في مكانها تتأمله بابتسامة واسعة وعيون حالمة

 بينما قلبها ينبض بخفقات مسموعة وكأنها تعلن للعالم كله أنها وقعت في شباكه.


❈-❈-❈


جلسوا يتناولون فطورهم بعد أن انضم إليهم رائف. 

كان يتبادل النظرات العاشقة مع سيلا نظرات مليئة بالحب والدفء

 وهو ما لاحظته السيدة نهال بابتسامة دافئة أدركت حينها أن رائف أحب ابنتها بصدق.


تنهدت نهال بحنين وهي تتذكر تلك النظرات التي كان يخصها بها ماجد ذات يوم دون خجل أو تحفظ أمام العائلة ويبدو أن رائف يشبهه كثيرًا.

 لا يهمه الزمان أو المكان حين يعبر عن مشاعره.

 في تلك اللحظة تمنت لو أنها تستطيع الحديث لتخبرهما بسعادتها الكبيرة لعلاقتهما وبأنها تقدّر هذا الحب الصادق.


ورغم حزنها السابق بسبب زواجهما بهذه الطريقة المفاجئة إلا أن هذا الحزن تلاشى سريعًا عندما رأت عمق العشق بينهما.


أما سيلا فكانت تشعر بحرج شديد بسبب نظرات رائف المتواصلة نحوها أمام والدتها حاولت أن تلفت انتباهه بلطف فتنحنحت بخجل وقالت بنعومة: "الفطار ده مامي اللي عملته... الأومليت حلو صح؟"


أومأ رائف بالموافقة ثم أضاف بمشاكسة وابتسامة ماكرة: "الأومليت حلو بس إنتِ أحلى بكتير"


احمر وجهها خجلًا وهي تشيح بنظرها بعيدًا

 بينما انفجرت السيدة نهال في ضحكة عالية وربّتت على ظهر سيلا بحب ثم منحت رائف نظرة مليئة بالمرح.


في تلك اللحظة شعرت نهال بالاطمئنان التام على حياة ابنتها وهي تدعو الله في سرّها أن يبارك لهما هذا الحب الذي يملأ حياتهما بالسعادة.


❈-❈-❈


اقتحم حسن مكتب شقيقه وأغلق الباب خلفه بعصبية ثم هتف بنفاد صبر: "هتفضل مقاطعني كده يا ماجد؟"


رفع ماجد عينيه عن الأوراق أمامه لكنه لم ينظر إلى شقيقه بل أشاح بوجهه بعيدًا مما دفع حسن إلى الاستقرار على الكرسي المقابل لمكتبه قبل أن يستطرد: "هنت عليك يعني؟ إحنا من إمتى بنخاصم بعض كده؟ أكتر من أسبوعين ولسانك ما بيخاطبش لساني.

 عارف إن اللي عملته يزعل بس صدقني كل اللي عملته غصب عني كله عشان مصلحة العيلة وبكرة تفهم."


تنهد ماجد بعمق ثم رد بحزن: "عارف إن دي أول مرة نقعد الفترة دي ما نتكلمش من وإحنا صغيرين بس كان غصب عني اللي حصل كان فوق طاقتي سيلا بنتي الوحيدة مش من حقي كأي أب أشهد على جوازها وأسلمها لعريسها؟

 هو ابنك ده فاكرني إيه ما بحسش؟ لو كان جه زي الرجالة المحترمين وطلبها مني وصرّ على الجواز والبنت وافقت كنت وافقت على طول رائف في الأول والآخر تربيتي زيه زي سيلا بالظبط وهو راجل العيلة من بعدينا."


صمت حسن لوهلة يتأمل كلمات شقيقه كان ماجد محقًا في كل ما قاله لكن حسن كان مضطرًا للتصرف تحت ضغوط الواقع. 

 

بينما ماجد شعر بتأنيب الضمير فشقيقه لاول مرة يبدو منكسرا أمامه بهذه الطريقة.


لم يجد خيارًا سوى الوقوف من مكانه والتوجه نحو شقيقه فتح ذراعيه

فانصاع له الآخر وعـ انقو بعضهما بقوة وكأن كل واحد منهما يستمد قوته من الآخر.


بعد ثوانٍ ابتعدا عن بعضهما قليلاً ليهتف حسن بابتسامة خفيفة: " صافية لبن؟"


ضحك ماجد بخفوت وقال: "حليب يا قشطة طبعًا."


ثم جلس أمام شقيقه على إحدى المقعدين المتقابلين أمام المكتب مستعيدين أجواء الحديث الودي بينهما.

 قال ماجد بجدية: "ها... هنفكر في إيه دلوقتي؟ لازم نعمل فرح للمجانين دول مش معقول ولاد نصار يتجوزوا كده سكيتي!"


شعر حسن وكأنه بين المطرقة والسندال فالعروس التي تقيم في منزلهم ليست من عائلة نصار في الأصل وهو يعلم ان كشف هذا السر قد يشعل أزمة كبيرة لكنه أومأ بالموافقة رغم أن عقله كان مزدحمًا بعشرات الأسئلة التي لم يجد لها إجابة حتى الآن.


❈-❈-❈


تأملت ندى وجه زوجها سالم النائم بسلام بجوارها شعرت بغصة في صـ درها فتسللت من السـ رير بهدوء واتجهت خارج غرفة النوم وهي محملة بموجة من الحزن. 

كان سالم بعيدًا عنها منذ البارحة ولم يحاول حتى الاقتراب منها.

 تساءلت في حيرة ما الذي يحدث؟ هل ندم على الزواج منها؟ أم أنها ليست أنثى بما يكفي لتلفت انتباهه؟


ألقت بجـ سدها المنهك على الأريكة في غرفة المعيشة وأغمضت عينيها.

 كانت الأسئلة تهاجم عقلها دون رحمة وهي التي تفتقر إلى الخبرة في هذه الأمور.

 تذكرت كيف أن والدتها لم تحدثها يومًا عن الزواج أو العلاقات الزوجية ولم تمنحها أي توجيهات قد تساعدها الآن. 

فجأة تذكرت شقيقتها التي فقدت التواصل معها منذ زمن شعرت بحرقة في قلبها ودمعت عيناها فهي كانت لتلجأ إليها لو كانت هنا.


استعادت ما حدث بعد رحيل والدي سالم. 


 اتجهت إلى المطبخ نظفت الأواني ثم أخذت حمامًا دافئًا ارتدت منامة بيضاء بحمالات رفيعة بالكاد تغطي خـ صرها وجلست أمام المرآة تضع القليل من المرطبات على وجهها.


عادت إلى غرفة النوم حيث كان سالم جالسًا على السـ رير لكنه لم يعرها أي اهتمام وكأنها غير موجودة. 

نظرت إليه بحسرة أي رجل يرى امرأته بكل هذه الفتـ نة يركض إليها ويشبع رجولته منها  لكن يبدو أن سالم به شيء غريب شعرت بالإحباط والخذلان.


ظلت صامتة لفترة طويلة تقاوم شعور الانكسار وعندما فقدت الأمل اقتربت من الفـ راش وجلست بجواره.

 لكنه كالعادة تظاهر بالتعب وهو يقول بنبرة باردة: "أنا عايز أنام شوية يا ندى."


توقفت الكلمات في حلقها وشعرت بالدموع تحرق وجنتيها.

 كان من المفترض أن تكون أسعد فتاة على وجه الأرض فقد تزوجت من الرجل الذي أحبته بصدق لكن كل أحلامها وخططها عن حياتها الزو جية بدت الآن وكأنها تنهار أمام عينيها.


❈-❈-❈


بعد أن قصّت سماح على مسامع سيلا ووليد كل ما حدث منذ عودتها من السفر تساءلت سيلا باهتمام: "يعني uncle حسن هو اللي جبهة على البيت؟"


أومأت سماح مؤكدة

 فاستطرد وليد بتعجب: "وما حدش عرف إن اللي في البيت دي مش سيلا معقول؟"


أومأت سماح مرة أخرى بتأكيد

 مما دفع وليد لسؤالها بتشوش: "طيب وإيه آخر الأخبار دلوقتي يا سماح؟"


أجابته بسرعة: "رائف باشا وسيلا هانم... قصدي يعني البنت اللي عندنا في البيت اتجوزوا."


شعرت سيلا بالغضب الشديد مما سمعته فقفزت واقفة تصرخ بغضب: "نعم بتقولي إيه؟ رائف اتجوز البنت دي على إنها أنا؟"


أومأت سماح بتأكيد مجدد

 لكن وليد حاول تهدئتها: "اهدي بس يا سيلا إحنا في مكان عام."


نظرت إليه سيلا بنظرة ملتهبة غضبًا لكنها سرعان ما استعادت هدوءها بصعوبة ثم التفتت إلى سماح لتقول بجدية: "اسمعيني كويس اللي حصل ده محدش يعرف عنه أي حاجة وأي حاجة تحصل في الفيلا تحكيها لي أول بأول هديكي رقمي الجديد ولو في يوم طلبت أشوفك لازم تخرجي من القصر بأي حجة وتيجي تقابليني ومقابل سكوتك ده فلوسك هتزيد كتير جدًا فاهمة يا سماح؟"


أجابت سماح بسعادة: "فاهمة يا ست هانم."


نهضت سماح تستأذن قائلة: " اسمحي لي المفروض كنت رجعت من بدري."


قالت سيلا بإيماءة: "طيب تمام تقدري تمشي."


دونت سيلا رقم هاتفها الجديد على هاتف سماح ثم ناولته لها بعد أن انتهت.

 شكرتها سماح واستدارت تغادر وهي تشعر بسعادة كبيرة لأنها ستحصل على الكثير من المال.


بينما كانت سماح تغادر نظر وليد إلى سيلا بتأمل عميق ثم قال مغمغمًا: "يبقى كده الرؤية وضحت عمك خايف على أمك وأبوك من الصدمة لو عرفوا إن بنتهم كانت مدمنة وجايب بنت تانية مكانك عشان ما حدش يشك مش سهل برضه حسن نصار ده... وهو ابنه رائف هيجيبه من برة يعني"


صمت لحظة قبل أن يسأل: "ها نويتي على إيه يا سيلا؟"


أجابته بإصرار: "نويت أرجع الفيلا في أقرب وقت ممكن وانت هتساعدني قلت إيه؟."


ردت وليد بثقة: "قلت موافق طبعًا يا سيلا هانم."


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة