-->

رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 8 - 3 - الثلاثاء 3/12/2024

  

قراءة رواية بحر ثائر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية بحر ثائر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الثامن

3

تم النشر الثلاثاء

3/12/2024



لم يعد يتذكر ملامحه الحقيقة نسبةً لكثرة الأقنعة التي يرتديها والتي باتت تسحبه لمتاهة لا نهاية لها   . 


دس هاتفه النقال والتفت ينظر لها حيث تنام بعمق في فراشه  ،  لقد أتى بها عمدًا إلى منزله حيث كانت في حالة ثمالة تامة ولم يرد لطفله أن يرى والدته على هذا النحو  . 


زفر وخطا نحوها ثم جلس على طرف الفراش يناديها بهدوء  : 


- مارتينا  ،  هيا استيقظي  . 


رفعت كفيها تلقائيًا تضغط على جانبي عقلها من أثر الصداع الذي هجم عليها أمس  ،  تتلوى وتئن قبل أن تفتح عينيها قائلة  : 


- أوه رأسي ستنفجر  . 


- هذا طبيعي لأنكِ تناولتي كمية كحول مبالغ بها  ،  ما تفعلينه خطأ  . 


أجابها ويده تعمل على إزاحة خصلاتها المشعثة لذا فتحت عينيها تطالعه بتعجب  . 


قريبًا منها يملس على خصلاتها وملامحه  ...  منفرجة  ؟  


نهضت تجلس وتحدق به مسترسلة وهي مازالت تضغط على رأسها وقد انكمشت عينينها تأثرًا  : 


- ثائر  ؟  هل أحلم  ؟ 


ابتسم لها ونهض يلتفت ويزفر بقوة ثم عاد يطالعها بابتسامة مسترسلًا  : 


- قَصة شعرك هذه تعجبني  ،  متى قصصتيه  ؟ 


نهضت من الفراش تتجه نحوه حتى باتت أمامه ورفعت كفيها تضعهما على صدره وأردفت وهي تكتمعن نظرها به   : 


- منذ أيام قليلة  ، أعلم أنك تحب الشعر القصير وأنا عكسك ولكنني فعلتها من أجلك  ،  دومًا أنت مميز ثائر  . 


رفع يده يملس بإبهامه على خدها ويسترسل بنبرة مبطنة بالهيمنة  : 


- وهل تميزي يعجبكِ مارتينا  ؟ 


أغمضت عينيها تأثرًا وقضمت شفتيها تتلوى بانتشاء وإغراء وتجيبه بهمس  : 


- يعجبني كثيرًا  . 


تبعت جملتها بتحريك يدها على جسده بجرأة جيئة وذهابًا قاصدة إثارته وقبل أن تصل لهدفها أمسك كفها وتعمق فيها يتابع بنبرة باردة  : 


- ولكنكِ كنتِ تشتكين من تميزي هذا مارتينا  ،  كنا متزوجين وأنتِ تمردتي وسعيتي لتتحرري  ،  والآن ستعين لاستردادي  ،  ما هذا التناقض مارتينا  ؟ 


ابتلعت لعابها وأطلقت العنان لأنفاسها ووقفت مكانها تطالعه بغضب من تلاعبه بمشاعرها ليزفر ويسعى بألا يثير غضبها لذا تابع  : 


- اسمعي مارتينا يجب أن أخبركِ شيئًا بخصوص ذلك ال توماس أور ليان  ربما أنتِ لا تعلمين ولكن والدكِ يعلم هذا جيدًا  ،  هذا الرجل هو عدوي اللدود ويجب أن أنبهكِ منه  . 


قطبت جبينها وتساءلت باهتمام  : 


- كيف عدوك  ؟  ولماذا  ؟ 


أجابها وهو يلتقط لفافة تبغه ويشرع في تدخينها مبتعدًا عنها  : 


- يكرهني كوني عربي الأصل ومسلم الديانة  ،  كوني أكتب عن أفعاله الخفية ،  أشياءً كثيرة يكرهني لأجلها والأهم أنه يريدني معه في المراهنات   . 


نظرت له ببعض الشك وتساءلت  : 


- على حد علمي هو أقام في مصر عدة سنوات وليس لديه مشكلة مع العرب أو المسلمين  ، ثم لماذا تكتب عن أفعاله الخفية  ؟ 


الفت يحدق بها بتعجب ثم استرسل متجاهلًا حديثها الأولي  : 


-  تعلمين أنني أحب كتابة ما يثير الجدل  ،  هذا سبب نفيي من بلادي أم أنكِ نسيتي  ؟  أنا لا أخشاه ولكن أخشى عليكِ منه لذا انتبهي .


نجح في التغلب على شكها واستبدله بالمكر الذي أطل من عينيها وهي تعاود الاقتراب منه وتردف بابتسامة لعوب  : 


- ما رأيك أن أثير أنا أيضًا الجدل واستقطبه لك تأخذ منه ما تريد  ؟  أستطيع بسهولة أن أفعل ذلك  . 


ضحك يقهقه ويطالعها بملامحه التي تشتهيها مردفًا باستنتاج  : 


- أشعر أنكِ تستقطبيني أنا مارتينا  ،  أنا لا أريد استقطابه أنا فقط أبحث عن دليل خلفه عما يفعله من رهانات  ،  وتعلمين جيدًا أنني لا أفضل البحث والتنقيب بنفسي  ،  لا أريدك أن تتأذي بسببي  . 


كلماته حمستها أكثر لتفعل أي شيء تستطيع من خلاله إبرام صفقة معه لذا قالتها صريحة  : 


- حسنًا يبدو أن تستهين بي لذا سأريك ماذا سأفعل  ،  وفي خلال أيام سيكون بين يديك اعتراف توماس بكل أفعاله ولكن دعنا نعقد اتفاقًا أولًا  . 


- هذا ما كنت انتظره  ،  ماذا تريدين مارتينا  ؟ 


ترقب إجابتها الذي يعلمها يقينًا حيث أردفت بثقب  : 


- نتزوج مجددًا  . 


عاد يضحك فوقفت تتأمله ثم تحمحم يردف بنبرة باردة  : 


- الأمر لا يحتاج لصفقة  ،  ابتعدي عن توماس مارتينا وانتبهي منه جيدًا  ،  ربما يريد الانتقام مني بكِ  ،  وبالنسبة لزواجنا فسنأجله قليلًا  ،  أنا لم أنسَ الفتاة التي قتلتيها  ،  أنتِ الآن معاقبة  . 


بفحيح أفعى أجابته وهي تقترب وتتلوى أمامه  : 


- حسنًا أيها الثائر لنرى متى سينتهي عقابي  ،  هيا دعني أذهب كي أرى توماس  . 


غمزته وتحركت تستل سترتها من فوق الأريكة وترتديه ثم لوحت له بيدها وتحركت تغادر من أمامه وتركته يزفر بقوة وينظر بغموضه الذي بات جزءًا لا يتجزأ منه  .


❈-❈-❈


اقتحم مكتبها بملامح قُدّت من نارٍ يصيح بحدة  : 


- يعني إيه تعيني عمال منك لنفسك كدة  ؟  وازاي ترفدي المعاين  ؟  إيه هتابعي المصنع بنفسك ولا إيه  ؟ 


نطقها ساخرًا من بين نيران غضبه لتطالعه بثباتٍ ونظرة واثقة تشبه نظرة والدها ثم تركت ما في يدها على المكتب وشبكت كفيها قائلة  : 


- بالضبط  ،  من هنا ورايح أنا اللي هتابع شغل المصنع بنفسي علشان اضمن إن التسيب والإهمال اللي شوفته ده مايتكررش  ،  المعاين اللي حضرتك بتقول عليه ده وواثق فيه أوي بسببه الشركة خسرت التلت شهور اللي فاته خمسة مليون جنيه ومش هستنى لما نفلس من ورا إهماله وقلة ضميره هو والعمال اللي تحت إيده  . 


وقف أمامها عاجزًا عن ردعها خاصةً وأنها تذكره بتسلط شقيقه وتحكمه به لذا تملكه الغضب فقال بقسوة  : 


- إنتِ تخطيتي حدودك وبدأتي تدخلي نفسك في أمور ماتخصكيش  ،  احسنلك تتراجعي يا بسمة وإلا  ــــــــ  . 


نهضت تستند بكفيها على مكتبها وتساءلت بترقب وجسارة ترعرعت عليها مستفهمة  : 


- وإلا إيه  ؟ 


رفع سبابته يحذرها بجمود مسترسلًا   : 


- وإلا تقعدي في البيت ومالكيش دعوة بالإدارة نهائي  . 


ضحكت بقوة استفزته وعادت تطالعه متسائلة  : 


- ومين اللي هيقرر ده  ؟  حضرتك  ؟ 


للمرة الثانية يعجز عن ردعها ويراها تتحداه لذا ابتلع لعابه وانتزع نفسه بقوة من أمامها يفكر سريعًا في خطةٍ ما  ،  يجب أن يتزوجها ماجد ابنه في أسرع وقت قبل أن تجلس على كرسي السُلطة خاصةً وأنها ذكية و تتقن الإدارة جيدًا ودرست كل صغيرة وكبيرة في شؤون الشركة والمصنع قبل وفاة والديها . 


جلست ترتد على المقعد وتزفر بقوة وبداخلها خذلان كبير يجبرها أن تتظاهر بالقوة ولكنها بحاجة إلى من يجابه معها  ،  يشاركها رفع الأثقال التي زادت كثيرًا عليها  .

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة