-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 20 - 2 - السبت 14/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل العشرون

2

تم النشر السبت

14/12/2024



قامت هايدي بمعاينته ثم قالت بقلق

_الحرارة مرتفعة أوي، لازم نعمله كمادات عشان تهديها مع العلاج

اخرجت بعض الادوية من حقيبتها وتابعت

_والعلاج ده هيساعد معانا خلينا ندهوله


بعد وقت هدأ بكاءه واستسلم الصغير للنوم بفعل الأدوية فتطلعت أسيل إليها بقلق

_نومه ده عادي.

ابتسمت هايدي وقالت بتعاطف 

_اه عادي متقلقيش ان شاء الله لما يصحى هيكون احسن بكتير.

تمتمت أسيل بامتنان

_متشكرة اوي يا هايدي تعبتك معايا 

ربتت على يدها قائلة 

_متقوليش كدة احنا اخوات.

نظرت لإياد وتابعت

_وإياد زي على وعمر بالظبط.

ظلت هايدي معها حتى هدئت حرارته 

_الحمد لله الحرارة نزلت وبقى أحسن بكتير، مضطرة امشي عشان عندي شيفت في المستشفى لو حصل اي حاجة كلميني.

وافقت أسيل قائلة 

_متشكرة أوي مش عارفة لولا وجودك كنت هعمل ايه.

ردت هايدي بمغزى

_كنتي هتعملي اللي العقل يقولك عليه، ان ابوه يعرف بوجوده.

رمشت أسيل بارتباك وتمتمت برهبة 

_باباه مسافر زي ما قولتلك و…..

قاطعتها هايدي 

_مفيش داعي انك تخبي عليا انا عارفة كل حاجة، وعشان متظلميش حد انا سمعت حازم وهو بيتكلم في الفون مع طنط.

أمسكت ذراع أسيل لتجلسها على الأريكة وتجلس بجوارها

_أسيل وخليني اندهلك باسمك الحقيقي، ابنك لو قدرتي تخبيه عن الدنيا دلوقت بكرة مش هتعرفي، وكمان حرام عليكي انك تسبيه من غير هوية، قوليلي لما يكبر ويحتاج يروح مدرسة هتعملي ايه؟

هتسجليه باسم والدك؟

ولو عملتي كدة الناس هتبصله على انه ابن حرام، طالما اتسجل باسم جده يبقى مجهول النسب، ولما يكبر ويفهم نظرته ليكي هتكون ازاي، صحيح ده كان غصب عنك بس هو ملوش ذنب.

رمقتها أسيل بحيرة

_عايزاني اعمل ايه؟

ردت هايدي بعقل

_تروحي لأبوه وتعرفيه انه له ابن ولازم يحمل اسمه.

انقبض قلب أسيل بخوف وتمتمت باستنكار

_وإن أخده مني؟

ردت بثقة

_ميقدرش لأنه في حضنتك وسهل أوي انك ترجعيه لحضنك بعد ما يسجله باسمه

قطبت أسيل جبينها ببخوف وغمغمت باعتراض 

_انتي بتتكلمي كدة عشان متعرفيش حاجة، متعرفيش الانسان ده غدار قد ايه؟

انا اللي شوفت غدره وانكويت بيه لحد النهاردة

وصلني لسابع سما وكنت مستعدة اقف قدام الدنيا كلها عشانه بس اتفاجئت بيه بيغدر بيا من غير رحمة

صدقيني لو كان ينفع كنت عملتها بس ده انسان حقير وسهل اوي ياخده مني ويسافر زي ما دبحـ.ـني وسافر من غير حتى ما يعرف ايه اللي حصلي.

_مهما كان يا أسيل انتي مجبرة تروحيله طالما وافقتي تحتفظي بحملك.

فكري في كلامي كويس لأن مفيش حل غيره.

ربتت على يدها ثم تركتها وغادرت إلى المشفى.


حل عليها الليل وهي تفكر في حديث هايدي معها

هي محقة عليها أن تتنازل لأجل طفلها

لكن كيف؟

كيف باستطاعتها الوقوف أمامه وإخباره بأنها حملت منه واحتفظت به؟

ماذا إن رفض تصديقها واتهمها بالكذب

وهي لن تقبل ان يرفض نسبه أو أن يطالب بعمل تحليل له كي يتأكد

ماذا أيضًا إن أجبرها على الزواج منه …..

انتبهت اسيل لتلك الكلمة

الزواج.

ماذا إن اوقعته في شباك حور وجعلته يتزوج بها

سيكون باستطاعتها اثبات نسب طفلها دون إخباره

لكن أيضًا كيف ذلك وحينها سيسجل باسم حور وهي لا تملك هوية بذلك الإسم 

أغمضت عينيها تحاول التفكير في حل لتلك المعضلة 

ولم تجد سوى تلك الطريقة كي تحتفظ بطفلها


أما هو فقد ظل طوال النهار على جمر ملتهب منذ أن رفضت المجيء اليوم

خرج من الغرفة عندما ازداد شعوه بالاختناق جراء غيابها

هل تعمدت ذلك ردًا على طرده لها؟

أم أنها حقاً متعبة ولم تستطيع العمل اليوم.

عاد ذلك الاشتياق يقتحمه من جديد ولكن تلك المرة أشد وأقوى.

لقد ظن لوهلة انه استطاع اخراجها من قلبه لكنه اكتشف بأنه كان مخطأً

خرج من المنزل وهو ينادي سائقه

_عم صالح.

اسرع إليه صالح

_نعم يا داغر بيه.

_جهز العربية وتعالى.


❈-❈-❈


أخرج خليل الكارت من سترته وقام بوضعه بهاتفه فوجد مقطع فيديو يصور ردهة منزله

أخذ يمرر الوقت حتى وصل لوقت انتظاره لداغر وحبيبته

هم بتسريعه لكنه انتبه لمجيء العاملة 

_خليل بيه في واحدة ست برة عايزة حضرتك ضروري.

تعجب خليل ثم قال لها

_خليها تتفضل.

ذهبت العاملة وعادت بعد قليل تتقدم سيدة في عقدها الأربعين فقال بترحيب وهو ينهض ليستقبلها

_اهلاً وسهلاً.

قالت السيدة بإحراج 

_انا اسفة إن كنت جيت في وقت غير مناسب بس الموضوع مهم جدا.

اشار لها بالجلوس

_طيب اتفضلي اقعدي 

جلست المرأة على المقعد قبالته وقالت 

_انا ابقى مرات محمد السيوفي اللي البنك حجز على مصنعه.

وسمعت انهم عرضوا عليك تمسكه.

حمحم خليل بإحراج 

_انا…

قاطعته بثبوت

_شكري حكالي انك رافض بس انا جاية لحضرتك اطلب منك انك انت اللي تمسكه.

سألها بحيرة

_اشمعنى انا؟ في غيري كتير وهيكونوا انسب مني.

اومأت له وهي تخفض عينيها بحزن

_يمكن يكون كلامك صحيح بس انا عايزة حد يكون نزيه، انت عارف طبعاً البنك لما بيحجز على حاجة بيموتها عشان بعد كدة يشتريها بالبخس، وعشان كدة انا عايزة حضرتك اللي تمسكه عشان توقفه على رجله من تاني يمكن اقدر ارفع عنه الحجز وارجعه.

رد خليل بتردد

_بس انا ليا ظروف خاصة بأني مقدرش استمر في الإقامة هنا في القاهرة.

_وانا مش هضغط عليك بس عايزة اقولك كلمتين وامشي بعدهم

انا لما اتجوزت محمد السيوفي كان اكبر مني بعشرين سنة والظروف وقتها اللي اجبرتني عليه خلفت منه اتنين زين عمره ١٧سنة ونور عمرها عشر سنين بعد موت باباهم مبقاش ليهم حد غيري

واخواتهم من أبوهم مسافرين وعمرهم ما فكروا في يوم يكلموهم ويطمنوا عليهم وخاصة لما عرفوا ان أبوهم كتبلي المصنع باسمي، ويمكن هما اللي ورا اللي حصل للمصنع

انا حياتي وحياة ولادي دلوقت متوقفة على المصنع لو عايز تساعدني توافق وتمسكه انت  وهيكون جميل عمري ما هنساه.

نهضت وهي تتابع

_فكر كويس ورد عليا.

اخرجت بطاقة من حقيبتها وناولتها له

_ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي اتصل عليا في اي وقت، بعد اذنك.

خرجت المرأة وتركت خليل يفكر في طلبها

هو يود حقاً مساعدتها لكن أيضًا لن يستطيع ترك ابن أخيه في ظروفه تلك.

وخاصة بأن عليهم السفر لإجراء عملية أخرى.

فقرر بالأخير ان يعرض الامر على داغر ويطلب منه البقاء معه في القاهره.


❈-❈-❈


عادت السخونة لطفلها مما جعل خوفها عليه يزداد أكثر 

قامت بالاتصال على هايدي وقالت بلهفة

_هايدي اياد جسمه سخن تاني.

_عادي يا قلبي انها ترجع خليكي ماشية على الكمادات والعلاج اللي عندك وهيكون كويس ولو عايزة تطمني أكتر هبعتلك اسم نوع على الواتساب هيساعد أكتر.

قامت هايدي بإرسال اسم الدواء وتذكرت أسيل أنها وحيدة بالمنزل فقد خرجت أمينة لشراء لوازم المنزل

نظرت لطفلها الذي مازال غافيًا فقررت الذهاب والعودة قبل استيقاظه

خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها وهي تسرع الخطى كي تعود بأسرع وقت 



توقفت السيارة أمام منزلها وقال السائق 

_وصلنا يا فندم.

أومأ له داغر وترجل من السيارة وهو بسأله

_على بعد اد ايه؟

رد السائق

_عشر خطوات لحد الباب.

أغلق باب السيارة وبدأت خطواته بالعد حتى وصل للباب 

هم بطرقه لكنه توقف عندما سمع بكاء صغير مما جعله يندهش

سأل سائقه

_انت متأكد إن ده البيت؟

اومأ السائق

_أيوة هو انا كنت هنا الصبح وشوفتها بنفسي.

طرق الباب وانتظر حتى يجيبه أحد لكن لا يوجد سوى البكاء 

تدخل السائق

_في جرس للباب.

ضغط عليه لكن لا من مجيب وبكاء الطفل يشتد أكثر 

لا يعرف لما لامس بكاء ذلك الطفل المجهول قلبه فقال لصالح

_مفيش باب تاني؟

التف صالح حول المنزل فلم يجد

عاد إليه يخبره

_مفيش غير الباب ده.

ازداد بكاء الطفل الذي يمزع قلب داغر مما جعله يقول بأمر 

_أكسر الباب.

تطلع إليه بذهول

_بس يا فندم.

هتف بلهجة حازمة 

_قولتلك اكسر الباب.

وافق صالح على مضض وعاد داغر للوراء قليلاً كي يوسع له المجال 

وعند اول محاولة انفتح الباب وقال صالح

_الباب اتفتح.

دلف داغر بعصاه وأخذ يتحسس الطريق وهو يصغي إلى صوت ذلك الطفل

لا يعرف المكان لذلك أخذ يتخبط مرات متتالية حتى بالأخير اصتدم بطاولة صغيرة فسقطت على الأرض

أسرع إليه صالح

_انت كويس يا ابني.

رد داغر بثبوت

_اه كويس متقلقش، هو الصوت جاي من فوق صح؟

أيد صالح

_اه جاي من فوق تحب اطلع أنا؟

قلبه رفض قبل عقله وتمتم بثبات 

_لأ انا اللي هطلع، السلم على شمالي؟


اومأ صالح

_ايوة على شمالك خطوة واحدة

تتبع الصوت حتى ساقته قدماه إلى أُولى درجات السلم

فتردد كثيرًا لكن قلبه أجبره على المسير فأخذ يصعد الدرجات وهو يجد صعوبة شديدة به لذا نادى صالح الذي أسرع إليه 

_لو سمحت هات الStick اللي في العربية بسرعة.

اومأ صالح واسرع باحضارها واعطاها له وسأله

_تحب اجي معاك؟

رفض داغر

_لأ خليك انت.

أخذ داغر يقيس المسافات حتى وصل للأعلى وأخذ يتابع مكان الصوت وهو يشعر بألم عجيب في قلبه

شعور لم يختبره من قبل

وكأن صوت البكاء يسحب روحه منه

أخذ يتحسس الجدران كي يصل للباب لكنه تعصر وكاد أن يسقط

استند على عصاه التي كرهها في تلك اللحظة وكره عماه الذي جعله لا يستطيع القيام بابسط الاشياء

فجاة شعر بألم حاد في عينيه مما جعله يغمضها بحدة كي يهدئ ذلك الألم

ليس الآن وصوت ذلك الطفل يمزق نياط قلبه

فتح عينيه بصعوبة فيتفاجئ بوميض أبيض ظهر أمامه لكنه أختفى في لحظة.

ازدرد جفاف حلقه بوجل 

ثم أغمض عينيه يحاول معرفة ذلك الضوء الذي ظهر أمامه لكن لم يجد سوى الظلام.

ظن انها مجرد عرض للحظة ثم 

عاد يتحسس الجدران  حتى استطاع بعد عناء الوصل للباب 

أخذ نفس عميق يهدئ به مشاعره الثائرة ثم

طرق مرتين ربما يجد إجابة لكن لا شيء سوى البكاء

فتح الباب ودخل وهو يتحسس بعصاه الغرفة وقد عاد إليه ذلك الوميض مرة أخرى لكن تلك المرة بوضوح أكثر جعل ضربات قلبه تتسارع بقوة 

أعاد الكرة وأغمض عينيه وفتحها لكن لم يجد سوى الظلام

ما هذا الذي يحدث له؟

واصل تحسسه حتى صدم بالفراش الذي يبكي عليه الطفل

ثم بيد مرتعشة لا يعرف سببها تحسس الفراش حتى وصل له فينتفض قلبه عندما قام الطفل بالتشبث به وقد علت وتيرة أنفاسه

ازدرد لعابه بصعوبة وقام بحمله فيلامس وجنة الطفل الناعمة وجنته الملتحية قليلًا فتهتز بؤبؤ عينيه بشعور عجيب يكتنفه لأول مرة.


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة