رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 36 - 2 - الثلاثاء 17/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس والثلاثون
2
تم النشر الثلاثاء
17/12/2024
مساءً عاد أمير من عمله وجد خالته تجلس في الشرفة بشرود حتي أنها لم تنتبه إاي عودته من الأساس، قلق عليها واتجه إليها متسائلاً بقلق:
-خالتو أنتِ كويسة ؟
انتبهت له وابتسمت بود:
-الحمد لله يا حبيبي.
تنهد براحة وتسأل بقلق:
-طيب مالك سرحانة في إيه ؟
أغمضت عينيها بحزن وقالت:
-سرحانة في ياسين.
تجهم وجهه وتسأل:
-ماله ياسين ؟ أنتوا أتخانقتوا سوا ولا حاجة حصلت بعد ما مشيت؟
حركت رأسها نافية وردت باختصار:
-لأ أمير ساب البيت وراح أقعد في فندق عرضت عليه يجي يفضل معانا هنا رفض أنا تعبت بجد يا أمير أمتي هرتاح بقي وكل حاجة تستقر.
أومأ بتفهم وقال:
-دي العاصفة يا خالتو و معتقدش انها هتعدى كده لا أعتقد أنها هتسيب وراها آثر جامد يعلم فينا كلنا أنا بردوا هحاول أعرض عليه الفكرة أن ياسين زعلان مني أنا كمان ومش مستقبل مني كلام شايف أننا كلنا خاينين وبس .
تنهدت بقلة حيلة وتسألت:
-تفتكر سكوتنا كان غلط ؟ أنا كان غرضي ياسين هو الي يدور على الحقيقة بنفسه.
أخذ نفس عميق وأجاب بجدية:
-مع الأسف يا خالتو مع الأسف كان لازم نقوله يمكن وقتها كانت الأمور مبقتش كده ولا وصلنا لكده وكل حاجة رجعت زي ما كانت بس بإذن الله كل حاجة مسألة وقت وترجع لمجاريها بس حضرتك مش ناوية ترجعي لعمي أحمد تاني ؟
ردت بجدية تامة:
-لأ قرار انفصالي من أحمد أتاخر أوي يا أمير وكان لازم يتم من زمان المهم خلينا فيك أنت شكلك مضايق ؟
تبسم بهدوء وعقب:
-يعني حتي وأنتِ زعلانة وشايلة هم الدنيا علي قلبك بتفكري فيا؟
ردت بتأكيد:
-أنتوا ولادي إلي طلعت بيكم من الدنيا يا أمير تفتكر هشيل هم مين غيركم المهم زعلان مع نور صح؟
حرك رأسه بإيجاب وقال:
-أيوة نور مش بتحترمني يا خالتو بمعنى أنها مش بتسمع كلامي وإلي حصل مع ياسين طريقتها دي غلط ومع ذلك اتكلمنا امبارح وفهمتها جت النهاردة نفس الوضع بردوا.
ضحكت ببشاشة وقالت:
-والله دمها زي العسل يا حبيبي هي بس تلقائية.
أومأ بتفهم:
-عارف بس التلقائية دي غلط محتاجة تبقى أعقل من كده وتوزن الأمور كويس مش تاخد الدنيا فردة صدر.
ربتت على ظهره برفق وقالت:
-معلش وأنت واحدة واحدة معاها العند والزعيق مش هيفهمها لأ ده هيخليها تعند أكتر يا حبيبي براحة معاها وأوعي تفكر تقول لأبوها حاجة المشاكل دي بينكم أنتوا الأتنين وبس المفروض أنا معرفش كمان بس عشان الموقف كان قدامي حبيت أنبهك يا أبني دخول الأهل في الخلافات مش بيحبها لا ده يعقدها يا حبيبي أنت وهي مسيركم تتصافوا و يتقفل عليكم باب واحد لكن الأهل هيشيلوا منك ومنها وياريت المشاكل هتتحل لا ده البيوت بتخرب وبعدين يا سيدي بلاش تعاملها كأنها خطيبت أو مراتك لا عاملها علي أنها بنتك يا أمير علي أنها بنتك صدقيني التعامل هيبقي أفضل والدنيا سلسلة.
قبل جبينها بحب وقال:
-ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي يا رب وميحرمنيش منك.
ردت بحب:
-ولا يحرمني منك يا حبيبي ويبارك فيك وافرح بيك و أولادك أنت كمان كبرتوني وبقيت تيته يا ولاد.
تبسم ضاحكاً:
-أحلي وأجمل تيتا في الدنيا كلها وبعدين مين دي اللي عجزت بس الي يشوفك معايا أصلا يفتكر إنك أختي.
هزت راسها بيأس وهتفت:
-بكاش وهتفضل طول عمرك بكأس يلا روح خد شور عقبال ما اسوي المحشي.
ازدرد لعابه بنهم:
-محشي إيه يا ست الكل؟
ردت بحب:
-طاجن ورق عنب يا حبيبي بالموزة.
ابتسم باتساع وهو يصفق بيده وسهلا بفرح:
-أيوة بقى يا لولو يا جامدة الواحد كان هفتان ونفسه فيه من زمن.
نظرت له بتردد وتداركت برجاء:
-ممكن تكلم ياسين يجي يتغدا معانا أنت عارف أنه ملوش في أكل بره لو كلمته أنا مش هيوافق.
أومأ بتفهم وقال:
-حاضر هكلمه وأقنعه بس أكيد مش هقوله تعالي نتغدا لازم سبب مقنع .
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-سبب أيه ؟
جذب هاتفه من يده وأشار لها أن تصمت:
-ألو سلام عليكم.
ياسين:
-وعليكم السلام خير يا أمير أكيد موحشتكش
أمير:
-خالتي تعبت شوية و ضغطها عالي ممكن تيجي تشوفها؟
ياسين بلهفة:
-تعبت إزاي ؟
رد أمير ممتناً بهدوء:
-ضغطها عالي شوية من الإجهاد يا سيدي تعالى اطمئن عليها أنت بنفسك.
ياسين:
-تمام مسافة الطريق وجاي سلام.
أمير بظفر:
-سلام .
أغلق الهاتف وعلي شفتيه ابتسامة بلهاء:
-ايه رأيك بقى يا ست الكل أهو مسافة الطريق وجاي هو اه ملوش فيه بس البركة في صفا بقى عملته الأكل على أصوله؟
لاحظ الصدمة المرتسمة على وجهها فتسأل بحيرة:
-هو أنتِ ساكته ليه كده ؟
رددت بعدم إستيعاب:
-هو ايه اللي انت قولته ده ؟ أنت بتهزر يا أمير طيب دلوقتي لما يجي أقل حاجة هيعرف أننا كدبنا عليه مش بعيد يمشي وما يردش علي اتصالنا تاني.
رد بتبرير:
-أنت بقى قومي تجهزي الأكل وأنا آخذ شور وأول ما الجرس يرن أروح أفتح لياسين وأنت بقي تكوني في السرير يطمئن عليكي وانا بقي أقوم أحضر الأكل ونمسك فيه ناكل سوي وبما إنك تعبانة يشفق على حالتك وهيقعد يأكل أيه رأيك بقى فكرة جهنمية صح ؟
تبسمت ساخرة وعقبت:
-أنا كنت بقول نور مجنونة وأنت طلعت أجن منها فولة واتقسمت نصين يا قلب خالتك .
❈-❈-❈
في شقة صفا.
استيقظت صفا من غفوتها على همهمات الصغير وبكائه جوراها، فتحت أهدابها بضعف وعدلت من وضعيتها وحملته بحب وهي تتأمل ملامحة البريئة بحنان:
-قلب ماما أنت يا ناس صحي النوم يا مودي صحيت ؟ أنت جعان يا صغنن ؟
"هو جعان وأمه كمان جعانة كويس إنك صحيتي تأكلي"
نطقت بها والدتها التي دلفت الغرفة وهي تحمل صينية متوسطة الحجم فوقها طبق من الشوربة وطبق اخر به فرختين.
اتسعت عين صفا مرددة بصدمة:
-أيه ده كله يا ماما أنا مش هاكل ده كله طبعاً.
تجاهلت حديثها وهتف بأمر:
-بس مش عايزة دوشة يا بت أنت يلا بسرعة رضعي الولد عشان تأكلي.
وضعت ما بيدها على الطاولة وعقبت مفسرة قبل أن تغادر الغرفة:
-هروح أجيب المُغات يا بنتي من على النار.
هتفت صفا بانزعاج:
-مغات أيه يا ماما لا طبعاً أنت عارفة اني مش بحبه ولا بحب الحلبة من الأساس.
زفرت الأخري بضيق وقالت:
-والله ده مش بمزاجك يا صفا هتاكلي وتشربي غصب عنك كمان عشان ترمي عضمك وبعدين انت كمان بترضعي لازم تتغذي كويس اوي عشان الولد يرضع ويتغذى هو كمان.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-حاضر بس صحيح طنط سلوى مشيت؟
أومأت بالإيجاب:
-ياسين رجع من بره وأخدها.
نظرت لها بتردد وأكملت بحذر:
-جاب حاجات كتير من السوبر ماركت وجاب لحوم وفراخ كمان.
اتسعت عيناها بصدمة وتساءلت بعتاب:
-ليه كده يا ماما مكنتيش تاخدي حاجة منه؟
مطت شفتيها بإحراج:
-مقدرش أكسفه يا بنتي ميصحش وكمان كان قدام مامته.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-تمام يا أمي تمام.
انتبهت إلي بكاء رضيعها تبسمت له بحب وأعطته إحدي نهديها يمتص حليبه ببراءة وهي تطالعه بحب وحنان متمتة بشرود:
-يا تري أبوك هيوصل بينا لفين يا أبني أنا أه بحبه لكن جرحه كان صعب أوي،نظرت إلي رضيعها وجدته بدأ يغفي قبلت جبينه بحب وظلت تتأمله بحنان.
❈-❈-❈
وصل إلي الشقة الخاصة بأمير وداخل قلبه يرتعد أن يكون سئ قد أصاب والدته بسبب عصبيته عليها، وضع يده علي زر الجرس وانتظر الإجابة فتح له أمير ببشاشة:
-نورت.
تخطاه ياسين إلي الداخل وهو ينادي والدته:
-ماما ماما أنتِ فين؟
أغلق أمير الباب واتجه إليه وتحدث بتبرير مشيراً إلي إحدي الغرف:
-براحة براحة هي في الأوضة بترتاح .
تحرك تجاه الغرفة سريعاً ووجد والدته متمددة فوق الفراش، ركض تجاهها مقبلاً جبينها بقلق:
-ماما أنتِ كويسة يا حبيبتي ؟
تبسمت بحب وردت:
-الحمد لله يا حبيبي بقيت كويسة لما شوفتك يا حبيبي.
تنهد بارتياح وقال:
-الحمد لله.
تحدث أمير بلهفة:
-طالما جيت يبقي يلا بقي نأكل سوا أنا هروح اجهز الاكل.
أوقفه ياسين مبرراً:
-لأ الف هنا ليكم أنا اطمنت علي ماما وهمشي خلاص.
تمسكت سلوى بيده وهتفت برجاء :
-عشان خاطري يا حبيبي خليك معانا اتغدا بس وامشي زي ما أنت عايز.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-حاضر.
صقف أمير بحماس:
-حلو هروح انا اجهز السفرة أنا.
غادر أمير لتجهيز السفرة بينما جلس هو جوار والدته بصمت وهي تضمه إلي أحضانها بحنان الأن فقط قد عاد ولدها إلي أحضانها من جديد.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية