-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 27 - 2 - السبت 28/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر السبت

28/12/2024


_أنا بقول نخلينا في الأوضة أحسن.

ضحكت وعد ليكتم ضحكتها بفمه الذي التهم فمها بكل الحب الذي يحمله لها.

❈-❈-❈

استيقظت أسيل في الصباح على ألم شديد برأسها

فتحتها بتثاقل فتتفاجئ عينيها بوجودها في ذلك المكان

نهضت مسرعة فينقبض قلبها عندما وجدته نائماً بجوارها

ماذا حدث وما الذي جاء بها إلى هنا.

تأكدت من ملابسها قبل أن تنهض مسرعة وخرجت من الغرفة

وضعت يدها على قلبها تهدئ من نبضاته وهي مستندة بظهرها على الباب

هل غابت عن الوعي مرة أخرى؟

كل ما تتذكره صعودها على الدرج وألم شديد اجتاح رأسها

وضعت يدها مكان الألم فتجد إصابة صغيرة خلف رأسها

لابد انها سقطت على الدرج عندما جاءتها نوبة الإغماء 

لكن من الذي جاء بها إلى غرفته

هو لن يستطيع فعلها

من إذاً ولما غرفته بالأخص.

تذكرت طفلها وأمينة التي لابد أنها قلقت عليها.

اسرعت للمطبخ كي تبحث عن هاتفها حتى وجدته على الطاولة 

اسرعت بفتحه فتجد إتصالات كثيرة من أمينة

فقامت بالاتصال عليها 

_انتِ فين يا أسيل ومش بتردي ليه؟

ردت أسيل باعتذار

_غصب عني والله حالة الاغماء جاتني تاني ومفقتش غير دلوقت.

_اوعى يكون…

قاطعتها أسيل بثقة

_هيعمل ايه يعني وهو بظروفه دي، أنا مش هقدر ارجع دلوقت غير في ميعادي متقلقيش عليا خلي بالك من إياد.

اغلقت الهاتف قبل ان تعترض أمينة وهمت بالخروج لكنها تسمرت عندما وجدته أمامها

❈-❈-❈

دلف خليل المصنع الذي تولى إدارته وشعور عجيب يكتنفه

هو لا يريد ذلك العمل لكن وافق لأجل من استغاثت به 

جلس على مقعده وتحدث بثبوت لمديرة مكتبه

_الأول اسمك ايه؟

ردت المديرة بابتسامة مجاملة

_شروق يا فندم.

_طيب يا شروق عايزك تجمعيلي كل الملفات الموجودة حاليًا واتصلي على مدام سيلين خليها تجيني دلوقت.

_حاضر يا فندم تؤمر بحاجة تاني؟

_لأ اتفضلي انتِ.

خرجت المديرة وعادت بعد قليل وهي تحمل مع الساعي الملفات التي طلبها ووضعتها على الطاولة

_اتفضل، دي كل الملفات الموجودة حاليًا وفي ملفات تانية في الإرشيف تحت لو احتجتها بلغني وانا ابعت اجيبها لحضرتك.

نهض خليل من مكتبه وتقدم من الملفات وهو يقول بثبوت

_طيب اطلبيلي فنجان قهوة ومتدخليش حد لأي سبب ولما مدام سيلين تيجي دخليها.

اومأت المديرة وخرجت من المكتب 


ارتدى نظارته وبدأ في تصفح الملفات بدقة متناهية

واندهش من تلك الثغرات التي كانت تمر دون ان يهتموا بها

هل ذلك عن عمد أم أنهم لم يكونوا بخبرة كافية لإدارة مثل تلك المشاريع


طرق الباب ودخلت شروق وخلفها سيلين

_السلام عليكم.

خلع نظارته ليضعها على الطاولة أمامه ورد بترحيب

_وعليكم السلام، اتفضلي.

تطلع إلى شروق وقال

_شوفي مدام سيلين تشرب ايه 

رفضت بتهذيب

_لأ متشكرة أوي.

اومأ لها بالانصراف ثم تطلع إلى سيلين قائلاً 

_واضح أوي إن كان فيه تلاعب جامد أوي في المصنع

ومنها مشاريع تقدري تقولي عليها وهمية

ونصب واحتيال كتير

يعني مصنع زي ده مكنش ينفع يكون بإدارة ضعيفة زي دي

خفضت عينيها بحزن

_للأسف في الفترة الأخيرة محمد كان تعبان أوي وكان سايب الشركة اغلب الوقت للموظفين وخصوصاً بعد سفر ولاده وتخليهم عنه.

عاد بظهره للوراء وتمتم بجدية

_على العموم انا عندي عرض يمكن يكون كويس ليكي لو وافقتي عليه هيكون منفعة ليا وليكي ولو معجبكيش في غيره مرضي برضه ليكي

انتبهت لحديثه وسألته

_اللي هو ايه؟

رد بثبوت

_هدفع مديونية البنك وهكون شريك معاكي

وإن رفضتي هفضل برضه معاكي وفي خلال سنة ان شاء الله هكون مسدد المديونية.

تطلعت إليه بحيرة وسألته 

_بس انت ايه اللي يخليك تدفع مبلغ كبير زي ده في مصنع محتاج وقت ومجهود عشان يقف على رجليه.

_شوفي عشان نكون واضحين من البداية 

انا لما قررت اسيب القضاء فكرت إني افتح شركة صغيرة وفعلاً كنت هبدأ امشي في الإجراءات لحد ما حضرتك شرفتيني وحكتيلي على ظروفك

ولما جيت واطلعت على الملفات لقيت ان المصنع ماشي كويس جدا بس لولا التلاعب اللي حصل فيه 

انا كان ممكن اقولك اشتغل عليه لحد ما اعوض الخسارة بس البنك حطني هنا عشان اوقع المصنع أكتر مش عشان اوقفه على رجله من تاني وممكن بكل سهولة يستبدلوني وعشان كدة عرضت عليكِ العرض ده 

ولو رفضتي ده مش هيغير أي حاجة وهفضل معاكي.

_وانا معنديش اي مانع بالعكس انا مبسوطة أكتر بالعرض ده ومن النهاردة نكلم المحامي ونخليه يمشي في الإجراءات.

_لا مش هنتسرع خلينا نصبر ونشوف رد فعلهم ايه الأول.

❈-❈-❈


ازدردت جفاف حلقها عندما وجدته أمامها ويسألها بحيرة 

_مين اياد ده؟

انقبض قلبها خوفًا وحاولت أن تكون ثابتة حتى لا يشك بأمرها وقالت 

_دا ….ابن ….أخويا.

قطب جبينه بتذكر

_هو ده الطفل اللي كنتم سايبينه لوحده وهو مريض؟

اهتزت نظراتها بوجل وتمتمت برهبة 

_اه هو لأن مامته بتعدي تسيبه عندنا وهي رايحة المستشفى.

كان يتابع ملامحها التي بان عليها الخوف من خلف النظارة

وهو لا يعرف لما فقال بأمر

_اعملي فنجان قهوة وهاتيه على المكتب.

_مش هتفطر الأول.

تطلع إليها قليلاً ثم تحدث بروية

_هستنى عمي زمانه على وصول.

تركها وسار إتجاه المكتب 

أما هي فقد وضعت يدها على صدرها وتنهدت براحة.


عاد رنين هاتفها وكان تلك المرة عمه فتحت الهاتف لتجده يقول

_ انا في الجنينة برة اطلعي.

اغلقت الهاتف وتوجهت حيث ينتظرها خليل 

وقفت أمامه وسألته بعتاب

_ليه حضرتك مجتش امبارح؟

تنهد خليل بتعب

_كان لازم استنى لما الورق يخلص.

اخرج من سترته بعض الأوراق وتابع

_دي البطاقة وكل الاوراق اللي تثبت انك أسيل حسين النعماني، وبرضه عملتلك جواز سفر زي ما اتفقنا، النهاردة هفاتح داغر في موضوعك بحيث اننا نكتب الكتاب اخر الاسبوع ده وعلى يوم الأحد تسافري معاه ومنها لإيطاليا زي ما وعدتك.

اخذت منه الأوراق وهي تقول بامتنان

_متشكرة اوي لحضرتك بس اهم حاجة ابني.

رد بثقة

_متقلقيش انا بنفسي اللي هوصله لحد عندك بعد ما اسجله باسم ابوه، مع إني مش موافق على اللي بتعمليه.

_انا كمان مش موافقة حضرتك من اللي اصريت عليه بس وافقت عشان خاطر ابني ولولا كدة مكنتش فكرت في يوم من الايام اربط حياتي بواحد زيه بعد اللي عمله فيا.


مازال عقله لا يستوعب ما فعله ابن أخيه فقال بالتماس

_والله انا لحد دلوقت مش قادر أستوعب اللي شوفته، وبحاول أدور على أي عذر بس مش لاقي، على العموم كل اللي يهمنا دلوقت زي ما قولتي مصلحة الولد، وانتِى برضه هتكون معاكي قسيمة جواز.

تبسم في وجهها واردف

_يلا بقا جهزي الفطار لاني واقع من الجوع وانا هروح اغير هدومي وافتح الموضوع مع داغر.


كان داغر يشاهدهم من نافذة المكتب بعينين حائرة 

ما الذي بين عمه وبينها حتى يتحدثا بعيدًا هكذا.

وما هي الأوراق التي اعطاها لها؟

ارتدى نظارته سريعًا عندما وجدهم يدلفون المنزل

عاد ليجلس على المقعد وانتظر عودة عمه

واسأله كثيرة بداخله يريد لها إجابة

بعد دقائق دلف خليل المكتب 

_السلام عليكم 

رد داغر وهو يحاول تثبيت نظراته التي تاقت لرؤية عمه

_وعليكم السلام، قلت راجع اخر النهار رجعت تاني يوم.

جلس خليل على المقعد قبالته

_كنت بستلم المصنع يا سيدي ومقدرتش أرجع إلا الصبح.

حتى اتصلت عليك مردتش قلت يبقى أكيد نايم.

تذكر داغر أحداث الأمس فظهرت ابتسامة لكنها حزينة  

_كنت نايم فعلاً.

_طيب انا كلمت الدكتور امبارح واتفقت معاه على معاد العملية، يعني هنسافر خلال الاسبوع الجاي.

توقف خليل عن الحديث عندما دلفت أسيل تقول بارتباك

_الفطار جاهز.

استطاع داغر ان يتطلع إليها بحرية من خلف نظارته وقد رآى أخيرًا عينيها التي تاق لها عامين وأكثر 

لكن لم تبقى كثيرًا وانصرفت فتنصرف روحه معها 

يبدو أن القادم أصعب بكثير.


جلس على السفرة مع عمه وتقدمت أسيل لتضع الطعام في طبقه فتهفو رائحتها تعطر دنيته

سقطت خصلاتها تحجب وجهها عنه 

فتسلب قلبه منه عندما رفعتها لتضعها خلف أذنها بحركة عفوية منها

كانت تشرح له ما يحتويه طبقه لكنه لم ينتبه لما تقولي وغير مبالي سوى بتلك العيون الغادرة التي خدعته فيما مضى برقتها ومازالت تفعل.

تغيرت ملامحها كثيرًا لكنها مازالت بنفس الجمال الذي خطف انفاسه منذ الوهلة الأولى

ونفس الملابس المحتشمة التي لا ترتدي غيرها

ابتعدت عنه لكن مازالت رائحتها تملئ جوارحه 

لم يتخيل يوماً أن يغض نظره كما حدث الآن 

فقد أعاد معه ضعفه أمامها ولن يستطيع مجابهة ذلك القلب الغادر الذي مازال عاشقًا لها.

اخرجه من شروده صوت عمه

_ها قلت ايه؟

حمحم بإحراج وسأله

_عفوًا يا عمي كنت بتقول ايه؟

_لا انت مش معايا خالص.

قال باعتذار

_معلش سرحت شوية، كنت بتقول ايه؟

_بكلمك عن العملية أنا جهزت اوراق السفر وإن شاء الله هنسافر خلال الاسبوع الجاي.

شرع داغر في تناول طعامه بعد أن قال بهدوء عجيب

_بس انت مش هتسافر معايا.

قطب جبينه بحيرة وسأله 

_ليه؟

_بكرة هتعرف بس النهاردة رايح مشوار مهم مع يحيى ولما ارجع هعرفك ليه.

نهض داغر دون ان يضيف كلمة واحدة وصعد إلى غرفته

لقد ألقى تلك الكلمة لعمه ويعلم جيدًا بأنه لا يحتاج لفطنة كي يعلم ما وراءها.

تلك هي الطريقة الوحيدة كي يعرف حقيقتها وما وراء عودتها



استيقظ يحيى من نومه على صوت هاتفه

اغتاظ عندما وجده داغر فأجابه بكمد

_ايه يا عم في ايه على الصبح.

رد داغر بأمر

_عايزك دلوقت في مشوار مهم.

تطلع بساعته فوجدها العاشرة صباحاً 

_يا عم حرام عليك أنا منمتش إلا الفجر سيبني انا شوية ولما اقوم هجيلك.

تحدث داغر بلهجة لا تقبل نقاش قبل ان يغلق الهاتف

_ربع ساعة وتكون عندي.

ألقى داغر الهاتف على الفراش ثم دلف المرحاض ليأخذ حمامه وبعد قليل خرج ليرتدي ملابسه على عجالة.

وقف امام المرآة كي يمشط خصلاته وهو مستمتع بعودة نظره، صحيح أن الرؤية ليست كما كانت لكن يكفي ذلك.


خرج مسرعًا عندما رن هاتفه باسم يحيى ثم ارتدى نظارته وترجل من الدرج

كان خليل جالساً في البهو فنادى داغر قبل ان يخرج

_داغر.

توقف داغر لكنه ظل على وضعه

_نعم يا عمي.

نهض خليل ليسأله بحيرة

_مش هتقولي رايح فين بالظبط ؟

_مشوار صغير مع يحيى وراجع تاني مش هأخر.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة