-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 28 - 2 - الإثنين 30/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثامن والعشرون

2

تم النشر الإثنين

30/12/2024


_داغر.

توقف قبل ان يصعد الدرج ورد دون الالتفات إلى عمه

_نعم.

نهض خليل ليتقدم منه قائلاً 

_خلينا نتكلم شوية.

_بعدين يا عمي.

رد خليل بحزم

_لا دلوقت الموضوع اللي عايزك فيه مهم خلينا نتكلم وبعدين اطلع ارتاح براحتك.


وافق مجبرًا وجلس على المقعد أمام عمه والذي بدأ حديثه قائلاً 

_انا كلمت الدكتور دلوقت وخلاص هنسافر الاسبوع الجاي

قاطعه داغر باقتضاب

_بس انت مش هتسافر معايا.

قطب جبينه بدهشة وسأله 

_ليه؟

تطلع إليه داغر قليلًا ثم تحدث بحزم

_هاخد الممرضة معايا.

انشرح قلب خليل قليلاً وسأله بمراوغة 

_بس هتروح معاك بصفتها ايه، أكيد أهلها مش هيوافقوا.

لاح الشك بعين داغر فقد كان يظن ان عمه سيرفض ذهابه من دونه وخاصة بتلك العملية  هو يعلم جيدًا أن عمه ليس موضع شك لذا رد بهدوء يتنافى تمامًا عمّ بداخلها من غضب

_بصفتها مراتي.


❈-❈-❈


في منزل أسيل

انهت اعداد القهوة ثم وضعتها أمامهم وحازم ينتظر انتهاء تهربها لذا تحدث بجدية

_ممكن بقا تفهميني ايه اللي اتفقتي عليه مع عمه؟

اهتزت نظراتها عندما وجدتهم يتطلعوا إليها منتظرين ردها لكنها حاولت الثبات وتمتمت برهبة 

_إني اتجوزه.

لم يفهموا شيئاً من حديثها فسألتها أمينة تستوضح حديثها

_تتجوزي مين؟

ازدردت جفاف حلقها وردت بتيهة 

_اتجوزه هو؟

لم تفهم أمينة وسألتها بعدم استيعاب 

_تقصدي عمه؟

رفعت أسيل عينيها مسرعة

_لأ مش عمه.

وجدت أسيل صعوبة في نطق اسمه لكن حازم سبقها

_تقصدي داغر.

رمشت بعينيها وقد اخذ قلبها ينبض بقوة خشية من رد فعله فأومأت له بوجل وهب هو واقفاً ليقول باحتدام

_لااا انتِ شكلك اتجننتي.

نهضت أسيل قبالته لترد بدفاع

_متجننتش يا حازم بس مفيش حل تاني قدامي غير كدة، عمه وعدني انه هيحميني منه وهيساعدني نسجل إياد باسمه وبعدها هسافر بابني ومش هيعرف عني حاجة.

زم حازم فمه وهو يسألها بحدة 

_هو إنتِ فاكرة إن الموضوع بالسهولة دي، تقدري تعرفيني المأذون هيكتب ازاي من غير ما جنابه يعرف؟

قالت بأمل

_اه هو وعدني أنه مش هيعرف أنه متجوز أسيل وانا بثق في عمه وعارفة انه مش هيخذلني.


_يعني ده قرارك؟

تهربت بعينيها منه وقالت بآسى 

_معنديش غيره والمفروض انت تشجعني عليه متقفش ضدي.

تطلعت إليه برجاء وتابعت

_أرجوك يا حازم انا بجد محتجالك تقف جانبي، مينفعش يكون عمه في صفي وانت لأ، أنا مش عايزة اعيش هنا، عايزة أبعد لأن كل مكان بيفكرني به.

تطلع إليها بدهشة عندما لاحظ بعينيها عشق خفي له

_انتِ مش بتهربي من الذكريات انتِ بتهربي من مشاعرك اللي لسة جواكي ناحيته

لأنك ببساطة لسة بتحبيه.

تهربت بعينيها منه وقالت بنفي

_لأ مش حقيقي.

_لأ حقيقي وده واضح أوي في عينيكي، لو نسيتيه صحيح مكنتش وافقتي على الجواز منه بعد اللي عمله.

شعرت أسيل بحشرها في الزاوية مما جعلها تكابر

_قولتلك مش حقيقي انا منستش اللي عمله بس عشان ابني مستعدة أرمي نفسي في النار مش بس اربط نفسي به.

انا عشت حياتي كلها مجبرة مش مخيرة، والمرة الوحيدة اللي اتخيرت فيها الظروف برضه اجبرتني امشي ضد إرادتي.

تقدم منها حازم خطوة وتحدث بثقة

_انتِ رافضة تواجهي نفسك بالحقيقة يا أسيل وهي إنك لسة بتحبيه ولو عمل معاكي اكتر من اللي عمله هتفضلي برضه تحبيه، وانا مش بلومك لأن دي حاجة مش بايدك بس بطلب منك تحكمي عقلك لأنك لما طاوعتي قلبك دمرك.

دي نصيحة أخ لأخته.

أنهى حديثه وأخذ مفاتيحه وخرج من المنزل 

تاركاً أسيل تفكر في حديثه

هي لا تنكره لكنها تخشى من مواجهة تلك الحقيقة المرة بأن قلبها مازال عاشقًا لمعذبه ومهما فعل سيظل ذلك الحبيب الذي كان ولايزال مالكه الوحيد.

تطلعت لطفلها الذي غفى بين ذراعي أمينة والتي بدورها ترمقها بتأثر على ما تمر به ابنتها من مصاعب

حملت أسيل طفلها وضمته لصدرها بحنو بالغ 

عليها أن تتحمل لأجله فقط بضعت أيام وبعدها ستفر هاربة من براثين معذبها ولن تعود إلى هذه البلد مرة أخرى.

❈-❈-❈

دلف داغر غرفته وعقله يكاد يجن من شدة التفكير

لم يستطيع التوصل لشيء وكل ما عرفه هو ما أُخبر به من قبل 

هل هربت من أهلها وتخفت في شخصية حور؟

إذا كانت كذلك لما تخفي هويتها عنه؟

لما لم تخبره بأنها أسيل؟


هل تخجل من فعلتها وأنها تخلت عنه في محنته؟

وما الذي تخطط له مع ذلك المدعو حازم

وضع رأسه بين يديه يشعر بها تتحطم من شدة التفكير.

وعمه الذي ادعم قرار زواجه منها بشكل يدعو للدهشة.

وكأنه كان ينتظر طلبه ذلك

هل لأنه فرح بقرار الزواج نفسه؟

نفى فلم يرفض قراره حينما أخبره بأنه حبر على ورق ولن يكون زواجاً عادياً.

كان عليه ان يخفي نيته بأن تكون زوجته قولاً وفعلاً كي لا يشك أحد بما ينتوي فعله أو إلى ما يريد الوصول له.

ضغط على قبضته بعنف عندما تذكر حديثها مع هذا المدعو حازم.

اشتعلت نار الغيرة بداخله وقرر أن يهرب بها للخارج ولن يعود حتى يعرف الحقيقة 


أما هي فقد استلقت بجوار طفلها تنظر إلى ذلك الخاتم بوجوم

ورسالة عمه التي يخبرها بموافقة داغر على الزواج منها تجعلها تشعر بأنها اخطأت الأختيار منذ البداية

وافق ان يتزوج ويعيش حياته ولم يفكر لحظة واحدة بمن تركها خلفه بمصير محتم آخره الموت 

لم تقتنع بحديث عمه وظنت انه يقول ذلك لأجل الدفاع عنه وحفظ ماء الوجه

يومين وستكون زوجته وبعدها ستسافر معه وستظل هناك حتى ميعاد العملية وقبل أن يخرج من العمليات ستلوذ هي بالفرار إلى إيطاليا وبعدها سيعود طفلها إليها مع أمينة وسيظلوا هناك في مكان لن يعرفه مهما بحث.

❈-❈-❈


في منزل سليم

انتهت وعد من إعداد الغداء ودلفت غرفتها مسرعة لتبدل ملابسها قبل عودته

وقفت امام المرآة تمشط خصلاتها وهي شاردة في ذلك الحبيب الذي وضعه القدر في طريقها كي يبدل حالها لأفضل حال 

قام بتعويضها عن كل شيء

الأمان والحنان والعطف الذي لم تراه طوال حياتها إلا معه

والعشق الذي كتبه على جدران قلبها بأحرف من نور.

انتبهت لصوت الباب فظنت أنها دليدا جارتهم

جذبت الروب لترتديه وذهبت لتفتح لها لكنها تفاجئت بشاهي أمامها تتطلع إليها بتعالي.

_شاهي هانم.

رمقتها بسخرية وهي تدلف للداخل

_اه شاهي هانم عندك مانع؟

أغلقت وعد الباب ودلفت شاهي وهي تتطلع إلى المكان قائلة

_حلوة الشقة دي طبعاً مكنتيش تحلمي تسكني فيها بس كل شيء وراد في الزمن ده.

انهت شاهي حديثها فسألتها وعد

_تحبي تشربي ايه؟

جلست على المقعد تضع قدم فوق الأخرى تهزها بتعالي قائلة

_انا مش جاية اضايف هما كلمتين هقولهم وأمشي على طول لأن ميعاد الطيارة قرب

تطلعت إليها وعد تنتظر حديثها

_طبعاً فاكرة اني جاية اقولك إزاي واحدة تربية ملاجئ تتساوى بيا وتعمل راسها براسي والكلام ده، تؤ لأن ببساطة أنا ميهمنيش أي حاجة غير إني ارجع حقي

لا يهمني اذيت سليم ولا حتى أسيل وأكبر دليل على كلامي إني عارفة إن اسيل لسة عايشة وإن سليم معملش اللي ابوه طلبه منه بس زي ما قولتلك ميهمنيش حد غير إني أرجع ممتلكات بابا الله يرحمه

وبما انك صاحبة الفضل عليا وبسببك خليت حسين يتنازلي عن كل حاجة فأنا هسيبك عادي مع حبيب القلب بس على شرط.

ضيقت وعد عينيها بحيرة فتابعت

_تبعدي جوزك عني ومتخليش عقله يوزه يقف قصادي لأنه هيكون الخسران الوحيد فيها.

نهضت لتتابع وهي تحمل حقيبتها

_انا ماشية بقا واتمنى إني مشفش حد فيكم قدامي مرة تانية.

خرجت شاهي تاركة وعد ترتعد بخوف على حبيبها

إن علم سليم بما حدث فلن يمر الأمر مرور الكرام 

جلست على المقعد تحاول الوصول لحل

هل تخبره وتعرضه للخطر أمام تلك البغيضة 

أم تلتزم الصمت كي تحافظ عليه من بطشها.

دلف سليم بابتسامته التي اصبحت لا تفارقه كلما رآها وقال بحب وهو يجلس بجوارها

_مال الجميل شكله سرحان في ايه…أوعى يكون في حد غيري

تطلعت إليه بابتسامة مشرقة أشرقت شمسه وقالت بحب

_مستحيل اسرح في حد غيرك.

قطب جبينه بحيرة وسألها 

_اومال مالك شكلك مضايقة.

لن تستطيع اخفاء ذلك الأمر لذا عليها ان تخبره

تبدلت ملامح سليم وهو يستمع لها بصدمة لا يتخيل ان يصل بها الطمع لتلك الدرجة 

تابعت وعد برجاء

_أرجوك يا سليم سيبها احنا مش محتاجين ….

قاطعها سليم بغضب

_مستحيل اسيب واحدة زي دي تنصب علينا وتعدي كدة بالساهل

وقفت وعد قبالته وقالت برجاء

_ارجوك يا سليم بلاش تقف قصادها وبعدين متنساش ان ابوك هو اللي عمل كدة هي مضحكتش عليه.

سليم انت اتنازلت عن كل حاجة لما فكرت تسيب مصر وتعيش هنا واظن إننا مش محتاجين حاجة منهم وانا مستعدة اعيش معاك لو هموت من الجوع بس المهم اكون مطمنة عليك، عشان خاطري سيب الملك للمالك ولو هي شايفة إن ده حقها تاخده من ابوك وخلينا أحنا بعيد عن الصراعات دي أرجوك.

فكر فيا لو جرالك حاجة انا هعيش ازاي من غيرك ارجوك يا سليم.

لامس رجاءها قلبه وخاصة عندما سقطت دمعة على وجنتها أرهقت قلبه فقام بمحوها بأنامله متمتمًا بعتاب

_قولتلك بلاش الدموع دي لأنها بتوجعني أوي.

تمتمت بتوسل

_خلاص سيبك منها وخلينا أحنا بعيد عنها.

اومأ لها فقط كي يطمئنها لكن بداخلها ينتوي لها بأشد العقاب

وعندما وجدها تتطلع إليه بشك مال عليها يحتضنها كي لا يسمح لها بالتفكير ولا قراءة افكاره التي تظهر أمامها ككتاب مفتوح.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة