-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 37 - 2 - الخميس 19/12/2024

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السايع والثلاثون

2

تم النشر الخميس

19/12/2024




"ينفع ادخل"


كان يقود سيارته عائداً إلى الفندق الذي يقطن به، حتى قاطعه رنين هاتفه ما أن رأي الرقم رد علي الفور فهو الرجل الذي وضعه أسفل منزل صفا كي يطمئن عليها:

-ألو أيوة يا حسن خير؟

حسن:

-مش خير يا باشا بعد ما حضرتك مشيت في حد جه ليهم.

ياسين بقلق:

-حد مين؟

حسن…..

ياسين بصدمة:

-بتقول مين طيب أنا هدور العربية وراجع مسافة الطريق.

أغلق الهاتف سريعاً وأدار مقبض السيارة كي يعود إلي الاتجاه الآخر من جديد والقلق ينهش قلبه.

❈-❈-❈

ظلت تحدق به غير مصدقة أنها تراه بالفعل أمامها، انتبهت على صوت.

"ينفع ادخل"

قالها الطارق بهدوء.

ابتلعت ريقها بتوتر وتنحت جانباً وأشارت له بالدخول:

-أتفضل يا أحمد بيه.

ولج إلي داخل الشقة وعينيه تحملق بنظرة سريعة في أرجاء الشقة بحث بنظراته على أقرب مقعد واتجه إليه جلس فوقه واضعاً ساق فوق ساق، أغلقت الأخري الباب واتجهت إليه وتحدثت بإقتضاب:

-خير يا أحمد بيه أي خدمة؟

رد بهدوء:

-عايز أقابل صفا.

جعدت جبينها بحيرة وتسألت:

-خيرك عايز منها إيه تاني بنتي خلاص طلعت من حياتكم وللأبد كفاية بقي سبوها في حالها.

تجاهل حديثها وتحدث بتعالي:

-لأ فيه حفيدي.

ردت الأخري بهدوء:

-حفيدك تقدر تشوفه في أي وقت غير كده ملكمش علاقة بينا كفاية أوي إلي عملته بيها وخصوصاً حضرتك أظن أنت فاكر كويس طردتك لينا وأنت بتنادي الأمن بتوعك يرموني بره أنا وبنتي وهي حامل في حفيدك إلي بتتكلم عنه لو كانت اجهضت ساعتها أو حصل لها حاجة كنت وقتها هتبقى قاتل حفيدك أنت أذيت بنتي أوي وعمرنا ما هنسامحك على إلي عملته فيها بنتي حبت إبنك وساعدته يكون جزاتها إلي أنت عملته فيها يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

انتفض بعصبية وصاح بها مما جعل صفا تخرج سريعاً من غرفتها أثر الصوت العالي:

-أسمعي يا ست أنتِ أنا مش عايز أسمع حرف واحد إلا رد فعلي مش هيعجبك وأنا مش جايلك أصلاً من الأساس.

"حضرتك جاي هنا ليه"

نطقت بها صفا التي خرجت من غرفتها وتتجه إليهم بخطي رزينة.

ألتفت لها وتحدث متهكماً:

-هو كل شوية جاي هنا ليه ؟ هكون جاى أسرق الذهب والألماس إلي عندكم ؟ أنا جاي أشوف حفيدي واخده من المستنقع ده إستحالة أسيب حفيدي مع واحدة زيك انتِ والست الخرفانة دي.

صاحت صفا بجنون:

-أنت إيه شيطان مخلوق من نار اللي بيجري في دمك ده دم زي البني ادمين ولا مياه يعني بدل ما تيجي تعتذر وتصلح إلي عملته جاي تبجح فينا وتغلط فيا أنا وأمي أبعد عننا بقي عندك إبنك جوزه ويخلف ليك بدل العيل عشرة لكن أبني خط أحمر ولو فكرت بس تمس شعرة منه مش هرحم سامع اللي 

هيقرب من أبني هاكله بأسناني حتي لو مين ما كان يكون.


أشتعل غضباً منها وما كان رده سوي صفعة مدوية علي وجنة صفا أسقطتها أرضاً، وسط صراخ والدتها التي انحت بجسدها تضمها بلهفة، بينما صاح هو بتوعد:

-أنا هربيكي يا حثالة وأعرفك تعلي صوتك عليا وتهدديني تاني إزاي.

غادر سريعاً وفتح الباب عنف ورحل دون أن يغلقه، بينما صفا أغمضت عينيها بضعف واستلمت للظلام وسقطت مغشياً عليها.

صرخت والدتها بلهفة:

-صفا صفا فوقي يا بنتي.

"صفا ايه اللي حصلها"

قالها ياسين الذي اقتحم الشقة وركض تجاهها بلهفة يتفحصها:

-إيه إلي حصل؟

ردت بحزن:

-والدك كان هنا.

حملها سريعاً وقال:

-أنا هوديها المستشفى أطمئن عليها وحضرتك خليكي هنا مع الولد.

لم يعطيها فرصة للرد وأخذها ورحل.

❈-❈-❈

وصل بها المشفى وأخبره الطبيب أنها صدمة عصبية ظل جالساً جوارها يتأملها بحب، بدأت تفيق من وهي تنظر حولها بآلم رأته يجلس جوارها أغمضت عيناها عدة مرات وفتحتها بوهن.

لكنه نهض واقترب منها وجلس بجوارها على الفراش مقبلاً يدها بحب وقال:

-أنا هنا جنبك يا حبيبتي فوقي.

تساءلت بوهن:

-أنا فين ؟

رد باختصار:

-في المستشفى.

اعتدلت بقلق وتسألت:

-ماما والولد ؟

طمأنها بهدوء:

-أطمني بخير.

تنهدت بإرتياح وعادت إلي الخلف مرة أخري، وتحدثت بوهن:

-إتفضل إمشي عايز أيه مني تاني؟ كفاية أوي إلي أنت وباباك عملتوه فيا أبعدوا عن حياتي بقي.

صمت بخزي فهي معها كل الحق ولا يستطيع الدفاع عن نفسه لكنه تحدث بإصرار:

-أطرديني اعملي كل اللي نفسك فيه يا صفا انا مش هخرج من الاوضة دي غير لما نتصالح وترجعي ليا أنا مظلوم زي زيك يا صفا أقسم بالله أنا كنت بتعذب على فراقك كل يوم صفا يكفي أني مش هسامح أبويا عشان فرقني عنك يا عمري.

ظلت صامتة ولا تتحدث ترك يدها ونهض من جوارها وجذب المشرط المخصص لكسر الحقن ووضعه على شرايين يده وتحدث بأسي:

-طالما مش هتسامحينى يبقى هموت نفسى يا صفا بس عايزك تعرفي أن عمري ما حبيت غيرك يا صفا القلب.

شهقت بصدمة ما أن رأته يضع المشرط علي يده وبدأ بجرح معصم يده بالفعل:

-خلاص يا مجنون خلاص بتعمل .

توقف ونظر لها بأمل:

-يعني سامحتيني ؟ ولا أموت نفسي وابقي مجنون صفا ؟ وعفريتى بقي يفضل يتنطط في الأوضة دي؟

تبسمت رغماً عنها وقالت:

-خلاص لما أتعب مش هدخل الأوضة دي عشان خاطر عفريتك.

رمقها بعتاب وأضاف:

-يا سلام ده إلي فارق معاكي عفريتي. 

داعبها بمرح وقال:

-ده أنا حتي نفسي في أكلة فسيخ من بتوعك ولا الممبار المقرمش بتاعك.

تهكمت قائلة:

-يا سلام يعني أنت عايز ترجع ليا عشان الفسيخ والممبار؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-تفتكري أني هرجع ليكي عشان كده ؟ أنا بحبك يا صفا وعايز أرجع ليكي عشان بحبك ومش قادر استغني عنك ولا عن ابننا أنا بس بفكرك بأيامنا الحلو.

أغمضت عيناها بشرود وقالت:

-كانت أيام حلوة تتعدد علي الصوابع.

تحدث بلهفة:

-هنعوضها سوا يا صفا طول ما احنا سوي والحب موجود ما بينا هنعوض كل ده ونرجع الأيام الحلوة ما بينا ها يا صفا أتكلمي ريحي قلبي  هترجعي ليا هتسامحينى ونبدأ من جديد ؟

تنهدت بأسى وقالت:

-مع الأسف  حبك لعنة مش هخلص منها يا ياسين.

إبتسم بفرحة وجلس أرضا بحب:

-أوعدك أعوضك عن كل إلي فات يا قلب ياسين .

جذب يدها كي يقبلها لكن سحبتها منه موبخة:

-ياسين أتلم أنا مش مراتك.

ضغط على أسنانه بغيظ:

-نسيت.

نظرت له بتردد وهتفت برجاء:

-ممكن أطلب منك طلب ؟

أومأ بتأكيد:

-آه طبعاً يا حبيبتي أتفضلي ؟

هتفت بحذر:

-بلاش خلافات تاني مع والدك.

جحظت عيناه بصدمة وتسأل:

-نعم انتِ إلي بتقولي كده يا صفا بعد كل إلي عمله فيكي؟

استطردت بإيضاح:

-ياسين والدك مش طبيعي.

جعد حاجبيه بحيرة وتدارك متهكماً:

-يا سلام ؟ مش طبيعي إزاي يا صفا خلتيه مجنون؟

رمقته شذراً وأردفت بتحذير:

-ياسين أتلم متنساش أني دكتورة نفسية.

أشار علي فمه بصمت:

-طيب هسكت أهو أتكلمي بقي ؟

نظرت له بتردد واستطردت بإيضاح:

-والدك مريض بالسلطة والمال.

أغلق عينيه وفتحها عدة مرات بعدم إستيعاب:

-نعم يا أختي ؟ وده مرض ؟ وعلاجه أيه أن شاء الله ؟

تنهد بضيق وردت:

-ممكن تبطل تريقه لو سمحت.

رد بهدوء:

-أتفضلي فهميني ؟

هتفت باستفاضة:

-علاجه بسيط أول حاجة لازم يعرف أن المال ملوش قيمة وده أوردي حس بيه لما أنت بعدت عنه وقبلها طنط تاني حاجة لازم يحس أن الشخص الفقير زيه زيه بالظبط فاهم حاجة ؟

حرك رأسه ببلاهة:

-لأ.

تبسمت ساخرة وعقبت:

-كنت حاسة الصراحة المهم يا باشا أنه لما هيفضل لوحده كده حس بالوحدة والفراغ كل الي بيحبهم فرقوه وقتها هيعرف أن المال ملوش قيمة فهمت ؟

أومأ بتفهم:

-فهمت.

أكملت بتردد:

-إلي عايزة أوصله ليك بجد أن كله إلي عمله غصب عنه زي ما أنا هديك فرصة هو كمان محتاج فرصة منك حاول تقرب منه.

تهكم ساخراً وقال:

-بجد وده حتي بعد إلي حصل النهاردة ؟ 

آخذ نفس عميق وأكمل بجدية:

-حاضر يا صفا هروح ليه وأتكلم معاه بهدوء بإذن الله.

انتبهت شئ وتسألت:

-هو انت عرفت اللي حصل إزاي ماما كلمتي؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ الصراحة أنا حاطط حارس تحت البيت عشان أبقي مطمئن عليكم بعد ما مشيت بشوية جالي اتصال منه أن والدي جالك وأنه عندك فوق لقيت العربية بسرعة ورجعت بس علي ما وصلت هو كان مشي طلعت زي المجنون لقيتك مغمى عليك جبتك وجيت بس الي انا مستغربه عرف مكان بيتك إزاي ؟

مطت شفتيها بحيرة وردت:

-مش عارفة معتقدش طنط سلوى تقوله خلينا في المهم عايزة أروح.

اعتدل في وقفته مستعداً:

-تمام الدكتور قال تخرجي عادي بس المهم أعصابك يا هانم سامعة.

ردت متهكمة:

-والنكد والمشاكل تروح لمين غيري؟ يلا يلا نروح عشان الولد.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة