-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 17 - 2 - الأحد 8/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل السابع عشر

2

تم النشر الأحد

8/12/2024



_بس انت كدة بتدي الناس دي الفرصة عشان يكرروها 

على العموم هي مش هتفوق دلوقت لأنها أخدت مهدئ قوي وربنا معها.

مسح حازم بيده على وجهه وقد حمد ربه بأنهم لم يكتشفوا أمر الاغتصاب 


❈-❈-❈


في مشفى أخرى 

انقلبت المشفى رأسًا على عقب فور دخول داغر والذي انتهى به المطاف بعد عملية جراحية استمرت أربع ساعات إلى غرفة العناية المشددة


وقف خليل بقلب ملتاع أمام النافذة الزجاجية يتطلع إليه بقهر

لم يخرج من الدنيا سوى به بعد ان رفض السفر مع والده وأختاره هو

ذلك العوض الذي ملئ فراغه يضيع منه الآن 

بكى كما لم يبكي من قبل 

واسند رأسه على الزجاج وهو يدعي ويتضرع إلى الله أن ينقذ ابنه الوحيد 


 

أما هي فقد كانت مستلقية على السرير دون حراك فقط انفاس تدخل وتخرج ماعدا تلك الرؤى التي تتقاذف عليها بكل قسوة 

تكرار وتكرار وصرخات تناجي من يسمعها

لكن لا من مجيب

فينتهي ذلك السكون بعد فترة ويتشنج جسدها تلك المرة بأشد وأعنف

تجمع الأطباء في غرفتها يحاولون السيطرة عليها لكن تلك المرة لم تهدئ إلا بعد محاولات عديدة.


❈-❈-❈


سلامًا على عزيز قلبٍ اشرقت الشمس بنوره 

فتفيض الروح ترفرف في جنبات الشوق لعله يسمع نداه

ينادى ويستغيث بروحها ولكن لا من مجيب

مرت أيام وكل واحدٍ منهم في عالمه الخاص

كلاهما بعتاب حارق ألهب مشاعرهم

حركات واهنة ضعيفة لكنها طمئنت الجميع لعودته 

أما هي فترفض بشدة العودة لواقعها

لا تريد 

عليها أن تظل كما هي ترفض العودة لتلك الحياة القاسية 


وقلوب أخرى أبت الرضوخ لقسوة الحياة وجابهة بشجاعة…

قامت وعد بوضع ملابسها داخل الحقيبة تحت نظرات شهد الباكية

_هتمشي تروحي فين بس هو احنا لينا مكان يتاوينا.

ردت وعد وهي تغلق الحقيبة

_بلاد الله واسعة وبعدين الناس اللي هشتغل عندهم ناس كويسين متقلقيش عليا.

_بس انا مش فاهمة ايه اللي خلاكي فجأة كدة تصري انك تسيبي الشغل هنا، الأول أسيل هانم اللي سافرت من غير حتى ما تودعنا وبعدها دادة أمينة ودلوقت انتي.

_معلش هي دي سنة الحياة.

بس اكيد هاجي ازورك، واول ما الظروف تتعدل معانا ناخد شقة ونستقر فيها.

رن هاتفها فقامت بإخراجه من حقيبتها فتفاجئت برقم سليم.

لم تجيبه وقامت بغلقه لقد انتهى كل شيء بينهم

ودعت صديقتها وخرجت من المنزل فيوقفها صوت رسالة لابد أنها منه

قامت بفتحها وكان محتواها

_انا مستنيكي بره اطلعي.

اغمضت عينيها بيأس وقررت أن تسير في طريقها دون الالتفات له

خرجت من البوابة الحديدية فوجدته يقف بسيارته بالقرب من المنزل

سارت في طريقها ولم تلتفت له

عليها الهرب من ذلك الجحيم

لن تعود له بعد ما حدث

اجفلت عندما وجدته يقود السيارة تجاهها مما جعلها تسرع الخطى هربًا منه 

وكلما تقدم منها كلما زاد ركضها حتى أسرع ليقطع عليها الطريق فحاولت تجاوزه لكنها لم تستطيع عندما ترجل من سيارته وتوجه إليها فصرخت به قبل ان يقترب منها

_انت عايز مني ايه؟

دنى منها يجذبها من يدها ليتوجه بها إلى السيارة وهو يغمغم

_أمشي من سكات.

رفضت التحرك قيد انملة وقالت بانفعال

_مستحيل آمن نفسي مع واحد قا.تل زيك.

تحول ذلك الوجه الفاتر إلى فوهة بركان على وشك الإنفجار تراه لأول مرة مما جعل الخوف يزحف لقلبها عندما غمغم من بين أسنانه

_مش هقوله تاني امشي معايا من سكات.

جذبها بقوة وهي تحاول الفرار من قبضته ثم ادخلها السيارة بالقوة وأغلقها خلفها ثم توجه لمقعده وانطلق بها

_انت موديني على فين؟

لم يجيبها وظل ينظر إلى الطريق أمامه فعادت تسأله بانفعال

_رد عليا.

رمقها سليم بنظره غاضبة وغمغم بسخط

_صوتك ميعلاش.

لم تخاف بل تصدت إليه وهي تتابع بقوة

_لأ هيعلى، انا خلاص سيبت الشغل عندكم ومبقاش ليك أي صلة بيا وخاصة بعد ما قتلت أختك بإيدك.

صاح بها هادرًا

_متجبيش سيرة الموضوع ده تاني انتي فاهمة.

ردت بتحدي أشد وهي تراه يظهر أمامها على حقيقته

_لأ مش فاهمة والموضوع ده أصلاً مش هيخرج من جواك وصورة اختك وانت بتقتلها هتفضل قدام عينيك لحد اخر لحظة في عمرك.

لم يستطيع انكار حديثها، عليه ان يبقى الموضوع قيد الكتمان لأجل سلامتها


انعطف سليم حتى توقف امام بناية شاهقة ثم غمغم دون النظر إليها 

_إنزلي.

تطلعت للأمام وقالت بعناد

_مش هنزل إلا لما اعرف أنا جاية هنا ليه؟

ترجل هو ثم توجه ناحيتها ليفتح الباب وينزلها بالاجبار

حاولت التملص منه لكنه احكم قبضته عليها وجذبها لداخل البناية 

دلف المصعد وهنا جذبت ذراعها من قبضته وصاحت به

_انت جايبني هنا ليه وعايز مني ايه، اخرج بقا من حياتي.

ظهر وميض عشق بعينيه ولمحة من الرجاء ثم تمتم بغصة 

_انتي اللي اقتحمتي حياتي وانا متعودتش اني امشي على هوى حد، دخلتيها يبقى تتحملي النتيجة.

لم تفهم معنى حديثه وقبل أن تسأله توقف المصعد وعاد يجذبها ثم توقف بها امام احد الأبواب وقام بوضع بطاقته فينفتح الباب حينها.

هم بالدخول بها لكنها هزت رأسها بخوف وتمتم بوجل

_انت جايبني شقتك ليه؟

تطلع إليها لحظات وقد أخمد ذلك البركان الثائر بعينيه وتمتم بشجى

_متخافيش.

رفضت أن تستسلم لذلك الشغف الذي رأته بعينيه وتمتمت برفض

_ازاي مخفش وكل حاجة بتعملها بتخليني اخاف منك أكتر.

ازدادت قضبة جبينه وتمتم بحنو

_لو خفتي من الدنيا كلها مينفعش تخافي مني.

جذبها لتدخل معه رغم رفضها وأغلق الباب خلفهم ثم جعلها تقف قبالته وتمتم بثبوت عندما اشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقال بأمر

_بصيلي.

ظلت على عنادها مما جعله يمسك ذقنها يجبرها على النظر إليه وقال بحزم

_المأذون جوه ومعاه الشهود هنكتب الكتاب وبكره الصبح هنسافر.

اتسعت عينيها بذهول من حديثه حتى ظنت لوهلة أنها اخطأت السمع لكنها تأكدت عندما تابع

_هنسافر من غير رجعة متفكريش في يوم من الايام ترجعي هنا تاني.

قطبت جبينها بحيرة وسألته باحتدام 

_وانا ايه اللي يجبرني أوافق وانا مفتقدة الأمان معاك؟!

عادت فوهة البركان تشتعل من جديد وتمتم بحزم مبطن بالتهديد 

_الموضوع هيتم سواء برضاكي أو من غيره، بلاش تخليني اعملها بالاجبار

ادخلي الاوضة دي غيري هدومك عشر دقايق وتكوني جاهزة.

تركها ودلف الغرفة حيث يجلس المأذون والشهود 

تم عقد القران وطلب المأذون حضورها كي تمضي على العقد أمامه

استئذن منهم وذهب إليها كي يستعجلها وما إن طرق الباب حتى فتحته وظهرت أمامه بذلك الثوب الذي أختاره خصيصًا لها

لكن لم يتخيل ان تكون بكل ذلك الجمال أمامه

وقد أضفى اللون الأبيض سحرًا خاصةً عاكس لون خصلاتها السوداء


أشاحت بعينيها بعيدًا عنه، لم تتقبل تلك الزيجة لكنها تعلم جيدًا بأنها لن تتحمل بعده ولن تتحمل أن تعيش وحيدة بدونه

نعم تبغض أفعاله وخاصة ما فعله مع اخته وقتله لها، لكن ماذا تفعل تلك الضعيفة التي لا مأوى لها في تلك الغابة السوداء 

_متخافش انا موجوده مهربتش.

التزم الصمت لبرهة وهو يخترق عينها بعينيه يبحث عن نظراتها الواهنة التي كانت ترمقه بها فلم يجد لها أثر 

وجد عينين حادة وكأنها لم تعرف الحب يومًا 

فرد بصوت ثابت

_مين قالك إنك ممكن تهربي مني، لو في بطن الأرض هوصلك.

أشار لها باتباعه فوجدت الماذون يطلب منها الامضاء

كم أرادت أن تمزق تلك الوثيقة وتلقيها في وجهه لكن ماذا بعد

سيرحل ويتركها وحيدة تنهش بها ذئاب البشر.

بيد مرغمة مدت يدها تاخذ القلم وبدأت بكتابة اسمها بجوار اسمه 

بارك لهما المأذون وانصرفوا جميعاً وتركها وحيدة معه 

ماذا ينتظر منها؟

هل ينتظر ان تكون زوجته قولاً وفعلاً 

وهاماً إن ظن ذلك.

لن تسلم نفسها لذلك القاتل مهما ترجاها.

همت بالذهاب لغرفتها لكنه اوقفها قائلاً 

_استني عندك.

توقفت وعد وهي تدير وجهها بعيدًا عن مرمى عيناه التي تكاد تلتهمها

_هتباتي هنا النهاردة والساعة تسعة الصبح تكوني جاهزة. 

كل حاجة محتجاها هتلاقيها في الشنط.

استدار ليخرج من المنزل لكنها تلك المرة من أوقفته 

_انت رايح فين؟

أجاب دون ان ينظر إليها 

_هرجع الفيلا عشان محدش ياخد باله من حاجة.

_وهي دي بقا الحياة اللي عايزني اعيشها معاك؟

استدار ليجيبها وقد عاد فتوره

_حاليًا معنديش غيرها لكن كل حاجة هتتغير لما ييجي الوقت المناسب.

عادت قطبت جبينها وهي تسأله

_على أساس إني هقبل بالحياة دي؟

_للأسف مفيش غيرها قدامك.

تركها وخرج من المنزل غير عابيء بندائها

لقد فعل كل ما بوسعه لأجلها لذا عليه الآن أن يفعل كل ما بوسعه لأجل نفسه.


عاد إلى منزله متجهاً لمكتب والده فيجده جالسًا بجبروت لم يراه بأحد من قبل 

وكأنه لم تقتل ابنته الوحيدة منذ ايام قليلة بل ظهر أمامه بأنها علة وحلت عن كاهله

لذا تقدم منه بنفس جبروته وتحدث بجمود

_أنا مسافر الصبح وعايز توكيل عام قبل ما أسافر 

عاد حسين بظهره للوراء وسأله باقتضاب 

_ليه؟

_لأني مش ناوي ارجع هنا تاني زي ما قلت وهستقر هناك.

نهض حسين من مقعده وتوجه إليه ليقف امامه 

_ وايه اللي خلاك مرة واحدة كدة تتخذ قرار زي ده؟

_دي حاجة احب احتفظ بها لنفسي، التوكيل يكون جاهز بكرة الصبح قبل ما أمشي.


اسرعت شاهي بالتخفي خلف أحد الأعمدة قبل ان يخرج سليم متجهاً إلى غرفته.

فقد آتتها فرصة أخرى للخلاص من سليم أيضا 

دلفت المكتب فتجد حسين حائرًا يفكر في حديث إبنه 

اغلقت الباب خلفها وتقدمت منه كي تبخ سمها بداخل اذنه 

_سوري يا حبيبي بس سمعتكم بالصدفة وبصراحة انا مع سليم في اللي طالبه منك

تطلع إليها بحيرة وتابعت هي بدهاء 

_الفرع ده محتاج لمجهود جبار عشان يقدر يقف على رجليه وده اللي عايزه سليم، عايز حاجة تشغله عن احساس الذنب اللي جواه من جهة أخته 

وانا بفضل انه يفضل هناك وكمان تكتم طمعه بأنك تكتبله الفرع ده باسمه بحيث لما تنفذ وعدك ليا بإنك تكتبلي البيت باسمي يبقى ملوش حق يعترض ولا ايه؟

علم ما تود الوصول إليه وأنها تحاول بشتى الطرق ان تجعله يتنازل عن باقي املاكه لها وهنا سيضع ابنه تحت رحمتها وهذا لن يسمح به لذا تعامل بنفس دهاءها

_انا وعدتك لما ييجي الوقت المناسب هنفذ طلبك.

شعرت باللوع في حديثه وقالت باندفاع

_بس انت وعدتني لما أخدت فلوسي عشان تعمل بيها الفرع انك هتكتبه باسمي ودلوقت انت هتسيبه لابنك

جلس حسين على مقعده وتمتم بعدم اهتمام

_طول ما انا عايش هتبقى النسبة العليا باسمي وكفاية أوي عليكي الشركة ولا ايه

كتمت شاهي سخطها مجبرة فإن عاندت أمامه ستكون الخاسرة الوحيدة


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة