-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 25 - 2 - الإثنين 23/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر الإثنين

23/12/2024



فهي لا تعرف أن حالها ليس أفضل من حاله وكم صعب عليه الأمر لكن ليس بوسعه فعل شيء.

لن يتركها تدمر حياتها ويقف مكتوف الأيدي يشاهدها وهي تقضي على حياتها أمامه.


بدأت تهدئ رويداً حتى أغمضت عينيها ونامت أما هو فقد ظل بجوارها لا يستطيع مفارقتها أو ترك يدها لحظة واحدة

كيف لم يكتشف حبه لها سوى الآن 

كيف سمح لنفسه أن يعيش نفسه في وهم 

حبه لأخرى ونسيها هي

فأسيل عوضته عن أخته التي فقدها في نفس عمرها ولذلك ظن ان ما يشعر به تجاهها حباً

وهو ابعد ما يكون عن ذلك.

تلك هي محبوبته الوحيدة هكذا صرح بها قلبه وعقله ولن يقبل بغيرها بديلاً 

ملس على وجهها وتمتم بوله 

_آسف، اسف بجد.

بعد قليل طرق الباب ودلف والديها

اسرعت فايزة إليها 

_هايدي حبيبتي 

تطلعت لحازم بانفعال

_انت عملت فيها ايه؟

مسح حازم على وجهه يهدئ من اعصابه

فرد فريد

_عمل الصح يا فايزة ولا كنتِ عايزاه يسيبها تموت نفسها.

ردت فايزة بحدة

_برضاها مش غصب عنها(تطلعت لحازم وقالت) كدة ضيعت اخر خيط بينكم يا حازم.

لم يستطيع حازم الصمود أكثر من ذلك وانسحب بهدوء خارجاً من الغرفة والمشفى بأكملها

لا أحد يشعر به ولا بالنار المشتعلة بداخله

من قائل إن الأمر هين عليه

بل اصعب منها بكثير لكن لا يريد شيئاً سواها

الآن فقط علم كم يعشقها 

الآن فقط بعد فوات الآوان

ضع كل شيء منه ولم يعد يملك شيء

لا يوجد سوى وحدة قا.تلة سيعاني منها وحيدًا

اراد أن يصرخ ويخرج تلك النيران التي تلهب قلبه لكن لم يعد حتى باستطاعته فعلها….


❈-❈-❈


_ماما؟

ردد خليل الكلمة بذهول وهو يرى تلك النسخة المصغرة من ابن أخيه يتعلق في عنق أسيل والتي بدورها اهتزت نظراتها وكأنها تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها

فسألها بذهول

_الولد ده ابنك؟

لم تستطيع أسيل النطق بحرف فكان الصمت هو ردها الوحيد فعاد يسألها

_ردي عليا.

تدخلت أمينة قائلة

_مين ده يا أسيل؟

تطلعت إليها أمينة باستنجاد ولم تستطيع النطق، فعادت تسألها عندما وجدتها بتلك الحالة 

_في ايه؟ ردي عليا.

رد خليل باستنكار 

_ما تردي يا أسيل وقولها انا مين.

اهتزت نظراتها اكثر وغمغمت بلتعثم

_ده خليل بيه اللي بشتغل ممرضة عنده.

انقبض قلب أمينة بدورها وتطلعت إليه بتوجس

_أهلاً وسهلاً بحضرتك اتفضل اقعد.

نظر إلى الطفل الذي تطلع إليه ببراءة وكأنه يشاهد داغر وهو بسنه 

فقال بأمر 

_اقعدي يا أسيل خلينا نتكلم.

تطلعت إلى أمينة باستنجاد لكنها اومأت لها بأنها بجوارها ولن تتخلى عنها.

جلسوا جميعاً لكن إياد أخذ يتطلع إلى خليل بابتسامة شقية مما جعل خليل يبتسم له وأشار له قائلاً 

_تعالى يا حبيبي اسمك ايه.

تقرب منه إياد بخطوات متعثرة فحمله خليل وأجلسه على ساقه قائلاً 

_اسمك ايه؟

ردت أمينة بدلا منه 

_إياد.

_عمره اد ايه؟

لم تستطيع أسيل التفوة بكلمة وهي ترى كل شيء ينكشف رغماً عنها فأجابت أمنية 

_سنة وتلات شهور.

نظر إلى أسيل التي مازالت تتهرب بعينيها ثم تحدث برتابة

_انا مش هقولك ليه خبيتي عليا حاجة مهمة زي دي بس كل اللي هقوله إن كفاية اوي لحد كدة وداغر لازم يعرف الحقيقة.

اتسعت عينيها بصدمة وشعرت بأن الدنيا تلتف بها لكنها ابت ان تظهر ضعفها وقاومت كي تظل يقظه وقالت برفض

_مستحيل.

سألها بحيرة

_ليه ده حقه إن يعرف إن له ابن.

صرخت به أسيل وهي غير واعية

_لأ مش من حقه، (علىٰ صوتها غير منتبهة لما تتفوه به ولا تستطيع تجمعت الحديث) مش من حقه أبدًا بعد اللي عمله فيا، محدش احق بيه غيري أنا.

تفاهم خليل مع عصبيتها لكن عليه ان يكون حازماً معها لاجل ذلك الطفل الذي شعر بالخوف وأسرع إلى أمينة يختبئ بحضنها

_أهدي شوية عشان ابنك، وبعدين انا عارف كل ده ومقدره بس خليكي واقعية انتِ قدرتي تسجلي ابنك؟

اهتزت نظراتها فعلم بأنه لم يسجل حتى الآن فقال بامتعاض

_طبعاً متسجلش.

ومستنية ايه بقا لما يكبر ويخرج للناس ويسألوه عن أهله؟

أشاحت بوجهها وهي تقول بتعند

_هسجله بأسمي.

رد خليل باستنكار 

_ليه؟ عشان أيه تحريمه من اسم ابوه وعيلته.

رددت جملته بتهكم

_اسم أبوه؟ هو فين ابوه ده، ده حتى مفكرش يسأل راحت فين ولا ايه اللي حصلها.

رد خليل بثقة

_داغر فضل شهرين بين الحياة والموت وأول ما فاق سأل عليكي 

لما طلبنا من حد يعرفلنا أخبارك قالوا إنك سافرتي ومش هترجعي تاني، انا عارف انه غلط وغلط كبير أوي كمان بس هو أكيد كان ناوي يصلح غلطه عشان كدة سأل عليكِ أول ما فاق.

اشتد الألم برأسها لكن الخوف من خسارة ابنها جعلها لا تبالي به لذا عارضت بإصرار 

_ميهمنيش كل اللي بتقوله ده، لو كنت اهمه بصحيح مكنش عمل فيا كدة، انت متعرفش اللي حصلي بعدها ولا العذاب اللي شوفته فأرجوك مش عايزة كلام تاني في الموضوع ده.

_بس يا بنتي احنا دلوقت الظروف بتحكمنا والطفل ده له حقوق علينا لازم نلبيها مهما كانت قسوتها.

لم تلين قيد أنمله فقال بعد تفكير

_طيب اسمعني في الاقتراح ده ولو مش عجبك ارفضيه.


❈-❈-❈


استيقظ داغر وهو بشعر بألم حاد في رأسه وخاصة عينيه لا يستطيع رفع جفنيه من شدة الألم

نهض وهو يضع يده على رأسه الذي شعر به سينفجر من حدة الألم

تحسس المنضدة بجواره ثم ضغط على الزر فتدلف في ثواني سلوى 

_صباح الخير يا كابتن داغر.

لم يستطيع فتح عينيه وقال بتعب

_عمي صحي ولا لسة؟

_صحي من بدري وخرج قالي ابلغك انك تستناه على الفطار.

_وهي جات ولا لسة؟

ضيقت عينيها بحيرة 

_هي مين؟

انفعال داغر ومازال يخفي عينيه بيده

_الممرضة هيكون مين غيرها.

_اه تقصد حور؟ لأ لسة مجتش عايز حاجة اعملهالك؟

رد بحنق

_لأ روحي انتِ.

همت بالخروج لكنه اوقفها 

_اول ما توصل خليها تجيني.

أومأت له واضافت

_طيب أنا مش هكون متواجدة النهاردة عشان هعمل اوراق السفر وبعد اسبوع هسافر لجوزي.

زفر بضيق وسألها

_هترجعي أمتى؟

_بكرة ان شاء الله.

أومأ لها برأسه

فخرجت سلوى وتركته هو بألمه الذي يكاد يفتك برأسه

عاد يستلقي بهدوء على الفراش وضغط على ساعة يده كي يعرف الوقت

فقد تعدت التاسعة ولم تعود حتى الآن 

هل تأخر عليها صالح أم أنها هي من أخرته.


حاول رفع جفنه فيجد صعوبة بالغة في ذلك.

تحامل على نفسه ونهض من الفراش ليدلف المرحاض واضعاً رأسه أسفل المياه ربما بخفف من ذلك الألم ولو قليلاً 

رفع رأسه عن المياه ثم حاول فتح عينيه فينتفض قلبه بوجل عندما تفاجئ بضوء واهن لكنه لم يدوم سوى لبرهة واحدة. 

ازدردت وتيرة دقاته وقد أغمض عينيه يضغط عليها بشدة ثم فتحها بروية لكن لم يرى شيء

تسارعت انفاسه وحاول إغماض عينيه وفتحها مرة أخرى لكن لم يتكرر ما حدث.

وازدادت حدة الألم بعينيه 

عاد يضع رأسه أسفل المياه الباردة ربما تخفف ذلك الألم لكن لا فائدة.

فتح عينيه على أمل أن يعاود إليه ذلك الضوء لكن لم يتكرر.

ضرب الحوض بقبضته وهو يلعن ذلك العمى الذي دمر حياته وجعله بذلك العجز

حياته أصبحت غير محتملة ولم يعد بوسعه الصبر أكثر من ذلك.

حتى قلبه الخائن لم يعد باستطاعته الصمود.


رغم تخليها عنه إلا إنه مازال يريدها ويشتاق إليها يريد ان يبصر فقط ليرى محياها الذي مازال يشتاقه حد الجنون 

خرج من المرحاض ووقف أمام الخزانة ليخرج ملابس له ويرتديها 

غضب شديد يكتنفه من نفسه ومن كل شيء حوله

جلس على مقعده وقد هدئ الألم قليلاً لكن لم يهدئ غضبه.

طرق الباب فسمح للطارق بالدخول فإذا به قلبه يهدر بعنف عندما شعر برائحتها تخترق دواخله

كانت خطواتها رتيبة لكنها كانت قاسية على قلبه الذي مازال عاشقًا لها

وقفت بالقرب منه تسأله بوجوم

_نعم؟

رفع حاجبيه متسائلاً 

_نعم ايه؟

حاولت الرد بثبات

_سلوى قالتلي إن حضرتك عايزني.


تذكر ذلك بالفعل ثم سألها 

_عمي جاه ولا لسة؟

_اه جاه تحت، احضر الفطار دلوقت؟

نهض داغر ليمر من جوارها متجهاً للباب

_عشر دقايق ويكون جاهز.

 نزل الدرج وشعر بخطواتها تمر من جواره تسبقه إلى الأسفل لكن بقيت رائحتها التي حركت مشاعر بداخله ظن لعامين أنها تلاشت من داخله فتعيدها هي بلا رحمة

ولا رأفة به.

ناده عمه 

_داغر تعالى أنا هنا.

تقدم داغر من عمه الذي علم مكانه بمصدر الصوت ثم تقدم منه ليجلس على المقعد

_صباح الخير يا عمي.

تطلع إليه خليل بخذلان لكنه رد بهدوء

_صباح النور، ايدك عاملة ايه دلوقت؟

رد داغر بعد اكتراث

_كويسة 

هم داغر بسؤاله عن سبب فتوره معه منذ عودته لكن قاطعته أسيل التي تقدمت منه تقول 

_الفطار جاهز.

اومأ لها خليل وقال بحنو

_تمام يا بنتي جايين حالاً.

انصرفت أسيل وقال عمه

_انا النهاردة عندي مشوار مهم في القاهرة واحتمال آخر شوية هطلب من حور تفضل موجودة لحد ما أرجع….تابع بتحذير… بلاش تضايقها وتبطل حركاتك دي، هي مش عابده عندك فاهم؟

رد داغر بكل هدوء

_أكيد فاهم متقلقش.

_طيب قوم خلينا نفطر لأن يادوب احلق أسافر.

نهض داغر وجلس مع عمه على السفرة وتقدمت منه لتخبره بأماكن الطعام 

همت بالذهاب لكن خليل أوقفها

_استني يا حور.

التفتت إليه تسأله

_نعم.

_النهاردة هتأخري شوية لأن سلوى مش هتكون موجوده النهاردة وانا مسافر ضروري وهاجي متأخر هتستني بس لحد ما أرجع وهخلي السواق يوصلك.

اتسعت عينيها بصدمة وتطلعت إلى داغر الذي اخذ يتناول طعامه بعدم اكتراث مما جعلها تهز رأسها بنفي وكأن المشهد سيعاد أمامها…



يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة