-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 29 - 2 - الثلاثاء 31/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل التاسع والعشرون

2

تم النشر الثلاثاء

31/12/2024


_فين الأوضة اللي هتكون فيها؟

رد خليل 

_تعالى معايا.

حملها حازم وصعد خلف خليل تحت نظرات داغر التي تشتعل بلهيب لو خرج لأحرق المكان بمن فيه.

جلس على المقعد خلفه وهو يقول بغضب

_شايف.

جلس يحيى بجواره وهو يقول برتابة

_اه شايف بس شايف عمايلك اللي هتكشفك قدامهم، لازم تهدى شوية ومتبينش انك شايف حاجة لو عايز تستمر في اللي بتعمله

هي خلاص بقيت مراتك ويوم بالكتير وهتكون معها لوحدكم وهناك واجها بالحقيقة واعرف منها ليه اتخلت عنك في ظروفك دي.


هز رأسه بنفي وتحدث من بين أسنانه 

_مش بالسهولة دي لازم اندمها الأول واعرفها انها غلطت لما فكرت تستغفلني وبالنسبة لعمي هيكون بينا كلام تاني بس بعد ما أصفي حسابي معها و أرجع من السفر.

لم يعجبه نية داغر في معاقبة الجميع لذا قال بحكمة

_داغر انا صاحبك واكتر واحد خايف عليك بلاش تعمل حاجة تندم عليها.

هز رأسه بنفي 

_مش هندم بس هندمهم كلهم وهتشوف.

توقفَ عن الحديث عندما سمعوا صوت خطوات حازم وخليل 

لم يهتم داغر بنظرات حازم له ولا يد خليل التي ربتت على حازم كأنه يتعاطف معه 

بلع تلك الغصة التي ارهقت قلبه من عمه الذي ظل عمره سنداً له فيتعاطف الآن مع معذبيه

لم يكن عمه موضع شك ولن يكون، ومؤكد بأن هناك شيء جعله يوافقهم على التلاعب به وعليه ان يعرفه بأسرع وقت.

نهض يحيى قائلاً 

_طيب انا ماشي عشان مسافر الصبح لو احتاجت حاجة كملني.

اومأ له داغر واستئذن يحيى من خليل وخرج.

لم يريد داغر البقاء مع عمه لذا استئذن بدوره وصعد للأعلى 

دلف غرفته وقام بتبديل ملابسه ومن ثم خرج متجهاً إلى غرفتها

فتح الباب ودلف الغرفة التي حلم كثيرًا أن يدخلها وهي معه يحملها عروسًا له

كل ركن بتلك الغرفة حلم بتواجدها معه متخيلًا لحظات تجمعهم بسعادة لا توصف

ولم يتخيل للحظة ان تجمعهما كأعداء وكل منهم يخطط للآخر 

ذلك الفراش الذي كان شاهداً على مدى اشتياقه لها وتمنى ان يأتي اليوم الذي يعود من الخارج فيجدها مستلقية عليه فينضم إليها وينعم ببحور عشقها

لكن الآن هي نائمة مرغمة تبغض تواجدها في مكان يجمعهم.

لم ينسى تلك الرجفة التي انتابتها فور أن اعلن عدم ذهابها

او فقدانها للوعي فور أن هددهم بأن تكون زوجته فعلاً 

إذا كانت تبغضه كل ذلك البغض لما إذاً وافقت على الزواج منه؟

سؤال آخر انضاف للقائمة والتي لا يعرف متى يتلقى الإجابة عليها.

الاجابه الوحيدة التي يعرفها أنه ضعيف أمام هذه الفتاة

تنهار قوته ويهدئ جبروته عندما يراها أمامه

كيف باستطاعته الانتقام وهو بذلك الضعف

دون إرادة منه وجد قدميه تسوقه إليها وانضم للفراش بجوارها مستلقياً على جانبه يتطلع إليها بشوق لم تمحوه السنين

نعم عاشق لها مهما فعلت به

وسيظل عاشقاً مادامت به روح تنبض 

تطلع إلى وجهها الذي اشتاقه كثيرًا رغم انه لم يغيب عن مخيلته لحظة واحدة.

رفع أنامله رغماً عنه يمررها على وجهها بشغف ووله

كانت عينيه تجوب ملامحها بعشق جارف يتأمل عينيها نزولًا لشفتيها التي تاق كثيرًا لشهدها

مرر ابهامه على شفتيها الرخوة يتحسسها بشوق وحنين 

لما كان عليها ان تكون بذلك الغدر

لو لم تهرب منه لكانا الآن ينعمان بعشقهما وربما يكون بينهما طفلاً يزيد من ولعهما..

غلبه الشوق ووجد نفسه يميل بوجهه عليها يطبع قبلة هادئة على جبينها

وكأنه بذلك ملك الدنيا بأكملها واعلنها بكل وضوح أنه ضعيف أعزل أمام سطوة عشقها.

وضع وجهه بين ثنايا عنقها وأغمض عينيه كي ينام لأول مرة براحة واطمئنان بعد أن أصبحت زوجته.


❈-❈-❈


توقفت سيارة الاجرة أمام منزل حسين فيترجل منها وعلامات الغضب مرتسمة على وجهه 

دلف إلى المنزل فيجد شاهي تترجل على الدرج وابتسامة ساخرة على وجهها 

_حمد لله على السلامة.

هدر بها حسين

_ممكن افهم ايه اللي عملتيه ده؟

رفعت حاجبيها تتصنع الدهشة

_عملت ايه يا حبيبي؟

رد ساخطاً 

_إزاي ادخل شركتي الأمن يمنعني ويقولي الهانم مانعة دخولك 

اومات برأسها وهي تقول بتأكيد 

_حصل واللي انت متعرفوش اني منعتك برضه من دخول الفيلا بس يظهر إن الأمن الأغبية مأخدوش بالهم من دخولك.

اتسعت عينيه ذهولا مما تقول وسألها

_انتِ بتقولي ايه؟

تقدمت منه بثقة عندما وجدت الأمن يدلف الفيلا وقالت بفتور

_بقول الحقيقة مش انت برضه كتبتلي كل حاجة باسمي عشان الخدامة متخدش منهم حاجة، خلاص لا انت ولا الخدامة ولا ولادك هتاخدوا منهم حاجة لإني ببساطة اخدت كل حاجة كانت لبابا وأبوك نصب على بابا وأخدهم منه

هوى بصفعة قوية على وجهها

_يا واطية….

أمسكه رجال الأمن عندما هم تكملة ما بداه فيهدر بهم حسين

_سيب دراعي يا حيوان منك له.

قال احدهم

_آسفين يا باشا بس حضرتك لازم تطلع معانا.

تطلعت إليه شاهى بسخط 

_بقا بتمد ايدك عليا؟ انا هرميك في الشارع زي الكلاب.

قالت لرجال الأمن بأمر 

_ارموه برة وميدخلش الفيلا لو شفتوه بيموت قدامكم.

لم يصدق حسين ما يحدث ولم يتحمل عقله كل ذلك، كيف فعل ذلك بنفسه وبأولاده وسمح لتلك المرأة ان تدمر حياتهم

إذا فما أخبره به سليم كان حقيقة واضحة وهو بعماه لم يرى ذلك 

انتبه للأمن الذي يطلب منه الخروج وقبل أن يخطوا به خطوة واحدة شعر بألم حاد في قلبه واهتزت قدماه ثم سقط على الأرض بدون حراك.


❈-❈-❈


استيقظت أسيل وهي تشعر بألم حاد في رأسها

فتحت عينيها اثر ذلك الطرق على الباب جعلها تنتفض مسرعة وهي تحاول استيعاب أين هي.

تذكرت ما حدث أمس عندما غابت عن الوعي

كيف تركها حازم هنا ورحل

فتحت الباب فتجد أمامها سلوى تسألها

_عاملة ايه دلوقت يا حور.

رمشت بعينيها مرات متتالية وعقلها يستوعب ما حدث

_كويسة.. كويسة الحمد لله.

_طيب كابتن داغر مستنيكي تحت عشان ميعاد الطيارة قرب.

اتسعت عين أسيل بصدمة كيف لها أن تسافر دون ان ترى طفلها وتودعه

خرجت من الغرفة وهي تسألها

_هو فين؟

اندهشت سلوى من سؤالها

_تحت مستنيكي.

لم تستمع إليها أسيل ونزلت إليه فتجده جالساً على المقعد بأريحية تقدمت منه لتقول باندفاع

_أنا لازم أروح البيت حالاً

رد باقتضاب

_ليه؟ شنطتك والسواق جابها عايزة ايه من هناك؟

تطلعت إلى حقيبتها التي وضعت بجوار حقيبته ثم قالت بإصرار

_هسلم على دا…..(صححت قولها)على ماما قبل ما أمشي.

نهض وهو يقول بهدوء

_حقك برضه بس للأسف مفيش وقت ممكن نعدي عليها في طريقنا دا إذا أمكن.

زمت فمها بغيظ منه وخاصة عندما تابع 

_يلا بسرعة لو عايزة تعدي عليها.


خرجت معه وحمل صالح الحقائب ليضعها في السيارة ثم تلى خروجهم خليل الذي أصر على أن يذهب معهم للمطار.


في السيارة 

ظلت أسيل تنظر من نافذة السيارة تفكر هل أخطأت فيما اقدمت عليه؟

لكن لم يكن بوسعها فعل شيء سوى الزواج منه لأجل طفلها

فهو يستحق أن تضحي بنفسها لأجله

اخذت تفكر في تلك الأيام التي لن تستطيع رؤيته فيها ومدى صعوبتها

لكن عليها التحمل فقط لأيام كما وعدها عمه وبعد تسجيل طفلها والحصول على شهادة ميلاده حينها سينتهي كل شيء وستأخذ طفلها والهروب دون عودة


أما هو فقد كان يتطلع إليها بحرية من خلف نظارته ويرى شرودها منذ أن خرجوا من المنزل

من الذي شغل تفكيرها إلى ذلك الحد 

أمر خليل السائق أن يصل بهم أولاً إلى منزلها 

فهو يعلم بأنها لن تستطيع الذهاب دون ان تودع طفلها.

توقفت السيارة أمام المنزل وترجل قلب أسيل قبل جسدها كي ترى روحها والتي ستغيب عنها 

أخذت تحتضنه وتقبله وتعتذر له ببكاء شديد حتى شعر الطفل بالخوف وبدأ يبكي لبكاءها

تقدمت منها أمينة بتعاطف

_كفاية يا أسيل الولد خاف.

مسحت دموعها سريعًا وقالت بابتسامة له

_معلش يا حبيبي هما يومين بس هغيبهم عنك وهرجع على طول، ووقتها مش هسيبك لحظة واحدة.

اعادته لحضنها مرة أخرى وكم صعب عليها تركه لكن لابد من ذلك

تركته بصعوبة بالغة لأمينة ثم خرجت عندما ازداد صوت أبواق السيارة تحسها على الخروج.

فخرجت لهم ونظراتها تحمل بغض وسخط لداغر الذي بادلها النظرات بأخرى متعجبه

وتساءل لما نظراتها لها دائمًا تدينه وكأنه هو من أخطأ بحقها

حتى عمه نظراته له تحمل عتاب قوي ولا يعرف لما.

منذ متى وهو يعاتبه في الخفاء، فقد كانت حياتهم معاً أكثر من عم وابن أخيه، بل كان دائما داعمه أبيه وأخيه وصديقه

ماذا فعل حتى يستحق منهم ذلك.

لما تكالبوا عليه وكأنه مجرم والكل يعاقبه

تطلع إليها عندما جلست بجواره وقد ارتدت نظارة سوداء مثله كي تخفي بها دموعها.

لما تلك الدموع؟

ظل يتساءل حتى وصلوا لوجهتهم

وقفت السيارة أمام المطار وترجلوا جميعاً إلا من داغر الذي ظل مكانه

سأله خليل 

_ايه يا داغر منزلتش ليه.

تطلع داغر إليها وهي تقف بعيدًا تنتظر خروجهم فقال لعمه

_المفروض إني واحد أعمى والمفروض برضه إن مراته تقوم بدورها وتسانده.

علم خليل ما يود داغر الوصول له فتقدم من أسيل قائلاً 

_تعالي يا أسيل خلي اليوم ده يعدي على خير.

عقدت حاجبيها بعدم فهم 

_آجي فين؟

تنهد بتعب

_عايزك تكوني جانبه.

قبل ان تعترض منعها خليل

_اسمعي كلامه بس لحد ما توصلوا وهناك اعملي اللي انتِ عايزه.

اومأت له وتقدمت من داغر وهي تتمتم بجمود

_اتفضل انزل.

رد داغر دون النظر إليها 

_ المفروض أن المكان مش محفوظ بالنسبة لواحد أعمى فطبيعي إن مراته تاخد بإيده وتساعده ولا أيه؟

زمت فمها باستياء وأرادت ان تتركه وترحل وتضرب بتعقلها عرض الحائط لكنها احجمت تلك الرغبة ثم مدت يدها إليه وحينها ظهرت ابتسامة ماكرة على فمه ومد يده إلى يدها الرخوة يحتويها بتملك وحب.

أما هي فقد اهتز جسدها برهبة وهي تنظر ليده التي لاقت منها قسوة لن تنساها على مر السنين

سارت بجواره ترشده للطريق كي تنسى مداهمة تلك الذكريات لها

أما هو فقد كان بعالم آخر وتلامس ايديهم اشعلت النار بداخله وأحيت بداخله مشاعر ظن يوماً أنها لم يعد لها وجود

كان يشعر بارتجافتها فظن أنها محرجة منه

إذا كان ذلك سيعمل بكل الطريق كي يمحيه وألا يجعل له وجود

من قال ان زواجهم سيظل صورياً

واهم من ظن ذلك، لكن سيشفي غليله منها ثم يطبع ملكيته عليها

لن ترحل بتلك السهولة التي ظنتها بل هي ملكه ولن تكون لغيره

وخطأها في حقه سيحاسبها عليه حتى ترضخ له ولعشقه حينها فقط سيدخلها دنيته من جديد.


وقف خليل يتطلع إلى الطائرة التي انطلقت فتنهد  بتعب قائلاً 

_اديني جمعتك بها ياريت بقا تصلح غلطك وتتأسف على اللي عملته

عاد إلى السيارة وقال لصالح

_اطلع بينا على القاهرة.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة