-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - اقتباس الفصل 4 - الثلاثاء 3/12/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

ما علاقة هذا الأمر بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس 

الفصل الرابع

تم النشر يوم الثلاثاء

3/12/2024



انتزع محمود الستائر نزعًا بعنف لتتسلل أشعة الشمس القوية إلى غرفته بعد أن تجاوز الوقت فترة الظهيرة بكثير وما زالت سماح زوجته نائمه حتي الآن، منذ عودته من العمل وانتهائه من زيارة والدته ورعاية أخته الصغيرة التي تعيش معه في نفس المنزل، كان يتفقد إذا كانوا بحاجة إلى شيء. فمن الواضح أنه هو من يهتم بهما ويرعاهما، بينما هي تقضي معظم وقتها نائمة.


تنهد بملل بسبب كسلاها المفرط، فقرر أن يوقظها بنفسه مثل كل يوم. اقترب من السرير وسحب الغطاء عنها وهو يناديها


= سماح اصحي بقي كفايه نوم، الساعه عدت واحده.. هتقضي اليوم كله نوم هو البيت ده مش محتاج ترتيبات ولا إيه؟ 


جذبت سماح طرف الفراش بيدها لتغطي وجهها محاولة إكمال نومها فقالت بصوتها الناعس بانزعاج


=إيه الصداع اللي على الصبح ده ما تروح تشوف حالك وابعد عني، هو الواحد ما يعرفش ينام في البيت ده 


استمر محمود في جذب الغطاء عنها وهو يقول بغضب 


= هو إيه اللي مش عارفه تنامي ده انتٍ كل يوم على وجع الدماغ ده وعلى طول مقضياها نوم، نفسي مره ارجع الاقيكي صاحيه مستنياني ولا صاحيه قبليه مجهزه الأكل ولا تخلي بالك من اختي نهال 


استلقت على جانبها مبتسمة ببرود وقالت بعدم اكتراثٍ مستفز


=اه موال كل يوم! انت عامل كل ده عشان اختك.. بقولك ايه عشان نخلص من خناقه كل يوم أختك عندك وامك كمان عاوز يا اخويا تعملهم حاجه ما حدش منعك ان شاء الله تجيبلهم واحده وانت اللي تدفعلها ولا اخواتك اللي على طول مصدرين الطرشه وعاملين نفسهم مشغولين وهم قاعدين في بيوتهم زي الهوانم يساعدوا.. لكن انا مش الجاريه اللي اشتريها أبوك ليكم 


انتقل محمود نظراته بوجهٍ مشدود وهتف بحذر 


= سماح حاسبي على كلامك وما تنسيش انك اصلا من بدايه خطوبتنا خدت منك عهد ان انتٍ هتراعي اختي وأمي كمان لكن من ساعه ما اتجوزنا وانتٍ ما بتعمليش حاجه وعلى طول نايمه لا أما عند اهلك


حافظت سماح على ثبات بسمتها الصغيرة حين ردت بحده  


= لا حاسب على كلامك انا فاكره كويس قلتلك ايه وما تقولنيش كلام ما قلتوش! قلتلك هشوف لو قادره على مسؤوليتها على عيني وعلى رأسي لكن اكتشفت انها محتاجه رعايه كبيره دي لا مؤاخذه في الكلمه حتى الحمام عاوزه اللي يوديها.. ومحدش منكم فهمني وفطمني على كل ده فهي غلطتك من الاول..


ببطءٍ مغيظ قامت تبتعد عن الفراش لترد ببرود جعل زوجها يستشيط غضبًا


= اما بالنسبه لامك فانا قلتلك ملهاش عندي غير السؤال، ما هي ما تبقاش عندها عجلتين صحتهم احسن مني ومنك والغريبه اللي تشيلها اقول لهم اتكسفوا على دمكم وتعالوا شوفوا امكم اللي راميينها، ده اخر مره سالوا عليها كان من شهرين! وعلى يدي ما شالوش مطرح ما حطيتلهم الشاي إللي طفحوه حتي.. وفي الآخر جاي تحاسبني انا طب اتكسفوا على دمكم و أنت كمان.  


خرج محمود عن طور هدوئه ليهدر في زوجته بحنقٍ مبرر


= سماح انتٍ زودتيها أوي، اخواتي مستحيل يشوفوا امي محتاجه لهم ويقولوا لا هم بس اللي مشغولين في بيتهم، و كل واحده عندها بدل العيل ثلاثه ما شاء الله وغير ساعات حماه كل واحده فيهم بتيجي ويشيلوها.. يعني اهو عادي في ناس بتشيل الغريب وما بتقولش حاجه 


ضحكت بسخرية ثم أعطته هذه النظرة الاحتقارية قبل أن تسأله بصيغة تهكمية


= ضحكتني وانا ما ليش نفس أضحك هو أنت بتصدق الكلمتين اللي بيقعدوا يقولوهم دول؟ دي حجه عشان يضحكوا عليك وانا اللي اشيل الليله واقول يا عيني يا حرام عنكم، لكن انا يا حبيبي مش مختومه على قفايا وفاهمه اللي فيها، ده انا لما بعدي من تحت الشارع بتاعهم عيالهم على طول رامينهم متبهدلين ولا حد مهتم بيهم وارهنك لما حد يجي يزورهم ولا حماتهم بيقعدوا عندهم زي ما بيقولوا لك ما بيتحركوا من مكانهم يعملوا حاجه اذا كان ما بيعبروش امهم ولا اختهم العيانه... وبعدين يعني انا اللي فاضيه أوي ولا اكمني ما عنديش عيال ولسه ربنا ما رزقنيش ولا جوزي الـ...


سدد لها هذه النظرة المخيفة، فما كان منه إلا أن صاح بنزقٍ


= هاتي اخرك بتلمحي لايه ماله جوزك يا هانم يا محترمه؟ الظاهر انتٍ عاوزه قاعده مع ابوكي عشان يعرف يلم لسانك 


هنا جاء تعليقها متعاليًا، وبه شيء من الإهانة إليه


= يا ريت يا اخويا لميني طالما متبعتره، و بالمره في القعده هقولهم أن رحت كشفت 

عند دكتور مع حماه جوزي في اول جوازنا عشان تتاكد ان انا سليمه وحقها ما اعترضتش لكن لما ماحصلش حمل، وطلبت من البيه جوزي يجي معايا يكشف ذيي رفض هو وامه وقالوا لي احنا ما عندناش حد عنده عيب في العيله بتاعتنا خالص وكلنا بنخلف وفات أربع سنين ولا حصل حتى حمل بالكذب، فيبقى عارفين حاجه ومخبيينها ودي فيها كلام ثاني؟ لا أما واثق من نفسك أوي كده اتفضل معايا على الدكتور 


جز علي أسنانه مغتاظًا وسرعان ما تولي بالرد عليها بعصبية ظاهرة في صوته


= انا استاهل ان انا صحيتك روحي كملي نوم احسن و اتخمدي، بدل النكد اللي انا عايش فيه كل يوم من تحت رأسك.. انا عارف عقلي كان فين لما اتجوزت واحده زيك، اديني سايبها لك مخدره  


ضجرت سماح من أسلوبه كأنه الحمل الوضيع، وصاحت بصبرٍ نافذ 


= تعالى هنا هو انت كل ما ازنقك في الكلام هتطلع تجري لا انا جبت اخري من العيشه دي، هو انت واهلك عاوزين تفضلوا تاخدوا من غير مقابل ولما حد يجي يطلب منكم حاجه تعملوا نفسكم عبط.. يا اخويا طالما عينك قويه كده انت واهلك في أن اساعدكم ولا لما كشفت ليكون فيا عيب.. يبقى انا كمان حقي اطلب شوفلك يوم نروح نكشف فيه سامعني ولا لاء.


❈-❈-❈


ذهبت تقي مع يوسف لزيارة عائلية ودية. بدأت الزيارة في منزل والدتها بالأول، حيث كانت خالتها وزوجها أيضًا موجودين وبعد ساعتين انتقلوا إلى منزل خاله منير ليقضوا بقية اليوم مع الأهل والأقارب، وهكذا كانت تسير عطلته. بدأت تقي تندمج مع بنات خاله في إعداد الطعام، بينما كان زوجها يجلس مع الرجال ومع طفلته.


لم تكن تقي تؤمن بما يسمى الحب الودي أو الاعتياد، حتى حدث الأمر مع يوسف في البداية، حاولت أن تتبع نصيحة خالتها وتقنع نفسها بأنها تحب زوجها، خاصة وأنها عاشت تجربة الحب الأول مع شخص اختيارًا سيئًا ومع مرور الوقت، بدأت تقتنع بذلك أكثر عندما أدركت أنها ما زالت تتذكر بمحمود أحيانًا دون قصد، مما كان يزعج زوجها وهو محق في ذلك. لذلك حاولت حل هذه المشكلة وإقناع نفسها بأنها قد تتعود.


خصوصًا أن يوسف لم يظهر منه أي شيء سيء في الحياة الزوجية وكانت تؤكد أن أجمل شيء حدث في حياتها هو طفلتها التي أنجبتها وإذا كانت هذه الحياة السعيدة التي تعيشها معه تُعتبر حبًا وديًا، فلماذا لا تسميها كذلك وتقتنع أكثر؟ لكن الحب الداخلي الذي شعرت به مع محمود للأسف، لم تصل إليه بعد مع يوسف وليس عليها حرج في ذلك، لأن الحب ليس بيدها ويكفي أنها تمنح إياه كل الاحترام والاهتمام.


لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة ليوسف، فهو يعلم أنها لم تحبه، لكن على مر السنين اعتاد على حياتهم بهذه الطريقة، رغم غياب الحب إلا أن كانت حياة مليئة بالاحترام والاهتمام والحنان وقد زادت الأمور تعقيدًا مع دخول تقى الصغيرة حياتهما، حيث كان لها تأثير كبير على استمرار تلك الحياة بهذا الشكل، لكن أكثر ما كان يزعجه هو أنها لا تزال تفكر في محمود وتكن له مشاعر الحب أيضًا.


فهي لم تغادر تفكيره حتى عندما أعتقد أنها تزوجت من شخص آخر وعندما استعادها بعد سنوات، لم يصدق حتى الآن أن القدر جمعهما من جديد، ليشعر معًا بمذاق جديد للحب نقلته لحظيًا إلى عالم جميل مليء بالمشاعر و الأحاسيس لم تكن تقى كغيرها من الفتيات، فقد شغلت باله حتى عجز عن متابعة أعماله بذهن صافٍ أو الاقتراب من أي فتاة أخرى.


فهل بعد كل هذا الحب الذي يكنه يوسف لتقى، سيكتفي بأن تستمر الحياة بينهما دون أن يطمح في المزيد، أو أن تحبه وتبادله نفس المشاعر أم سيكتفي بحياة أسرية مبنية على الاحترام والمودة بينهما؟

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة