-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 - الجمعة 6/12/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

ما علاقة هذا الأمر بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس 

الفصل الخامس

تم النشر يوم الجمعة

6/12/2024



ضحك محمود على ما اعتبره طرفة سخيفه وقال في سأم


= آه بس هم فعلا شكلهم حلوين مع بعض لدرجه بيفكروني بمراتي سماح اصل انا وهي كده برده بنموت في بعض، تعرفوا ان انا عرفت معاها معنى الحب الحقيقي والحب المزيف! وإن الحب أصله التضحيه مش مجرد كلام وفعل مفيش و وقت ما احتاجها الاقيها مش بتتلكك عشان تهرب وتطلع نفسها هي الضحيه


أخفضت تقي رأسها بغيظ بالرغم من عدم اقتناعها بتبريره الواهي لكنها شعرت بأنه يقصدها بكلامه، لتقول هدي بغرابة وفضول 


= اوبا شكل استاذ محمود كده فكرنا بحاجه مش ولا بد، يا ترى كان جواز ولا خطوبه ولا حب اللي بتتكلم عليه ده وسابتك في الآخر 

هتف امجد على الفور بصوت تحذيري 


= بس يا هدى خلاص طالما حاجه قديمه أكيد مش عايز يحكي عنها عشان ما تضايقهوش، وبعدين احنا جايين نتبسط هنا يا جماعه وبس 


وكأن محمود قد وجد ما يريده في تلك اللحظة ليتحدث في التو بعبوسٍ متجهم


=لا خالص هتضايق ليه مرحله وعديتها و لقيت اللي أحسن منها يعوضني، ممكن نقول عليها خطوبه رغم انها كانت حب حياتي و كانت مفهماني هي كمان كده بس طلعت واطيه وما تستاهلش!.


بقيت نظرات تقي مرتكزة عليه، لا تعرف ما الذي يريدة لمواصلة الحوار على ذلك النحو، لكنها رأت كيف زادت ملامحه ارتخاءً حين أكمل بمكرٍ


= تخيلوا سيبنا بعض عشان ايه بعد كل الحب ده؟ عندي اخت محتاجه رعايه خاصه كفيفه ومن ذوي الاحتياجات الخاصه قلتلها عاوزها تسكن معانا بعد الجواز ونرعوها احنا الاتنين عشان والدتي ما بقتش قد حملها لانها عملت عمليه صعبه.. قعده ساعات تتلكك انها مش قد المسؤوليه وخايفه بعد كده ما تقدرش ترجع في كلامها لما تتدبس فيها؟ كلام كده صعب حسسني ان اختي حمل تقيل و مستعريه منها بس الحمد لله ان الموقف ده حصل عشان اعرفها على حقيقتها قبل ما اتجوزها... وسماح بنت عمي هي اللي شايلاها دلوقتي وعمرها ما اشتكت من المسؤوليه الصعبه اللي كانت خطيبتي الأولي محسساني انها حاجه مستحيله .


لتقول هدي بعطف واشفاق


= معقول مع ان الاطفال اللي زي دول ملايكه وثوابها كبيره عند ربنا ما لهاش حق بصراحه 

او على الاقل كانت رفضت بذوق مش تبقى قاسيه كده وتقولك أنها مستعريه منها.


اتسعت عينا تقي غضبًا من ردود الأفعال من حولها، كيف يمكنه أن يكون خبيثًا إلى هذا الحد، فهو يعرض الموضوع من وجهة نظره فقط وليس بصورة كاملة. لذا، اعتقد الجميع في تلك اللحظة أنها فتاة حقيرة بلا مشاعر. لكنها شعرت بالحزن في داخلها وبدأ شعور الذنب يتسلل إليها من جديد بسبب ما تعرضت له من تعنيف وإهانة منه عمدًا ومن آخرين دون قصد، لكنها لم تستطع الاعتراض أو التحدث بكلمة حتى لا تثير الانتباه حولها، رغم أنها كانت ترغب في النهوض والرحيل قبل أن يلاحظ أحد الدموع التي بدأت تتجمع في عينيها.


أبتسم محمود بنتشاء وهو يمنحها نظرة ذات مغزى، ثم مد يده ليأخذ كوب ماء وهو يتصنع الحزن وأكد لها بلمحةٍ عن كبريائها وتخليها عنه وكأنه هو الضحيه 


= تعملي ايه بقى يا مدام هدى في ناس كده نفضل معاشرينهم سنين طويله مفكرين نفسنا نعرفهم لكن يحصل موقف واحد ويكشفهم على حقيقتهم القذرة، زي ما انا متاكد انها بالوقت الحالي قريب اوي هتتكشف على حقيقتها مع اللي سابتني وراحتله ايا كان بقى صعبان عليا، ما هي اللي زي دي عمرها ما هتتغير واكيد قله اصلها هطول الكل...


أحست بنتفاضه وبعدم مقدرة من كلامه المقصود عنها،وعندما ألتفت إلي زوجها يوسف وجه سؤاله بصوت خبيث للجالس أمامه 


= ولا ايه يا استاذ يوسف ما تشاركنا رايك؟ لو انت مكاني او لو قريب مثلاً اتحطيت في موقف زي ده واسف يعني مدام تقى اتخلت عنك هتعمل ايه؟ 


بدأ وجه تقي يتجلى كوجه الموتى بعدما سأل يوسف زوجها عن رأيه في هذه المسألة الحساسة دون تردد، انحنت تقي إليه متوسلة بعينيها، طالبة منه أن يكف عن هذه الحقارة. لكنه تجاهلها تمامًا وظل ينتظر رأي زوجها الذي كان متأكدًا هو والجميع، أنه سيكون ضد الفتاة التي يتحدثون عنها والتي لا يعرف أحد أنها موجودة معهم.


قالت هدي علي الفور بعفوية تبرطم بسخطٍ


= مش محتاجه كلام اكيد ما فيش راجل ولا ست يعرفوا في الاصول يفكروا بالطريقه دي الحمد لله ان ربنا عوضك ببنت عمك دي طالما هي بتعملها كويس ربنا يجازيها خير


لم يكتفي محمود إلي هنا وحاول مره ثانيه ان يعرف راي يوسف بالحديث عن ذلك، على أمل أن ينتهي هذا الحوار العابر بشيءٍ من المنفعة المستقبلية لخطته ويجعلها تندم أشد الندم وتشعر بالذنب الكبير لرفضها له.


أظهر يوسف على قسماته ضيقة بالبداية لعل وعسى يفطن محمود هذه الثرثارة إلى استيائه والتحدث على إمرأة ليست هنا بطريقه وقحه وبها قله ذوق لكنه واصل الحديث بلا توقفٍ، لذلك تعامل معه بجفاءٍ فجاء و رد بصرامة لا تقبل النقاش  


= بصراحه انا ليا راي مختلف في الموضوع ده 

أولا ما تزعلش مني يا استاذ محمود ما ينفعش واحده تسيبها ومهما كانت الظروف بينكم تجيب سيرتها بالوحش مع ناس غرب خصوصا أنك لسه قايل انها راحت لحد تاني وارتبطت!  دي الأصول اللي تربينا عليها حتى لو هي فعلا زي ما قلت كانت وحشه معاك مع اني يعني عاوزه أسألك على حاجه صغيره هو انت ليك اخوات بنات؟  


تفاجأ محمود بما قالة واحمر وجهه بحرج فاحتدت نظراته إليه وقال بحذر 


= آه ليا اختين متجوزين بس بتسال ليه ؟ 


كان الآخر هادئة إلى أقصى الحدود، فردد بتنهيدة بطيئة وعتاب حازم


= طب يا راجل بقى تعرض على خطيبتك الغريبه تشيل مسؤوليه اختك اللي محتاجه راعيه خاصه زي ما انت قلت، بدل ما انت واخواتك اللي تشيلوها؟ اللي فهمته ان مسئوليتها صعبه ومن غير ما أدخل في تفاصيل حرجه واجب على اخواتك هم اللي يشيلوها عشان الحرمه وكده... غير انها مش مسؤوليه خطيبتك ولا حتى مراتك مش كده؟ 

وبعدين تثق منين انها ما تعملش فيها حاجه وحشه وهي ولا حول ولا قوه ولا هتعرف تتكلم ولا تدافع عن نفسها يبقى انتوا اللي واجب عليكم تشيلوها عشان تتلاشوا اي حاجه زي كده ممكن تحصل قدام .


حولت تقى نظرها إلي زوجها يوسف من القلق إلي الإبتسامة وبقيت على استرخائها الهادئ تسمعه رغم لا تزال تشعر بتوترٍ متصاعد داخلها، ليكمل يوسف حديثه بجدية موضح 


= يعني انا مثلا لما والدي ووالدتي ماتوا و أنا في سن صغير كانوا جيرانا زمان حاولوا ياخدوني ويربوني مع اولادهم لأن والدي كان لي جمايل كتير عند ناس وهم حاولوا يردوها  بالطريقه دي... لكن خالي وقف ليهم وقال لهم طبعا لا ده لحمي وانا اللي اولى بيه ومهما كان انتم كويسين وتشكروا على الواجب ده لكن انا مش ضامن بعد كده تعملوا في ابن أختي ايه؟ رغم انه كان علي قد الحال ومعاه اربع اولاد غيري لكن رفض ذنب زي ده يشيله وان يحصلي حاجه وحشه وهو مش جنبي وانا عمري ما هنساله الجميل ده وشايله فوق رأسي! واختكم كمان الوعي البسيط اللي عندها هتكون واعيه مين اللي قريب منها ومين بعيد عنها ومش هتنساه، عشان كده بقولك انتوا اللي اولى بلحمكم مش الغريب 


استقرت تقي جالسة للخلف وهي تحرر زفيرًا طويلًا من رئتيها بابتسامة عريضة وتحدي إلي محمود الذي لم ينبس بكلمة عكس سابق، بل شعر بالضجر والانزعاج من حديثه ذلك الذي جعله يغير وجهه النظر والانظار حوله لتكون ضده فجاء! ومثل ما يقال انقلب السحر على الساحر!؟. 


وهنا أجابت هدي بتراجع بآخر مغلف بالدهشة

والضيق متحدثة بصراحه


= ثانيه واحده انا ما كنتش اعرف أن ليك اختين بنات انا فكرت انت وحيد والدتك عشان كده ما لقيتش حد تلجأ لي غير اللي هتكون مراتك، لكن كده الوضع اختلف على رأي استاذ يوسف انت اللي غلطان كده وما تزعلش مني وخطيبتك ملهاش ذنب، خصوصا بعد ما استاذ يوسف وضح نطقه مهمه جدا انها ممكن صحيح تعملها حاجه وحشه انما اخواتها هم اللي اقرب ليها، هم سايبينها كده مع بنت عمك ازاي ولا كنتم هتسيبوها مع مراتك الغربيه.. جالهم قلبي ازاي يعملوا كده طب حتى عشان ياخدوا هم الثواب وكلكم هتتحاسبوا عليها قدام ربنا.. هما معقوله في اخوات يعملوا في بعض كده اصلا مش صعبانه عليهم .


وجه محمود نظرة نارية نحو يوسف بغضب بتلك اللحظة كان كالصداع الذي يفتك بالرأس، لم يستطع الرد والخروج منه بسهولة، سحب شهيقًا عميقًا يثبط به الضيق والحرج الذي راح يتصاعد بداخله ولفظه وهو يوجز عدم مواصله ومشاركته بالكلام.


وهنا تدخل أمجد ونفخ بحنق وأخبر زوجته في صيغة أمر 


= هدى خلاص خلينا نغير الموضوع أحسن.


تلقائيًا، وجدت تقي نفسها تنتقل من أسلوبها الحزين إلى آخر مريح عندما سمعت وجهة نظر زوجها، التي كانت قريبة من رأيها أيضًا. وجعلت هذه الآراء الجميع يغيرون رأيهم ولا يرونها بالصورة التي رسمها محمود ضدها. حتى وإن لم يكشف عن هوايتها، فإن شعور الذنب كان مرعبًا لمن يمتلكون إنسانية.


فرغم عنها كانت ستبدأت تفكر: ماذا لو كانت قد وافقت على طلبه وتحملت مسؤولية تلك الصغيرة البريئة؟ لربما كانت ستتصرف بشكل مختلف، فهي إنسانة جيدة، أما الآن فهي تشعر بأنها سيئة للغاية.


لو كان ذلك في وقت آخر، لربما كانت ستقول نعم بسبب تشتت أفكارها ووجهة نظر محمود التي يحاول إقناعها بها. لكن، ولأول مرة بعد حديث زوجها يوسف، شعرت بأنها إنسانة حرة ويحق لها القبول أو الرفض في أمر ليس من مسؤوليتها. 


سواء رفضت تحمل شيء مستحق لغيرها أو وافقت، فهي لا تزال إنسانة جيدة في كلا الحالتين، فالأشخاص الذين يتحملون المسؤولية أنفسهم يرفضون الاعتراف بذلك.


وأخيرًا، التقت تقي بأحد الأشخاص الذين ينتمون لفئة المعرفة الإنسانية الصحيحة، مما جعلها تشعر بكافة سبل الراحة والسعادة لكنه كان بجانبها منذ فترة طويلة، كيف لم تنتبه وتعرف أدق التفاصيل عنه وهو زوجها؟


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة