رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 13 - 2 - الإثنين 30/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر الإثنين
30/12/2024
توقفت (حور) أمام باب مكتب (حاتم) يديها مترددة على مقبض الباب كانت تتجنب مواجهته منذ مدة لكن الآن لم يعد بإمكانها تجاهل الشعور الذي يعتصرها من الندم والحزن على ما سببته لذلك الموكل فلابد ان تريح ضميرها الذى اصبحت لا تنام بسببه والأرق الذى اصبح ملازما لها أخذت نفسًا عميقًا ثم طرقت الباب بخفة
- ادخل
جاءها صوت (حاتم) من الداخل
فتحت الباب ببطء وخطت للداخل اتسعتا عينا (حاتم) قليلًا عندما رأى (حور) واقفة أمامه
- (حور) ؟
قالها بدهشة وهو ينهض من خلف مكتبه فهى منذ آخر لقاء بينهم وهى متجنبة الحديث معه وهو وعدها أنه سيعاملها كأى موظف لديه فنظر لها بدهشة منتظرا منها إجابة لماذا هى هنا الأن ..
ترددت (حور) للحظة ثم تقدمت بخطوات مترددة نحو المكتب
- كان فى موضوع عاوزة اكلمك فيه
اومأ (حاتم) رأسه بهدوء وهو يعود للجلوس على كرسيه مشيرًا لها لتجلس وهو يقول
- خير؟
جلست (حور) ببطء وعينيها مثبتتان على الأرض ثم قالت
- كنت عاوزة أسألك عن القضية اللي خسرتها بسبب الملف الضايع... يعني لو جمعت الأدلة تاني... تفتكر ممكن نفتح القضية من أول وجديد؟
عقد (حاتم) حاجبيه مفكرًا فهو لا يفهم مغزى سؤالها ذاك
- الملف الضايع كان سبب كبير في خسارة القضية لكن جمع الأدلة من أول وجديد ممكن هيكون صعب لازم نكون متأكدين إن الأدلة كافية لإقناع المحكمة بفتح القضية مرة تانية
رفعت (حور) نظرها إليه وقد بدا عليها القلق ثم سئلته
- بس لو جمعنا الأدلة كلها... هل في فرصة حقيقية إننا ننجح؟
أومأ (حاتم) رأسه ببطء
- ممكن لكن محتاجين سبب قوي يقنع المحكمة بإعادة النظر في القضية لو فيه دليل جديد أو حاجة ما كانتش واضحة قبل كده ممكن يبقى فيه أمل
شعرت (حور) بشيء من الارتياح لكن الذنب ظل يثقل قلبها ويشعرها بالتدم والخزى من نفسها
- طيب... شكراً يا مستر (حاتم) كان لازم أسألك
نظر (حاتم) إليها بتمعن كأن شيئًا ما يحيره فى اسلوبها وطريقتها بالحديث وشعورها بالحزن الذى يشعر به من خلال حديثها لذا سألها
- لو عندك أي حاجة تانية تقوليها قولى حاسس ان فى حاجة تانية عاوزة تقوليها
ابتسمت (حور) بتوتر وهي تهرب من نظرته ثم نكست رأسها لأسفل وقالت
- ممكن اطلب منك طلب ؟
- انتى تؤمرى يا (حور)
فركت يديها فى بعضهم البعض بخجل ثم قالت
- ممكن تحاول تعيد فتح القضية دى ... الموضوع عملى إرهاق بفكر لو المتهم برئ فعلا
نظر لها بدهشة وهو يحاول فهمها فشخصيتها صعبة الفهم لكنه قال بهدوء
- حاضر يا (حور) .. بس انتى ليه محملة نفسك ذنب مش ذنبك هو حظه كده وفى حيوان سرق ملف الأدلة بتاعته دى حاجة مش بإيديا ولا بإيديك
ازدرادت ريقها بصعوبة ثم قالت له بتوسل
- ارجوك يا مستر (حاتم) .. اوعدنى انك هتحاول فتح القضية دى تانى
هز رأسه إيجابا ثم قال بهدوء
- اوعدك
شعرت براحة كبيرة ثم قالت
- وانا عارفة انك قد وعدك
قالتها وهى تنهض عن مكانها ثم اردفت قائلة
- عن اذنك
اماء له بعينيه كى تنصرف ولكن نظره ظل معلق عليها يود ولو لمرة فهم تلك الشخصية التى سكنت قلبه وروحه ..
❈-❈-❈
جلس (مروان) على كرسي في الشرفة نسمات الهواء تداعب وجهه وشعره القصير حيث كان يشعر بسعادة غامرة إلتقط هاتفه بابتسامة عريضة وقام بالأتصال بـ (چايدا) ليخبرها بأنه جاهز ليتقدم لها ... التى ما ان استمعت إلى صوت هاتقها أجابت على الفور بصوت مليء بالود
- ألو يا (مروان) ؟ إيه الأخبار؟
تحدث (مروان) بصوت ملئ بالبهجة والسرور
- إيه يا أحلى (چايدا) ؟ أنا زي الفل! كنت بفكر فيكى وقلت اكلمك عشان وحشتينى
ضحكت (چايدا) ثم قالت
- ماشي واضح إنك في مود حلو النهارده
تحدث (مروان) بحماس
- أيوة عندي حاجة كبيرة نفسي أقولها لك
اثار فضول (چايدا) فسألته
- إيه بقى؟ فى ايه مالك ؟
أجابها (مروان) بكل سعادة وثقة
- بصي أنا قررت… هاجي أتقدم لك رسمي
ضحكت (چايدا) وظنت أنه يمزح معه لكنها لاحظت صمته فشعرت بجدية حديثه فسألته فى حيرة
- إيه؟ أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر؟
- بجد طبعاً! أنا مش قادر أستنى أكتر وعايز أكون معاكي رسمي قدام أهلك مفيش سبب ولا مبرر يخلينا نأخل خطوة زى الهطوبة خصوصا انى هبقى على حريتى معاكى اكتر وانا جهزت كل الكلام اللى هقوله
لم تفهم (چايدا) حديثه وسألته
- إزاي يعني؟ قول!
تحدث (مروان) بحماس
- أول ما أدخل، هنبدأ نشرب شاي أو قهوة كده مع أهلك أبوكي هيبقى قاعد قدامي وأنا هقول له بكل ثقة يا عمي أنا جاي أطلب أحلى بنت في الدنيا ومافيش حد هيكون أسعد مني لو وافقت!
ضحكت (چايدا) كثيرا ثم قالت
- يا سلام ده انت قديم اوووى كأننا في فيلم عربى قديم مش كده ؟ طيب وأخواتى ؟
تحدث (مروان) بمزاح ثم قال
- أخواتك ؟ أكيد هيبقوا مش طايقنى لأنى جاى أخد منهم احلى حاجة فى الدنيا وفى حياتهم
ابتسمت (چايدا) وشعرت بالخجل وهى تنظر لأسفل
- وأكيد هتكون هتحضر ردود على الأسئلة التقليدية شوفتها فين وتعرفوا بعض ولا لا
ابتسم ثم تحدث بفخر مصطنع
- هقولهم أنا (مروان الألفى) لاعب بقلب بنتكوا بالكرة وهى موافقة وانا موافق ومحدش هيبعدنا عن بعض
ضحكت (چايدا) كثيرا ثم قالت
- لاعب بقلب بنتكوا الكرة !!! ده كده هيرفضوك
ابتسم (مروان) ثم قال
- محدش هيرفضنى عشان محدش هيحبك ويخاف عليكى ادى
ابتسمت (چايدا) وصمتت لم تعرف أن تجيبوا فأردف هو قائلا
- اهم حاجة تكونى مبسوطة بس
ابتسمت (چايدا) وشعرت بالفرحة الحقيقية في كلامه واستمرت المكالمة بينهما بروح مرحة وسعادة ..
❈-❈-❈
فى صباح اليوم التالى ..
دخلت (حور) إلى غرفة الزيارة بإحدى السجون بخطوات متثاقلة يرافقها إحساس متزايد بالذنب والتردد .. كان الضوء الخافت يتسلل عبر النوافذ العالية يعكس جوًا من الكآبة الذي يلف المكان الطاولات المعدنية تنتشر في الغرفة، تفصل بينها مسافات صغيرة والمكان مكتظ بالزائرين والمحبوسين نظرت حولها حتى وقع بصرها على (كريم) جالساً بهدوء على إحدى الطاولات عيناه تتفحصانها عن بعد مرتديًا الزي الرسمي للسجناء حيث كان يرتدي قميصًا أزرق فاتحًا وسروالًا بنفس اللون شعره كان بنيًا ومجعدًا قليلاً مما أعطاه مظهرًا غير مرتب بسبب الحياة في السجن ..
اقتربت وجلست أمامه بصمت لم يحتج الأمر إلى كلمات فالتوتر الذي يحيط بهما كان ملموساً ملامحه شاحبة والإرهاق بادٍ على وجهه لكن نظراته كانت مليئة بالتساؤل واللوم حين قال لها
- بقالك كتيييير يا (حور) مجتليش كأنك نسيتينى
شعرت بتوتر بالغ ثم قالت بهدوء الذى يسبق العاصفة
- أنا اشتغلت عند (حاتم الدالى) يا (كريم) ...
ظل صامتا محاولا استيعاب ما قالته (حور) للتو أحقا تعمل مع من .. مع (حاتم) !!!!
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية