رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 2 - الأربعاء 11/12/2024
قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة عفاف شريف
الفصل الثاني
تم النشر الأربعاء
11/12/2024
أحان موعد تحرر العصفور الصغير
أم تم الحكم عليه بسنوات جديده
ومؤبد بالحزن تلك المره
❈-❈-❈
كانت تشعر أنها بعالم آخر
جسدها يؤلمها
واصوات متباعده
تأمرها بالإستيقاظ
وهي تأبى أن تفتح عيناها
فهذا الكابوس بشع
لا تريد
أجبرها الصوت العالي
على فتح عيناها بضعف
وهي تتحسس رأسها بألم وعدم فهم
ماذا يحدث
رفعت رأسها لتجد أمها تقف أمامها تنظر لها بهدوء
فريدة بتعب: حصل إيه
صفيه بلا مبالاه : تقريبا دوختي
واكملت بهدوء وتوتر : ارتاحي عشان وشك اصفر
لازم تكوني مورده يوم العشا
فتحت فمها تنظر لها بصدمه
هذا المهم
العشاء
وهي
اين هي من بين كل هذا
ردت بعصبيه وهي تنتفض تحاول الوقوف بتوازن: عشا ايه
انا عايزه افهم ايه اللي بابا قاله ده
جواز إيه
انا مش هتجوز
هو انا بهيمه
انا إنسانه
ده مش قراركم ده قراري
كل حاجه اتحكمتم فيها
تعليمي لبسي شكلي
صحابي
كل حاجه
قالتها صارخه ببكاء
انا تعبت
والله تعبت
انا بقيت حاسه ان روحي بتطلع
البيت بقي ضيق رغم وسعه
بقيت حاسه اني مخنوقه
كفايه بقي كفايه
هو انا مش بنتكم
ازاي قابله تعملي كده فيا
ازاي تفكري مجرد تفكير في قرار مصيري زي ده
دي حياتي
حياتي اللي انتو فاكرنها حياتكم انتم
انا رافضه
مستحيل اوافق
عارفه يعني ايه مستحيل
علي جثتي
كانت امها تطالعها ببرود
قبل ان تقول : خلصتي
اخر مره صوتك يعلى
وبالنسبه للعريس
ف لا مش قرارك
انتي بنتي
عايشه تحت سقف بيتي
بصرف عليكي من فلوسي
يبقي انا اللي اقرر
هتتجوزي اللي احنا هنقرر انه هو ده الشخص اللي يليق بينا
ولو فاكره ان رفضك هيوقفنا تبقي غلطانه
وغلطانه اوي كمان
جهزي نفسك عشان تشوفيه
قريب اوي
وغادرت
خانتها قدماها لتسقط على الفراش تشعر بالتيه
والرغبه الشديده في البكاء
أغمضت عيناها بقوه تعض على شفتاها
تبكي بقوه
مفكره
ماذا تفعل
ماذا بيدها
وما مصيرها تلك المره
❈-❈-❈
أسدل الليل خيوطه
وخلد الجميع للنوم
ما عدا هي
لم يزر النوم عيناها
وكيف تنام
كيف وهي تشعر بذلك الالم
تسللت ببطي تخرج من المنزل بتشتت
نظرت لسيارتها متردده
قبل ان تتركها مقرره انها بحاجه للسير
سارت دون هواده
لا تعلم الى اين تذهب
تشعر بالإختناق
ذلك المنزل يطبق على أنفاسها
انزلقت منها دمعه خائنه
وهي تسير وتسير
نظرت حولها بتشتت وهي لا تعلم اين هي حتى
ومع هذا اكملت سيرها
راغبه في الابتعاد فقط
❈-❈-❈
وقفت بمكان لا تعرفه حتي
مسدت على ذراعها تشعر بالبرد والخوف
الى اين تهرب
فلا ملجأ لها الا هم
هم اهلها
كيف يمكن للجحيم أن يكون الجنه
لمحت بعيناها عربه صغيره يلتفت حولها الماره
تحركت نحوها ببطئ
لتجده يبيع مشروب ساخن بداخله حبوب صغيره
ابتلعت ريقها
اتشتري
هي لم تفعلها قط
خوفها من أمها منعها من أن تقترب من أي من الباعه الجائلين
لكن قوه التمرد بداخلها
دفعتها للإقتراب منه وهي تقول بتوتر :عايزه واحده يا عمو
نظر لها الرجل الطيب وهو يقول ببشاشه : عنيا
عايزه شطه
هزت راسها نافيه
وهي تراه يعطيها الكوب ويشير لها علي السور لتجلس
اطاعته وجلست وهي تنظر للكوب بين يديها بشرود
شردت بسنوات عمرها
بعدد المواقف التي لا تعد ولا تحصي
ان تشعر ان لا قيمه لك وما انت إلا أداه
وواجهه إجتماعية
لطالما نظرت للأسر الاخري وراودها احساس باليتم
افاقت من شرودها على يد تربت على كتفها
انتفضت بتوتر
تنظر للرجل العجوز وهو ينظر لها بعاطفه وشفقه
بادرها قائلا : مخدتيش معلقه
اخدتها منه بهدوء وصمتت
لكن الغريب انه لم يتحرك
بل ظل ينظر لها بإبتسامه هادئه
قبل ان يقول : انتي شبهها اوي
قطبت حاجبها وهي تقول بعد فهم : شبه مين
ردد مؤكد : بنتي
واكمل بحزن: الله يرحمها
امتلأت ملامحها بالألم وأجابته بحزن: الله يرحمها
ربنا يصبرك
أجابها بصدق : مانا صابر
يعني الواحد هيعيش قد إيه
سنه اثنين عشره وفي الاخر كلنا لها
الصبر مفتاح حاجات كثير اوووي
طول ما انت صابر هيجي يوم وربك هيفتح باب الفرج
بس اصبر
ردت بخفوت: يعني هيجي يوم والفرج هيجي اكيد
مهما طال
اكد لها قائلا: مهما طال
دقي باب ربنا
خبطي كتير اوي
وادعي اكتر
شوفي انتي مقصره فين وصلحي تقصيرك
ربك كريم اوي
ورحيم اوي اوي
بس سبيها على الله
وتركها
وظلت هي تفكر في حديثه
لعل ما قاله
ما هو الا الحل
لعله مفتاح ذلك القفل الصدئ
ان تلجئ الى الله
فما لها غيره
اغمضت عيناها هامسه
يا رب
يا رب
❈-❈-❈
اوقفت سياره الاجره بعيد عن المنزل
وقررت ان تسير قليلا
وما ان وصلت امام المنزل
حتي ظلت واقفه تطالعه بعين جديده
وإصرار علي خوض معركه لا كانت ولن تكون بهينه
وإن خسرت نفسها فداء ان تتحرر ستفعل
يكفيها سنوات طويله خضعت
هيا فلتتمرد
نعم هي بمفردها
لكن معها من هو اقوى وارحم
تلك المره تعلم ان الله معها
حتى وإن خسرت
تألمت ملامحها وهي تفكر في الخساره
لكنها عادت ورددت لنفسها بقوه
حتى وإن خسرت نعم هي محاولتها الاولى
لكن لن تكون الاخيره
ابتسمت بضغف وهي تفكر
لقد حان الوقت يا فريدة
لكي الله
ودلفت للمنزل
لكن بروح غير الروح
وبقلب قرر التمرد
وسيحارب لأجل نفسه
❈-❈-❈
صباح اليوم التالي
استيقظت فريدة مبكراً ككل يوم
واليوم كان مختلف
قررت الإلتزام في الصلاه
لقد اهملتها فتره طويله
ولم تكن يوماً مهمه لدي عائلتها
ف تعلمتها في السنوات الأخيرة
وتقريبا لا احد من والديها يصلي
او هكذا هي ترى
فلم تري احدهم يوما يركعها
توضئت بتوتر
حتى انها شعرت انها نسيت طريقه الوضوء
وفعلا بحثت عن الطريقه وبدأت من جديد
واخيرا وقفت تصلي
للوهله الاولى كان التوتر شديد
فهي تريد ان تصلي بخشوع كما قرأت
لكنها عاجزه عن ذلك
بعد أن صلت الفجر
قررت أن تصلي الضحى
ومع كل ركعه تشعر انها تزداد قرباً لتلك الراحه
انتهت وقررت قرآءة بضع صفحات من القران
لعلها تشعر بالراحة
قالقادم يحتاج قوه وصبر
❈-❈-❈
دلفت صفيه لغرفه نومها
وقالت لزوجها الجالس علي الفراش يرتدي حذائه : انت ناوي على ايه
يعني بخصوص العريس
انتهى شوكت من ارتداء حذائه ووقف قائلاً : أول ما يحددو معاد هقولك
جهزي بنتك بس
وأنا هحاول الغي او أأجل العشا
عشان نكون فاضيين لموضوع العريس
خلينا نخلص بقي ونزيح الهم ده
ونضرب عصفورين بحجر واحد
هنجوزها وهنضمن إن كل فلوسنا هتكون في ايد امينة لو حصلنا حاجه
اهم حاجه إنك تفهمي بنتك ممنوع الغلط
مش كل يوم هنلاقي حد كويس
اومئت لها قائله بتردد : فريدة مش مواقفه
كاد أن يصيح إلا أنها اجابته مؤكده : متخفش انا فهمتها إن رأيها مش مهم
من إمتى بناخد رأيها عشان ناخده دلوقتي
انا بس حبيت إنك تكون عارف
هي رافضه
بس انا هسيطر عليها
لو اضطريت اجبرها
وهي لما تتجوز مع العشره هتعيش
كله هيحصل زي ما احنا عايزين
على الاقل كده هنطمن على كل املاكنا احنا مش ضمنين عمرنا
اومئ لها وغادر لعمله
وظلت هي تخطط لذلك الزفاف القادم
زفاف اسطوري
زفاف سيحكى عنه ل مائه عام
❈-❈-❈
وصل شوكت للشركه
وتوجه مباشرةً حيث مكتب شريكه
دلف ينظر له بسعاده قائلا : صحبي وشريكي
واكمل متفاخراً : وهيبقى نسيبي
ضحك مدحت وهو يقول: الحقيقه من وقت ما قلتلي وانا فرحان
الصداقه اللي بينا ممكن تتحول لنسب
وانا مش هلاقي ل ابني احسن من فريدة
يا رب بس هو يقتنع
شوكت بلا مباله : لو مش مقتنع يقتنع
الجواز مسأله ميفهمش فيها الولاد
قرارنا دايما الصح
مدحت مفكراً : عشان أكون صادق معاك
انا عمري ما فكرت إني ادور ليه على عروسه
وإخواته كلهم إتجوزوا اللي اختاروهم
حتى البنات
كانو بيرفضوا كثير لحد ما جه الشخص المناسب
بس انا سبته كثير اوي
والعمر بيجري من بين ايديه وهو مش حاسس
خايف اموت وينسى نفسه
والعمر ياخده
ويلاقي نفسه وصل للاربعين بدون جواز
ده اثنين وثلاثين سنه كفايه لحد كده
كل ما افتح معاه الموضوع يقول هو انا لقيت وقلت لا
ف اظن جه الوقت اللي ادخل
اومئ له شاكراً متسائلاً : قلتله
مدحت بشرود : هبعت اجيبه دلوقتي
واكمل بهمس قلق من القادم : يا رب استر
استر يا رب
❈-❈-❈
بعد ساعه
اوقف سيارته امام شركه والده
مازال في حيرةٍ من أمره ل طلبه المفاجأة
لقد كان معه منذ يومين
ترجل من سيارته يزرر ازرار البدله المهندمه
قبل ان يدلف للشركه بثقه وهدوء
كان يعلم جيدا نظره النساء له
ولما لا
فهو تميم مدحت العسلي
لكن لم يكن فقط اسم والده وعائلته
هي سبب التفاف الجميع حوله
بل وسامته وأناقته
قد يكون رجل عادي
لكن اهتمامه بأدق تفاصيله الشخصيه
جعلت منه فتى احلام والعريس المنشود لأغلب الفتيات
ابتسم بهدوء
وهو يدلف للمصعد
متطلعاً لنفسه بالمرآه
بدايةً من صلعته اللامعه
وعيونه رماديه اللون الداكنه
ولحيته الخفيفه المنمقه
واخيراً
جسده الرياضي بفعل التدريبات الشاقه للغايه
كان يعلم جيدا كيف يكن وسيما
ونجح بذلك
ابتسم بخيلاء وهو يخرج من المصعد
متوجهاً نحو مكتب والده
ووقف أمامه بهدوء مخرجاً يده من جيب بنطاله
رافعا يده ليطرق على الباب بهدوء واحترام
احترام لوالده العزيز
ذلك السند اللذي لولاه ما وصل الى ما هو عليه الآن
استمع الى صوت والده يسمح بالدخول
ليدلف بهدوء وابتسامه خاصه
دون ان يعلم انه سيخرج دونها
❈-❈-❈
دلف للمكتب يلقي التحيه على والده العزيز
قبل أن ينحني يقبل يده يشاكسه قائلا : ليك وحشه والله يا ميدو
ضحك مدحت ومد يده الاخري قائلا : ودي كمان
ابتسم له وانحنى يقبل الاخرى
قبل ان يقف ويقبل رأسه بحب
قائلا بهدوء: طمني عن صحتك
بتاخد ادويتك في معادها
قلتلك كتير نجبلك مرافق يكون معاك
او نجوزك مثلا
قالها بخبث ومشاكسه
ضحك مدحت بقوه قائلا بسخريه : تجوزني
خيبه عليك اتجوز انت الاول
وبدل ما تجبلي مرافق هتلي مراتك
تقعد معايا
تاخد بحسي
وتملي عليا البيت احفاد
زم تميم شفتاه قائلا بخفوت : اه موضوع الجواز تاني
مدحت بتأكيد وعصبيه طفيفه : تاني وثالث ورابع وعاشر
ومليون يا تميم
كلام وهتكلم
هتمنعني
زم تميم شفتاه قائلا بحترام : ابدا يا بابا
كلامك وجزمتك على راسي وانت عارف ده
مدحت بهدوء: اقعد يا تميم
جلس بهدوء مستمع الى والده
تنهد مدحت خائف من القادم
خائف للغايه
❈-❈-❈
تكلم بهدوء قائلا : يا تميم لحد امتى
انت عديت الثلاثين
اخواتك كلهم اتجوزو وخلفوا وانت لسه زي ما انت
حتي اخوك الصغير اتجوز وربنا رزقه بتوأم
وصحابك معظمهم اذا مكنش كلهم اتجوزوا وخلفوا
لحد إمتى هتفضل عازب
لحد ما العمر يجري من بين ايديك
وتلاقي نفسك اربعين خمسين سنه
لا عندك عيل ولا بيت وعايش لوحدك
قاطعه تميم قائلا مدافعا عن نفسه : يا بابا اسمعني
صاح به مدحت موبخاً : بلا بابا بلا زفت
خلاص يا تميم
خلاص
انا بقالي سنين بتكلم في نفس الحاجه
وبنلف في دايره مغلقه
كل ما اكلمك تطلع مليون حجه وحجه
سنين بتحايل عليك
بس اظن كفايه لحد هنا
انا سبتك سنين طويله
وكنت فاكر انك هتفوق ل نفسك
ومنعت نفسي كثير من اني اغصبك
ظناً مني انك راجل فاهم
بس انت ماشي في طريق غلط
ولازم امنعك
عارف ليه لاني ببساطه مش ضامن عمري
ودلوقتي او بعد عشر سنين هموت
وهتنسي نفسك بكل تأكيد
عشان كده خلاص
انا قررت اجوزك
واخترت العروسه كمان
اتسعت عينا تميم بقوه
وفتح فمه بصدمه
وهو يستمع الى كلمات والده
حاول التحدث قائلا بتشتت: ايه
تجوزني
انتفض من مكانه صائحا بعصبيه : يعني إيه تجوزني
هو انا بنت هتجبرني
مش عايز اتجوز
ومش هتجوز
اظن ده حقي
من امتى وانت بتجبرنا على حاجه
انا مش موافق
قالها مقرراً مغادره المكتب
وقبل أن يخرج
منعه صوت والده قائلا بصوت حازم صارم غير قابل للنقاش ابداً :أقف مكانك
وصاح غاضبا : اذا رفضت تتجوز
ف انسى إن ليك أب
اعتبرني مت
واكمل بحزم : اتفضل اخرج بره
نظر له تميم بعيون غاضبه متألمه
قبل أن يخرج بسرعه صافقا الباب خلفه بقوه
وقع مدحت على المقعد متعب ومشتت
متسائلاً هل فعل الصواب
ام خسر تميم للابد
❈-❈-❈
نزل من الشركه غاضبا
يكاد يقتل من يقف امامه
زواج اي زواج
هو لا يريد
لما لا يفهمه
لا يريد
هل من الصعب احترام قراره ورغبته
توجه نحو سيارته وجلس بها
يحاول ان يهدئ نفسه
محاولاً السيطره على اعصابه
مستغفرا ربه
قبل أن يتحرك بها مقررا الذهاب لأي مكان هادئ لكي يستطيع التفكير
يجب أن يجد حل
ف والده الأغلى على قلبه
كيف يغضبه
لكن برضاه سيحطم نفسه
فما الحل
❈-❈-❈
وصل لأحد المطاعم المفضله عنده
حيث إطلالاته على النيل بأجواء صافيه هادئه
دلف وجلس على طاولته المعتاده
مسح وجهه بتعب
وألم رأسه يكاد يجعله يجن
لا يجد حل
وما الحل
إما أن يقبل بالزواج بالعروس المنشوده
أو يخسر والده
إما أن يعيش حزين بدون والده
أو تعيس ووالده بحياته
إختيارات مثاليه للغايه
افاق على صوت النادل يسأله بهدوء: طلبك المعتاد يا تميم بيه
ولا هتختار حاجه مختلفه النهارده
أجابه دون أن يفتح عينيه : زي كل مره
غادر النادل
فتح عيناه بتعب
شاعراً أنه محاصر
لأول مره يضعه والده في حاله الإختيار بتلك الطريقه
والإختيار معقد
معقد للغايه ...
❈-❈-❈
في منزل فريدة
اليوم قررت الجلوس بالمنزل وليحدث ما يحدث
هي بحاجه للوقت لتفكر في كيفيه
إزاحه ذلك العريس
ف لن يكون الأمر سهلاً ابداً
تمسّك أمها وأبيها به سيصعب الأمر
بل تمسكهم به سيجعل من رفضها مستحيل
حتى وإن رفضت
لا يهمهم
ف هم لن يقبلوا برفضها كجواب
ولتضرب برأسها في عرض الحائط إن ارادت
والحل الوحيد لإنهاء تلك الزيجه
أن يأتي الرفض من عريس الخيبه
حينها سينتهي الأمر
ويلتغي الزواج
فقط لو رفض هو
حسنا
سيرفض
ستجعله يتمنى الموت عن الزواج بها
ستذيقه الويلات
تباً له
سيكره صنف النساء بعدها
ستجعله يعض أصابعه ندماً
ابتسمت بخبث شديد
ف اهلا بالعريس المنتظر
اهلا بك في الجحيم يا عزيزي
❈-❈-❈
في المطعم
كان ما زال كما هو شارد حائر
لا يجد الطريق الصحيح
قبل أن يأته اتصال من شقيقه الأصغر
حسام
رفض الإتصال
لكن إصرار الاخر اجبره على الإجابه متأففاً
قائلا بعصبيه : إيه إيه مش انا قفلت
يبقى مش فاضي
زن زن زن زن
انطلقت ضحكه الأخر قائلاً بخبث : امممم
طالما هبيت فيا زي وبور الجاز كده
يبقي بابا كلمك
تهجمت ملامح الأخر مردداً بغصب من بين أسنانه : يعني انت يا حيوان كنت عارف
ومقولتليش على اللي ابوك بيخططله
تصدق وتؤمن بالله انا ..
قاطعه الأخر قائلاً بسرعه : والله مكنت اعرف
لسه عارف من ابوك
وقع بالكلام بعد ما جرجرته وضغطت عليه يحكيلي
وقر وأعترف
وقالي انك سبت المكتب وانت رافض
زفر تميم بقوه وسأله بتوتر:كان كويس
حسام بنفي: ابدا
كان تعبان
وحسيت انه مصر
مصر جدا كمان
انا حولت اقنعه
بس هو رفض
وقال إنه استني كتير تاخد القرار
وهو خده خلاص
الموضوع منتهي من ناحيته
أجابه تميم غاضباً : وانا يا حسام
إيه انا مش في الحسبه
هو انا حمار عشان يجوزني كده
أجابه حسام محاولاً امتصاص غضبه : استهدى بالله
وفكر بعقل
العصبيه والعند مش هيجيبوا نتيجه
انت هتعند وهو كمان
فكر صح واكيد في حل
تميم بتعب : مفيش زفت حل
انا بقالي ساعات بفكر
بس ابوك حط العقده في المنشار
ولإما اوافق عليها ل هيقطع علاقته بيا
صمت حسام مفكراً
قبل ان يقول ببطئ ومكر : وهيحصل إيه لو هي اللي رفضتك
الجوازه هتتفشكل
وهتنول انت رضى ابوك
قطب حاجبيه متسائلاً بغباء : مش فاهم
ولو هي مش موافقه كان الموضوع انتهي من قبل ما يفتحوا معايا
طالما فاتحني يعني هي وأهلها موافقين
حسام بتاكيد : مش مهم
خليها ترفضك
تميم بعدم فهم : ترفضني
طيب ازاي
حسام بضحك : وريها شخصيتك الحقيقه
تميم بنفاذ صبر : حساااام
أجابه مقهقهاً : طفشها يا تميم
متعرفش تطفشها !
وريها اسوأ ما فيك
في علاقات الجواز الناس بتبين الحلو وبس
وبتخبي العيوب
طلع عيوبك
حسسها قد إيه انت مش مناسب
عصبي
همجي
غبي
وغشيم
ممكن بخيل ليه لا
والحياه معاك هتكون جحيم
تصدق ينفع شعر
هدر تميم بعصبيه : حسام
ضحك الأخر ليكمل بتأكيد : ركز يا تميم
تظن في واحده هتقبل بواحد كده
ارمي الكوره في ملعبها
طفشها يا تميم
اعمل أي حاجه عشان الرفض يجي من عندها
ووقتها انت هتكون في السليم
تميم مفكراً : ولو استمرت
حسام بتأكيد : انا واثق انها مش هتستمر
محدش هيطيق يسجن نفسه مع حد كده
العبها صح يا تميم
انت عمرك ما كنت غبي
بس خليك فاهم إن هي لازم ترفضك
لان ده حلك الوحيد
وإلا البس يا بطل
واغلق الخط
وظل تميم محله ينظر للهاتف بتفكير
قبل ان تتسع ابتسامه مردداً بمكر : نطفشها
زي ما وافقتي عليا في يوم من الأيام
هخليكي تكرهي اليوم اللي فكرتي توافقي فيه
يا انا يا انت يا بنت سلطح بابا
واكمل بمكر : اهلا بيكي في لعبتي
❈-❈-❈
في اليوم التالي
كان مدحت على طاوله الإفطار يتناول فطورة
ليقاطعه اقتراب تميم منه على وجهه علامات النوم
تجاهله تمام
وتابع تناول فطورة
ليزفر الاخر بقوه وجلس بجواره
قائلا بهدوء : بابا
لم يرد عليه
ليكمل ملحاً : يا بابا
أجابه والده دون أن ينظر اليه : نعم
واكمل: انت ايه اصلا اللي بيتك هنا
امشي يلا
روح شقتك وحياتك
انسى ان ليك أب
اللي عندك قلته
وانا كمان
جز تميم على اسنانه
قبل ان يردف بهدوء : يعني خلاص
خلاص هتقطع علاقتك بيا
معقول يا بابا
كل ده عشان موضوع الجواز
مدحت بهدوء : تميم
انا مش هتكلم كتير
قلتلك اللي عندي قلته
انا طلبت منك تحقق طلبي وتتجوز ورفضت
مش بس رفضت لا وقللت مني ومن رغبتي
وهتطلعني صغير مع شريكي
بعد ما طلبت بنته الوحيده
انت خذلتني يا تميم
عض تميم علي شفتاه
وتنفس بعمق يحاول ان يكون هادئ
واخيراً قال : تمام
انا موافق
التفتت له والده سريعا متسع العينين غير مصدق
قائلاً بفرحه : بجد
بجد موافق تتجوز
ربت تميم على يده قائلاً : موافق يا بابا
مستحيل اكسر كلمتك
ولا اطلعك صغير
انا موافق
انتفض والده بسرعه لا تناسب صحته او عمره
وأسرع مبتعدا قائلاً : هبلغ شوكت
و أحدد معاد
واختفي
وظل تميم محله
يقبض على يده بشده حتى برزت عروقه
مقرراً أن الحرب بدأت
وسترفضه تلك الفتاه مهما كلف الأمر
❈-❈-❈
كانت تجلس بغرفتها تدرس قليلا
فلقد تغيبت وهي بحاجه للتعويض
وأثناء اندماجها
فتح الباب فجأه وظهرت امها تنظر لها بإبتسامه هادئه قائله: جهزي نفسك
عمك مدحت كلم باباكي وبلغه بموافقه ابنه
وهيجو بكرا يتفقوا على التفاصيل ومعاد الخطوبه
وبالمرة يشوفك
جهزي نفسك
انا بعت طلبت من الاتيليه يبعت فستانين نختار منهم
وهخلي سوزي تيجي تعملك شعرك
واكملت مفكره وهي تخرج : ورايا حاجات كتير اووووي
لكنها عادت لها وقالت : إياكي تعملي حاجه غلط
انا عايزه القاعده تعدي من غير ولا غلط
وخرجت مسرعه
تتحدث لنفسها
تاففت بضيق وهي تنظر في أثر امها
مردده بغضب وضيق شديد : العريس وافق
العريس جي
العريس
العريس
العريس
وانا فين
وثم ازاي وافق عليا من غير يا يشوفني
يا لهوي لو طلع نسخه من لوسي ابن طنط فكيهه
انا بجد تعبت
ازاي هقدر اخليه يرفضني
ده وافق عليا من غير ما يشوفني
واكملت متوعده : أياً كان انت مين
ف وعد مني هندمك أشد الندم
وهكرهك في صنف الستات كلها
قالتها بشر وكره شديد لعريس الغفله
❈-❈-❈
ليلاً في غرفه تميم
كان مسطح علي الفراش شاردا
مفكرا فيما سيحدث غدا
غدا بدايه ل معركه هو لم يقرر حتي خوضها
بين خوفه وقلقه من القادم
هناك صوت يحذره
خوفا من أن يظلم تلك الفتاه
يخشي أن يكون ظالم
فهو يسير دايما بمبدأ
كن مظلوما ولا تكن ظالماً
يخشى أن يتطور الأمر ويخرج عن المخطط له
اغمض عينه متاففاً
يفكر في الفتاه ونسي نفسه
بلا فتاه بلا بطيخ
عليه ان يكون قويا لكي يهرب من تلك الزيجه
سيجعلها تراه كالحمار الوحشي إن تطلب الأمر
فقط لترفضه
تقلب علي الفراش يضربه
متمتم ببعض الشتائم
داعياً من قلبه أن ترفضه تلك الفتاه
❈-❈-❈
بغرفه فريدة
تحركت من فراشها
تدلف للشرفه تقف تضم سترتها بقوه
متنهده بخوف
نعم تخاف
ان تتمرد بعد هذا العمر ليس بسهل
تخاف وبشده
تخشي من القادم
ماذا سيحدث مع هذا العريس
سؤال لا إجابه له
ويا ليته سؤال واحد
اسئله كثيره
لماذا هي
وإن اصر عليها
ماذا ستفعل حينها
اتهرب
اتقتل نفسها
ماذا ستفعلين يا فريدة
اغمضت عيناها تحبس تلك الدمعه الخائفه
قبل ان تفتحها لتنساب دمعتها متحرره
مردده هي : يا رب
انت عالم بحالي
دبرها من عندك
وظلت محلها تنظر للسماء
تدعو من قلبها
بل من كل قلبها
❈-❈-❈
صباح يوم جديد
اليوم المنتظر والمرتقب للجميع
يوم المقابله
في منزل مدحت
كان يجلس على الاريكه يبتسم ابتسامه كبيرة متحمسه في انتظار ابنه
نظر ل بدلته الانيقه والحماس يزداد داخله
التفتت خلفه وهو يستمع الى صوت خطوات ابنه
ليقف بإبتسامه فخورة
وهو يراه يهبط امامه بحلته الانقيه الراقيه
وكان بأبهي مظهر
إبنه عريس
إبنه سيتزوج اخيراً
لمعت عيناه بدموع الفرح
وهو يفتح زراعه له
ليقترب الاخر منه يضمه ويقبل كتفه
قائلا بهدوء: راضي عني
اجابه مدحت وهو يربت علي وجنته: كل الرضا
ولو مت قلبي راضي عنك يا حبيبي
تمتم سريعا : بعد الشر يا حج
واكمل ممازحا: مش قبل ما اجوزك
قهقه مدحت قائلاً : اتجوز انت وده المهم
واكمل متحمساً : يلا عشان منتأخرش
وتوجه للباب
ليزيح تميم ابتسامته متنهد بقلق
وتبع والده
لكنه توقف على استداره والده وهو يقول: تعرف محل ورد وشوكولاته
فتح تميم فمه يكاد يلقي شتيمه
ورد
وشكولاته
هو يجلب لتلك السحليه ورد
لا وألف لا
وقبل أن يكمل تفكيره
قاطعه والده مكملاً حديثه : ولا اقولك
هوديك عند محل كنت بتعامل معاه احسن تعرنا
يلا ورايا
وذهب
وتميم خلفه
يدعو على تلك العروس من قلبه
❈-❈-❈
وقف امام محل الورود كما أمره والده
بعدما اشتروا أكبر واغلى علبه شوكولاته بالمكان
وتمتم من بين اسنانه : ها يا حبيبي
هنجيب للسنيورة إيه تاني
هنفرش الارض ورد لأجل عيونها
قهقهه والده بشده وهو يضربه على زراعه
قائلا: ورايا يا تميم بطل رغي بقى صدعتني
وخرج من السياره
جز على اسنانه وهو يقول داعياً : منك لله يا بنت سلطح بابا انتي
ولحق والده لكي لا يشتري محل الورد
وقف في المحل يديه في خصره يكاد يقتلع رأس العامل السمج
وهو يسمعه يردف ببشاشه مبالغ فيا : احلي بوكيه ورد يا مدحت باشا
انا هعملك بوكيه من اغلي وأجمل أنواع الورد
ربت مدحت على زراعه قائلا مشجعاً : عايز بوكيه كبير اوي
اكبر حاجه عندك
واكمل متفاخراً : حاجه تليق بتميم ابني
العامل بسعاده: بس كده عيوني
اجمل وأكبر واغلى حاجه لتميم باشا
وسارع بتجهيزه
وتميم يكاد يهجم عليه
قاطعه صوت والده قائلا: تظن نجيب بوكيه كمان ل صفيه هانم
ولا كفايه
تميم بغيظ: اقسم بالله لو جبت حاجه ل اروح البيت
بلا صفيه بلا بطيخ
اجبلها بوكيه ورد ليه
نظر لها والده لدقيقه قبل ان ينفجر ضاحكا
قائلا بتأكيد: هتنفجر انت صح
اقولك لف حوالين المحل خمس ست مرات
هترتاح
ونادي بصوت عالي: هاتلي كرسي يا ولد
واكمل بخبث وهو ينظر لتميم: وشاي كمان شكلنا هنطول
❈-❈-❈
في منزل فريدة
كان العمل على قدم وساق
الجميع يركض هنا وهناك لإنهاء التحضيرات اللازمه
وصوت صفيه العالي يصدح في كل مكان
تلقي الاوامر هنا وهناك
قبل ان تتكرهم لينهوا عملهم
فلم يتبقي الكثير
وصعدت سريعا لغرفه ابنتها
❈-❈-❈
كانت خارجه من المرحاض عندما دلفت امها للغرفه
وقالت بعصبيه وهي أمامها لم تبدأ بعد: انتي لسه ملبستيش
يلا اتحركي
البنت اللي هتعملك الميك اب وصلت تحت وطالعه
البس يلا الفستان
قالتها وهي تخرج لها الفستان
نظرت فريدة للفستان
واتسعت عيناها وهي تنظر للمقاس
وقالت : بس دي مش مقاسي ابدا
ده اصغر بكتير
وهيبقي ضيق اوي
ومش هقدر اتنفس
صفيه بعصبيه شديده: فريدة
متجادليش
البسي وانتي ساكته
اتفضلي يلا
والكعب كمان
وعايزه تمشي مظبوط
زي ما اتعلمتي
يلا
قالتها وغادرت سريعا
نظرت فريدة للفستان الطويل
الضيق بكل تاكيد
قبل ان تلقيه بإهمال على الفراش
وتفتح خزانتها تبحث عن اخر مريح وراقي في نفس الوقت
وبعد القليل من البحث
وجدت اخر باللون الفيروزي طويل الى حد ما
يغطي ركبتيها
واخرجت احدى الجوارب السوداء
وحذاء اسود عالي الكعب
نظرت له بارتياح
قبل ان تستمتع الى صوت الباب
أذنت للطارق بالدخول
لتجد الفتاه التي ستضع لها المكياج
تقف تنظر لها بإبتسامه
فريدة بهدوء: اتفضلي
واكملت: انا عايزه
قاطعتها الفتاه قائله بحرج : مدام صفيه
اكدت عليا اعمل شكل ميك اب معين لحضرتك
زفرت فريده بقوه
الا انها قالت بهدوء متحدي : انسي كل الي ماما قالته
انتي هتعملي اللي هقولك عليه
ملكيش دعوه بيها
حاولت الفتاه الكلام
لكن فريدة أكملت: متخافيش من ماما
انا هتفاهم معاها
واكملت : يلا خلينا نبداء عشان هنتاخر
اومئت لها الفتاه مسرعه في اخرج ادواتها
والتفتت فريدة تنظر لنفسها بثقه
مقرره خوض تلك المعركه بقوه
❈-❈-❈
وصل مدحت وتميم اخيرا لمنزل العروس
ترجل من السياره واقفا منتظرا والده
مدحت باستغراب:مجبتش ليه الحاجه من العربيه
تميم بغيظ: انا مالي
اشيل انا لام اربعه وأربعين دي ورد ليه
شيله انتي
صاح فيه مدحت بحزم: اتحرك
الورد في ايد والشكولاته في التانيه
وورايا يا تميم
واكمل أمراً : فورا
وتركه وتوجه للباب
ليدبدب تميم بقدمه كالاطفال
قبل أن يفتح الباب ينتشل علبه الشوكولاته
والورد بعصبيه حتي وقعت ورده منه
دهسها بقدمه بغيظ
واسرع خلف ابيه
متمنياً ان ينتهي اليوم
❈-❈-❈
استقبل شوكت و صفيه مدحت و تميم
استقبال حافل
ودعوهم لغرفه الجلوس
وبعد السلام والتعارف
جلسو جميعا
ليردف مدحت بحماس: اومال فين العروسه
حابب اشوفها
ابتسمت له صفيه بلباقه
قائله لاحد العاملات:بلغي فريدة هانم تنزل
اومئت لها بطاعه
وصعدت سريعه تبلغ فريده
وبدأوا هم بحديث ودي عادي
بينما تميم يجلس مكفهر الوجه
❈-❈-❈
في غرفه فريدة
وقفت أمام المراه تتطلع في نفسها
بفستانها الرقيق الهادي
وقوامها الممشوق
خصلات شعرها المنسدله برقه على جانب واحد
وزينه وجهها الرقيقه للغايه
كانت لوحه فنيه راقيه ورقيقه
كانت جميله
جميله حقا
التفتت على صوت الفتاه وهي تقول: بسم الله ما شاء الله تبارك الله
جميله اوي يا انسه فريده
بجد حقيقي ربنا يحفظك
ويتمملك علي خير
اختفت الابتسامة من على وجه فريده وهي تسمع دعوه الفتاه
وكادت ان تلقي عليها احد زجاجات العطور
الا ان صوت الباب منعها
والفتاه تخبرها بضرورة نزولها فوراً
ارتجفت بقوه وهي تستمتع الى أمر امها
وكادت ان تقع من شده التوتر
إلا انها استجمعت قوتها
وتحركت تخرج من الغرفه
تدعوا الله بكل الادعيه التي تعرفها
❈-❈-❈
هبطت من الدرج تنظر نحو الغرفه المغلقه
وهي تكاد تسقط مغشي عليها
وقبل ان تخطو خطوه اخرى
وجدت احدى العاملات تخبر الاخرى ان تصنع قهوه وعصير
اقتربت منهم مستائله : انتو لسه مدخلتوش الحاجه
اجابتها العامله باحترام
انهم تاخروا وحالا سيتم صنع القهوه
اومئت لها وكادت ان تتحرك
الا انها عادت وعلي شفتاها ابتسامه ماكره
وعيونها تلمع بالشقاوه
قائله لهم: جهزيهم انا هدخلهم
واكملت متسائله : لمين القهوه ولمين العصير
اجابتها ان العصير ل والد العريس
والقهوه الساده للعريس
ابتسمت بسعاده
ودلفت معهم للمطبخ وهم خلفها
وخلال دقائق كان الطاوله الصغيره جاهزه للتقديم
فريده بهدوء: تقدرو تروحو انتو انا هدخلهم
ترددت العامله خوفا من صفيه
الا انها طمائنتهم وصرفتهم
والتفتت تنظر للطاوله بإبتسامه شريره
وهي تفتح أحد الخزائن تبحث عن علبه معينه
واخيرا وجدتها
علبه الملح
احضرت معلقه ووضعت معلقه ملح كبيره بالقهوه
ومزجتها جدا حتي ذابت تمام
نظرت للكوب بإنتصار وكادت تقفز من السعاده
الا انها لم تكتفي وهي تنظر لكوب الماء
وبحثت مره اخري وتلك المره
عن زجاجه الخل
وهي تسكب القليل من الكوب
وتزد محله الخل الأبيض
تنفست براحه وهي تنظر للاكواب
مردده: هتطفش يعني هتطفش يا حبيبي
عدلت من ملابسها
وامسكت بالعربه متوجه للغرفه المغلقه
متوجهه لمصيرها
❈-❈-❈
كان يجلس بملل يستمع الى حديثهم دون وجود اي نيه للمشاركه
قاطعهم جميعا
فتح الباب الكبير
ودلوف فريدة
رفع تميم عينيه ينظر بملل
قبل أن تتسع بشده
وينزل ساقه عن الاخرى
وهو يري تلك التي تقف امامه
وقتل الشك حول من تكون
حينما تطوعت امها التي افاقت من صدمه ملابسها ووجهها قائلا بتفاخر: فريدة بنتي
تميم بهمس مندهش: العروسه
هي دي العروسه
يا نهار ابيض
أما هي فما ان فتحت الباب
حتي وقعت عيناها عليه
ويا ليتها لم تقع
تباً تباً
كيف كيف
هذا العريس
كانت تظن أنه
أنه
لا لا إنه وسيم
لا تري به عيباً ظاهرا
عضت شفتاها
وهي تنظر له بغضب محدثا نفسها
بقي انت عريس الغفله
حسنا
انرت جحيمي يا...
يا عريس
اما هو فتوعدها سراً قائلاً
يا أهلاً يا أهلاً
اهلاً بعروستي التعيسه
اهلاُ وسهلا بيكي
اوعدك تكرهيني من قلبك
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عفاف شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية