-->

رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 4 - الأربعاء 11/12/2024

  

  قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة عفاف شريف


الفصل الرابع

تم النشر الأربعاء

11/12/2024



شعور الإبتسامه الاولى

تلك التي تأتي بعد الكثير من الألم 

الكثير من الإنتظار 

تلك الإبتسامه الحقيقيه 

أن تبتسم بسعادة شديدة متحرراً كطير حلق بعيد بعد سنوات طويله من الإحتجاز

ها هي تحررت وأوصدت الماضي خلفها بكل ما فيه

لعل القادم يحمل لها نصيب كبير من السعاده

والآن فلتبتسم فقط 

تاركه الغد للغد

فاليوم يومها

وهي تستحق

❈-❈-❈

دلفت للغرفه تحمل العصير بيد مرتجفه 

ناظره لكوب العصير المنشود لقد وضعت به عشر نقاط أو إحدى عشر أو اكثر

هل وضعت اكثر ام اقل 

اغمضت عيناها لوهله برعب 

انها لا تذكر من شده توترها

تتمنى من الله أن يعمل الدواء وتفشل مخططات اليوم 

اقتربت من والده تقدم له العصير 

وما إن شعرت أن يد والده تذهب للكوب الخاطئ 

ارتجفت بشده  

وقربت منه الكوب الاخر  بسرعه

لياخده منها بهدوء مبتسماً إبتسامته البشوشه شاكراً اياها 

ابتلعت ريقها وهي تلتفت لتميم تنظر له بقلق وخوف

الخوف كلمه قليله هي مرتبعه

ابتسمت له ابتسامه مرتجفه وهي تقدم الكوب

حتى تناثر القليل منه من شده توترها

لياخده هو منها دون حتى كلمه شكر 

رفعت حاجبها بغيظ وحل محل التوتر

الغيظ الشديد من ذلك السمج قليل الأدب ، عديم الذوق

لتقول بهمس شديد لم يسمعه غيره : قولي شكراً 

اتسعت عيناه ورفع رأسه ينظر إليها يتاكد انها قالت ما استمع إليه فعلاً 

ليجدها تناظره ببرود بحاجب مرفوع كالمجرمين 

تأفف بقرف وهو يقول بإبتسامة سمجه: شكراً 

ابتسمت له ابتسامه صفراء 

واسرعت بالجلوس بجانب والده كما طلب منها 

وكل منهما ينظر للاخر بغيظ مكبوت 

❈-❈-❈

مرت نصف ساعه ولم يحدث شئ

هي حتى من توترها نسيت أن تقرأ ورقه التعليمات بداخل الدواء

يا للمصيبه هل من الممكن أن ياخد وقت طويل لكي يعمل

نصف ساعه من المحادثات التي لا تهتم لها بالمره 

ماذا تفعل الوقت ليس لصالحها 

اتقوم لتقديم عصير آخر وتضع به عشر نقاط آخرين 

عله يسرع ويصاب بالإسهال الشديد ويفسد اليوم

لكن وقبل أن تكمل تفكيرها الإجرامي 

أفاقت على صوت والد تميم وهو يقول: انا شايف طالما الموضوع ماشي بسهوله كده

نبعت نجيب مشير الجوهرجي هنا 

عشان فريدة تنقي الشبكه اللي تحبها

اتسعت كل من عينا فريدة وتميم وهما يرددان معا: إيه 

صفيه بتأكيد : ليه لا 

طبعا احنا موافقين

إيه رأيك  يا شوكت

اومئ لها شوكت هو الآخر موكداً بإبتسامه: اكيد طبعاً موافق


تهدل كتفا فريدة برعب وهي تستمتع  الى ما يقرروة

ماذا ستفعل 

يا للهول ماذا ستفعل


اما تميم فمسد معدته  يشعر بألم غريب

وهو يفكر أن الامور  تخرج عن السيطره 

محاولاً ايجاد طريقه للهرب

اي طريقه

❈-❈-❈

تحركت فريدة من الغرفه تستاذن وتركض نحو غرفتها تبكي بصمت

شبكه

اي شبكه

ماذا تفعل ماذا

وضعت يدها على فمها تكتم شهقه بكاء 

و تشعر بغثيان شديد وقبل أن تسرع نحو الحمام

كانت قد أفرغت ما بجوفها ارضاً

اصدرت صوت تأوه عالي تبكي بقوه وهي تشعر بالتعب

وقبل ان تجلس حتى على الفراش

اقتحمت أمها الغرفه 

وما إن شاهدت ما حدث حتى قالت  بقرف وضيق شديد: إيه القرف ده

إزاي تعملي كده 

مش عارفه تمسكي نفسك لحد الحمام

تأففت بصوت عالي تنظر لها تكاد تضربها من شده غيظها قبل أن تنادي بصوت عالي: تحيه انتي يا زفته يا تحيه

اتت تحيه مهروله من الخارج تسألها بهدوء: اتفضلي يا هانم 

صفيه بإشمئزاز :نظفي القرف ده

واكملت بصرامه: وانتي يا هانم

قومي يلا خدي دش فورا نضفي نفسك من الريحه المقرفه دي 

وغيري كل الطقم

اف اف لازم تبوظي الدنيا

متقدريش تكوني انسانه محترمه ابداً 

لازم تتصرفي تصرفات حيوانيه زيك

يلا فورا

وخرجت سريعا

اقتربت منها تحيه تربت على يدها وهي تقول برفق: معلش يا آنسه فريدة

تعالي اساعدك

ودون القدره على الرد

تركتها تساعدها

وكانت في حاجه فعلا

❈-❈-❈

في الأسفل كان تميم يتلوى من ألم معدته

ولديه رغبه ملحه في الذهاب الى الحمام

وعندما وجد نفسه غير قادر على التحمل 

اردف قائلا بوجه محتقن: عن اذنكم محتاج اروح الحمام

اومئ له شاكر بهدوء سامحا له

ليسرع الاخر في خطوات اشبه بالركض نحو الحمام

وما إن دلف حتى صاح بألم شديد: في ايه 

انا مش قادر استحمل كده ليه

❈-❈-❈

بعد نصف ساعه

نظرت فريدة لنفسها في المرآه 

كانت شاحبه لدرجه مخيفه 

الرعب يكاد يقتلها حيه

ابتلعت ريقها وهى تتنفس بعنف

قبل أن ان تتحرك مقرره الخروج بقوه رغم وهنها

داعيه من كل قلبها أن يصاب تميم بإسهال شديد يفسد اليوم فوق رؤوسهم جميعا

❈-❈-❈

دلفت للغرفه وجلست بجانب مدحت بشرود تام

لكن ما لفت انتباها هو غياب تميم

وقبل أن تسال عنه

تسالت صفيه بهدوء: اومال فين تميم

مدحت بإستغراب : والله مش عارف

قال هيروح الحمام ولسه مجاش

إتأخر اوي

ممكن يكون بيعمل مكالمه ولا حاجه

اومئ له شوكت مؤيدا

اما فريدة فكادت ان تقفز صارخه من شده الفرح 

بدأ مفعول الدواء في الظهور 

وتميم قابع في الحمام

وعند تلك النقطه 

عضت شفتاها بحرج وخذي

ما ذنبه لتفعل به هذا

ما ذنبه ليتعرض لهذا الموقف المحرج 

همست لنفسها قائله: يمكن الطريقه غلط

بس انا بإيدي إيه غير ده

يا رب يسر امري يا رب

وظلت محلها تتابع انتظار الجميع 

لخروج تميم من الحمام

ووصول الجوهرجي 

❈-❈-❈

في الحمام

كان تميم يسب ويشتم بكل الالفاظ والشتائم المتعارف عليها 

ماذا اصابه

لم يحدث معه هذا من قبل 

يكاد يسقط من شده الايعاء

ماذا يفعل الان

لا يستطيع الخروج بل لا يقدر  ما إن يقرر حتى يهرع من جديد للحمام غير قادر على الصمود 

بحث عن هاتفه بجيبه لعله يخبر والده

قبل أن يشتم بغضب 

لقد تركه هناك

تباً تباً

ما العمل 

❈-❈-❈

تسللت فريدة لتقف في الشرفه قليلاً 

ارادت الإبتعاد عن صخب تلك الجلسه

هي لا ولن تهمها ابدا

فليفعلو ما شائوا

رفضها قائم مهما حدث

انتفضت  من شرودها على يد توضع على كتفها

لتجدها امها

صفيه بهدوء وصوت خافت: الجوهرجي وصل خلاص

انا اللي هختار الشبكه 

واكملت  بتأكيد سعيد ومتفاخر :لازم  اهم حاجه يكون خاتم السوليتر تقيل 

تقيل اوي

الشبكه لازم تكون الأغلي والأتقل 

نظرت لها فريدة بملامح ساخره

امها لن تتغير

المظاهر ثم المظاهر ثم المظاهر 

وهي في النهايه

حتى انها  تحت احذيه تلك المظاهر 

تجاهلت ثرثره امها السعيده

والتفتت تنظر للسماء 

مبتسمه

لا تعلم لماذا

لكنها تعلم ان الأمور لن تتم

تثق في الله

تثق وبشده

❈-❈-❈

دلفت للغرفه خلف امها 

بعد ان أخبرهم والدها بوصول الجواهرجي 

لإختيار الشبكه 

اشار لها مدحت بإبتسامه بشوشه متألقه سعيده للغايه: تعالي يا فريدة 

عايزك تختاري اللي إنتي عايزاه

اللي يعجبك خديه

ابتسمت له بتشتت

وقبل ان تتدخل امها 

تسأل والدها: هو تميم كل ده في الحمام

مدحت بإدراك : ايوه فعلا 

معقول كل ده في الحمام

واكمل بحرج: معلش يا مدام صفيه ممكن تبعتي حد يشوفه

ولكن وقبل ان تنادي على احد العاملات 

قاطعها قائلا بتردد وقلق لا يعلم سببه: معلش اسمحيلي اشوفه انا

اومئت له مشيره له على المكان 

ليسارع بالخروج

والقلق يأكل  قلبه 

❈-❈-❈

وصل عند الحمام المغلق وهو ينادي بصوت محرج: تميم انت كويس

لم يأته رد للوهله الاولى

إلا أن تميم رد بغيظ: لا مش كويس 

مضطرين حالا نمشي

ده اذا لحقت اوصل البيت بالمنظر ده

هخرج نمشي علطول 

مش هينفع اقعد دقيقه واحده زياده 

هننفضح

قطبت مدحت حاجبيه وهو يستمع الى صوته المبحبوح وإصراره على المغادره 

ولهذا لم يسأله عن السبب حتى 

واسرع يبلغ اعتذاره لصفيه وشوكت والجواهرجي

بضرورة رحيلهم لمرض تميم 

وسارع بالذهاب حيث تميم يحثه على الخروج

ولم يمر الكثير وفتح الباب 

كان شاحب ويمسك بطنه بألم

ولم يعطه الفرصه ليجده يركض من المنزل كطفل صغير محرج

اسرع مدحت خلفه

يدلف للسياره 

قبل ان يأمر السائق في الإسارع على قدر المستطاع 

وحينها التفت الى تميم قائلا بقلق: وشك اصفر كده ليه

ومالها بطنك

انا مش فاهم حاجه

كنت بتعمل ايه في الحمام كل ده

عض تميم على شفتاه بغيظ وهو يرد هامسا: كنت بلعب 

هكون بعمل ايه يعني يا بابا

قال الاخيره بصوت عالي لفت انتباه السائق

ليزفر بقوه

مدحت بهمس: فهمني بس 

اقترب منه تميم للغايه حتى همس بأذنه بكلمه واحده

جعلت الاخر يرتد للخلف ينظر له 

وهو يحاول التماسك 

لكن لم يستطع 

وهو يرجع رأسه للخلف يضحك بقوه 

وبجانبه  تميم ينظر بعيون متسعه غاضبه

تهدد بالانفجار

والآخر يضحك من كل قلبه على خيبه ابنه

❈-❈-❈

اما في بيت فريدة

فكانت تكاد ترقص بشده وهي تري امها تودع الجوهرجي وتصعد لغرفتها تتمتم بكل الكلمات  الغاضبه الحانقه


انسحبت بهدوء نحو غرفتها هي الاخرى

نجحت اليوم

فماذا ستفعل الغد

يجب ان تفعل شئ واحد اخير

شئ يجعل من رفضه كلمه أكيده 

لكن ماذا تفعل

ماذا تفعلي يا فريدة

❈-❈-❈

دلف تميم للمنزل يركض سريعا نحو اقرب حمام

وخلفه والده لا قدره لديه على تمالك نفسه من شده  الضحك

دلف للحمام بغضب وضيق  وهو يستمع الى صوت ضحكاته الجهوريه

تميم بغيظ : انا خلاص بدات اشك إنه ابويا

واكمل بألم وهو بتحسس بطنه: شكل  الجوازة  دي هتجيب اجلي

منك لله يا فريدة يا بنت ام فريدة 

❈-❈-❈

بعد مده 

كان يهبط من غرفته 

بعد ان بدأ  يشعر ببعض التحسن 

ليقرر بأخذ حمام بارد والنزول لوالده العزيز

وما إن نزل حتى وجده يضع بعض الطعام  وياكل امام  التلفاز

وما إن رآه حتى اشار له ليقترب يشاركه

وفعلا جلس بجانبه قائلا بضيق شديد :مش هقدر اكل حاجه

حاسس معدتي بقت حساسه اوي

ولو حطيت حاحه فيها هتعب

مدحت بهدوء : ماشئ هخلي محمد يعملك شوربه خضار قبل ما ياخد إجازته اهي تكفيك كذا يوم 

اؤمي له تميم بصمت مشاهدا التلفاز بشرود تام

قاطعه والده وهو يقول: بما اننا النهارده معرفناش نجيب الشبكه

ف إيه رايك

قاطعه تميم قائلا بخوف حقيقي: لا لا 

بجد لا 

انا كل ما بدخل بيت الناس دي بيحصلي حاجه

بجد انا اتشائمت

ده انا لو معمولي عمل في بيتهم مش هيكون ده وضعي

مدحت بضحك: يا بني هم مالهم 

وثم يعني إيه خلاص مش هنروح تاني

كده كده هنروح لسه في حاجات كتير 

ده احنا لسه بنقول يا هادي

تميم بهمس : يتحرق هادي 

واكمل بتعب :طيب اقولك 

اديني بس يومين نقاهه

عشان حاسس إن في حاجه غلط بتحصل

مدحت بحزم:ولا  يوم يا تميم

بكره  تروح تجيب خطيبتك من بيتها

عشان تشوف البيت هنا

وبعدين نبقي نروح نجيب الشبكه 

واكمل تناول طعامه

وتميم يفكر بجديه

ايفتعل حادث يومها

ويقتلها في الطريق 

ام يقتل نفسه ليرتاح

❈-❈-❈

في هذا اليوم ليلاً

قررت فريدة ان تتسلل للمره الثانيه 

احبت الأمر

تستطيع التنفس براحه وهدوء

وقفت امام المنزل تنظر له 

تعلم انها مخطئه

ورغم ما مرت به دائما 

كانت تصمت وتنصاع

لكن تلك المره لا تستطيع 

تشعر بالإختناق

تحركت لسيارتها بعد أن  قررت اخذها معها لكي لا تفقد طريقها كالمره السابقه 

وقررت تحديدا الذهاب الى احد المراكز التجاريه ودخول حلبه التزلج

ابتسمت براحه وهي تفتح نافذتها

تشعر بالهواء البارد يلفح وجهها 

وخصلاتها تتراقص هنا وهناك

في تلك اللحظه شعرت بالحريه

شعرت انها حيه

كطائر صغير يحلق بسعاده

❈-❈-❈

دلفت للمكان تنظر له بسعاده  طفله في السادسه من عمرها

اللعب والركض هنا وهناك لم يكن يوما من اهتمام امها

هي صارمه جاده حازمه

حياه هادئه ممله رتيبه 

رتيبه للغايه

برتابه لا تلائم طفله ابدا

لا يوجد جنون 

لا يوجد مرح 

حتى الإبتسامه بحساب

لا يوجد اي شئ 

لا يوجد سوي اوامر فقط 

تنهدت بحزن ازالته سريعا وهي تفكر

لا حزن اليوم ولا اي يوم

اليوم ضحك ولعب فقط

وقبل ان تدخل الى صاله التزلج 

جذب انتباها عربه صغيره يجتمع عندها الكثير من الأطفال 

اقتربت بدافع الفضول

وهي تري ما يبيعه

كانت حلوي غزل البنات

تنهدت بفرحه وسعاده وحماس شديد

تريده تريده حقاً

اقتربت تخترق الجميع  تقف امام البائع 

الذي ما إن انتهى  من الطلب بيده 

سألها بهدوء عن أي شكل تريد

رددت بخفوت: شكل!

اشار لها على شكل قلب أو دميه أو أي شكل تريده

اشارت له بحماس للقلب

بداء العامل في اعدادها بسهوله 

وهي تراقبه بفم مفتوح باتساع 

كانها تشاهد شئ عظيم 

ولم يمر الكثير واعطاها اياه

دفعت المال 

وسارت تضم حلوي غزل البنات لصدرها 

تنهدت بسعاده غريبه

حتى انها من فرط حماسها تخاف أن تأكلها فتنتهي

لكن مع اول قضمه

اغمضت عيناها متمتمه بإستمتاع

كانت جميله 

جميله جدا ايضا

ذائبه ولذيذه 

وقضمه تبعتها اخرى الى أن قضمت قضمتها الاخيره

وهي تكاد تقفز سعيده 

ابتمست وركضت بسرعه نحو صاله التزلج 

كطفل صغير للغايه رأى مدينه الألعاب لاول مره

ضحكت بسعاده شديده 

وهي تقترب اكثر واكثر

تريد اغتنام كل دقيقه

تريد الضحك 

تريد ان تحيا سعيده

وهي تستحق تلك السعاده

❈-❈-❈

في منزل تميم

تمدد على فراشه وهو يشرب مشروب الينسون الخاص به

اصبح افضل والحمد لله 

لا يدري ما حدث له

لقد كان يوماً كارثياً بكل المقاييس 

كاد ان يغفو مبكراً للغايه على عكس عادته

لكن رنين الهاتفه منعه

نظر الى شاشه الهاتف وهو مستمر في الرنين 

إنه احمد احد اصدقائه المقربين 

اجاب قائلا بخفوت:ارغي

اجابه احمد : قوم البس يلا نخرج 

تميم برفض: لا مش قادر 

خليها مره ثانيه

احمد بإصرار: انجز و قوم يا تميم 

مش هخطفك يا بيضه

واكمل ساخراً :ومتخفش مش هخدك قهوه عارفك

واد راقي

قوم يلا وعدي عليا عشان مش عايز اسوق

ومتكلش حاجه

هناكل هناك 

نفسي في فته شاورما

في محل تحفه فاتح جديد

وعامل ضجه لازم نجربه

يلا انجزز

كان تميم يستمع إلى ثرثرته بملامح متبلده

قبل أن يقول برفض قاطع : مش قادر يا احمد

صمت احمد قليلا 

قبل ان يردد بإستعطاف مزيف: كده يا تيمو

يعني المره اللي اقولك تعالي نخرج

تصدني كده

اخص عليك 

خلاص براحتك 

خليك 

كتك القرف

رق قلب تميم قليلا رغم معرفته بأنه أداء تمثيلي رخيص للغايه

لكن وعند احمد 

لا يحب أن يرفض له طلب

ف لا صديق لاحمد سواه

و رغم ان الامر قد يبدو طبيعي

إلا أن وحده احمد في غيابه تؤلم قلبه

وتجعله يشعر بغصه في قلبه

لذلك غمغم بهدوء: تمام هقوم البس

اطلق الاخر صيحه حماسيه

لتجلحل ضحكه تميم هو الاخر

وكم كان بحاجه اليها اليوم

❈-❈-❈

وقفت امام العامل يعطيها الأدوات الخاصه 

والحماس يقفز من عيناها

ارتدت الحذاء الثقيل

وخوذه واقيه حفاظا على رأسها من الكسر

نظرت للساحه بخوف وهي تتحرك ببطئ شديد كسلحفه خشيه الوقوع 

وما إن ظنت انها نجحت

لم تجد نفسها سوا على الارض

وصوت ضحكاتها يعلو ويعلو

حاول احدهم مساعدتها لكنها رفضت بلطف

ووقفت بحرص شديد

مره بعد مره 

تقف ل ثواني وتعود لتقع كالبلهاء

ورغم إحراجها 

إلا انها كانت سعيده

نظرت للساحه بطفوله وهي تردد ساخره: يا رب بس مروحش مكسو..رة

وقبل ان تتمتها وقعت 

نظرت لنفسها ولم تتمالك نفسها وهي ترجع رأسها تضحك بقوه على مظهرها

❈-❈-❈

وصلو للمركز التجاري 

تحت مزاح احمد ومشاكسته اللطيفه

وما إن دلفا حتى أتى اتصال لأحمد من خطيبته ليبتعد قليلا 

نظر له بسخريه 

طالما خطيبته فلن يعود قبل ساعه ونص

فهي ثرثاره للغايه

تحرك يسير ببطئ يستند على الحاجز

بشرود تام

لكن اخترق شئ شرودة

شئ جذبه كألمغناطيس

صوت ضحك

صياح عالي

رفع رأسه يبحث عن مصدره

لكن اكتشف انه بالاسفل

انزل رأسه ينظر للاسفل

حيث فتاة شابه  تجلس أرضاً في ساحه الثلج 

لكن تلك لا تجلس 

بل تقع 

تقع وتقف 

تسير قليلا وتسقط فجأه 

لتنطلق ضحكاتها المرحه على نفسها 

ضحك بخفوت عليها

وهو يدقق النظر بها

شئ ما يجذبه لها

رغم الخوذه الواقيه على رأسها والتي تمنعه من رؤيتها بشكل واضح

تحرك يهبط الدرج حيث هي

ولم يمر الكثير 

ووجد نفسه يقف امام ساحه التزلج

وتلك البلهاء لا تزال تسير وتقع وتضحك بقوه كطفل صغير احمق

ظل يحدق بها 

وهي تحاول الوقوف

وما زال يراقبها

يريد ان يلتقي بعينها

حتى رفعت رأسها فجأه 

لترتطم عيناها بعينه

وكل منهما يردد بهمس متعجب

فريدة

تميم

❈-❈-❈

ظل الصمت هو السائد بينهم

حتى رددت فريدة بخوف :تميم

وهمست برعب: روحت في داهيه

ابتلعت ريقها وهي تتحرك بحرص شديد نحوه محاوله التمسك بالحاجز الخاص بالحلبه

وقبل أن تتمسك به 

كادت ان تقع على وجهها

لولا يده التي امتدت سريعا تمسك بها كالكتكوت

اتسعت عيناها وهي ترى يده التي تمسكها

لتحاول نفضها بقوه وهو يتمتم ساخرا: لو سبتك هتتكفي على وشك وتلزقي في الارض

شتمت بصوت خافت

وهو يساعدها لتقف تستند على الحاجز تنظر له بعيون غاضبه

ليرفع الآخر احد حاجباه متسائلا بمكر: الله كنت بساعدك

اسيبك تقعي يعني

ردت عليه بتأفف: طيب طيب خلاص

اتفضل امشي 

اتسعت عيناه من وقاحتها وهو يرد ببرود: ميكونش المول بتاعك وانا مش عارف

خليكي في حالك احسنلك يا شاطره

والتفتت ليغادر كما كانت تظن

لكن ما لم تحسب حسبانه هو دخوله حلبه التزلج

وهو ينظر لها بعيون ماكره عابثه

❈-❈-❈

كانت تنظر له وهي تستند على الحاجز 

يركض هنا وهنا بكل ثقه ومهاره

إنه ماهر 

بل اكثر بكثير 

كان يتزلج والإبتسامة الكبيرة تزين وجهه

والحقير يلاعب لها حاجبه بكل قله ادب 

يعايرها لانها لا تستطيع 

القت عليه نظره ساخطه 

قبل ان تراه يقترب منها 

ويقف امامها ينظر لها بهدوء

قبل ان يمد يده لها 

تطلعت ليده باستغراب 

لا تدري ماذا يريد

وقبل ان تسئله 

اجابها قائلا وما زالت يده ممتده: تسمحيلي اعلمك

رمشت بعيناها عده مرات وهي تتطلع له تاره و يده تاره اخري 

وقد تخضبت وجنتاها بخجل فطري 

إلا انه أعاد طلبه قائلا بلطف اكبر لم يعلم مصدرة: متخفيش 

واكمل تسمحيلي 

ترددت قليلا 

لكن ودون اراده منها

وجدت يدها تلامس راحه يده

ليلتقطها برقه جاذبا اياها للساحه

لوهله شعرت بالتوتر وهي تري نفسها تبتعد عن الحاجز 

إلا ان يده ونظرات عينه الواثقه

مدتها بالقوه

مدتها بالثقه به 

ورغم رفضها له

رغم كل ما حدث 

لكن والغريب

ان كل منهما تناسى وضعه حاليا 

مستمتعين بتلك اللحظات 

وليتركا الغد للغد

❈-❈-❈

بعد نص ساعه 

كانت تسير خلفه برقه يده تعانق يدها

وفجأه شعر بها تسحب يدها

ليلتفت ينظر لها متسائلاً 

ليجدها تحاول الوقوف وحدها

سمح لها وهو يدور حولها بمشاكسه

وما إن حاولت التحرك مثله

حتى كادت أن تقع ارضا

ليلتقط خصرها بين يديه

ضاحكا بقوه عليها

مساعداً اياها  لتقف قبل أن تقول بهدوء وهي تتطلع له وقد عاد  ليمسك كفها :كفايه كده

لازم اروح 

اطاعها صامتا 

معيدا إياها خارج الحلبه 

خلعت الحذاء والخوذه وهو كذلك

وقبل أن تتحرك مغادرة قالت هامسه: محدش يعرف اني هنا

اتمني الموضوع يفضل سر بينا

ارتفع حاجبه بتسليه وهو يقول بإبتسامة كبيرة : سرك في بير 

طالعته بتوجس 

قبل ان تتحرك مودعه اياها بخفوت

وظل هو ينظر في أثرها بإبتسامة شاردة 

❈-❈-❈

كانت تقود سيارتها بشرود  متسائله 

ماذا حدث اليوم 

كيف سمحت لنفسها بإظهار ذاك الجانب

من جهه تريدة الخروج من حياتها

ومن جهه

نعم  تريدة

لا

بل تريد تلك الرفقه

تلك الإبتسامه 

اليد القوه 

وربما العينين المشاغبتين 

تنهدت بتوتر

وهي تسأل نفسها نفس السؤال

الى اين يا فريدة 

الى اين 

تنهدت مرةاخري وهي تفكر 

هل من الممكن أن يخبر تميم احد بما حدث اليوم 

أمن الممكن أن يفلت لسانه

ويفضح امرها

تمتمت بخوف: يا خوفي يا بدران تطلع فتان

ربنا يستر 

لحسن صفيه هانم تعلقني على باب زويله

قالتها ضاحكه بخفوت متذكره احداث اليوم 

والمحير 

انها كانت سعيده

سعيده بحق 

سعاده لم تذق طعمها يوما ما

❈-❈-❈

بالمركز التجاري

كان يجلس مع احمد 

لا يستمع الى ثرثرته 

كان معها هي 

مع صاحبه العيون البنيه الامعه

كان مع تلك الضحكه الطفوليه

كان مع الجزء الآخر من الساحره الشريرة

وكانها ليست تلك الفريدة الاخري

كانت مختلفه

لامعه كالنجوم

ابتسم بشرود وهو يتذكر صوت ضحكتها الجهوريه

كارثه متحركه

لكن لطيفه 

وربما اكثر من لطيفه

❈-❈-❈

تسللت للمنزل للمرة الثانيه

خالعه حذائها ممسكه به تحت ذراعها

تراقب الطريق 

يمين 

يسار

وتركض 

عشر ثواني وكانت بغرفتها تستند على الباب تتنفس بعنف

قبل أن تتنفجر ضاحكه 

مكممه فمها لكي لا تصدر صوت

القت بنفسها على فراشها

تتلمس يدها بشرود 

متذكره نظرته

وضحكته

وكانت الأخيرة قبل ان تسقط في ثبات عميق 

❈-❈-❈

صباح يوم جديد


في منزل تميم

استيقظ شاعرا بنشاط شديد 

رغم عدد ساعات نومه القليله

إلا أنه كان مستعد لليوم

مستعد للقاء الساحره  الشريرة

فريدة اللئيمه

انفرجت شفتاه في ابتسامه خبيثه

سيلاعبها

سيجعلها ترفضه اليوم بكل تاكيد

سيجعلها تصرخ برفضها

وتحرك يصفر ويدندن بأحد الالحان

تحت نظرات والده المتعجبه 

من تبدل حاله

مدحت بهدوء: صباح الخير

تميم بإبتسامه كبيرة: صباح الورد والفل

ارتفع حاجبا والده وهو يقول: ما شاء الله تبارك الله 

واضح صاحي فايق ورايق 

ده احنا نخدك كل يوم لبيت فريدة بقي

انقلبت ملامحه وهو يقول بضيق : بلا فريدة بلا بطيخ

افتكرلنا حاجه عدله بدل ام اربعه واربعين دي

مدحت بصرامه: ولد

اياك تتكلم عنها كده تاني

دي خلاص بنتي

مراتك يبقي بنتي 

اتسعت عينا تميم وهو يقول بخفوت: مراتي

مدحت بتأكيد : ايوه بإعتبار ما سيكون

يلا جهز نفسك عشان تخلص اللي وراك 

وتروح تجبها تشوف البيت

واكمل بلا مباله:اه صح جهز فطارك لنفسك عشان مفيش حد يعملك

وتركه

اما تميم فضرب قبضة يده بقوه وهو يقول:

مراتي 

الموضوع ده أخد أكبر من حجمه

ماشي 

ماشي يا بنت سلطح بابا انتي

اما خليتك تجري زي الفار 

مبقاش انا 

❈-❈-❈

في منتصف النهار 

صفت سيارتها أمام المنزل بعد يوم طويل للغايه في الجامعه 

لكن وقبل بدء المحاضرة الأخيره

هاتفتها امها تطلب منها العوده وفورا

و رغم اهميه المحاضرة لكن إصرار امها جعلها تعود للمنزل صاغره مجبرة

وها هي تقف أمامه منتظرة سماع سبب عودتها بهذا الشكل


دلفت للمنزل لتجد امها تقف مع احد العاملات تأمرها ببعض الأشياء

وما إن لمحتها حتى صرفت العامله

تشير لها ان تتبعها

تنهدت فريدة بتعب وهي تجر ساقيها بغيظ

تريد الهروب لسريرها حبيبها

فهي لم تنم كثير واستقيظت مبكرا للجامعه

وتشعر بالارهاق الشديد 

دلفت لغرفتها خلف امها

لتجدها تخرج لها سترة قصيرة سوداء اللون و تنورة من الجلد طويله الى حد ما باللون الاسود وحذاء عالي ايضا باللون الاسود

فكرت بإستغراب لماذا الاسود

لماذا تلك الملابس من الاساس

ولم تدم تساؤلاتها كثيراً 

واتاها الجواب من امها وهي تقول بسعاده:

البسي الطقم ده 

اسود وهتباني ارفع وارقى

تميم جاي في الطريق

هيخدك تشوفو الفيلا اللي هتعيشوا فيها

انا اتفقت مع مدحت انكم هتعيشوا معاه

هناك احسن ليكي

هتكوني الكل في الكل

ف تميم على وصول البسي عشان تروحي تشوفي المكان اللي هتعيشي فيه بعد الجواز

هزت فريدة رأسها برفض وهي  تقول محاوله تأجيل الأمر قدر المستطاع: بس

بس لسه بدري

وثم  انا مش عايزه اعيش مع حد

عايزه اعيش في مكان انا اختارته

يعني بيت لوحدي 

ابنيه من الصفر 

صفيه بهدوء: مش مهم انتي عايزه إيه 

المهم انا بقول إيه 

الي انا قلته هيتنفذ انا وباباكي شايفين ده الانسب ليكي 

وطالما احنا شايفين كده يبقي ده الصح

مفيش وقت لبيت جديد

إحنا عايزين نعمل الفرح في اقرب وقت ممكن

تميم هو الابن الوحيد اللي عايش هنا

لو عيشتي معاهم وجبتي طفل ليهم تقدري تخليه يكتبلك جزء من الشركه 

وكل ما تقربي اكثر هتاخدي اكتر

واكملت بلا مبالاة:علي العموم الكلام ده سابق لأوانه 

لسه في وقت

يلا خلصي الي قلتلك عليه

وخرجت من الغرفه

وخلفها فريدة 

تقف مرتعبه الوجه

❈-❈-❈

نصف ساعه وكانت تقف تنظر لنفسها

كانت ترتدي الأسود حداداً علي روحها المسكينه 

دميه مطرزة ترتدي ما يشائوا 

لا إرادة لها 

لا قوه

لا حياه

امسكت احمر الشفاه وهي تلون شفتاها بلون صارخ لم تعتد استخدامه ابدا

لكنها تتمرد ولو بأبسط الامور

تتمرد 

نظرت لسترتها السوداء بكره شديد

قبل ان تتحرك نحو خزانتها تقلب محتواها بصبر شديد 

حتي اتت بالمقعد الصغير تقف عليه 

تقلب في الخزائن العلويه

واخيرا 

وجدت ضالتها

ابتسمت بسعاده وخبث

وهي تخرج السترة الحمراء 

كانت هديه لم تقبل امها ان ترتديها يوما

امسكتها تقلب بها بشرود 

قبل ان تقول بخفوت: كان معاها هاف بوط

وتحركت نحو خزانه الاحذيه الخاصه بها 

بحثت حتى وجدته

نظرت للحذاء الأحمر 

كان مسطح بلا كعب كما تفضل 

يغطي  جزء صغير من ساقها

ابتسمت وهي تخلع حذائها العالي

وسترتها 

مقررة 

اظهار تمردها

مهما كلفها الامر

❈-❈-❈

جلس تميم يستمع الى ثرثره تلك السيده المسماه حماته

كانت تثرثر وتثرثر 

هز راسه بلباقه وهو يرفع رأسه تجاه الباب

لتتوقف هناك

عند تلك الشعله الناريه الواقفه

بخصلاتها الناعمه واحمر الشفاه الصارخ

وملابسها ال...

الجميله 

شهقه خافته صدرت من امها افاقته من تطلعه

رفعت فريدة رأسها بكبرياء وقوه متحيده

تعلم أن القادم لن يكن سهلاً ابدا

لكن ما تريدة يستحق هذا

جزت صفيه على أسنانها بغضب 

هل توبخها امامه وتدهس كرامتها

ام تصمت ل حين عودتها

حسنا ستصمت وتضع حذاء بفمها

لكن عندما تعود ستري تلك الوقحه

تكلمت من بين اسنانها محاوله الهدوء:تقدر تخدها يا تميم 

واكملت بحزم: متتأخروش

اومئ لها تميم يشير لفريدة بالتقدم

وسار وهي خلفه

لكن قبل ان تخرج

منعتها يد امها 

وهي تمسكها من زراعها تضغط عليه بشده 

حتي شعرت به قد ينكسر وهي تهمس بفحيح : حسابك لما ترجعي

هكسرلك ايدك ورجلك لو احتجت يا فريدة

غوري

ودفعتها

التفتت لها فريدة تنظر لها ببرود

وخرجت بسرعه تلحق تميم

وهي واثقه 

أنه لم يكن مجرد تهديد

❈-❈-❈

استقلت معه سيارته وهي تنظر للنافذه بشرود تام

كان الليل قد اسدل ستائره

والهوا البارد يلفح وجهها

ورغم برودة الجو

كانت تشعر بداخلها بالغليان

تشعر بانها تسير علي صفيح ساخن

لا ترى سواء الفراغ 

لا طريق

لا امل

لا يوجد اي شي 

سوا الخوف من القادم

تشعر انها تتلاعب بالنار ولن يحترق سواها

تنهيده طويله وصلت الجالس جوارها 

ليلتفت يتطلع لها 

يدقق بملامح وجهها

كانت شاردة 

حزينه

عينها تلمع تهدد بهبوط دمعه خائنه

التفت ينظر امامه 

وهو يفكر

الايام تتتسرب من بين يديه

يخاف ان يستيقظ يوما 

ليجد نفسه بحله زفافه

ظالم ومظلوم

❈-❈-❈

بعد ساعه 

وصل اخيرا لمنزله

كان الطريق صامت بينهم

لم يبادر بالحديث

ولم تبادر هي

ففضلا الصمت 

وكان القرار الانسب

نظر لها ليراها ما زالت شاردة 

ناداها باسمها 

لتنتفض تنظر له وحولها

تحاول استيعاب اين هي

تميم بهدوء: وصلنا 

اتفضلي يلا 

اومئت له وهبطت تتبعه


الى أن وقف أمام الباب يدق الجرس 

لكن لا اجابه 

تمتم متذكرا وهو يخرج مفاتيحه : ايوه صح بابا قالي ان عم محمد اجازه 

ردت عليه بإستغراب: يعني محدش في البيت

توقف عن فتح الباب

والتفت إليها يقول بخبث وعبث وهو يقترب منها: ايه خايفه

لم تتحرك إنش واحد

بل ردت بقوه وبرود: لو على الخوف

ف خاف على نفسك من باب اولي

ارجع رأسه للخلف ينظر لها بإبتسامة خبيثه

قبل أن يقول: علي العموم متخافيش يا اميرة

بابا جوه بس معرفش مبيردش ليه

لم ترد حتي

بل دلفت للمنزل بكبرياء بعد ان فتح الباب

وهو خلفها يتوعدها بشر 

فتلك الساحرة الشريرة بقصره هو 

❈-❈-❈

جلست على اقرب اريكه تنظر حولها بفضول

كان منزل راقي

لكن دافي

عكس منزلهم المتسم بالبروده

كان هذا يشع دفئ وراحه

من اثاث جدران لوحات 

كل شي كان راقي ودافئ

ابتسم بهدوء وهو يلاحظ نظراتها وقال بغرور: عجبتك 

اجابته بصدق: جميل

واكملت براحه: ودافي اوي

لمساته هاديه اوي وراقيه

اختفت ابتسامه الغرور وحلت محلها اخري حزينه وهو يقول بخفوت: كله من ذوق ماما الله يرحمها

كانت تقول بيتي هو جنتي

لازم تكون كل حاجه على ذوقي

ومن وقت ما توفت وبابا رفض يغير مكان اي حاجه 

وقرر يحافظ على اثرها في البيت

بابا كان بيحبها اوي 

يمكن الحب مجرد كلمه  على اللي كنا بنشوفه بينهم

زرعوا حب وحصدو حب 

ورغم اني واخواتي مش عايشن في نفس البلد

الا ان ده مقللش من مكانتنا عند بعض

وفضلنا زي ما احنا 

وهنفضل مهما عدي سنين

اجابته بشرود وعيون لامعه: مامتك 

مامتك كانت بتحبك

سؤال قد يبدو احمق 

لكنه مؤلم

ورغم تعجبه

تسأل بداخله 

هل يوجد من لا يحب قطعه منه

وجد نفسه يجلس امامها يجيبها بصدق تام: عشقتنا

ممكن تبان كلمه غريبه

بس امي كانت بتعشقنا

كانت بتحبنا لدرجه غريبه 

حب خوف قلق

كل المشاعر الحلوه اللي ممكن تتخيلها

انسانه كانت عايشه عشان تشوفنا مبسوطين 

عارفه لما تحس إن في حد عايش سعيد لانه شايفك سعيد

امي كانت كده

امي كانت الام الاعظم في الدنيا

ولما ماتت

واختنق صوته مكملاً: ماتت جوانا حاجه كبيرة اوي

ماتت فرحتنا 

يمكن عيشنا وكملنا 

بس السعاده الحقيقيه 

الضحكه من القلب

كان ليها ومعاها بس

هي ببساطه كانت كل حاجه حلوه ليا 

كانت تستمع له بملامح خاويه

شاحبه

متألمه

تبتلع كلامه كانه زجاج حاد يمزق داخلها شر تمزيق 


لكن هي 

هي لم تحصل على هذا

هي لم تعلم معني حب الام ابدا

هي لم تُضم يوما 

هي لم تفرح هذا الفرح 

اين امها من كل هذا

اين هي من تلك السعاده

لماذا حرمتها 

لماذا 

ما الاهم منها 

لطالما حاولت التقرب منها 

لكن الرفض هو الرد دايما 

لطالما شعرت ذلك الشعور المؤلم

شعور انها..

انها يتيمه

اغمضت عيناها 

لتسقط دمعاتها المتألمه

لتسارع بمسحها قبل أن يراها تميم

لكن قد فات الاوان

تميم بخفوت: الله يرحمها 

رددت وراه هي الاخرى

ناظره الى لا شئ محاوله الحفاظ على ماء وجهها

وقف ينظر اليها  قليلا 

حتي قاطعته مغيره مجري الحديث: اومال فين عمو

نظر حوله متذكر نعم كان يود البحث عن والده 

اشار لها برأسه لفوق وهو يقول: هروح اشوفه يمكن بيرتاح في اوضته

وقبل أن يتحرك استمع الى رنين هاتفه 

ليخرجه مجيبا بإستغراب: انت برة يا بابا

أجابه مدحت بتأكيد: ايوة 

شوكت كان محتاجني فروحتله البيت عشان موضوع كده 

لسه واصل حالاً

هخلص واجي

انتو وصلتوا الفيلا مدام صفيه قالتلي انك بقالكم ساعه ماشين

تميم بتأكيد: اه لسه واصلين

هخليها تتفرج على الفيلا

وبعدين اوصلها تاني

واغلق مع والده

وهو يقف يضع يده في خصره ينظر لها بخبث وهو يقول: طلعنا وحدنا

خافي بقي دلوقتي 

فريدة بهدوء: مش قلتلك خاف على نفسك

واكملت بصوت خافت: خيبه على حظي الهباب

وقبل أن تكمل انتفضت على صوت الرعد يضرب بقوه

شهقت بخوف

تبعه انتفاضه اخرى  مع صوت هطول امطار غزيرة 

رمشت بعيناها تحاول الاستيعاب

قبل ان تلتفت تنظر له

ليبادلها النظر وهو يقول بغيظ: منورة  يا اميرة

ولم يكد يكمل جملته

حتي عم الظلام المكان

وقد زاد الطين ابتلال

و انقطعت الكهرباء 

اغمض عينيه بقوه وهو يردد بغيظ اكبر: هلا هلا  منورة يا بركه 

منورة يا ست البنات 

اما هي ففكرت يائسه مولوله تردد:هو يوم باين من اوله

❈-❈-❈

جلست على الاريكه الكبيرة امام النافذه تشاهد هطول المطر الغزير 

الشوارع غارقه تمام

وهناك يقف تميم يحادث والده محاولا ايجاد حل ليعيدها للمنزل 

لكن وكيف

والطرق اغلقت من شده المطر

اباه واهلها بمنزلها عالقين به

وهي وهو عالقين هو

اي خيبه وقعت بها هي

تبا تبا 

امسكت بهاتفها تنظر له وهو يرن

قبل أن ترفعه على اذنها ترد بهدوء: ايوة يا ماما

صفيه بحزم: معاكي كام ساعه 

استغلي وجودكم لوحدكم على قد ما تقدري 

لازم تخرجي من البيت ده 

مخلياه ملهوف يسرع الجواز 

تميم لازم يكون خاتم في صباعنا

معاكي الليل كله

المطر غرق الشوارع

يعني مش هتقدروا ترجعوا 

ولا هنقدر نوصلكم

عشان كده استغلي ده علي قد ما تقدري 

صمتت تستمتع لها بعيون متسعه

لا تعلم انها تضع خلفه الوساده سكين أحضرته من المطبخ بعد أن اخبرته انها ظمئانه

لكي تقطع يده إن حاول الاقتراب منها

ماذا تقول امها

الى اي حال انحدرت

ابتلعت غصه متألمه

سلعه 

هي مجرد سلعه

لذالك ردت بحمود منهيه ذاك الحديث القذر: موبيلي هيفصل يا ماما

سلام

واغلقت 

فكرت بصدق وهي تردد لنفسها 

مهما حدث لن تفعل اي شي يغضب ربها

هي لم تكن يوما تلك المتدنيه

لكنها تحاول

تتعثر وتقف 

وتثق أن الله لن يخذلها

وإن جلست معه لسنوات عديده 

ستكون كما كانت دايما 

نقيه

والتفتت تنظر للمطر بعيون تلمع بدموع متألمه

مفكره إن أرادت إنهاء تلك الزيجه واحد بالمائه

فالان تصر مليون بالمائه

وتنهدت تستند على ذراع الاريكه

تشعر بالخواء

❈-❈-❈

رفعت راسها تنظر إليه بعد ان أنهي مكالمته مع والده

كان غاضب متافف 

حتي أنه قال بفظاظه وقله ذوق: مضطرين نفضل مع بعض لحد ما المطر يقف ونقدر نحرك العربيه اللي غرقت دي

ناظرته بقرف وهي تفكر : لو عليا 

القعاد مع فار نتن  اهون من قعادي معاك

ادارت راسها عنه تنظر من النافذه بتعب 

غير قادرة على الرد عليه

غدا ترد او تضربه ايهما اقرب

نظر لها خصلات شعرها الناعمه تحجب ملامحها المتجهمه

التفت يدلف للمطبخ يقلب به

بمساعده اضاءة هاتفه 

وبعد عشر دقائق

كان يخرج لها 

حاملاً الكثير من الأشياء 

عصائر مقرمشات وبعض السندويشات والمعجنات 

وضعها بجانبها 

لتنظر لها وتعيد نظرها للنافذه

رق قلبه لمظهرها

قبل ان يمسك هاتفه 

يقوم بتشغيل احد الاغاني المقربه لقلبه

وبمجرد أن استمتعت الى صوت الموسيقي 

حتي التفتت تنظر اليه

لتلتقط عيناه عيناها 

وهما يستمعا معا

تخضبت وجنتاها 

تلتفت تنظر للسماء 

وهي تردد مع الاغنيه دون ان تشعر


      شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك

      شايف السما شو بعيدة بعد السما بحبك

      كبر البحر وبعد السما بحبك يا حبيبي

                     يا حبيبي بحبك


   نطرتك أنا ندهتك أنا رسمتك على المشاوير

   يا هم العمر يا دمع الزهر يا مواسم العصافير

         ما أوسع الغابة وسع الغابة قلبي

          يا مصور ع بالي ومصور بقلبي


       شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك

      شايف السما شو بعيدة بعد السما بحبك


                    يا حبيبي بحبك


نطرتك سنة ويا طول السنة واسأل شجر الجوز

شوفك بالصحو جاي من الصحو وضايع بورق.          اللوز

        ما أصغر الدمعة أنا دمعة بدربك

         بدي أندر شمعة وتخليني حبك


      شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك

    شايف السما شو بعيدة بعد السما بحبك

     كبر البحر وبعد السما بحبك يا حبيبي

                   يا حبيبي بحبك


كان يستمع لصوتها العذب 

ينظر لها  وتنظر هي للسماء

❈-❈-❈

في فيلا شوكت

كانت صفيه تقف تنظر من النافذه

وهي تقول بهدوء لزوجها المسطح علي فراشه: كويس انك اصريت على مدحت يبات هنا

ده الصح

خلينا نخلص بقي

شوكت بلا مباله: انا سمعت كلامك لاني واثق انك هتعملي الصح

اياكي تغلطي يا صفيه

جوازهم خطوه مهمه لازم تحصل

وفي اقرب وقت

قالها بتأكيد

وهي تفكر مثله

في كيفيه إسراع الامر 

بأسرع ما يمكن 

❈-❈-❈

مرت ثلاث ساعات 

وما زال يتطلع عليها

لقد غفت مستنده على ذراع الاريكه 

خصلاتها تغطي وجهها الأحمر من اثر النوم

حتي صوت شخيرها الناعم 

كان خافت يحتاج للكثير من التركيز لملاحظته

وكيف لا يلاحظ 

وهو يلا يفعل سوا مراقبتها

صوت الرعد  القوي

جعلها تنتفض من نومها تنظر حولها بقلق وعدم استيعاب 

حتي تلاقت بعينه الهادئه

هرشت في رأسها تفرك وجهها محاوله التذكر

حتي نظرت له بقنوط وعادت تضم ساقها لصدرها  تنظر من النافذه بشرود 

ليتكلم بهدوء مقدما لها احد السندويشات: كلي انتي مكلتيش

كادت ترفض بكبرياء لكنها كانت جائعه 

لذالك اخدته بهدوء 

تبعه علبه من العصير لتجلس بشكل مريح تاكل بصمت

يراقبها هو الاخري بصمت

ومشاعر غريبه

غريبه للغايه

❈-❈-❈

مرت ساعات الليل ببطئ شديد

كأنه يرفض الانتهاء

في منزل تميم

كانت فريدة نائمة على نفس الاريكه متدثره بغطاء ثقيل تضمه بقوه لصدرها 


امامها تميم على الاريكه المقابله متكور بضيق لصغر حجمها نائم هو الآخر متدثر بغطاء اخر


افاقت فريدة اولا تتمطئ كلاطفال الصغار 

لا تعي اين هي

نظرت امامها لتجد ذالك الكائن  الضخم متكور علي الاريكه 

قبل ان ترفع راسها تنظر للنافذة

لتجد المطر توقف أخيراً 

ابتسمت بهدوء

وهي تعتدل تتحرك تفتح باب المنزل بهدوء

ليلفحها الهواء البارد 

اغمضت عيناها تضم سترتها بقوه

تستنشق رائحه الهوا

رائحه الارض بعد المطر

كانت خلابه

عاشقه هي للمطر عاشقه لطبيعته الخلابه

ابتسمت بسعاده وهي مغمضه العينين


ولم تشاهد الواقف خلفها يطالعها بهدوء

كانت ك لوحه فنيه دافئه

كانت تشبه ...

كانت تشبه امه رحمها الله

لا يعلم كيف تشبهها 

لكن في تلك اللحظه 

وهي عفويه 

مشعثه 

كانت جميله 

جميله للغايه

❈-❈-❈

التفت يبعد عينيه عنها لتقابله الاريكه التي باتت ليلتها عليها

وانفرجت شفتاه في ابتسامه خبيثه 

متذكرا ما حدث ليلا 

تحديدا من ساعات قليله للغايه


Flash  Back 


كان يطالعها في غفوتها الناعمه 

قبل ان يلاحظ ارتعاشها

ليقف يذهب لغرفته محضراً غطائين للنوم

اقترب منها يضعه عليها دون لمسها

هو لديه اخوته البنات

لكن ما لاحظه تلك الوساده خلفها تمنعها من النوم براحه 

مد يده يزيحها بهدوء وحذر

لكن توقفت يده وهو يشاهد ما تحتها 

كانت سكين

كانت تضع سكين

نظر لها بعيون متسعه 

وفم يهدد بالضحك 

قبل ان يسحبها بيأس  يبعدها لكي لا تتأذي

مفكراً  أن القطه كانت تريد تقطيعه


Back 


افاق من شروده على دخولها تنظر له بهدوء 

ليقول لها: هنستني كام ساعه 

الشمس تنشف الطرق وبعدين نخرج

انا هروح اخد شاور واغير هدومي

تقدري تحضريلنا الفطار لوقتها

وتركها

ظلت هي تنظر في اثره بغيظ

وهي تقول: فكرني خدامه 

لكنها عادت وقالت بقنوط: خليكي انتي الاحسن

وكمان انا جعانه 

واكملت بفضول وهي تتجه للمطبخ: خلينا اشوفك في النور بقي

❈-❈-❈

بعد مده 

هبط الدرج يبحث عنها 

ليجدها تجلس علي المائده 

طالع المائده وما بها

صنعت سندوتشات ووضعت بعض المخبوزات وشاي بحليب

نظر للكوب لترد بإرتباك: معرفش بتحبه ولا لا

بس قلت مين اللي مبيحبوش

تميم بإبتسامة : بعشقه

ابتسمت له هي الاخري 

ليجلس ويبدأ تناوله وتبدأ هي الأخري 

وكان الجو دافئ 

دافئ ولذيذ

❈-❈-❈

قبل أن يغادرا المنزل 

سألته بفضول اقرب للوقاحه

عن ذلك الباب في نهايه الفيلا

فقد دلف بداخله لنصف ساعه وخرج لتقول دون أن تجد القدرة لمنع نفسها : هو الباب ده بيودي على فين 

ظل ينظر لها قليلا 

قبل ان يجد نفسه يخبرها بهدوء: تحبي تشوفي

نظرت له بهدوء

ليشير لها لتتبعه

تبعته جهه الباب

فتح الباب

لتجد نفسه بحديقه صغيره تحتوي على ارجوحه

والكثير من الزهور

لمعت عيناها وهي تخطو بقدمها لتلك البقعه المشعه بالطاقه


اقتربت من الارجوحه

وكادت ان تجلس عليها

الا أن صوته منعها وهو يقول: المرجيحة دي لامي الله يرحمها 

المكان ده مكانها الخاص 

ركنها الدافي

محدش غريب بيدخل هنا

غمغمت بحرج: اسفه جدا لتطفلي

اجابها بهدوء : ولا يهمك 

يلا نخرج

اومئت له بهدوء 

وشيعت المكان بإبتسامه حزينه

راغبه بالبقاء اكثر

ربما مدي الحياه

❈-❈-❈

طريق طويل 

صمت وشرود تام

وصلا اخيرا لمنزلها

لقد كان يوم كارثياً بكل المقاييس 

هبطت من السياره وهو خلفها

وقبل أن تدلف للمنزل 

ناداها صوت انوثي مائع تمقته

تصلبت ملامحها 

وهي تلتفت تنظر لتلك المائعه

جودي

جارتها للاسف

تكبرها ب ست اعوام ومن يراها لا يصدق ابدأ 

اشارت لها من شرفتها وهي تتطلع لتميم قائله متلاعبه بخصلاتها الصفراء المصبوغه : وحشتيني يا ديدا

تعالي شويه

فريدة لنفسها بغيظ وهي تتطلع لصدرها البارز للغايه من ملابسها  : وحشتك

كلك وحش يا شيخه

انا عارفه الاشكال الضاله دي

لذلك اجابتها بهدوء: معلش مره ثانيه

لكن الاخري اصرت بشده وهي تأكل تميم بعينها : عشان خاطري

عشان خاطري

تعالي انتي و 

صحيح مين ده

فريدة بهدوء: قريبي

جودي بسعاده: تعالي عشان خاطري

ادخلي الجنينه وانا نازله بسرعه 

واختفت 

فريدة بغيظ: شقط عيني عينك

يا خيبتك يا فريدة 

نظرت لتميم بهدوء وهي تقول: تقدر تدخل وانا هحصلك

لكنه ابتسم بعبث وهو يقول: حابب اتعرف 

علي جودي

ودلف للحديقه

وتركها متسعه العينين

تسبه هو وجودي المائعه 

❈-❈-❈

دلفت خلفه تنظر له باحتقار

رجل 

بالنهايه هو رجل

تشده تلك..... 

تلك الأشياء 

لا ينظرون للمضمون

فقط تلك الأشياء 

التفتت ينظر لها بعد أن وصلا لنصف الحديقه

وهو يقول: صحبتك حلوه اوي

ناظرته بقرف 

والتفتت تنظر للجهه الأخري 

وبعد هذا حدث كل شي دفعه واحده

توفي كلب جودي المائعه 

خرج يركض نحوها لتبتسم بسعاده تفتح ذراعها  لها 

لكنه لم يكن يركض نحوها

بل نحو تميم

الذي ما ان رآه حتي اتسعت عيناه

وترك ساقاه للريح 

يركض وتوفي خلفه

يركض ويركض توفي خلفه

وتميم يصرخ 

وهي تقف متسعه الفم

تري تميم صاحب العضلات قوي البنيه 

كجدار صلب

يركض خوفا من كلب 

يكاد يصل الى ركبتيه

فلم تجد نفسها

سوا وهي تسقط على ركبتها تضحك بقوه وصوت جهوري غير مصدقة 

وتميم يركض صارخا

يلعنها بكل اللعنات

وضحكتها تعلو وتعلو 

❈-❈-❈

بعد مده لا تعلمها

كانت تجلس على الارجوحه  بحديقه منزلها

بوجه احمر وخصلات مشعسه

تضحك وتضحك لا تقدر علي تمالك نفسها

تميم بغيظ وغضب: بس بس

اجابته وسط ضحكاتها: بتخاف من الكلاب

وانفجرت ضاحكه مره اخري

كاد ان يتركها ويذهب 

لكن يدها منعته

وهي تنظر له بإعتذار

محاوله التحكم في نفسها 

وهي تتذكر كيف انقذته وهي تركض خلفهم

حتي امسكت توفي

وادخلته لغرفته

معتذرة ل جودي

مغادرة معه سريعا

وها هي تجلس معه تحاول أن تتحكم في ذاتها

قبل ان تقول: الحقيقه منظرك ميقولش انك بتخاف اصلا

تميم بقنوط: ليه وحش

انا انسان وطبيعي جدا مكونش بفضل حيوانات معينه 

رفعت حاجبها ليرد بغيظ: بخاف منها 

اوك

وتلك المره 

لم تقدر علي التماسك

وضحكت مره اخري بقوه 

ورغم غضبه

انفجر بغباء ضاحكا معها

❈-❈-❈

دلفا للمنزل بعد أن عادا لهدوئهم

لكن وقفا كل منهم ينظر لما يحدث باستغراب 

حيث هناك يجلس اهلها ووالده 

ورجل ثالث

امامه العديد من المجوهرات الماسيه

وصفيه تردف بهدوء: رغم  أن كان صعب اوي مشير يجي النهارده عشان الطرق

لكن لما طلبت منه يجي عشان ننقي الشبكه

وافق علطول 

اكد مشير قائلا: معنديش اهم منكم يا  مدام  صفيه

بهتت ملامحهم 

وصفيه تكمل: انا اخترت الشبكه 

بس مدحت بيه مصر يسمع راي فريدة 

مع اني قلتله أن رأينا واحد

نظرت فريده له بتيه شديد

قبل ان تقول بتلعثم ووجهه شاحب: عن اذنكم

وخرجت بسرعه 

وهي تردد 

انتهيتي يا فريدة 

انتهيتي 

❈-❈-❈

خرجت للحديقه تشعر بالاختناق 

تشعر بالرعب

لم تجد نفسها وهو ترفع هاتفها تستنجد بصديقتها وهي تردد بهلع: الحقيني يا سارة

ماما جابت الجوهرجي  مصممه نختار الشبكه

اعمل ايه اكثر من الي عملته 

هروب واتهربت

دوا وحطتله وبوظت اليوم 

كل حاجه وحشه عملتها عشان يطفش

لو لبست الشبكه هيكون خلاص يا سارة 

انا هموت

هنتحر لو جوزوني غصب عني

قالتها بشهقه باكيه تكاد تصرخ 

وقبل ان تكمل

قاطعه صوت مصدوم يردد بذهول: ايه

التفتت بسرعه ورعب

وهي تري تميم يقف خلفها

وقد استمع كل شئ 

❈-❈-❈

ابتلعت ريقها وهي تري ملامحه المصدومه

قبل ان ترد باكيه بقهر: ايوة

المسريحه اللي جوه دي انا مجبورة عليها

انا مغصوبه عليك

انا مش عايزه أتجوز 

انا كنت بحاول اطفشك

وانفجرت باكيه تكمل: انا اسفه

انا عارفه انك  ملكش ذنب

بس صدقني ولا انا ليا ذنب 

انا بس مجرد لعبه في البيت ده

بتحرك هنا وهناك من غير رأي ليا

يا ريت كنت اقدر مظلمكش 

بس مش  بأيدي انا

انا ظالمه ومظلومه

قاهره ومقهورة

دست وانا مداس عليا

عملت اللي اتعمل فيا

انا اسفه 

كان ينظر لها يحاول استيعاب ما تقوله

لا يصدق

حتي هي 

فريدة لا تريدة 

هي مُجبرة مثله

كان يريدها  ان ترفض

ولم يعلم انها هي من ترفضه

ما تلك العبه

كيف وصلا لهنا

رفع رأسه لها وهو يرى انهيارها 

قبل أن يقول : انا كمان مجبر 

وكانت الشهقه والتسائل تلك المره منها 

وهي تردد بنهيار: إيه 

❈-❈-❈

كانت تجلس على الارجوحه

لا تشعر بقدمها 

تميم مجبر مثلها

هي وتميم مجبران

هي وتميم

ظلت ترددها لنفسها 

لعلها تستوعب اي مما يحدث

نظر تميم بشفقه هو اولى بها لكنه رد بحزم: احنا الاثنين انجبرنا

احنا الاثنين  كنا بنحاول ننهي المهزله دي

بس محدش فينا نجح

لاننا كنا معتمدين علي رفض بعضنا 

وده اكبر غلطه

اجابته بتعب: انا مبقتش عارفه الصح من الغلط

ازاي يعملوا فينا كده

ازاي

تميم بقوه: الصح

الصح اللي هنعمله دلوقتي 

واكمل بحزم : هنرفض

هنرفض مهما حصل 

هترفضي يا فريدة

تطلعت فيه 

قبل ان ترد بتأكيد هي الاخرى: هرفض يا تميم

❈-❈-❈

دلفا حيث يجلس الجميع 

يقفا كتف بكتف ينظروا لهم بقوه

قبل أن يبادر تميم قائلا: اتفضل يا مشير 

تقدر تمشي

صفيه بإستغراب: ليه 

انا خلاص 

قاطعها بقوه: انا قلت يمشي

اسرع مشير بلملمت اشيائه مغادراً

ليقف مدحت  قائلا بذهول: في اي يا تميم

مشيت مشير ليه

تميم بهدوء : اظن كل واحد فينا محتاج يتكلم  معاكم على انفراد

يلا بينا يا بابا

بينا كلام كتير اوي

واحاط كتفه وهو يخرج من المكان

تحت نظرات الذهول 

ووقفت فريدة تنظر لهم بقوه

بقوه لم تدري انها بداخلها يوما 

❈-❈-❈

وقفت صفيه تصرخ بعصبيه: ما تنطقي

تميم خد ابوه ومشي ليه

عملتي ايه 

انطقي يا فريدة 


لم تجد نفسها سوا وهي تصرخ بألم: بس 

بس كفايه بقى

صفيه بصدمه وغضب وهي تقترب منها : انتي بتصرخي و بتعلي صوتك عليا يا قليله الادب

صرخت بصوت اعلى: هصرخ واصرخ و

وقاطعتها صفعه سقطت على وجهها

صمت خيم على المكان

وهي ترفع يدها تتلمس وجنتها

تطالعها بعيني فاض بهم

فاض وانتهي الأمر 

ويا ليتها لم تصل لهنا

يا ليتها

❈-❈-❈

وقفت تطالع امها بعين غائمه قبل ان تنطق بتعب وقهر  وظلم دام لسنوات وسنوات: هصرخ

لسنين طويله حتى

عايزه تضربيني اضربي

والتفتت لوالدها تقول ببكاء اعنف: عايز تضرب اضرب انت كمان

بس مش هسكت

مش هوقف صريخ

كفايه سكوت

كفايه بجد

سنين 

سنين من عمري راحت ساكته

عمري راح وانا ساكته

سكت عن طفولتي وشبابي اللي بيضع

سكت عن حياتي ودراستي

سكت عن احلامي

سكت وسكت

كأنها لعنه 

كأنكم قررتوا تموتوني حيه

حياه ورديه من برة وسودا بشعه من جوه 

ازاي قدرتوا تعملوا كده

انا بنتكم

انتم ليه بتكرهوني

معقولة مكنش بنتكم

انتم كنتم تقدرو تخلوا حياتي جنه

انتو ربنا اداكم كل حاجه 

ليه بخلتوا عليا بالحنيه والحب

ليه 

واكملت ببكاء وقلب يصرخ:عشت عمر مقهورة

يتيمه

لما كنت بشوف ناس عاديه جدا

وبيوتهم مليانه حب ودفي

ووقتها اكتشفت ان الفلوس ملهاش قيمه قصاد دفي حضن ابويا وامي


صرخت باكيه : جربتوا مره تسألوني 

عايزه ايه يا فريدة 

حلمك ايه

نفسك في ايه

ليه رايكم هو الصح

اللي عايزينه يحصل 

والمصيبه انه بيبقي غلط

انتو حتي مبتعملوش كده لمصلحتي

انتو بتعملو عشان الناس تقول بنتكم عملت

بنتكم درست

طيب وفين بنتكم وسط كل ده

عشت عمري كله في سباق ومقارنه مش عادله ابدا

دايما تقليل غريب من تعبي

تعبي ومجهودي ميساويش حاجه لمجرد ان في حد اتقدم في حياته خطوه انا لسه موصلتهاش

وايه المشكله انا بشر 

انا مجرد بشر 

مش إنسان آلي 

انا عملت كل حاجه عشانكم

عشت عمري بحاول ارضيكم

انا عملت كل اللي اتطلب مني

في سبيل نظره فخر او حب 

او حتي حضن

كنت ماشيه علي السطر 

دراسه وادرسي اللي عايزينه يا فريدة

صحاب وصاحبي اللي نختارهم يا فريدة

لبس وهتلبسي على مزاجنا يا فريدة 

جواز 

وردت بقهر: وهنجوزك اللي نقول هو ده

مش مهم انا

مش مهم انا عايزه ايه

سنين عمري عشت على اختياركم

النفس اللي باخده شايفين انه كتير عليا

شايفين اني فاشله 

وحشه

لازم ارفع واخس 

وماكلش 

لازم احرم نفسي عشان ابقي وزن الريشه

سنين بشوف صحابي بيشتروا اكل عادي وانا باكل خضار ني ومسلوق 

كنتي تقدري تعيشيني حياه صحيه مش مجرد روتين قاتل

انتي كنتي عايزاني شخص انتي نفسك متقدريش تكونيه

عايزه شخص مثالي 

وانا مش مثاليه

ففضلت وحشه في نظرك 

ف طالما وحشه بوحشه

انا من النهارده هلبس اللي احب البسه

هاكل اللي احبه 

وهدرس اللي احبه

وأخيراً هتجوز اللي يختارة قلبي

ليكم عندي بر الوالدين 

بر انتم غافلين ان في زيه للابناء

انا مش هتجوز تميم

ولو اضطريت اكشف زيف البيت الوردي ده

قالتها كاذبه لكن بعض الكذب تستحق المخاطرة


وأخيراً 

تميم كان مجبور عليا

مكنش عايز يتجوزني اصلا


وتركتهم وغادرت 

وتركتهم يعيدوا حسباتهم

تركتهم في صدمه

تركتهم لعلهم يفيقو من غفلتهم

لعلهم يروا ماذا فعلوا بها

❈-❈-❈

دلفت تميم لمنزله يتبعه والده الذي صاح بغضب :

احترمت سكوتك وقلت لينا بيت نتكلم فيه

اكيد عندك مبرر للي حصل 

تميم بهدوء: اقعد لو سمحت الاول

جلس والده بعصبيه وقال: اتزفت

قولي بقي حصل ايه

وقف تميم يده في خصره ينظر له بتعب قبل ان يقول: فريدة كانت مجبورة يا بابا

كانت رافضه 

اهلها غصبوها

وقررو من غير ما يخدو رأيها

انا مش بس كنت هظلم نفسي بجوازه انا مش عايزها

لا وهظلم انسانه مش عايزاني 

واخداني غصب 

انا مش عايز اتجوز يا بابا

على الأقل حاليا

انا لا عايز اكون ظالم ولا مظلوم

خليني اعيش لحد ما الاقي الانسانه اللي اكون ملهوف عشان يجمعني بيها بيت

مش عايز اخليها ترفضني

عايزه لهفه وحب 

مش رفض وغضب

ارجوك بدون ما تغضب عليا ولا تزعل مني

صدقني والله انا كنت مستعد اتجوزها واعيش تعيس عشان  بس اشوفك سعيد

بس دي لعبه الكل فيها خسران

فريدة وانا مننفعش لبعض

اوعدك هفكر في الجواز 

بس سبني اخد الخطوه 

واكمل بهدوء: شايف البيت ده

اتبني بحب وحنان وكل حاجه حلوه 

وفضل لاخر لحظه في عمر ماما الله يرحمها 

مليان سعاده وحنان 

تخيل لو مكنتوش بتحبو بعض

كان الورد دبل والسعاده مجرد وهم

الجواز رابط ابدي 

لو اتبني غلط هينتهي اسرع ما بدأ

والكل هيطلع خسران

انت عمرك ما ظلمتني

ولا جبرتني علي حاجه 

وانا قصاد ده مخذلتكش

جرب المره دي كمان

مش يمكن تكون النتيجه كويسه

عشان خاطري يا بابا

انهي موضوع جوازي بفريدة 

اومئ له مدحت بهدوء 

ليتنهد تميم بتعب

متوجه لغرفته 

واثقاً أنه فعل الاصح

فلا كان ظالما 

ولا مظلوما 

❈-❈-❈

بعد مرور شهر

لم يكن شهر هين ابدا على فريدة 

شهر ملئته التحديات والمشادات والإصرار على خضوعها  مره اخري 

لكن مع إصرارها يوم تبعه اخر

ربما 

ربما بدأوا في التأقلم

فهي رغم تغيرها 

لكنها لم تتعدى حدودها ابدا

بالعكس زادت احترام وتقدير وشغف للتقدم اكثر

هم اهلها شائت ام ابت

لذالك ستكون افضل لنفسها اولاً ثم لهم إن أرادو

أما تميم

ف كان تقبل والده للامر اسهل

ف مدحت لم يكن متعنت ابداً

بالعكس معرفته برفض فريدة اقنعه انه كان يصر على الطريق الخاطيء للأسف 

وترك لتميم زمام الامور 

داعيا من قلبه ان يهديه الله 

ويرزقه بالزوجه الصالحه 

❈-❈-❈

هبطت من سيارتها 

تتطلع لذالك المقهى الأنيق البعيد

قررت النزول بعيداً لتتمشى قليلا

سارت بهدوء وإبتسامه خلابه

اليوم هي سعيده

تطلعت لنفسها

ب بنطالها الجينز وسترتها الورديه اللون

وحذائها  الابيض الرياضي المريح

تلمست اذنها بذلك القرط المبهج باللون الوردي

واخيرا خصلات شعرها

على هيئه زيل حصان ناعم مثلها

دلفت للمقهى تبحث عنه بعيناها

الى أن التقت عيناها بعينيه 

يجلس ينظر لها بإبتسامة 

كان كما هو وسيم وجذاب 

ابتسمت له وهي تراه يقف يحييها بهدوء 

جلست ليبادرها قائلاً: استغربت لما كلمتيني وطلبتي نتقابل

اجابته مؤكدة: الاتصال ده اتأخر شهر كامل

لكن اظن جه في وقته المناسب 

انا حبيت اشكرك يا تميم

شكرا من قلبي 

لولا اصرارك كان زمانا ظالمين نفسنا 

واكملت بأسف: وبعتذر عن كل الي قلته وعملته

انا عملت كده من يأسي 

لكن اكيد ده مش مبرر انا اسفه 

تميم بهدوء وهو يطالعها بإبتسامة: المهم انك قدرتي تصلحي وضعك

اومئت له قائله: اه 

يمكن 

المهم 

بدأت ارجع حياتي ل مسارها الصحيح

المهم اني قدرت اكسر الحاجز ده

وده كله بمساعدتك

الحمد لله 

سألته بهدوء: عمو تقبل قرارك

اومئ لها قائلا: بابا شخص متفهم

ف تقبله كان سهل 

رغم رغبته في جوازي 

وحلمه يشوفني مستقر

الا انه احترم رأي 

وقرر يسيب ليا الخطوه دي

ابتسمت بسعاده 

وقالت: انا سعيده ليك من قلبي 

فعلا مش مجرد كلام 

سعيد ليك وليا

سعيده إن خلاص ربنا جبر بخاطري

اقدر اقول إني سعيده 

شكرا يا تميم

شكرا بجد

قالتها بصدق شديد

❈-❈-❈

خرجا من المقهي

يقفا امام بعضهم البعض

قبل ان يمد تميم يده قائلاً بإبتسامة: فرصه سعيده يا فريدة 

نظرت ليده بإبتسامة ومدتها قائله :فرصه سعيده يا تميم 

فرصه سعيده فعلا

والتفت كل منهما في طريقه

سارت وهي تتطلع حولها بسعاده

لقد تحررت 

تثق أن السعاده ستدق ابوابها

تثق ان الله لطيف بعباده

توقفت فجأه تلتفت خلفها تنظر لظهره بشرود وإبتسامه حزينه

قبل أن تعود تنظر لطريقها

مرددة بخفوت


ربما للسعاده عدة طرق

وربما ايضاً لكل منا طريقه الخاص

هذا طريقي

إخترته

وتقبلته بنفس راضيه 

وها أنا اليوم

أنظر أمامي منتظرة نصيبي من السعادة

فأنا أستحق


ولم ترى التفاته هو الاخر لينظر إليها 

نظرة وإبتسامه سعيده 

سار كل منهم في طريقه 

ساروا لطرقهم الخاصه 

متابعاً كلاً منهما حياته

غافلين أنه 

ربما

ربما

قد يجمعهم يوما ما طريق واحد 

ربما من يدري


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عفاف شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة