-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 13 - 2 - الأحد 8/12/2024

 

  قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل الثالث عشر

2

تم النشر الأحد

8/12/2024


لو كنتِ حظِّيَ لم أطلب بهِ بدلًا،أو نلتُ منكِ الرضا لم يبقَ مأمول..،

مرّت الأيام ، وترجلت خطوات الغائب أخيراً ب أرض وطنه "عمّار" وفى إستقباله وليد بالطبع 

وهمّام وزوج شقيقه وليد الكُبرى .

قابلهم عمار بحفاوة ، نقص وزنه قليلاً وضعف جسده مع شخوب بشرته من قلة النوم والاكل 

زائد تغيير لون بشرته للسُمرة بسبب الجو المشمس بالبلدة التى كان بها.

بعد الترحاب الشديد وذهابه إلى المنزل وفرحة والدته ووالده والجدة دهب والاهل أجمع بقدومه ، استراح قليلاً ومن ثم قام بتوزيع الهدايا فلم ينسَ أحداً .

والدته ووالده وعمه وزوجته وبالطبع وليد وشقيقاته واولادهم وازواجهم وهمّام ،حتى حفصه لم ينساها والعم درويش .

اما عن معشوقته حبيبه ، ف كان لها اثمن هدية !

_10كيلو دهب ! 

قالها وليد متعجباً ف أردف عمار يريح ظهره إلى المقعد قائلاً

_أنا حوّلت لك المبلغ كامل على حسابك وضربته بالآلة الحاسبة بسعر الدهب دلوك لاجيته هيچيب 10كيلو 

دهب 


كان يحكّ وليد بأسفل ذقنه ويفكر قائلاً

_تفتكر ودول يعچبوا عمك درويش ، دا طماع ودم داخل عليه صابغه صبغ ومش هيرضى 


إبتسم عمّار بثقه وأردف بهدوئه المعهود ورصانة عقله 

_على حسب ما حكيتهولى وانا مسافر ،ان محدش عاچبه الشرط 

حتى الناس الل من برة البلد ، ف لمّا اجدم العشرة كيلو هيوافج صدقنى يا وليد

أنا طول صلاتى مبدعيش غير بحاچه واحدة ،ربنا يچمعنى بيها! 

❈-❈-❈

مضى إسبوعاً ، تحضّر عمّار وقام بالالحاح على والده وعمّه أن يذهبوا معه ليتقدموا لخبطه حبيبة للمرة الثانية 

فهم من المرة السابقه حتى وإن مضى عليها الوقت على موقفهم منه ومنزعجين ولكن لأجل إبنهم وامنيته 

ذهبوا معه وهذه المرة كان مصطحب وليد ! 


وضع عمّار العشر كيلو ذهباً خالصاً أمام درويش ،فنظر إليهم درويش مالياً وأردف

_عشرة كيلو! ودول وزن بتى ليه جالولك فرخه! 


نظر الجالسون إلى بعضهم البعض ، ف أردف الحچ عبداللاه 

_إسمع يا درويش ، الواد سافر واتغرب وحرم روحه من الوكل والشرب وبعد عن امه وابوه ووظيفته 

وچاب لك المهر دا، مهر مفيش بت خدته فالنجع لا دلوك ولا من ميت سنه فاتت 

ولا بعد ميت سنه چايه ،فاستهدا بالله كديتى ويلا نجروا الفاتحه 


صمت درويش ، ورفع ساقه على المقعد وهو يحكّ بشاربه الكث وينظر ناحية الذهب 

ورفع بصره إلى عمار الذى كان ينتظر أن تنفرج شفتاه بالموافقه ، ويفرك وليد بيده ويهز بساقه علامه على توتره وبالخارج تقف حبيبه وحفصه فى صمت يستمعا ف أردف درويش 

_طيب سيبونى نفكر وهنرد عليك يا حچ عبدالرحمن 


تهللت اسارير عمار وقد امسك وليد بيده فرحاً وهو مُبتسماً ،بينما إبتسمت حبيبة بالخارج وقامت حفصه ب إحتضانها بقوة وأخذتها وهرولا إلى اعلى قبل أن ينكشف امرهم أنهم يتصنتون من الخارج 

❈-❈-❈

ها قد كبرت الآن وأصبحت في قمه نضوجي وقررت التخلي عن كل الأشخاص الزائفين بحياتي فلم يبقَ لي أحد أصبحت وحيدا ،ولكني أدركت أن العيش بمفردي أفضل من كثير من حياه تمتلئ بالخداع.

_كويس كدا ؟! مبسوط كذا بنت ترفضك ودلوقت فسخت خطوبتك وانا مش فاهمه أنت عاوز ايه يابنى حرام عليك 


قالتها زاهيه بنفاذ صبر متوجهه بحديثها إلى إلياس فقال لها 

_عبلة دى بنت مش محترمه ،على طول صوتها عالى على طول غبية ومبتفهمش أنا عاوز إيه

مش عارفه تكون تحت طوعى ،متدلعه ومحسسانى أنها جينيفر لوبيز وهى مجرد بنت مُتخلفه من الصعيد لاتعرف السما من العما واخده شهادة جامعية عالفاضى 


هبت زاهية واقفه من مكانها وقالت 

_محدش غبي ومحدش مُتخلف ،كفاياك يا إلياس كفاياك بقى ومش عشان هى من الصعيد تبقى حماره 

عيب ،انت اصلك صعيدى وأنا وباباك الله يرحمه واختك واهلك ، عيب يابنى 

انت الل طباعك وحشه وصعبه والله يكون فعونها الل هتكون من نصيبك، اذا كنت انا مامتك ولا أختك التؤام تعبنا معاك فما بالك بالغريبة ! 

قالت زاهية جملتها فى صراخ به من شدة نفاذ صبرها منه ومن أفعاله ف أردف إلياس بكبرياء كعهده 

_هتشوفى يا ماما مين الل هتقبل وهتحب دا جدا كمان وهتحب أنها تكون حرم إلياس وليد العارف بالله نجم الدين..


تركته وهى تهم بالصعود الى غرفتها مع قولها وهى تدير له ظهرها 

_هكلم جدتك دهب اتطمن عليها بيقولوا عيانه ،ابقى اتطمن عليها أنت كمان 

_إيه بتموت 

قالها وهو يضحك ساخراً فنظرت له زاهية شرذاً وقالت 

_حتى بيقولوا عمار خطب حبيبة ،وجاب وزن الدهب 


تعجب إلياس وتحولت قسمات وجهه إلى الجدية وأردف منزعجاً

_إيه؟! إنت ِ بتقولى إيه يا ماما ؟! 

_بقول الل سمعته من مرات عمك لما كنت بتطمن على جدتك 


شعر إلياس بالضيق، كيف يتجرأ أحدهم بأن يكسب نقطه عليه 

كيف ومن البداية كانت برأسه حبيبه قبل كل هذا ولكن الشرط المزعج أوقفه!

كيف له عمار ان يسبقه اليها ويوفى هذا الشرط ،ترجل إلى والدته واردف بصرامته المعروفه 


_ماما لو سمحتِ لما تكلميهم تسألى عن تيته،إعرفى اتخطبت له بجد ولا لسه 

وعمار قدم كام كيلو دهب لأن اكيد مش هيقدر يقدم 60ولا70كيلو 

❈-❈-❈

كانت حبيبة وحفصه فى زيارة للجدة دهب للاطمئنان عليها بعدما اوصلهما درويش وكان يجلس أمام المنزل مع بقية ابناء عمومتهم .

بالصدفه كان عمّار بالداخل ولم يعلم درويش لأنه رأى وليد بالخارج فظن ان عمار معه .

وكانت هذه من أجمل الصدف حينما رآها تجلس هناك ، ألحّ على حفصه كثيراً حتى يتحدث معها لدقائق معدودة وهى برفقتهم بعيداً عن الجمع ،فصعدت حفصه إلى الدور العلوى تحججت بالبحث عن دواء معين للجدة فى أشياء زوجة العم عبداللاه وكانت مصطحبه حبيبه فلحق بهم عمار .

نظر لها وبداخله يتمتم انتِ الورد وانتِ شهدها.. وأناَ الساقي واناَ زارعها،،

_خلاص الحلم جرب يا حبيبة يتحجج ، جربتِ تبجى مرتى وحلالى ومحدش يبعدنى عنك أبدا ً 


خلف نقابها تبسمت واختفت ب أنظارها عن عيناها وهى تنظر أسفل،فتجرأ هو ورفع ذقنها ملامساً نقابها وقال لها بشوق 

_انا عمرى م سمعت رأيك يا حبيبة ، عاوزانى زى مانا عاوزك ؟! 


تنحنحت ورفرفت ب أهدابها خجلاً ف أردفت حفصه لهما

_إخلصى وچاوبيه لولا م صدعنى م كنت وافقت على الكلام ديتى بس نعمل ايه هو فحكم خطيبك وريجه نشف يا ولداه بجاله سنين 


ضحكا عمار وحبيبه ف انفرجت شفتى حبيبه وقالت

_انا مبعرفش أختارياعمار، مبعرفش أحكم ايه الل عاوزاه طول عمره ابوى الل بيتحكم فىّ

_يعنى مش عاوزانى زى مانا عاوزك 


قالها برقه صوت مع لمعة عيناه ف أردفت هى 

_بعد كل الل عملته عشانى واتكلمت بيه البلد كُلها ، ايوة ياعمار لو ربنا أراد تكون نصيبي 

أنا راضية ومبسوطه عشان الل يعمل كدا عشان بيحب واحدة جوى زى م حبتنى وجدام الناس وفالنور 

يستاهل ان نكمل معاه باجى عمرى من غير الخوف الل اتعودت عليه طول عمرى 


دنى عمار ف ابتعدت هى للخلف وأردف بحرارة غرامه الملتهب بقلبه وترجمتها انفاسه وحروفه 

_عمرى م هخلى الخوف يعرف طريج لجلبك ، هطمنك دايماً وهفضل دايما معاكِ

كل أمر بينا هنتشاور فيه ، وحياتنا هتبجى مشاركة 

مفيش يوم مش هعبر لك فيه عن حُبي وأن كرم ربنا كان واسع علىّ لما اتچوزتك 

هعيشك طفولتك الل معشتهاش يا حبيبه ،وهعيشك مراهقتك وسنك 

كل الل فاتك هعيشك فالجنة ..ويشهد عليّ ربنا يا حبيبتي 


قلبها كان يدق وجلا ، كل حرف تحدث به كان له مكان بقلبها..استشعرت محبته عن قرب 

لأول مرة تستشعر أنه من حقها ان يكون إحساسها هكذا دون خوف .

امسكت حفصه بيد حبيبة المثلجة من التوتر وهول الموقف واخذتها لتهبط ثانية عن الجدة دهب بينما وقف عماربمكانه مبتسماً واضعاً يده على قلبه مع قوله المعهود 

_بسم الله على جلبي ! يارب تم فرحتى ع خير يارب واجعلهامن نصيبي دنيا وأخرة.

❈-❈-❈

عندما علم إلياس بشأن تقدم عمار لخطبه حبيبه وانه قدم عشرة كيلو ذهباً خالصاً ، وان العم درويش مازال بمرحلة التفكير بالأمر ومشاورة نفسه .

قرر بأن يكون هو الحصان الرابح فى هذه المعركه الضارية ،فهو يعتقد أنه من أراد الزواج من حبيبة أولا ً

وليس هو ولكن العكس عمار من تقدم أولا ً ولو استباقه بالخطبه كان وليد أول من طرق بابها وطلب يدها .


جمع مالاً كان يدخره ورصيداً بالبنك مع فك وديعه معينه وبيع شقة قديمه كان يمتلكها بمكان ما ظن أنه ب إمكانه الآن الاستغناء عنها مقابل ان ينفذ الشرط ويقدم عطا اعلى من عمار ويكسب هو .


حوّل ماله إلى ذهباً خالص حينما اشترى به بأكمله ذهباً ليصبح عشرون كيلو !

على الفور دون أن يعلم والدته حتى ، سافر إلى الاقصر .. إلياس لايريد ان يكون خاسر

يجب ان يُعلم عبله ووالدها ووالدته وعمار وابناء عمومته ان من لم يكن معه خاسر وب أنه التارك وليس المتروك.

وصل الأقصر دون أن يعلم احد ،وبالوصف على م كان يتذكر وصل إلى البلده وإلى منزل العم درويش

وبعد الترحاب وخوف درويش ان يكون هناك مكروه بشقيقته فقد أوضح إلياس انها بخير وانه قد أتى لأمر آخر ..خطبة حبيبة

قدم الذهب ونظر لابتسامه درويش الواسعه ودقائق مضت دون حديث حتى مدّ درويش يده إليه وقرأ معه الفاتحه !

❈-❈-❈

مدَّ يده ليديها ليتعانقا لكنِّها أبت، ظلَّ واثقاً  أنَّه سيأتي يوم و يصبحا واحداً ...لكن! خانته ثقته فلم تلتفت له قط..بينما ظلّ هو متيماً بها .

كانت حفصه بمنزل عمها عبداللاه ، تحقن الجدة دعب دهب المتعبه ومن ثم جلست إلى شقيقات وليد ووالدته 

وكانت بمفردها من دون حبيبه ، وبعد مضى وقت ارادت المغادرة فهم وليد ب أن يقوم بتوصليها إلى منزل عمها وفى الطريق ..

_واجف اتفرچ يا حفصه وجلبي بيتجطع واچعنى هموت 

تنهدت حفصه وقالت له إثر سيرها بمحاذاته بالطريق

_هنجول ايه،انت الل اتاخرت وبعدين دا نصيب ومحدش بياخد غير نصيبه 

نصيبك الحلو جاعد يا وليد ودلوك حبيبه هتبجى مرت أخوك لازمن تشيل من دماغك أى حاچة 

تانيه 


ترقرقت دمعه بعين وليد واردف لها 

_بتعامل ع الأساس دا ولو تشوفينى تجولى معنديش جلب ، بس والله مافى حد هيحب حبيبة كدى 


شعرت حفصه بالضيق وقالت له 

_يوووه وبعدين معاك، ينفعش الكلام  دا سامع خلاص عمك درويش هياخد ويدى مع نفسه وبعدها يجول اه وتدخل بيتكم على أنها مرت اخوك ، لو فضلت كديتى هتجوم حرب يا ولد عمى 

حرب بين الاخوات وولاد العم وندور نطحن فبعض من داخل بعضينا 


ضاق بوليد ذرعاً واردف 

_يعنى هو زرار ياناس،لولا ان عمار سبج بيوم كنت زمانى أنا الل اتجدمت وهى خطيبتى أنا 


إلتوت شفتى حفصه واردفت ساخره

_والدهب ي حزين هتچيبو منين؟ ولا هتچيب چدتك دهب وتوديها لعمك درويش وتجوله اوزنهالى جصاد حبيبة؟! 

أمانه الواحد تعبان خلجه ف اسكت كنك ساكت ، بلا كان زمانى بلا كان ايامى

كانت جدامك ومتحركتش  ،عمار اتحرك وسافر وچاب المهر وطلع عين الل چابه 

يبجى أنت تحط لسان حرق أبو الل چابك فخشمك وتقول مبروك وتسجف زى كلب البحر . 


وفى طريقهم للمنزل حتى وصلا ،كان يراهما همام من بعيد وقد استقر بقلبه شعور غريب 

غيرة؟! ام خوف من ان يكون وليد يشعر بشيء ناحية حفصه وأن بين غمضه عين وانتباهتها 

سيطلب يدها للخطبه وسيقف هو مكانه لا حراك وقلبه يتمزق!


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة